شفروليه كورفيت جراند سبورت ... أميركية بجينات أوروبية
محرك بعضلات مفتولة، تصميم إنسيابي رشيق وأداء رياضي مثير. رحبوا معنا بالفئة جراند سبورت من شفروليه كورفيت
-
1 / 22
رغم أنّ ما حصل مع جراند سبورت لا يمكن توصيفه بأنه أتى نتيجةً لعامل وراثي بالمعنى الجيني الدقيق، إلا أنّ قصة جراند سبورت هي بالفعل قصة تزاوج بين مدرستين مختلفتين، وعقليتين متناقضتين، نعم إنه تزاوج فكري أدى إلى نتيجة مشابهة بروعتها لما ينتج عن تزاوج بين بشر من أجناس مختلفة
لها:
الأفضل بين فئات كورفيت
سعر مدروس
تصميم أنيق
تماسك عالي
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عليها:
ضجيج داخل مقصورة القيادة
لا يوجد مقاعد خلفية
لست خبيراً بعلم الوراثة، ولكنني قرأت ذات مرة بأنّ التزاوج بين الغرباء يُحسّن نسل المخلوقات، وهذا هو تحديداً حال كورفيت جراند سبورت. فرغم أنّ ما حصل مع فخر شفروليه لا يمكن توصيفه بأنه أتى نتيجةً لعامل وراثي بالمعنى الجيني الدقيق، كون ما نتحدث عنها هي سيارة تقوم على مكونات ميكانيكية، أي أنها ليست مخلوق مكوّن من لحم ودم، إلا أنّ قصة جراند سبورت هي بالفعل قصة تزاوج بين مدرستين مختلفتين، وعقليتين متناقضتين، نعم إنه تزاوج فكري أدى إلى نتيجة مشابهة بروعتها لما ينتج عن تزاوج بين بشر من أجناس مختلفة، فالفئة جراند سبورت من كورفيت هي سيارة عضلات أميركية بكل ما للكلمة من معنى ولكن مع جينات (فكرية طبعاً) أوروبية تحمل صبغة وراثية تفيد بأنّ الأداء العالي لأي سيارة هو ليس فقط بفضل محرك يتمتع بقوة جبارة، بل أيضاً هيكل مدروس بعناية ومساعدات إنسيابية تتناغم مع القوة العالية وتسمح بترجمتها على الطريق من خلال أداء سباقي مميز.
ولكي نشرح ما الذي أدى إلى هذا التزاوج لا بد من الإشارة إلى أنّ نمط القيادة الذي يفرض سيطرته على الفئة الأقوى من كورفيت، أي ،ZO6 هو النمط المتطرف الذي يتماشى مع مدرسة العضلات الأميركية المفتولة. فمع محرك معزز بشاحن هواء توربو يساعده على توليد قوة 650 حصاناً، لم يكن هيكل ZO6 رغم محاوره الأمامية والخلفية الأعرض قادراً على تحمل القوة المفرطة عند المنعطفات، لذا أتت الفئة جراند سبورت حاملةً نفس هيكل شقيقتها ذات المحرك الأقوى والأكثر تطرفاً ولكن مع محرك ستنغراي الأقل قوةً (رغم رفع قوته بمقدار خمسة أحصنة) لتناسب من يرغب بالحصول على سيارة تحمل سمات المدرسة الأميركية المحبّبة للملايين ولكن مع أداء يسمح لها بأن توفر لسائقها متعة القيادة على طرقات جبلية ملتوية بأداء وتماسك يضاهي ما يتوفر لأفضل السيارات الرياضية القادمة من القارة العجوز أوروبا.
على صعيد الشكل الخارجي، وكونها تنتمي إلى الجيل السابع من أجيال كورفيت، فإنّ جراند سبورت تُعتبر أجمل السيارات التي حملت أحرف كورفيت على جسمها (بإستثناء الجيل الثاني ذو الخطوط الكلاسيكية الساحرة)، فالمقدمة تتمتع بشبكة تهوئة أمامية تمتد على طول الواجهة الأمامية لتوفر تدفق هواء قوي يصل الى المبردات التي تمّ تثبيتها في المقدمة قبل أن يخرج مجدداً من فتحة التهوئة العلوية المثبّتة وسط غطاء المحرك المصنوع من ألياف الكربون بهدف تعزيز الديناميكية الهوائية وتوفير المزيد من الثبات للمحور الأمامي. ومن الجنب، تتمتع السيارة بخطوط أسفينية تُعطي إنطباعاً بصرياً واضحاً عن قدرة الجسم على إختراق الهواء بشكلٍ سلس.
أما من الخلف، فتستعير السيارة عاكس هواء الفئة Z06 الذي يأتي مثبّتاً على حافة غطاء الصندوق الخلفي فوق مصابيح التوقف التي تتخذ شكلاً مستطيلاً، فيما يكتمل المظهر الرياضي المثير لمؤخرة السيارة من خلال أنابيب العادم الرباعية المثبّتة في الوسط تيمناً بالعديد من السيارات الرياضية التي تركت أثرها الإيجابي في التاريخ كـ جاكوارE تايب وفيراري F40.
وعلى الطريق، يبدو جلياً حجم المجهود الذي بذله مهندسو الصانع الأميركي للخروج بسيارة تتمتع بمستوى عالي من الأداء، إذ أنّ كورفيت جراند سبورت توفر عبر أنماط قيادتها المتعدّدة توازناً مثالياً دون أن يتم الغاء دور السائق الذي يتمتع بالمزيد من القدرة على السيطرة، فالسيارة تنزلق فقط عندما يرغب السائق بذلك، (وبعد أن يوقف عمل جهاز التحكم بالتماسك الذي بالمناسبة يمكن ايقاف عمله بكل سهولة)،ولعل ما ساهم بتوفير هذا التماسك الجيّد هي الإطارات الجديدة التي تتمتع بقدرة عالية على التماسك مع سطح الطريق.
وعلى صعيد القوة الدافعة، يوفّر محرك كورفيت ذو الأسطوانات الثماني سعة 6.2 ليتر قوة 460 حصان تنتقل الى المحور الخلفي عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب. وعند الضغط على دواسة الوقود بكل قوة يستيقظ محرك السيارة ويبدأ بإصدار زئيره الميكانيكي المتوحش، الأمر الذي يوفر متعة تُضاف الى المتعة التي توفرها العجلات بتماسكها العالي مع الأسفلت، والمقود بإستجابته السريعة وحجم المعلومات التي يوفرها للسائق عن ما يجري تحت المحور الأمامي.
ورغم التحسينات الكبيرة التي طالت مكوّنات السيارة الميكانيكية، فضلاً عن التصميم الخارجي المثير، الا أنّ سعي مُصمّمي شفروليه لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أنهم ما أن باشروا بتصميم مقصورة القيادة حتى قرروا أن لا يوفروا أي مجهود في سبيل الحصول على مقصورة تعتمد تصميماً يخدم السائق بالدرجة الأولى ويساعده على إستخدام السيارة بكل سهولة، سواء كان هذا الإستخدام لمجرد التنقل من نقطة الى أخرى أو بهدف البحث عن متعة القيادة الرياضية على الحلبات، إلا أنّ المشكلة هي في عملية تصنيع هذه المقصورة، أو ربما المواد المركبة منها، فخلال السير على الطريق يمكنك أن تسمع صوت إحتكاك أجزاء البلاستيك على بعضها البعض، خاصةً خلال عبور المطبات وخلال عمليات تغيير إتجاه السيارة بقوة. ولكن، وفي النهاية، فإنه لا يمكننا أن نلقي الكثير من اللوم على كورفيت بسبب ضجيج مقصورتها، وذلك لأن توليفة التصميم الجميل المقترن مع مكونات ميكانيكية مثيرة ومتعة قيادة رياضية عالية مقابل سعر مدروس لا يزيد عن ما يعادل 100,000 دولار أميركي تُعتبر توليفة من الصعب مقاومتها.