عملية تسخين السيارة قبل القيادة: أبرز مزاياها وعيوبها
معظم السيارات الحديثة لا تحتاج عمومًا إلى فترة أكثر من 30 ثانية إلى دقيقة من وقت التسخين الخاص للمحرك، بغض النظر عن نوع الزيت المستخدم.
موضوع تسخين السيارة قبل القيادة هو موضوع شائع بين السائقين، خاصةً في فصل الشتاء، أو في الأماكن ذات المناخ البارد، هناك العديد من الآراء والنصائح المختلفة حول هذا الموضوع، لكن في هذا المقال سنناقش الحقائق والاعتبارات الهامة المتعلقة بتسخين السيارة قبل القيادة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عملية تسخين السيارة قبل القيادة
أولاً، من المهم فهم الغرض من تسخين السيارة، في السيارات القديمة ذات المكربن، كان من الضروري تسخين المحرك لبضع دقائق قبل القيادة لضمان عمل المكربن بشكل صحيح وتوزيع الوقود بشكل متساوٍ، أما في السيارات الحديثة المزودة بنظام الحقن الإلكتروني للوقود، فلم تعد هناك حاجة لذلك، حيث يقوم نظام الحقن بضبط كمية الوقود تلقائيًا بناءً على درجة حرارة المحرك وظروف التشغيل الأخرى.
فوائد تسخين السيارة قبل القيادة
ومع ذلك، هناك بعض الفوائد لتسخين السيارة لفترة قصيرة قبل القيادة، خاصةً في الطقس البارد:
-
تحسين أداء المحرك: في درجات الحرارة المنخفضة، يكون الزيت في المحرك أكثر كثافة ولزوجة، مما يجعل من الصعب على المحرك الدوران بسلاسة، تسخين المحرك لمدة دقيقة أو دقيقتين يساعد في تسخين الزيت وتقليل اللزوجة، مما يحسن من أداء المحرك.
-
الراحة والرؤية: تسخين السيارة لفترة قصيرة يساعد أيضًا في إذابة الجليد والصقيع من على النوافذ، مما يحسن الرؤية، ويجعل القيادة أكثر راحة وأمانًا.
-
تقليل التآكل: عندما يكون المحرك باردًا، يتكثف بخار الماء الناتج عن احتراق الوقود على جدران الأسطوانات، مما يمكن أن يؤدي إلى تآكل المحرك على المدى الطويل، تسخين المحرك يساعد في تبخير هذه الرطوبة وتقليل التآكل.
عيوب تسخين السيارة قبل القيادة
لكن في المقابل، هناك بعض العيوب لتسخين السيارة لفترة طويلة قبل القيادة:
-
استهلاك الوقود: ترك المحرك يعمل بسرعة اللاحمل (دون حركة) يستهلك الوقود دون داعٍ، في السيارات الحديثة، لا يحتاج المحرك عادةً لأكثر من 30 ثانية إلى دقيقة من التسخين قبل أن يصبح جاهزًا للقيادة.
-
التلوث وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري: ترك المحرك يعمل لفترة طويلة أثناء التسخين يزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الأخرى، مما يؤثر سلبًا على البيئة.
-
التآكل المحتمل: على عكس ما هو شائع، فإن التسخين المفرط للمحرك يمكن أن يزيد من التآكل بدلاً من تقليله، عندما يعمل المحرك على سرعة اللاحمل لفترة طويلة، لا يصل الزيت إلى جميع أجزاء المحرك بشكل كافٍ، مما يمكن أن يؤدي إلى تآكل بعض الأجزاء.
لذا، ما هي أفضل طريقة لتسخين السيارة؟ الجواب البسيط هو: لا تفرط في التسخين، في معظم السيارات الحديثة، يكفي تشغيل المحرك لمدة 30 ثانية إلى دقيقة قبل البدء في القيادة، بعد ذلك، قم بالقيادة ببطء لأول كيلومتر أو نحو ذلك، حتى يصل المحرك إلى درجة حرارة التشغيل الطبيعية، تجنب الضغط بقوة على دواسة الوقود أو تحميل المحرك بشكل كبير خلال فترة الإحماء الأولية.
استثناء واحد لهذه القاعدة هو في حالة وجود طبقة سميكة من الجليد أو الثلج على النوافذ (وهي أمور غير متوفرة بكثرة في الخليج)، في هذه الحالة، قد يكون من الضروري تشغيل المحرك لبضع دقائق إضافية مع تشغيل مزيل الصقيع لإذابة الجليد وضمان رؤية واضحة قبل القيادة.
تأثير نوع زيت المحرك على مدة التسخين
يمكن أن يؤثر نوع زيت المحرك بشكل ملحوظ على مدة التسخين اللازمة للسيارة، وذلك بسبب اختلاف خصائص الزيوت وتغير لزوجتها مع درجات الحرارة. دعنا نتعمق قليلاً في التفاصيل:
1. الزيوت الأحادية الدرجة (مثل SAE 30) مقابل الزيوت متعددة الدرجات (مثل 5W-30):
الزيوت الأحادية الدرجة لها لزوجة ثابتة في جميع درجات الحرارة، بينما الزيوت متعددة الدرجات مصممة لتغيير لزوجتها بناءً على درجة الحرارة، في الطقس البارد، تميل الزيوت متعددة الدرجات إلى أن تكون أقل لزوجة، مما يسمح لها بالتدفق بسهولة أكبر وتغطية أجزاء المحرك بشكل أسرع، هذا يمكن أن يقلل من وقت التسخين اللازم مقارنة بالزيوت الأحادية الدرجة.
2. الزيوت الاصطناعية مقابل الزيوت المعدنية:
الزيوت الاصطناعية لها خصائص تدفق أفضل في درجات الحرارة المنخفضة مقارنة بالزيوت المعدنية التقليدية، هذا يعني أنها يمكن أن تتدفق بسهولة أكبر في المحرك البارد، مما يوفر التشحيم بشكل أسرع، ويقلل من الاحتكاك أثناء فترة التسخين، نتيجة لذلك، يمكن للزيوت الاصطناعية أن تقلل من وقت التسخين اللازم.
3. درجة لزوجة الزيت:
تشير درجة اللزوجة الأولى في الزيوت متعددة الدرجات (مثل 5W في 5W-30) إلى لزوجة الزيت في درجات الحرارة المنخفضة، كلما كان هذا الرقم أقل، كانت لزوجة الزيت أقل في البرد، مما يسمح له بالتدفق بسهولة أكبر، على سبيل المثال، زيت 0W-30 سيكون أقل لزوجة في الطقس البارد مقارنة بزيت 10W-30، وبالتالي قد يتطلب وقت تسخين أقل.
على الرغم من أن نوع زيت المحرك يمكن أن يؤثر على وقت التسخين، إلا أنه من المهم دائمًا اتباع توصيات الشركة المصنعة لسيارتك فيما يتعلق بدرجة لزوجة الزيت ونوعه، استخدام الزيت الموصى به يضمن الأداء الأمثل والحماية لمحرك سيارتك في جميع الظروف.
كما ذكرنا في السابق، فإن معظم السيارات الحديثة لا تحتاج عمومًا إلى أكثر من 30 ثانية إلى دقيقة من وقت التسخين، بغض النظر عن نوع الزيت المستخدم، تذكر أن أفضل طريقة لتسخين المحرك هي القيادة الفعلية بسرعات منخفضة، وليس ترك السيارة تعمل بسرعة اللاحمل لفترات طويلة.
في الختام، بينما قد يكون لتسخين السيارة لفترة قصيرة بعض الفوائد، إلا أن التسخين المفرط ليس ضروريًا، ويمكن أن يكون له عواقب سلبية، اتبع توصيات الشركة المصنعة لسيارتك، وتذكر أن القيادة الفعلية هي أفضل طريقة لتسخين المحرك بشكل كامل والوصول إلى درجة حرارة التشغيل المثلى، بهذه الطريقة، يمكنك توفير الوقود، وتقليل الانبعاثات الضارة، والحفاظ على محرك سيارتك في حالة جيدة لأطول فترة ممكنة.