شاهد تاريخ تطور صناعة السيارات
منذُ أن كانتْ تسيرُ بالبخارِ حتَّى أصبحتْ تسيرُ بالكهرباءِ.. تاريخٌ طويلٌ ومراحِلُ متعددةٌ مرَّتْ بها صناعةُ السياراتِ، تعرفُوا على تاريخِ صناعةِ السياراتِ باختصارٍ في حلقةِ اليومِ من ورشة تربو.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مع تطورِ المحركاتِ البخاريةِ في أواخرِ القرنِ الثامنَ عشرَ حَلَمَ الناسُ بسياراتٍ تسيرُ دون أن تجرَّها الخيولُ.
وفي عامِ ألفٍ وسبعِمئةٍ وتسعةٍ وستين قام نيكولاس جوزيف كوجنو المهندسُ العسكريُّ الفرنسيُّ بإنشاءِ أولِ مركبتَيْن ذاتيَّتَي الحركةِ. تسيران بقوةِ البخارِ صُمِّمتْ إحداهما لنقلِ الركَّابِ، والأخرى لجرِّ المَدافعِ.
كانتِ السياراتُ البخاريةُ البدائيةُ تُلحِقُ أضرارًا بالطرقِ وتنفجِرُ أحيانًا. كما كانتْ تُصدِرُ جَلَبَةً هائلةً، وتُلوِّثُ الهواءَ بالدُّخانِ وتُرعِبُ الخيولَ.
وفي عامِ ألفٍ وثمانِمئةٍ وخمسةٍ وستين أوقفَ قانونُ العلَمِ الأحمرِ أيَّ تطويرٍ إضافيٍّ للسياراتِ.. فوَفقًا لهذا القانونِ، لم يَكُنْ في إمكانِ سيارةٍ بخاريةٍ أن تسيرَ بسرعةٍ أكثرَ من ستةِ كيلومتراتٍ الساعةِ في الريفِ، وثلاثةِ كيلومتراتٍ في الساعةِ في المدينةِ. كما كان يجبُ أن يمشيَ أمام المركبةِ رجلُ إشارةٍ، يحذِّرُ من اقترابِها بالتلويحِ بعلمِ أحمرَ في النهارِ وبفانوسٍ أحمرَ في الليلِ.
وفي ستينياتِ القرنِ التاسعَ عشرَ، طوَّرَ مخترعٌ أمريكيٌّ آخَرُ، هو سيلفستر روبر، مركبةً بخاريةً أصغرَ كثيرًا. وكانت تشبهُ إلى حدٍّ كبيرٍ السيارةَ في الوقتِ الحاضرِ. ولقيَتْ مركبةُ روبر اهتمامًا شعبيًّا وافرًا، حتى إنها عُرِضَت في سيركٍ.
تجارب صناعة سيارات بخارية
في أواخرِ القرنِ التاسعَ عشرَ، قامَ عدةُ مهندسين آخَرين بتجارِبَ على السياراتِ البخاريةِ، منهم الأمريكيون ج. ن. كارهارت، وريتشارد دادجون، ورانسم إيلي أولدز. وازداد عددُ الشركاتِ التي تصنِّعُ السياراتِ البخاريةَ بسرعةٍ.
عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وعشرين صممَ المخترعُ البريطانيُّ ويليام سيسيل محركًا يُدارُ بانفجارِ خليطٍ من الهيدروجين والهواء.
عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وثمانيةٍ وثلاثين صنعَ مخترعٌ بريطانيٌّ آخَرُ هو ويليام بارنيت محركًا يضغطُ خليطَ الوقودِ.
عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وخمسةٍ وثمانين طورَ الألمانيَّان جوتليب ديملر وكارل بنز، كلٌّ على حدةٍ، أولَ محركاتِ بترولٍ رباعيةِ الشوطِ ناجحةٍ. فاستخدمَ ديملر محركَه لإدارةِ دراجةٍ ناريةٍ بعجلتَيْن. وركَّبَ بنز محركَه في مركبةٍ بثلاثِ عجلاتٍ. وبعد فترةٍ قصيرةٍ، صنعَ إدوارد بتلر، في بريطانيا، دراجةً بثلاثِ عجلاتٍ تُدارُ بمحركِ بترولِ.
عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وتسعين تمَّ تطويرُ التصميمِ العامِّ للسياراتِ الحاليَّةِ في فرنسا. فقد صنعَ إميل لوفاسور ورينيه بانار، الشريكان في شركةِ مركباتٍ، سيارتَهما الأولى وكانت تُدارُ بمحركِ ديملر.
عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وثلاثةٍ وتسعين صنع الأخوان تشارلز وفرانك دورياي أولَ سيارة بنزينٍ أمريكيةٍ ناجحةٍ.
عامَ عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وخمسةٍ وتسعين صنعتْ شركةُ ميشلان –وهي شركةٌ فرنسيةٌ لصناعةِ المطَّاطِ– أولَ إطاراتٍ مملوءةٍ بالهواءِ المضغوطِ لاستخدامِها في السياراتِ.
عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وثلاثةَ عشرَ أنشأَ فورد خطَّ إنتاجٍ مستمرًّا للسياراتِ في مصنعِه؛ حيث كان يسحبُ هيكلَ السيارةِ، وقد نتجَ عن هذه العمليةِ انخفاضٌ ضخمٌ في زمنِ الإنتاجِ وتكاليفِه.
أظهرتِ الحربُ العالميةُ الأولى أهميةَ السياراتِ في قلبِ موازينِ المعركة.
وقد ساعدَ الدورُ المهمُّ الذي قامت به صناعةُ السياراتِ في الحربِ على ترسيخِ السيارةِ بوصفِها وسيلةَ نقلٍ مألوفةً، ولا تزالُ صناعةُ السياراتِ تشهدُ تطورًا مستمرًّا في كلِّ يومٍ.