سيارات المُستقبل.. أجهزة كمبيوتر خارقة بـ 4 عجلات
تشهد صناعة السيارات تقدماً ملحوظاً، يُنبئ بظهور أجيال جديدة لم يعتدها الإنسان من قبل، فمنذ بضعة أعوام بدأت بعض مصانع السيارات بإنتاج طرازاتٍ قادرة على تنفيذ العديد من مهام القيادة ذاتياً، ومع التطور التقني الكبير، ودخول شركات تقنية كبرى على غرار شركة «غوغل» الأميركية في هذا المجال، بات إنتاج سيارة ذاتية القيادة كلياً مسألة وقت.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أجهزة كمبيوتر
وستزود السيارات في المستقبل بأجهزة كمبيوتر بالغة التطور، لتكون أشبه بأجهزة كمبيوتر خارقة مُصغرة، وذلك بحسب شركة «إنفيديا» Nvidia الأميركية لصناعة شرائح أجهزة الكمبيوتر.
وتشتهر «إنفيديا» بشرائحها الإلكترونية ذات القدرات المُتطورة في معالجة الفيديو والرسوميات، ومنذ نحو 10 أعوام، بدأت الشركة بالعمل على دمج شرائحها في السيارات، إذ كان الجيل الثالث من سيارات «أودي أيه 8» Audi A8 الذي تم إطلاقه عام 2009، أول ما ضم معالجاً رسومياً من «إنفيديا» بغرض تشغيل شاشة «نظام الملاحة الثلاثي الأبعاد». وحالياً يوجد على الطرق أكثر من ثمانية ملايين سيارة مدعومة بمعالجات «إنفيديا»، من ضمنها طرازات مصنعة من قبل شركات على غرار «مرسيدس»، «هوندا»، «أودي»، و«تسلا»، في الوقت الذي يؤكد فيه مدير قطاع منتجات المواصلات في «إنفيديا»، داني شابيرو، أن شركته تعتزم توسيع أعمالها في مجال النقل، ليصل عدد المركبات المدعومة بشرائحها الإلكترونية إلى ما يزيد على 25 مليوناً، خلال السنوات القليلة المقبلة.
العرض الرقمي
ويزداد طلب مصنِعي السيارات على أنظمة العرض الرقمي لدمجها في مناطق مختلفة داخل السيارة، وتحديداً في مقدمتها حيث يكمن نظام الملاحة، فعلى سبيل المثال تضم سيارة «تيسلا موديل أس» Tesla Model S شاشة لمسية قياسها 17 بوصة، يُمكن للسائق استثمارها للتحكم في الكثير من المهام، كونها قُدِمت بديلاً عن معظم أزرار التحكم الفيزيائية. ووفقاً لـ«شابيرو»، يأتي الكمبيوتر الخاص بالسيارات المطور من قبل «إنفيديا» «درايف سي أكس» Drive CX مُزوداً بمعالج «تيغرا أكس ون» Tegra X1، وغير ذلك من المواصفات العتادية التي تجلب له قدرة معالجة تصل إلى تريليون «فلوبس» flops (أي تريليون عملية نقطة عائمة في الثانية) وهي ذات قدرة المعالجة التي امتلكتها أجهزة الكمبيوتر الخارقة كبيرة الحجم المطورة قبل 15 عاماً.
عائدات وطموح
وتتوقع «إنفيديا» عائداتٍ بحدود 183 مليون دولار (نحو 672 مليون درهم) العام الجاري، بفضل مُنتجاتها في مجال المواصلات، ومع ذلك يبقى هذا الرقم أقل مما تحققه بعض شركات التقنية الكبرى التي تستثمر في هذا المجال، على غرار «تيكساس إنسترومينتس» Texas Instruments و«إنتل» Intel، و«كوالكوم» Qualcomm.
وتطمح «إنفيديا» إلى اختراق سوق السيارات ذاتية القيادة، إذ طرحت حديثاً كمبيوتر الملاحة الذاتية «درايف بي أكس» Drive PX، القادر على استقبال البيانات من 12 كاميرا حول السيارة، والمزود بتقنية الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم «التعلم العميق» deep learning، التي تجعل السيارة قادرة على التعلم أثناء القيادة وتطوير الأداء.
ويُشبه شابيرو الكمبيوتر «درايف بي أكس» بالطفل الصغير القادر على التعلم السريع، بشكلٍ يسمح بتعليم السيارة كيفية فهم اللافتات الطرقية وقوانين السير، كما يمكن لهذا الكمبيوتر الاتصال بخدمة سحابية خاصة تضم قاعدة بيانات ضخمة عند مواجهته لموقف جديد بغرض التعلم لاتخاذ القرار الأنسب. ويتوقع شابيرو أن تُصبح السيارات ذاتية القيادة في المُستقبل أمراً إجبارياً، وذلك نظراً لأهميتها في خفض معدلات الحوادث والإصابات البشرية والأضرار بالممتلكات، لكن في وقتنا الحاضر لاتزال عمليات تطوير هذه السيارات في مراحلها الأولى، وبالتالي فإنه من المبكر الحديث عن سيارات ذاتية القيادة قادرة على تلافي الحوادث الطرقية، خصوصاً بعد اعتراف «غوغل» حديثاً بتعرض سياراتها ذاتية القيادة أثناء التجارب لبعض الحوادث التي وصفت بـ«الثانوية».