عبدو فغالي: لن يجرؤ أحد على الاقتراب من رقمي في غينيس
حين يلمح المرء “ دادو” من بعيد، يدرك فوراً أنه أمام شعلة حماس واتّقاد، فحتى من على مسافة ، يمكن للمعجبين تمييزه بحضوره الواثق، وحركته التي لا تهدأ، و” الكاب” الذي لا يفارقه. عبدو فغالي، أو “دادو” كما يحلو للأصدقاء مناداته لم يعد فقط نجم رياضات سرعة، فبعد أن لمع اسمه على شاشة MBC كمقدم لبرنامج السيارات العربي الأشهر Driven، أصبح فغالي نجماً تلفزيونياً وبطلاً شبابياً لا تخطؤه العين. لكن بطل الرالي اللبناني الشهير يثبت لجمهوره وزملائه طيلة الوقت أنه رغم دخوله موسوعة غينيس لأطول دريفت في العالم ورغم تتويجه المرة تلو المرة ، فهو مازال قريبا منهم ، يشرف بنفسه دوما في كل بطولة وسباق على التزام المشاركين باجراءات السلامة المتبعة وعلى استعدادهم الكافي للحلبة.
“ Driven منحني جماهيرية مرعبة!! الجميع بات يعرفني في كل أنحاء الوطن العربي”.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هل يمكنك أن تصف لنا شعورك وراء عجلة القيادة؟
يحتاج السائق لتركيز مضاعف وراء المقود، فالأمر يختلف كثيراُ حين يقود المرء سيارة سباق عن القيادة العادية. كما يتطلب هذا النوع من الرياضات درجتين من التركيز، الأولى على السيارة والطريق، والآخرى تتعلق بالنفس وضبط حركات الجسد، وهو ليس بالأمر السهل، لكن التركيز الذهني يبقى أصعب بكثير من غيره.
وماذا تفعل أنت؟
بالنسبة لي، أعيد ترتيب الحلبة ومعالمها وترتيب الطريق الذي سأقطعه في ذهني مرات عدة. كما أركز كثيراُ على التوقيت، فهو يعني الكثير حين تمارس رياضة كهذه.
حدثنا عن برنامجك الشهير Driven ؟
حقق Driven نجاحاً كبيراُ بعد البدء في عرضه في 2011، ولربما يعود هذا الأمر لأن البرنامج منح الجمهور فرصة مشاهد نجومهم المفضلين بصورة مختلفة، فكرة البرنامج بحد ذاتها رائعة ومختلفة كما أنه البرنامج يحظى بنسبة مشاهدة خيالية. الأمر الآخر الذي لاحظناه هو ازدياد عدد عشاق رياضة الانجراف بعد عرض البرنامج المستمر.
بات الكثيرون في العالم العربي يعرفونك كمقدم برامج وليس فقط كبطل سباقات سرعة، كيف ترى هذا الأمر؟
أنا في عالم السيارات منذ 1998، وكنت أعد نفسي معروفاً بقدر كاف، لكن MBC منحتني جماهيرية لا حدود لها، فقد أصبح الجميع يعرفونني بعد ظهوري على الشاشة بصورة مغايرة، ولم يعد يقتصر الأمر فقط على المهتمين بهذا النوع من الرياضات أو بسباق السيارات بالتحديد. أستطيع القول أن Driven منحني جماهيرية مرعبة!! الجميع بات يعرفني في كل أنحاء الوطن العربي.
وهل غيّر هذا الأمر شيئاً في عبدو فغالي؟
أحاول دوماً تذكير نفسي دوماُ بأنني شخص عادي “ رجلي دايما عالأرض”.
أحب أن ألتقط الصور مع الجميع، وأحاول قدر الاستطاعة أن أكون قريبا من الجمهور الذي يأتي لمشاهدة عروضي ويرغب في محادثتي.
من أكثر من شعر بالرعب من المشاهير الذين شاركوك البرنامج؟
في الواقع فأن غالبية المشاهير الذين شاركوا معي في Driven شعروا بالخوف الشديد. لكن أكثرهن خوفاً كانت الفنانة ميليسا. “ ضلت طول الطريق تنادي ياماما، حتى فكرتها جزء من أغنيتها الجديدة !!!”
أكثرهن جرأة كانت مايا دياب لربما لأنها شاركتني سابقاً في دريفت البحر الميت ولها تجربة مسبقة في هذا المجال.
بالعودة الى البدايات، كيف انتهى بك المطاف على الحلبة؟
لدي شغف قديم ومتأصل ولا مثيل له بالسيارات، فوالدي كان يعمل في مجال تحضير سيارات الرالي ولا زلت أذكر للآن المرة الأولى التي ركبت بها سيارة رالي وكان ذلك في 1979. “ الرياضة من وقتها صاري بدمي” ، لكن كانت هناك اعتبارات كثيرة منعتني من ممارسة المهنة بشكل احترافي في تلك الفترة منها صغر سني والتكلفة الباهظة لهذا النوع من الرياضات. لذا انتظرت للعام 1998 حتى أصبح عمري 19 عاما قبل أن أنطلق في هذا المجال بشكل لا عودة عنه، ووجدت حينها ممولين وداعمين كانوا على استعداد لدعم نشاطاتي. استثمرت بجد في موهبتي طوال تلك السنين حتى وصلت الى 21 بطولة وطنية واقليمية.
“كل ما وصلت اليه الآن هو نتيجة حلم”
65 مرة أو أكثر على منصة التتويج، بطولات وشهرة ونجاحات متتالية، كيف ترى نفسك الآن؟
لا زلت أشعر بالفرحة والحماس في كل مرة أصعد فيها منصة التتويج، سأتوقف عن القيادة حين أجد أنني فقدت لذة الفوز. أشعر دوماُ بالامتنان لأنني أدرك أن الملايين غيري يحلمون بالاشتراك في حدث كهذا، مازلت أشعر في كل مرة أشارك فيها في سباق أو يتم فيها تتويجي أنها المرة الأولى لي. حققت المركز الثالث في أول رالي شاركت به، ورغم ذلك فأن” كل ما وصلت اليه الآن هو نتيجة حلم”.
حطمت الرقم القياسي في موسوعة غينيس لأطول دريفت في العالم؟ حدثنا عن هذا التحدي ومالذي أضافه لك؟
تم اطلاق Red bull drift في العام 1998 وكان الناس يسألونني طيلة الوقت ماذا بعد كل هذا النجاح؟؟ ماهي خطوتك التالية؟ لذا قررت عمل شيئ جديد. خطرت ببالي الفكرة وعزمت أنا وفريقي على تطبيقها. وفعلا استطعنا خلال 5 شهور تحطيم الرقم القياسي السابق للانجراف بمرتين وكان ذلك في 15 فبراير 2013 في جزيرة ياس – أبو ظبي. وتلت ذلك محاولات أخرى لتحطيم رقمنا القياسي لكن أياً منها لم يفلح الى الآن!
ماذا تقول عن مشاركتك في “أكشنها الرياض”؟ وكيف رأيت الجمهور هناك؟
“أكشنها” فكرة جميلة ومبتكرة، وقد عملت على تنظيم هذه المسابقات مع حلبة الريم لمدة لا بأس بها قبل أن يبدأ عرضها في 2011 ، هي تجربة مذهلة بحق،فقد منحنا الأشخاص العاديين الفرصة أن يعيشوا تجربة فريدة من نوعها. وأعتقد أن هذا السبب بالذات يجعل الكثيرين يفضلون رياضة الانجراف Drift أكثر من سباقات السرعة، فهذه الرياضة تمنحهم فرصة تجربة الأمر ومعايشته من داخل السيارة.
وماذا عن كريستوفر، ابنك، أتعتقد أنه يشاطرك حبك للسرعة؟
أعتقد أن كرسيتوفر ورث عني حبه للسيارات، فحياتنا في المنزل تتمحور حول هذا الأمر، كما أن لديه سيارة الكارتينغ الخاصة به رغم أنه لم يتجاوز الخامسة بعد.
لكنني لن أوجه ابني نحو مهنة معينة ، سأترك له القرار، وفي حال قرر الاحتراف، فأعتقد أنني سأترك الحلبة له “ شو في أحلى من أنه يبدى من حيث انتهيت أنا؟
صور من بطولة ريد بول كار بارك درفت 2014 والتي أقيمت في الاردن