سائقون يقضون سنوات من دون مخالفات
تلقى سائقون من جنسيات مختلفة، اتصالاً من شرطة دبي لإبلاغهم بالفوز في منافسات نظام النقاط البيضاء، وأنه سيتم تكريمهم في إطار قائمة ضمت 1500 سائق فازوا من إجمالي 18 ألف سائق انطبقت عليهم شروط السائق المثالي.
وقال سائقون مثاليون لـ«الإمارات اليوم» إنهم يلتزمون بقوانين السير حماية لأنفسهم ومراعاة لسلامة غيرهم من مستخدمي الطريق، مؤكدين أنهم شاهدوا حوادث مرورية تقع نتيجة التهور في القيادة، معربين عن سعادتهم بفوزهم في فعاليات النقاط البيضاء، إذ تمثل تحفيزاً من شرطة دبي للأشخاص الذي يسهمون بسلوكياتهم في ضبط أمن الطريق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأعلنت شرطة دبي الأسبوع الماضي فوز 1500 سائق من إجمالي 18 ألفاً تنافسوا في نظام النقاط البيضاء، وقررت إجراء سحب على جائزة كبرى (سيارة) يوم الأحد المقبل.
وتفصيلاً، قالت المواطنة ندى راشد بن ثاني، إنها فوجئت باتصال من شرطة دبي، تستفسر من خلاله شرطية عن مركبتها، وتسألها ما إذا كانت تقود بنفسها، أم تستخدم سائقاً، لافتة إلى أنها اعتقدت أن هناك مشكلة أو خطأ ارتكبته، لكن علمت في نهاية المكالمة أنها فازت في منافسات النقاط البيضاء.
وأضافت أنه «منذ حصولي على الرخصة قبل نحو 13 عاماً وأنا أحرص على الالتزام بقوانين السير، فلا أتجاوز السرعة في أي من الشوارع، بل يعتبر بعض أصدقائي أنني أبالغ في التقيد بالتعليمات البسيطة، مثل استخدام الإشارات حتى لو كنت أسير بمفردي في طريق أو دوار».
وأشارت إلى أنها تدرك طبيعة الأخطاء التي تؤدي إلى وقوع حوادث قاتلة، وتحاول تفاديها حفاظاً على حياتها وسلامة غيرها، منتقدة سلوكيات فئة من الشباب، الذين يعتقدون أنهم يملكون الطريق، فيسيرون بسرعة كبيرة، ويكادون يلصقون مركباتهم بسيارتها لإرغامها على إفساح الطريق، مشيرة إلى أنها لا تقود ببطء، لكنها تلتزم بالسرعة المحددة، ولا تتعمد عدم إفساح الطريق لهم، لكن لا تجد الفرصة، ورغم ذلك يزعجونها كثيراً من دون أن يتحسب أحدهم احتمالات اضطرارها إلى الوقوف بشكل مفاجئ.
وتابعت أن «فئة أخرى من الشباب يسيرون ببطء بالغ على المسرب السريع، وحين تتجاوزهم ينطلقون بسرعة كبيرة، لكونها فتاة»، مؤكدة أن الطرق لا تتحمل مثل هذه السلوكيات التي تؤدي إلى وقوع حوادث كثيرة.
وافادت بن ثاني بأنها اعتادت التفوق منذ أن كانت طالبة، وحصلت على شهادات تقدير كثيرة في عملها بإدارة إحدى المدارس، معتبرة أن تكريم شرطة دبي لها إضافة في سجل تفوقها.
وقال سعيد محمد بلال، مواطن فائز في الجائزة، إنه يقود منذ نحو 20 عاماً، ولا يذكر أنه ارتكب مخالفات تذكر، مشيراً إلى اقتناعه بأن السرعات المحددة في الطرق مناسبة تماماً، لذا يحرص على الالتزام بها، فلا يقود على الطرق الخارجية بسرعة تزيد على 130 كيلومتراً في الساعة، و80 كيلومتراً في الشوارع الداخلية.
وأضاف أن نظام النقاط البيضاء جيد للغاية، ويحفز الجميع على الالتزام، وبغض النظر عن المكافآت التي تمنحها شرطة دبي للفائزين، فإن التكريم كافٍ في حد ذاته، ويمثل إضافة جوهرية في سجل السائق.
وحول سلبيات قيادة الشباب المواطنين، أكد بلال أن التهور هو السمة السائدة لدى فئة منهم، مشيراً إلى أن السرعة صارت تمثل خطورة كبيرة في ظل ارتباطها بعوامل أخرى تشغل السائق عن الطريق، مثل استخدام الهاتف في الحديث أو الدردشة.
وذكر فائز آخر، محمود حسن، أنه يقود منذ ثماني سنوات، وحرص طوال فترة قيادته على عدم ارتكاب مخالفات مرورية، لاحترامه قانون السير في الدولة، لكنه صار أكثر حرصاً منذ الإعلان عن نظام النقاط البيضاء، لرغبته في الفوز بجائزة ذات قيمة إنسانية، بغض النظر عن قيمتها العينية أو المادية.
وأشار إلى أنه يضع أسرته في اعتباره حين يقود سيارته، ويدرك أن الطرق مصممة بطريقة مثالية وآمنة، لكن سلوكيات السائقين هي التي تتسبب في وقوع حوادث، لذا يزرع في أبنائه قيم الالتزام واحترام القوانين.
وأفاد ميثم حسين، أنه حصل على الرخصة منذ نحو 10 سنوات، ولم يرتكب أي مخالفات خطرة طوال تلك الفترة، مؤكداً أن سعادته لا توصف بالفوز في منافسات النقاط البيضاء، واعتبرها مكافأة على أعوام من الالتزام واحترام قوانين السير.
وقال إنه «من الرائع أن تكرمك دائرة حكومية مثل شرطة دبي، على واجب مفروض على كل شخص يقود سيارة في الدولة»، مشيراً إلى أن هذا النظام فريد من نوعه في العالم، ويشجع الجميع على الالتزام.