عائليتين بنفس رياضي... جداً
-
1 / 20
صحيح أن S6 وS7 سبورتباك ليستا عبارة عن سيارتين سوبر رياضيتين، إلا أنهما سريعتين وراقيتين ورياضيتين لدرجة أن حلم أمجد إيبش بإقتناء واحدة منهما لا يزال ساري المفعول
لطالما كنت من محبي سيارات أودي وبالأخص الطرازات التي تعمل شعار S التي كانت بالنسبة لي تعني أن السيارة رياضية وتوفر لسائقها متعة قيادة يومية لا يمكنه أن يمل منها. فسيارات الدوائر الأربع مع شعار S كانت فيما مضى مرادفةً للقوة العالية والتأدية المتفوقة والتماسك المذهل وهي مميزات كانت أودي توضبها في سيارات تنفرد بتعديلات خارجية طفيفة قد تتطلب في بعض الأحيان محباً للسيارات كي يتمكن من تمييزها عن شقيقاتها القياسية اللواتي تحملن الحرف A بدلاً من S. وعلى الرغم من أن هذه المواصفات لا تزال موجودة، إلا أنها اليوم باتت تتوفر لفئات RS الأغلى ثمناً، في وقت أصبحت أشعر أن ما يميز فئات S اليوم بات محصوراً بالمحرك فقط وهذا ما يؤدي بنا في هذا المقال الى سيارتين جديدتين أطلقتهما أودي مؤخراً وهما طرازا S6 وS7 سبورتباك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولهاتين السيارتين، قررت أودي أن لا تستعين بممتلكات إبنة العم لمبورغيني والمقصود هنا محرك الأسطوانات العشر، بل ركزت على محركها المؤلف من 8 أسطوانات على شكل V والعامل بمساعدة جهازي توربو جرى تثبيتهما في وسط المحرك بين صفي الأسطوانات وبحيث أخذت مشاعب العدم مكاناً لها في داخل المحرك، فيما وضعت مشاعب السحب في الجهة الخارجية وهذا ما نتج عنه محرك مدمج لجهة الحجم. ومع سعته البالغة 4 ليترات، يمكن لهذا المحرك أن يولد قوة 420 حصاناً يتم إستخراجها بالكامل بين 5500 و6400 دورة في الدقيقة وبحيث تترافق هذه القوة مع 550 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى إبتداءً من 1400 ولغاية 5200 دورة في الدقيقة. ومع هذه المعطيات، يمكن لـ S6 أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 4,8 ثانية ترتفع الى 4,9 ثانية مع S7 سبورتباك، في وقت تم تحديد السرعة القصوى للسيارتين بـ 250 كلم/س وذلك تبعاً للإتفاق الكلامي المقعود بين شركات صناعة السيارات الألمانية والقاضي بعدم السماح للسيارات الألمانية المنشأ بتعدي 250 كلم/س. وهنا تقول مصادر أودي أن التخلي عن محرك V10 المعتمد لدى لمبورغيني وفي S6 السابقة لصالح محرك الـ V8، وفر لـ S6 وS7 سبورتباك تأدية أفضل مع إستهلاك تدنى مع S6 الجديدة بمعدل 25 بالمئة مقارنة بـ S6 السابقة.
ولأن لوائح الأولويات في ألمانيا تشدد على مراعاة البيئة، زودت أودي سيارتيها S6 وS7 سبورتباك بخاصية توقف / إنطلاق وبنظام لإيقاف عمل نصف أسطوانات المحرك يعمل على إيقاف الأسطوانات 2، 3، 5 و8 عندما لا تستدعي الحاجة إستخراج كامل قوى وعزم المحرك. ولإلغاء فارق الهدير والإرتجاجات الناتج عن توقف الأسطوانات المذكورة، قام مهندسو المحركات لدى أودي بتثبيت المحرك على حاملات نشطة وجهزوا المحرك بنظام نشط للصوت. وكما يتوقع المرء، ربطت أودي هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية تعمل عبر قابضين فاصلين (DSG) على نقل نسبها السبع ومن خلال ترس تفاضلي وسطي الى عجلات المحورين الأمامي والخلفي.
وفي حالات القيادة العادية، ينقل نظام كواترو 60 بالمئة من قوة الدفع بإتجاه العجلتين الخلفيتين، مقابل 40 بالمئة نحو المحور الأمامي. أما عند بدء إنزلاق أي من العجلات الخلفية، فيمكن لنظام كواترو أن يحول مزيداً من القوة الى الأمام لغاية وصول نسبة هذه القوة الى 70 بالمئة من إجمالي القوة الدافعة. أما عند إنزلاق أي من الإطارات الأمامية، فيقوم نظام الدفع الرباعي بتحويل القوة الى الخلف وبحيث تصل النسبة القصوى الى 80 بالمئة. وهنا، لم تكتفي أودي بهذه التقنية، بل أضافت اليها نظام التحكم بالقوة الواصلة الى الإطارات الدافعة (Torque vectoring)، بالإضافة الى ترس تفاضلي رياضي قادر على المفاضلة في توزيع القوة الواصلة الى عجلتي المحور الخلفي. ومن التجهيزات الأخرى التي وفرتها أودي لسيارتيها هاتين، تعليق هوائي نشط، مقود كهربائي ـ ميكانيكي، عجلات معدنية رياضية بقياس 19 إنش، جهاز إلكتروني للتحكم بالتماسك ولائحة غنية من التجهيزات الأخرى.
ولكن ما الذي يشعر به المرء عند قيادة أي من هاتين السيارتين؟
الحقيقة، يتمثل أول ما سيلاحظه المرء عندما ينتقل خلف مقود S6 أو S7 سبورتباك، بمستوى العناية الفائقة التي أولتها أودي لعمليات العزل الصوتي داخل المقصورة. فمجرد في المقصورة من دون تشغيل المحرك يجعلك تعتقد للوهلة الأولى أنك في أحد استوديوهات التسجيل الإحترافية وهذا أمر لن تتمكن من إغفاله أيضاً عندما تنتقل على سرعات طبيعية، سواء كان ذلك في المدينة أو على الطرقات السريعة. وهنا تلعب هندسة الشاسي المتطورة والتعليق المصنوع بمعظمه من الألومنيوم دوراً فعالاً وذلك بالإضافة الى التصميم الإنسيابي للسيارتين اللتين نالت مقصورتي ركابهما عملية عزل صوتي متفوقة طاولت كل تفاصيلهما.
ومن ناحية أخرى ومهما كان برنامج القيادة المعتمد وسواء كانت القيادة تتم على الطرقات السريعة أو تلك الجانبية والمتعرجة، تبرز علبة التروس التي تقوم بالتبديل بطريقة آنية وسريعة وناعمة جداً وبالأخص عند إعتماد برنامج الكفاءة (لن يتوفر في كل الأسواق) والذي يقوم بتبديل نسب علبة التروس صعوداً بمجرد وصول دوران المحرك الى 2000 دورة في الدقيقة وليشعر السائق حينها أن معظم القيادة يتم على دوران يراوح في حدود 1500 دورة في الدقيقة وهذا ما ينعكس بالإيجاب على الإستهلاك وبالتالي على الإصدارات، الأمر الذي يمكننا من القول أن هاتين السيارتين تتحولان حينها الى خيار ممتاز لسكان المدن أيضاً.
وفي سياق الكلام عن علبة التروس التي تتشارك بها هاتين السيارتين مع كل من S4 وS5، تتوجب الإشارة الى أنها لا تكتفي بإمكانية تبديل نسبها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس أو العتلات المثبتة خلف المقود، بل تقوم عند إعتماد القيادة الرياضية بتعديل نقاط تبديلها للنسب بحيث تحافظ على دوران مرتفع للمحرك وبالتالي تمكن السائق من الإستفادة من إبقاء الدوران مرتفعاً بهدف إستخراج أكبر كمية من القوة الحصانية وعزم الدوران وهذا ما يرفع من متعة القيادة ويساهم في إنغماس السائق في عملية القيادة الرياضية.
أما خارج المدن وعلى الطرقات الفرعية، فيكفي أن يقوم المرء بالضغط على دواسة التسارع ليلاحط أن كم الأحصنة الموجود في مقدمة السيارتين جاهز لتلبية طلباته. فالتسارع عالٍ والوصول الى سرعات عالية أمر سهل وسريع جداً وبالأخص على الطرقات التي تحتوي على عدد كبير من المنعطفات. حينها، لن تتمكن كسائق لأي من هاتين السيارتين إلا أن تتأثر بمستويات الثبات العالية التي يعود الفضل فيها الى عدد كبير من الأسباب التي تبدأ بتوزيع الوزن وهندسة الشاسي المتطورة وصولاً الى أجهزة التعليق الفعالة التي تمتص تموجات الطريق وتمنع وصولها الى المقصورة موفرة مستويات راحة عالية مع تماسك متقدم يساهم فيه التعليق الهوائي الذي تتحسس مستشعراته العاملة بضغط الهواء ما تتعرض له السيارة من قوى وتعمل على تعديل نبض التعليق بطريقة أوتوماتيكية سريعة جداً رافعةً بذلك قدرة ماصات الصدمات على مواجهة القوى التي تتعرض لها السيارة. وهنا يلعب أيضاً جهاز التحكم بالتماسك دوراً فعالاً إذ تقوم مستشعراته برصد مستويات تماسك كل إطار مع الطريق وتقوم بخفض القوة الواصلة الى الإطارات غير المتماسكة على حساب تلك المتماسكة مع الطريق. وفي هذا السياق أيضاً، لا يمكن إغفال دور نظام كواترو الذي يفاضل في توزيع قوى الدفع بين العجلات الأربع تبعاً لمستويات تماسكها.
ولأن بعض الطرقات التي كنا نجري إختبارنا عليها تتميز بتعبيد جيد وبكثافة سير متدنية، كان لا بد لنا من ضغط S6 وS7 سبورتباك ولنتأكد بأنفسنا أن ما تملكه هاتان السيارتان من قدرات تماسكية متقدم جداً ويعمل بطريقة مباشرة على رفع ثقة السائق بنفسه وبسيارتيه، خصوصاً أنهما قادرتين على توفير إحساس مرتفع بمدى صلابتهما وأمانهما. وفي مواجهة القوة الإضافية التي نالتها كل من S6 وS7 سبورتباك، كان لا بد من توفير جهاز مكابح فعال جداً للجم كم الأحصنة المتوفر. وفي هذا الإطار، يمكن للسائق الرياضي أن يطلب أي من هاتين السيارتين مع مكابح فحمية سيراميكية تعمل من خلال أسطوانات قرصية بقطر 15,8 إنش في الأمام و14 إنش في الخلف.
وعلى الرغم من التأدية الرياضية والتماسك المتفوق، يمكن القول أن S6 وS7 سبورتباك لن تنافسا بي ام دبليو M5 ومرسيدس E63 AMG لأن هاتين الأخيرتين تنتميان الى عالم آخر قد يتطلب من أودي توفير فئة RS من سيارتيها هاتين. وهنا، لا تنكر أودي ذلك، بل تقول أن سيارتيها تقعان في خانة بي ام دبليو 550ix ومرسيدس E500 4Matic وأنهما ستشكلان منافساً جدياً للسيارتين الألمانيتين الأخرتين، خصوصاً أن السيارات الأربع تتقارب كثيراً لجهة التأدية.
أما سؤالنا نحن، فهو: هل يتوجب عليك شراء S6 أو S7 سبورتباك بدلاً من مرسيدس أو بي ام دبليو؟
الجواب صعب جداً. فكما ذكرنا آنفاً، تتقارب تأدية السيارات الأربع، مع العلم أن أودي تعلن أن تأدية سيارتيها هي الأفضل، في وقت نقول نحن أنه على الرغم من التطور الذي يميز نظام الدفع الرباعي في كل من 550ix وE500 4Matic، إلا أن أودي تنفرد بنظام كواترو الذي يعتبر واحداً من أفضل أنظمة الدفع الرباعي في العالم.
ومع ذلك، نعتقد أنه يتوجب على من يريد سيارة من هذه الفئة أن يقوم بتجربة السيارات الأربع بنفسه كي يتمكن من القرار بشكل صائب. أما تجربة السيارات الأربع في مواجهة واحدة، فهو فكرة ممتازة نظراً للمتعة التي يمكن للمرء أن يحصل عليها.
الآن، أعتقد أنني سأعود الى مكاتب توب جير لطرح هذه الفكرة.
«لأن لوائح الأولويات في ألمانيا تشدد على مراعاة البيئة، زودت أودي سيارتيها S6 وS7 سبورتباك بخاصية توقف / إنطلاق وبنظام لإيقاف عمل نصف أسطوانات المحرك»
«قررت أودي أن لا تستعين بممتلكات إبنة العم لمبورغيني، أي محرك الأسطوانات العشر، بل ركزت على محركها المؤلف من 8 أسطوانات على شكل V والعامل بمساعدة جهازي توربو»
«كان لا بد من ضغط S6 وS7 سبورتباك كي نتأكد أن ما تملكه هاتان السيارتان من قدرات تماسكية متقدم جداً ويعمل بطريقة مباشرة على رفع ثقة السائق بنفسه وبهما»