زيارة إلى مصانع BMW في ألمانيا

  • تاريخ النشر: الأحد، 17 ديسمبر 2017 | آخر تحديث: الإثنين، 09 نوفمبر 2020

تيربو العرب يتطلع عن كثب على مستوى التطور العالي الذي تتمتع به مصانع BMW

مقالات ذات صلة
BMW تعمل على روبوت بشري لاستخدامه في مصانعها
BMW تريد أن تجعل سياراتها تسير ذاتيا داخل مصانعها
فولكس فاجن تدرس إغلاق مصانعها في ألمانيا للتوفير

تلبيةً لدعوة خاصة وُجهت لموقع تيربو العرب من قبل BMW، توجهنا إلى مدينة ديلغونفينغ الألمانية، وتحديداً إلى مصنع العلامة التجارية البافارية، حيث يتم تصنيع العديد من الطرازات، أبرزها كل من الفئتين الخامسة والسابعة. وفي البداية، ومع وصولنا إلى هناك، إستمعنا إلى شرح عن أهمية هذا الصرح الكبير الذي كان قد خضع خلال الفترة الماضية لعملية إعادة تأهيل شاملة إستعداداً لإنتاج أحدث طرازات BMW، أي الفئة الخامسة، إذ تمّ إستثمار مبلغ كبير من المال على إنشاء قسم بناء الهياكل وعلى وحدة إنتاج المجموعات المحركة، فضلاً عن تطوير مرافق تجميع السيارات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.


“ستبقى ديلغونفينغ هي المركز الأساسي لإنتاج سياراتنا الفاخرة" قال أوليفر زيبسي، عضو مجلس الإدارة لدى مجموعة BMW، وأضاف: "وبالإضافة لتصنيع الأجيال الأحدث من الفئة السابعة والفئة السادسة، فإنّ المصنع سيكون مسؤولاً أيضاً عن إنتاج مختلف فئات تجهيز الفئة الخامسة، وللمرة الأولى سيكون هناك مشاركة من قبل شركة ماغنا ستاير النمساوية في بناء بعض الوحدات من الفئة الخامسة ضمن مصانعهم في مدينة غراتز النمساوية".

 
وأكمل زيبسي حديثه قائلاً: "المستوى العالي من المرونة التي تتمتع به شبكة إنتاجنا والتعاون الوثيق العالي الإعتمادية مع شركائنا في ماغنا ستاير، سيسمح لنا بأن نستجيب بسرعة للطلب العالي من عملائنا لسيارتنا التي نعتبرها أكثر سيارات السيدان تطوراً ونجاحاً".


ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ الجيل الجديد من BMW الفئة الخامسة أتى متأثراً بنسبة كبيرة بالشقيقة الأكبر الفئة السابعة على أكثر من صعيد، خاصةً أنّ أنفاق الهواء والحاسبات الالكترونية لعبت دورها الكبير في رسم الخطوط النهائية للسيارة، إذ اعتمد التصميم الخارجي للفئة الخامسة على اتصال المصابيح الأمامية بشبكة التهوية الكبيرة الحجم، والتي من الممكن أن تغلق فتحاتها لتعزيز الانسيابية في حال عدم الحاجة للكثير من الهواء لتبريد المحرك أو لتنفيسه. وفي مقابل ذلك، ركزت BMW على خفض الوزن من خلال اعتماد قاعدة عجلات جديدة جرى استخدام مواد خفيفة الوزن في بنائها من ألومنيوم، مغنيزيوم وغيرها، الأمر الذي ساهم في تقليص الوزن بأكثر من 60 كلغ مقارنةً بالجيل السابق.

على الصعيد الميكانيكي، تتمتع فئة التجهيز الأعلى من الفئة الخامسة (إذا ما إستثنينا الفئة M5) أي BMW 540i بمحرك يتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر مع شاحن هواء توربو مزدوج يولد قوة 340 حصاناً على سرعة دوران محرك تبلغ 5,500 دورة في الدقيقة وعزم دوران أقصى يبلغ 450 نيوتن متر على سرعة دوران محرك تبلغ 1,380 نيوتن متر، وهذا ما يسمح لها بأن تنطلق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 4.8 ثانية قبل أن تصل إلى سرعة قصوى محددة الكترونياً عند حاجز الـ 250 كلم/س.
وتُعتبر الفئة الخامسة الجديدة من BMW ثاني سيارة يتم بناءها بالتعاون مع المصنع النمساوي ماغنا ستاير بعد أن كانت الشركة قد أنتجت في السابق طراز X3 في الفترة الممتدة ما بين العامين 2003 و2010، علماً أنّ ماغنا ستاير تُنتج حالياً كل من طرازي ميني كانتريمان وبايسمان لصالح مجموعة BMW.


وكما كان الحال مع الجيل السابق من الفئة السابعة، يتم إنتاج الفئة السابعة الجديدة في مصانع ديلغونفينغ قبل أن يتم شحنها إلى عملاء في أكثر من 100 بلد حول العالم، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ومنذ إطلاق الجيل الأول من الفئة السابعة في العام 1977 وحتى اليوم تمّ إنتاج أكثر من 1.6 مليون نسخة من كبيرة الصانع البافاري.


وبمناسبة الحديث عن الفئة السابعة، لا بد من الإشارة إلى أنّ جيلها الأحدث يأتي متطوراً بفضل استخدام تقنية البلاستيك المقوى بألياف الكربون التي ساهمت بخفض وزنه بنسبة كبيرة، وبذلك تتمتع BMW الفئة السابعة بأداء ديناميكي يعززه طبعاً كل من المحرك وجهاز التعليق، فضلاً عن المقود القادر على توجيه السيارة بدقة متناهية وسرعة عالية تضعها رغم حجمها الكبير في مصافي السيارات الرياضية.


على صعيد قوة الدفع، تتوفر الفئة السابعة بعدة خيارات ميكانيكية تبداأ بـ محرك يتألف من أربع أسطوانات سعة 2.0 ليتر يولد قوة 258 حصاناً في الفئة 730i، محرك يتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر بقوة 326 حصاناً ضمن الفئة 740i ومحرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.4 ليتر يولد قوة 450 حصاناً في الفئة 750i، علماً أنّ الفئة 760Li  التي تتوفر عند الطلب تأتي مع محرك يتألف من إثنتي عشر أسطوانة سعة 6.6 ليتر وقوة 610 أحصنة.


وقبل عشر سنوات من اليوم، قامت BMW بتطوير سيارات كهربائية بالكامل مع إطلاق مشروع i الذي تحوّل فيما بعد إلى علامة تجارية رديفة متخصصة بالسيارات الصديقة للبيئة من BMW، وكان لمصانع ليبزيغ دور كبير في هذه العملية، إذ تمّ إنتاج طراز i3 هنا منذ العام 2013 وطراز i8 منذ العام 2014.


وتكتفي  i8بإستخدام التقنية الهجينة ضمن أهدافها التقليدية التي تتمحور حول خفض إستهلاك الوقود، فهي ليست كشقيقتها النارية M4 التي لا تحتاج للكثير من الوقت كي تنتقل من حالة التوقف التام إلى سرعاتٍ عالية. إذاً، فإنّ الهدف من إستخدام التقنية الهجينة في i8 هو ليس فقط خفض إستهلاك الوقود، بل أيضاً خفض مقدار الطاقة المستخدمة خلال عملية إنتاج السيارة. ونشير هنا إلى أنّ ما تحتاجه i8 من طاقة خلال تواجدها على خط الإنتاج ينخفض بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة مع السيارات العادية.


ولمساعدتها في مجال إنتاج الألياف الفحمية، عمدت BMW لعقد شراكة مع شركة تدعى SGL (شركة ألمانية تملك منشآت في أمريكا الشمالية) ضمن إستثمار يهدف أيضاً لتوفير هذه المادة لمختلف سيارات الصانع البافاري.


وتمّ الإعتماد على مزيج من الألياف الفحمية والبلاستيك المقوى في بناء مقصورة قيادة i8 وأبوابها التي تُفتح إلى الأعلى مقابل إعتماد مادة الألومنيوم في بنية السيارة المقاومة للصدمات، الأمر الذي ساهم بتوفير وزن مخفض يتفوق بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة مع نفس البنية في حال إعتمدت على الفولاذ وبنسبة 30 بالمئة في حال تمّ الإعتماد كلياً على الألومنيوم.


وبما أنها تعتمد على التقنية الهجينة من أجل دفع السيارة إلى الأمام، جهزت BMW طراز i8 بمحرك إحتراق داخلي يتألف من ثلاث أسطوانات سعة 1.5 ليتر مع توربو مزدوج يتصل بمحرك كهربائي. وفيما يولد المحرك التقليدي قوة 231 حصاناً وعزم دوران أقصى يبلغ 320 نيوتن متر ثم يُرسل هذه القوة وذلك العزم إلى عجلات المحور الخلفي عبر علبة تروس من ست نسب أوتوماتيكية، يعمل المحرك الكهربائي على توليد قوة 131 حصاناً يغذي بها عجلات المحور الأمامي عبر علبة تروس أوتوماتيكية تعمل بمرحلتين، علماً أنّ المحرك الأخير يستمد طاقته من بطارية ليثيوم أيون بقدرة 5 كليوات.


وفي الختام، وبعد الجولة التي قمنا بها على مصانع الشركة الألمانية وإطلاعنا على التطور التقني الذي تتمتع به BMW على صعيد إنتاج السيارات وإستثمارها هذا الأمر في توفير طرازات لا تتمتع فقط بأداء عالي ومواصفات كريمة بل أيضاً بجودة تصنيع ممتازة، بتنا على ثقة بأنّ مستقبل صناعة السيارات لا بد له أن يكون مشرقاً.