صغيرة ولكن قلبها كبير
-
1 / 17
يعتقد الكثيرون أن ميني جون كوبر ووركس ليست إلا عبارة عن أداة للتباهي كونها مبنية على سيارة غير تقليدية ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه السيارة ممتعة للغاية
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عام 1959، أطلقت ميني سيارتها الأولى في العالم وكان الهدف منها توفير سيارة إقتصادية مدمجة الحجم. وقد إنفردت هذه السيارة حينها بإندفاعها بالعجلتين الأماميتين، في وقت كان معظم إنتاج السيارات في العالم يندفع بالعجلات الخلفية وهذا ما مكن ميني من إستغلال حوالي 80 بالمئة من قاعدة سيارتها المدمجة الحجم هذه في صالح مقصورتي الركاب والتحميل ولتتحول هذه السيارة الى أسطورة في عالم صناعة السيارات ولدرجة باتت تعتبر الرديف البريطاني لـ فولكسفاكن بيتل التي كانت واحدة من أهم سيارات تلك الفترة. أما ما ميز ميني حينها عن بيتل، فتمثل بدخولها في عدد من نشاطات رياضات السيارات والبدء بتوفير فئات رياضية منها وهذا ما أدى الى ولادة توجه كبير نحو تعديلها وتزويدها بمساعدات إنسيابية خارجية، خصوصاً أنها شاركت خلال ستينات القرن الماضي في بطوله العالم للراليات التي كانت في أوج رواجها وحققت عدة إنتصارات في رالي مونت كارلو الجبلي الثلجي وفي مواجهة سيارات عريقة في هذا الميدان.
ومع حلول العام 1994، إشترت بي ام دبليو مجموعة روفر التي كانت ميني إحدى فروعها وأعادت إطلاق ميني في الأسواق خلال العام 2001 بحلة جديدة ومتطورة. ولأن ميني الجديدة لم تخسر أي من مقومات نجاحها الأساسية، بدأت بتحقيق النجاح في عدد كبير من الأسواق ولدرجة أن إدارتها قررت أن لا تحصرها بفئة هاتشباك وشقيقتها المكشوفة، بل وفرت عدة فئات منها كلابمان وكوبيه ورودستر وكانتريمان وبايسمان. كما وفرت من هذه السيارات نسخ قياسية وأخرى رياضية تبدأ بنسخة كوبر تليها كوبر S وكوبر S جون كوبر ووركس التي تعتبر بمثابة طراز القمة لجهة تجهيزاتها الرياضية وتأديتها المتقدمة.
وعلى الرغم من الطابع الرياضي الذي تتحلى به سيارات ميني اليوم، إلا أن عدداً كبيراً من المستهلكين لا يزال يعتقد أن هذه السيارة المدينية الصغيرة «نسائية» ومخصصة للإستعمال في المدن المزدحمة. أما السبب، فأعتقد أنه يعود الى حملات ميني التي تركز كثيراً على الطابع الشبابي والتي تتوجه الى أولئك اللذين يشددون على إعتماد أنماط حياة مدينية تركز على العلاقات الإجتماعية. وهنا، قد يكون هذا النوع من الترويج هو ما تصبو اليه ميني ولكن ليس من خلال سيارة تحمل شعار جون كوبر ووركس (JCW) على واجهتيها الأمامية والخلفية كالتي قدتها. فهذه السيارة وفي حال أردت أن أختصرها، تقوم على جينيات رياضية وتهدف الى توفير تجربة قيادة لا بد أن تنتهي بإبتسامة عريضة.
ولتمييز نسخة JCW عن سائر شقيقاتها من الخارج، زودتها ميني بعدد من المعالم منها شعار جون كوبر ووركس على شبك الواجهة الأمامية العلوي وعلى غطاء صندوق الأمتعة في الخلف وجعلتها تقف على عجلات معدنية رياضية خاصة بها بقياس 17 إنش تم طلاؤها باللون الأسود الذي تظهر من خلاله مكابس المكابح الحمراء اللون وذلك بعد تلبيسها بإطارات بقياس 205/45R17، بالإضافة الى مخرجين دائريين للعادم أخذا لنفسيهما وضعية وسطية في أسفل الصادم الخلفي الذي ينتهي طرفاه الخارجيان بمقطع بلاستيكي نافر بشكل بداية لفتحات الإطارات النافرة في الخلف والأمام والتي يربط بينها تنانير جانبية مهمتها المساهمة في التحكم بتدفق الهواء حول وتحت السيارة، إضافة الى تعزيز مظهرها الرياضي.
وبالإضافة الى توفير هذه السيارة بمجموعة حصرية من الألوان الخارجية التي تطاول الهيكل والسقف (يختلف لون هذين الأخيرين عن بعضهما البعض)، نالت مقصورة هذه السيارة مجموعة من التعديلات منها توفرها باللون الأسود مع مقاعد رياضية مثبتة للأجسام وبالأخص خلال المناورات والقيادة الرياضية. ويمكن طلب هذه المقاعد بفئة أكثر رياضية وأخف وزناً تتشابه مع تلك التي تتوفر عادة لسيارات السباقات. ومن جهة أخرى، تنفرد لوحة القيادة في ميني جون كوبر ووركس أيضاً بتلبيسات من الجلود الفاخرة التي تم الربط بين قطعها من خلال قطب نافرة تتميز بلونها الأحمر الذي يطاول المقاعد وبطانات الأبواب ولوحة القيادة وصولاً الى مقبض مكيح اليد المتواجد بين مقعدي السيارة الأماميين.
وفي الداخل أيضاً، سيشعر محبو سيارات ميني أنهم في مكان مألوف بسبب تصميم المقصورة الذي لم يتبدل والذي لا يزال يعتمد على عداد سرعة مثبت في أعلى الكونسول الوسطي يتميز بحجمه الكبير كونه يحتوي في أسفله على عداد الإشارة الى كمية الوقود المتبقية في الخزان وفي وسطه على شاشة جهاز الملاحة. أما عداد دوران المحرك فقد أخذ لنفسه مكاناً خلف المقود ـ كما في كل سيارات ميني الرياضية ـ إلا أنه في سيارة التجربة كان مزوداً بلوحة رقمية سفلية يشير قسم منها الى سرعة السيارة (رقمياً) والى نسبة علبة التروس وبرنامج عملها، فيما يوفر القسم الآخر منها معلومات كمبيوتر الرحلات. وفي سياق الكلام عن لوحة القيادة، أشير أن الكونسول الوسطي يحتوي في أسفله على مجموعة من مفاتيح التشغيل التي يتم معها التحكم بتشغيل النوافذ الكهربائية والقفل المركزي ومصابيح الضباب وقد تم تكرار تصميم هذه المفاتيح في المنطقة المحاذية للمرآة الوسطية حيث تم وضع مفاتيح لمصابيح القراءة والإنارة الداخلية بالإضافة الى مفتاح للتحكم بقوة الإنارة الداخلية للقسم الأفقي من الكونسول الوسطي. أما باقي مفاتيح التشغيل وأقصد هنا مفاتيح تعديل درجة حرارة المكيف والتحكم بقوة مروحة المكيف والتحكم بقوة صوت النظام الموسيقي، فتشعر عند لمسها أنها تعاني لجهة الجودة!
ومن ناحية أخرى، تتميز مقصورة جون كوبر ووركس بتوجهها الى أربعة ركاب فقط. وهنا، سيحظى راكبا الأمام بمساحات داخلية كريمة جداً بغض النظر عن حجميهما، في وقت يبدو المقعد الخلفي وكأنه مخصص لأصحاب القامات الصغيرة وبالأخص عند إرجاع المقعدين الأماميين الى أقصى الخلف حيث تصبح المساحات المخصصة لأرجل راكبي الخلف صغيرة. ولكن تتوجب هنا الإشارة الى أن مالكي هذه السيارة ـ وبإعتقادي ـ لن يشترونها أبداً لنقل ثلاثة ركاب، بل للتمتع بقيادتها، خصوصاً أن متعة القيادة تبقى في نهاية المطاف رديفاً لتسمية جون كوبر ووركس.
ولكن هل توفر هذه السيارة المتعة المطلوبة منها؟
قبل أن أجاوب، دعوني أخبركم أن ميني حافظت على محرك الأسطوانات الأربع بسعة 1,6 ليتر في هذه السيارة ولكنها إعتمدت له على جهاز توربو بنظام عمل ثنائي مع جهاز بخاخ مباشر للوقود ونظام متطور للتحكم بتوقيت عمل الصمامات مبني على نظام فالف ترونيك من بي ام دبليو ولترتفع على الأثر قوة هذا المحرك الى 211 حصاناً يمكن إستخراجها بالكامل عند إيصال المحرك الى 6000 دورة في الدقيقة. ويمكن لمحرك JCW أيضاً أن يولد 260 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر بين 1850 و5600 دورة في الدقيقة، في وقت يعمل الشحن الإضافي لجهاز التوربو على رفع عزم الدوران لوقت قليل الى 280 نيوتن متر يمكن تحقيقها بين 2000 و5200 دورة في الدقيقة. ولهذا المحرك، وفرت ميني خياراً بين علبة تروس يدوية سداسية النسب أو علبة تروس أوتوماتيكية متتالية (Steptronic) كانت متوفرة لسيارة التجربة مع 6 نسب أمامية يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس أو عبر عتلات في المقود. وعلى الرغم من سرعة تجاوب علبة التروس مع التبديل اليدوي، إلا أن التأقلم مع طريقتي التبديل اليدوي تتطلب بعض الوقت. فنقل النسب يدوياً من خلال مقبض علبة التروس يتم بطريقة معاكسة للعادة (دفع المقبض الى الأمام يبدل نزولاً وودفعه الى الخلف يبدل صعوداً)، فيما تعمل كل من عتلتي المقود على التبديل نزولاً عند الدفع الى الأمام وصعوداً عند الدفع الى الخلف!
ومع تأقلمي مع طريقة التبديل اليدوي الذي تطلب حوالي ساعة من الزمن، قررت أنني موجود خلف مقود هذه السيارة كي أتمم الهدف الذي وضعته لها ميني. ومن هنا تحولت الى القيادة الرياضية الهجومية مختاراً برنامج سبورت الذي يسرع تجاوب دواسة الوقود ويعدل طريقة عمل المقود ولأشعر طيلة الوقت أن هذه السيارة تتميز بمحرك متجاوب للغاية وقادر على رفع دورانه بسهولة بالغة وبمجرد أن يصل الى 1500 دورة في الدقيقة. وهنا، سيتوجب على محبي هذه السيارة أن ينطلقوا دوماً برفق لأن إنتقال القوة والعزم بإتجاه عجلتي المحور الأمامي الدافعتين سريع جداً ويؤدي الى إنزلاقات أمامية يسيطر عليها جهازا DSC وDTC للتحكم بالثبات والتماسك والتوازن اللذان يرى السائق المصباح التحذيري الذي يشير الى أنهما يعملان على تثبيت المقدمة في لوحة القيادة وهو في حالة وميض مستمر.
وفي هذا الإطار، أعتقد أن محرك هذه السيارة مماثل لحجر كريم عندما يكون طلبك متمثلاً بالتأدية المتقدمة. فهو يتسم بالتجاوب المستمر وبقدرته العالية على توفير مستويات عالية من العزم إبتداءً من دوران منخفض، الأمر الذي جعلني أرفع وتيرة القيادة بإستمرار ولأتأكد أيضاً أن المكابح فعالة وقادرة على توفير توقفات آمنة وسريعة وقصيرة. وهنا قد يبدو التسارع الى 100 كلم/س والبالغ 6,7 ثانية عادياً ولكن الإحساس بهذا التسارع كبير إذا ما أخذنا بعين الإعتبار وزن هذه السيارة الذي يصل الى 1260 كلغ فقط وحجمها المدمج الذي يشعرك أن طريقة إنتقالك بين المنعطفات لا تتم بشكل سريع وحسب، بل وكأن السيارة تقفز من منعطف الى آخر. وفي المنعطفات، تشعرك ميني جون كوبر ووركس بمدى ثباتها وبمدى تفاعل تعليقها الذي يعتمد قوائم ماكفرسون في الأمام مقابل المحور المعزز بوصلات متعددة في الخلف، معك. وتزداد قساوة التعليق بسبب العجلات الكبيرة والإطارات المنخفضة الجوانب التي تنقل إهتزازات الطريق الى جسم السائق من خلال مقاعد ذات سماكة قليلة تساهم شأنها للشاسي القصير الذي لا يتمتع بطول كاف كي يلتوي، في جعل السائق يشعر بمعظم ما تتعرض له السيارة من قوى مختلفة. وهنا، يتوجب أن أقول أنك في حال كنت تبحث عن الراحة العالية، فهذه السيارة ليست لك. أما إذا كنت تضع التماسك ومتعة القيادة الرياضية على رأس لائحة أولوياتك، فـ جون كوبر ووركس تشكل إحدى خياراتك الرئيسية.
ولكن مهما كانت أولوياتك، فتجربة هذه السيارة تؤكد أنها قادرة على توفير متعة قيادة عالية تظهر على شكل إبتسامة على وجهك. ومما لا شك فيه أن هذه البسمة لن تقتصر عند أسبوعك الأول أو شهرك الأول مع هذه السيارة، بل ستستمر طالما أنت خلف مقودها وهذا ـ برأيي المتواضع ـ ثمن عادل لسعرها البالغ حوالي نحو 47400 دولار أميركي في الإمارات.
المواصفات
ميني جون كوبر ووركس
الأرقام
1,6 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ توربو ـ دفع أمامي
211 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة
260 نيوتن متر بين 1850 و5600 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 أوتوماتيكية متتالية Steptronic
من صفر الى 100 كلم/س: 6,7 ثانية
السرعة القصوى: 236 كلم/س ـ الوزن: 1260 كلغ
الطول: 375,8 سم، العرض: 168,3 سم، الإرتفاع: 140,7 سم