شفروليه سيلفرادو هاي كانتري جـاهـز للمنافسة
شأنه لأبناء عمه في مخيم جنرال موتورز، نال شفروليه سيلفرادو هاي كانتري عملية تطوير شبه كاملة بإنتظار إطلاقه كطراز يعود للعام القادم
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لطالما كانت المشكلة الرئيسية مع كل من شفروليه سيلفرادو وجي ام سي سييرا متمثلةً بمدى التشابه بينهما وذلك على الرغم من فارق السعر بين هاتين السيارتين اللتين كانتا تسيران في النهج الذي كان معتمداً لدى جنرال موتورز منذ سبعينات القرن الماضي والذي كانت على أثره جنرال موتورز توفر سيارة واحدة تنتجها على شكل عدة سيارات تنتمي كل منها الى علامة من علامات جنرال موتورز وبحيث لا يمكن تمييز هذه السيارات عن بعضها البعض إلا من خلال بعض التفاصيل التصميمية التي كان معظمها يصب في خانة الواجهتين الأمامية والخلفية وتصميم المقود. أما السبب في إعتماد هذه السياسة، فيعود الى أنها كانت تسمح لجنرال موتورز بخفض التكاليف، في وقت كان المستهلك الأميركي يتقبل هذه السياسة، خصوصاً أنه مشهور بولائه لعلامة ما. أما اليوم، فقد تبدلت معطيات الأسواق وهذا ما أدى بـ جنرال موتورز الى الإستمرار بالمشاركة لجهة ما لا تراه العين المجردة وإعتماد تصاميم خارجية وداخلية مختلفة كلياً عن بعضها البعض وهذا ما بنطبق على طرازات العام 2015 من كل من شفروليه سيلفرادو وجي ام سي سييرا. ولأننا قمنا بتجربة مفصلة لهذه الأخيرة قمنا بنشرها في العدد 157، كان القرار بإلقاء الضوء في هذا الموضوع على إبنة عمها والمقصود هنا هو بالطبع شفروليه سيلفرادو وتحديداً نسخة هاي كانتري منها.
ولكن قبل البدء، لا بد من الإشارة الى أن سيلفرادو لا تزال تتشارك مع سييرا بقاعدة العجلات والشاسي ولكن بعد إعتماد طريقة تلحيم جديدة رفعت كثيراً من الصلابة الإلتوائية، إلا أن إدارة جنرال موتورز طلبت من قسم التصميم لديها أن يعمل جاهداً على زيادة الفوارق التصميمية بين سييرا وسيلفرادو التي باتت تعتمد على واجهة أمامية ضخمة تعكس قدراتها كشاحنة متفوقة. وتتميز الواجهة الأمامية بخط أفقي وسطي ـ علوي يقسمها كما في معظم سيارات شفروليه، الى قسمين أفقيين متناظرين لجهة التصميم الذي يعتمد على مصباحين أفقيين ينتهيان من الخارج بإشارات إنعطاف تتداخل في الرفاريف الأمامية وبحيث يفصل بين هذين المصباحين شبك أفقي رقيق تم تكراره والمصابيح في القسم السفلي من الواجهة وهذا ما وفر للتصميم العام للواجهة الأمامية طابعاً من القساوة والشراسة التي تم تكرارها في تصميم الصادم الأمامي الضخم. وفي هذه الواجهة، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ الدقة التصنيعية وذلك من خلال الفواصل الدقيقة بين مكونات الواجهة والتي تم معها ضبط طريقة تدفق الهواء حول المقدمة وتحويله بإتجاه مقصورة المحرك ومنطقة المكابح الأمامية لزيادة فعالية تبريدهما.
وعلى الرغم من إنتماء سيلفرادو الى قطاع الشاحنات الخفيفة المتوسطة الحجم، إلا أن شفروليه راعت عند تصميم هيكله كافة عوامل الإنسيابية التي إنعكست على شكل مقصورة هادئة تم تعزيزها بوصلات مطاطية محيطية ثلاثية لفتحات أبواب المقصورة تمنع وصول الضجيج الى الداخل وبتصميم جانبي سفلي مدروس لإمتصاص ضجيجي الهواء والسير. كذلك قامت شفروليه بتطوير سيلفرادو في نفق الهواء حيث تم تعديل تصميم خط السقف وعاكس الهواء الخلفي لتعزيز الإنسيابية وزيادة مستويات التماسك على السرعات العالية وخفض مستويات ضجيج الهواء عند إرتفاع السرعة.
في الداخل، نالت سيلفرادو مقصورة جديدة كلياً لا يمكن إغفال جودتها التصنيعية المتفوقة مقارنة بالجيل الحالي وبالأخص لجهة جودة المواد وطريقة ربط مكونات هذه المقصورة الى بعضها البعض. وتبرز في هذه المقصورة، لوحة قيادة تركز على الترف من خلال تلبيسها بجلود مطاطية وعلى التصميم المعاصر الذي يبدأ بتجويف عدادات يحتوي على عدادين للسرعة ولدوران المحرك يتوسطهما شاشة رقمية تعرض عدداً وفيراً من المعلومات. وفوق هذه العدادات، وضعت شفروليه أربعة عدادات صغيرة للإشارة الى كمية الوقود المتبقية في الخزان، درجة حرارة المحرك، ضغط زيت المحرك ومستوى الكهرباء في البطارية. أما الكونسول الوسطي العريض والنافر عن مستوى اللوحة، فيحتوي على مخرجين عموديين لهواء المكيف يتوسطهما شاشة LCD لنظام MyLink بقياس 8 إنش الذي يمكن معه التحكم بالنظام الموسيقي، جهاز الملاحة، الهاتف الخليوي، جهاز الفيديو، معايير عمل السيارة وغيرها. وفي هذا السياق، يمكن القول أيضاً أن التحكم بالمعلومات التي تعرضها اللوحة الرقمية في تجويف العدادات سهل وسريع وبسيط ولا يتطلب رفع النظر عن الطريق وهو مثالي لما يطلبه مالكو هذا النوع من المركبات. وفي هذه اللوحة، يتواجد عدد كبير من قوابس USB المعززة بمآخذ كهربائية وعدد لا يستهان به من مناطق التوضيب التي تم نشرها في مختلف أنحاء المقصورة بدءاً من لوحة القيادة وكونسولها الوسطي ومروراً بمسند اليد الوسطي في الأمام ووصولاً الى بطانات الأبواب. وفي سياق الكلام عن المقصورة، لا بد من الإشارة الى أنها مزودة بمقاعد أمامية توفر مستويات راحة عالية يعود الفضل فيها الى إمكانية تعديل وضعية هذه المقاعد في كل الإتجاهات.
وفي إطار الكلام عن المقاعد، نشير أن سيلفرادو تستخدم مقاعد ذات رغوة ثنائية الكثافة مصممة لتأمين الراحة خلال فترات القيادة الطويلة والحفاظ على مظهر رائع بعد سنوات طويلة من الإستخدام. وتتوفر المقاعد بتلبيس جلدي أو قماشي في مختلف نسخ سيلفرادو. وقد تم تصميم القماش ليدوم لفترة طويلة من الزمن مع التركيز على قدرته على مقاومة البقع والأوساخ، في وقت تم مع نسخة هاي كانتري، تلبيس المقصورة بجلود حصرية بنية اللون ترفع الإحساس بترف المقصورة. أما المساحات الداخلية في الأمام، فهي كبيرة جداً ولكنها تتدنى قليلاً في حال كان سيلفرادو من فئة الأبواب الأربعة التي تتوفر بخيارين يتم تزويد الأول منهما بأبواب خلفية قياسية تكشف عن مقعد قادر على إستضافة ثلاثة بالغين مقابل أبواب خلفية قصيرة للفئة الثانية التي تكشف بدورها عن مقعد يصلح للأولاد فقط. أما إذا أردنا أن نقيّم مقصورة سيلفرادو، فيمكن القول أنها تتفوق على مقصورة فورد F-150 لجهة الجودة التصنيعية ونوعية المواد المستعملة فيها. وفي الخلف، يتوفر سرير التحميل الخلفي بخيارين رئيسيين أحدهما قياسي ويبلغ طول سرير التحميل معه 5 أقدام و8 إنش مقابل 6 أقدام لسرير التحميل الجديد. أما فئتي المقصورة العادية والمقصورة المزدوجة، فتتوفران حصرياً مع سرير تحميل خلفي بطول 6 أقدام و6 إنش.
وعلى صعيد آخر، تعلن شفروليه أنه يكفي أن ينطلق المرء بـ سيلفرادو الجديد كي يتأكد أنه أفضل بكثير من الجيل الحالي. فمستويات الهدوء في المقصورة عالية وذلك بفضل تقنيات خفض ضجيج الهواء التي تم إستعمالها ومنها تصميم المرايا الخارجية الذي يسمح بإنسياب الهواء حولها والطبقات المطاطية الثلاثية التي تحيط بفتحات الأبواب، إضافة الى تصميم السقف وتداخل الأقسام العلوية من الأبواب في السقف، الأمر الذي يخفف من تلاعب الهواء على السرعات العالية. كذلك تساهم الفواصل الرقيقة بين مكونات الواجهة الأمامية من ناحية وبين مقصورة الركاب وسرير التحميل الخلفي من ناحية أخرى في خفض مستويات الضجيج في الداخل.
وتتوفر سيلفرادو هاي كانتري قياسياً بمحرك EcoTec3 سعة 5.3 ليتر موزعة على 8 أسطوانات بشكل V وهو قادر على توليد قوة 355 حصاناً مع 519 نيوتن متر من عزم الدوران، بالإضافة الى إستهلاك رائد للوقود ضمن فئته يبلغ 10.7 ليتر لكل 100 كلم على الطرقات السريعة. أما المحرك الآخر، فمن عائلة محركات EcoTec3 ومن نادي محركات V8 ولكنه بسعة 6.2 ليتر ينتج عن إحتراق الوقود في داخله قوة 420 حصاناً تترافق مع 623 نيوتن متر من عزم الدوران. ويعمل المحركان بنظام البخاخ المباشر للوقود المعزز بنظام نشط لإدارة الوقود يعمل معه المحرك بأربع أسطوانات بدلاً من ثماني وجهاز للتحكم بتوقيت صمامات العادم. وقد تم ربط المحركين الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب جرى تزويدها بنظام الكبح التدريجي الأوتوماتيكي الذي يقوم بخفض النسب في الطرقات المتجهة نزولاً لمساعدة المكابح في خفض السرعة. أما المكابح، فهي مزودة بأسطوانات قرصية من فئة Duralife تعتمد سطحاً أكثر قساوة وقوة لخفض مستويات إحتكاك حشيات المكابح عند الكبح وهذا ما يرفع عمرها الخدماتي بمعدل الضعف.