ضربة جديدة: أزمة الرقائق تتسبب في غلق مصنع فولكس واغن
تلقت فولكس واغن ضربة جديدة بعد الإعلان عن قرار المحكمة الألمانية عن أزمة الانبعاثات الشهيرة، وأعلنت المجموعة الألمانية العريقة لصناعة السيارات الفارهة فولكس واغن عن إغلاق جزء من مصنعها رسميًا في سلوفاكيا بسبب الأزمة المنتشرة بين صناع السيارات التي تعرف بأزمة الرقائق الإلكترونية الصغيرة.
وستقوم فولكس واغن بإغلاق الجزء الخاص بخطوط إنتاج السيارات متعددة الاستخدامات SUV، من الآن وحتى يوم 7 مايو، ربما تجد مخرج من هذا المأزق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
رقائق إلكترونية صغير تعصف بعالم السيارات
في الوقت الذي ينتظر فيه الاقتصاد العالمي أن يتنفس بارتياحية من جديد بعد ظهور بعض لقاحات فيروس كورونا والأمل في عودة الحياة بشكل طبيعي، جاء هذا التقرير الذي يتنبأ بارتفاع هائل في أسعار السيارات حول العالم بسبب قطعة صغير تستخدم في صناعة السيارات.
كشفت تقارير عالمية متخصصة أن هناك رقائق إلكترونية صغيرة انخفضت نسبة استيرادها وتصديرها بين دول العالم وستسبب في مشاكل كبيرة.
هذه الشرائح الإلكترونية الصغيرة هامة للغاية في عالم صناعة السيارات، بالرغم من أن سعرها لا يتجاوز دولار أمريكي واحد، إلا أن الاعتمادية الكبيرة ودخولها في صناعة مختلف الطرازات جعل لها أهمية كبرى وخلقت مشكلة هائلة لشركات السيارات.
فيكفي القول عزيزي القارئ أن صناعة السيارات عالميًا تأثرت بانخفاض صناعة، استيراد وتصدير هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة لدرجة الانخفاض في الصناعة بحوالي 1.3 مليون دولار أمريكي خلال الربع الأول من العام الجاري فقط.
كما كشف التقرير أن حتى الآن نالت هذه الشريحة من شركات صناعة السيارات بخسائر هائلة، وصلت إلى 61 مليار دولار أمريكي، وبدأ نزيف الخسائر في ديسمبر الماضي 2020، حينما كشفت بعض الشركات المتخصصة في صناعة السيارات أن عملية الإنتاج توقفت بسبب نقص في المكونات الأساسية.
وتراجعت بالفعل عمليات صناعة السيارات بنسبة وصلت إلى 3%، أي حوالي 620 ألف سيارة في مطلع العام الجاري 2021 فقط.
لكن لماذا سترتفع أسعار السيارات بسبب هذه الشريحة؟
كما ذكرنا عزيزي القارئ هذه الشريحة الصغيرة يصل سعرها إلى 1 دولار أمريكي فقط، ومع اختفائها بهذه الطريقة من الأسواق العالمية ووجود كميات قليلة للغاية سنتوقع ارتفاع أسعار الشريحة الواحدة منها، لنرى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والموديلات القادمة.
حيث أكدت شركة "ديل ويت" المتخصصة في صناعة هذه الشرائح أن غالبية الطرازات الجديدة خاصة ذات المحركات الكهربائية صديقة البيئة تعتمد بشكل كبير على هذه الشرائح.
وأوضحت شركة "ديل ويت" أن تقريبًا كل سيارة تحتوي على رقائق إلكترونية بقيمة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحوالي 312 دولار فقط في عام 2013، ولكن ليست السيارات فقط التي ستتأثر!
جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية
كشف التقرير أن هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.
وفي نفس السياق، كشفت الشركة التكنولوجية الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.
قرار المحكمة في قضية فولكس واغن
كشف الإدعاء الألماني عن توجيه اتهامات جديدة في الأزمة الشهيرة التي تعرضت لها المجموعة الألمانية العريقة لصناعة السيارات فولكس واغن.
وأكد الإدعاء الألماني أن التهم الجديدة المتعلقة بالتلاعب في قيم انبعاثات الديزل طالت 15 موظفًا جديدًا من داخل جدران العملاق الألماني.
صرح كلاوس تيسه المدعي العام في مدينة براونشفايج الألمانية أن التهم الجديدة طالت 15 موظفًا جديدًا، من بينهم عدد كبير من قيادات الشركة الألمانية وبعض موظفي شركات التوريد.
وفي نفس السياق، أكد المدعي العام في مدينة براونشفايج أن المحكمة أقرت أخيرًا بإدانة الرئيس التنفيذي السابق مارتن فينتركورن وبعض القيادات التنفيذية الأخرى في فولكس واغن.
وأقرت المحكمة الألمانية أن الرئيس التنفيذي السابق مارتن فينتركورن و4 مديرين آخرين لحقت بهم تهمة الاحتيال التجاري والاحتيال الجماعي.
وبالرغم من كل ما سبق، قامت المحكمة بتأجيل القضية إلى شهر سبتمبر من العام الجاري بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 .
القضية مستمرة بالرغم من التعويضات
كانت شركة فولكس واغن الألمانية أحد أكبر صانعي السيارات في العالم قد قررت في وقت تخصيص مبلغ 830 مليون يورو لتعويض عملائها الذين تضرروا بسبب أزمة انبعاثات الديزل، وجاء هذا القرار من الشركة الألمانية بعد التوصل إلى تسوية ولكن هذا لم يمنع من استمرار القضية.
وتنهي هذه التسوية القصة الطويلة لفولكس واغن مع أزمة انبعاثات الديزل بعد الوصول لاتفاق شامل مع مجموعة حماية المستهلك لتعويض المتضررين.
وكان حوالي 260 ألف عميل ديزل لفولكس واغن قد انضموا للدعوى القضائية للحصول على تعويضات تتراوح ما بين ألف إلى ستة آلاف يورو لكل شخص على حسب طراز سيارته وعمرها أيضا.
وتشير التقارير إلى أن الشركة الألمانية اتفقت على تسديد حوالي 15% من سعر الشراء الأصلي لكل عميل.
وفي حالة موافقة أصحاب السيارات الذين تضرروا من انبعاثات الديزل على عرض فولكس واغن فإن القضية ستنتهي ولكن في حالة رفضهم سيتقدم كل عميل منهم بشكل منفرد لرفع دعوة قضائية خاصة به.
فولكس واغن كانت تتطلع لنمو أفضل في 2021
كانت مجموعة فولكس واغن الألمانية العملاقة في مجال صناعة السيارات تتوقع أن تحقق نمواً مرضياً لها في عام 2021، لكن لا نعرف بعد هذه الأنباء ما سيحدث.
وذكر ستيفان فولينشتاين رئيس مجموعة فولكس واغن في الصين بأن الشركة تتوقع نمواً كبيراً في السوق الصيني الذي يعتبره الكثير من خبراء السيارات السوق الأكثر أهمية في العالم.
وأوضح فولينشتاين بأن فولكس واغن تنتظر نمو أسرع في السوق الصيني في عام 2021 مقارنة بالأعوام السابقة وخاصة 2020 الذي تأثر كثيراً بسبب جائحة كورونا.
ووصف فولينشتاين بأن الصين تمكنت من هزيمة كورونا ولم تجعل الجائحة تتمكن من شل صناعة السيارات فيها.
ويرى فولينشتاين بأن الصين استطاعت أن تواجه التراجع الاقتصادي قصير المدى الذي جاء بسبب النزاع التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2018.
وفي السياق ذاته، يرى راينر سايدل نائب رئيس فولكس واغن في الصين بأن نمو سوق السيارات سيتوازى مع النمو الاقتصادي في البلاد والذي يتوقع بأن يكون أكثر من 8% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2021.
وأعلنت مجموعة فولكس واغن عن توقعاتها بزيادة حصتها في سوق السيارات العالمي خلال عام 2021.
وذكرت المجموعة الألمانية العملاقة أنها تتوقع رفع حصتها السوقية في عام 2021 بنسبة 0.5% وهو ما سيجعلها تصل إلى نسبة 8.6% من إجمالي السوق العالمي للسيارات.
وأوضحت الشركة أنها تخطط لرفع حصتها بعد زيادة الطلب من جديد على سيارات مجموعة فولكس واغن بعد تخطي أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي أصاب أسواق السيارات العالمية بحالة تشبه الشلل لشهور في بداية 2020.
كما كشفت فولكس واغن أن الطلبات المؤجلة وصلت للثلث خلال شهر أكتوبر الماضي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019.