فورد لملاحقة المجرمين
-
1 / 20
قد تبدو سيارتا الشرطة هاتين وكأنهما سيارتين قياسيتين من فورد ولكنهما في الحقيقة مختلفتان كلياً. حسان بشور قام بقيادتهما على حلبة ياس في أبوظبي وبدأ بالتفكير بالإلتحاق بصفوف الشرطة
من عاش منا في دول مجلس التعارن الخليجي يعلم تماماً أن فورد كراون فيكتوريا كانت ـ ولا تزال في بعض بلدان المنطقة ـ من أكثر السيارات رواجاً نظراً لحجم مقصورتها الهائل الذي يمكنها من نقل 6 ركاب براحة تامة مع كميات ضخمة من الأمتعة. وعلى الرغم من أن هذه السيارة لم تتحلى في أي يوم من الأيام بتصميم خارجي جميل، إلا أنها كانت من أكثر السيارات المتوفرة في الأسواق عملانية وراحة بفضل تقنياتها البسيطة التي لا تحتاج الى عمليات صيانة معقدة وتعليقها الذي ركزت معه فورد على توفير مستويات إستثنائية من الراحة توحي لسائق هذه السيارة وركابه أنهم جالسون في صالون وثير. أما أولئك اللذين قاموا بزيارة الولايات المتحدة الأميركية، فلا بد أنهم لاحظوا أن كراون فيكتوريا لا تزال لغاية حينه من أكثر سيارات الأجرة رواجاً، في وقت يعلم من عاش في بلاد العم سام أو من تابع الأفلام السينمائية الصادرة عنها أن فورد كراون فيكتوريا كانت منذ حوالي 15 عاماً ولغاية اليوم سيارة الشرطة الأكثر رواجاً في معظم الولايات الـ 52، خصوصاً أن فورد توفرها بفئة مجهزة تبعاً لحاجات أقسام الشرطة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وعلى صعيد آخر، لا أعتقد أنه سبق لأي كان من محبي السيارات وبالأخص خلال سنوات حياته العشرين الأولى إلا أن حلم بقيادة إحدى سيارات الشرطة وملاحقة الأشرار من خلال مطاردات سريعة عنوانها الإنزلاقات المستمرة في الشوارع ذات السرعات المحددة أو على الطرقات السريعة. وفي حال حصل أحدنا على فرصة لقيادة سيارات الشرطة ـ ولو كان ذلك على حلبة مغلقة ـ فلا بد له من أن يركض في سبيل تحقيق حلمه وهذا بالتمام ما حصل معي عندما تلقيت دعوة فورد ـ الشرق الأوسط لقيادة وتجربة سيارتيها المخصصتين للشرطة واللتين تحمل كلاهما تسمية بوليس إنترسبتر مع كلمة سيدان للأولى ويوتيليتي للثانية.
وعلى الرغم من أن إنترسبتر سيدان تبدو وكأنها فئة من فورد توروس، في وقت تبدو إنترسبتر يوتيليتي وكأنها نسخة معدلة للشرطة من فورد إكسبلورر، إلا أن السيارتان لا تتشاركان مع توروس وإكسبلورر إلا بالتصميم الخارجي، في وقت تعتمد كلاهما على قاعدة موحدة يعود السبب فيها بالدرجة الأولى الى خفض التكاليف التطويرية وفي الدرجات الأخرى التالية الى توفير سيارتين مختلفتين كلياً شرط أن تتصرفا بطريقة متشابهة وذلك لتسهيل تأقلم أفراد الشرطة عند الإنتقال بينهما. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أن فورد قامت عند البدء بتطوير هاتين السيارتين بالتعاون الوثيق مع عدد كبير من أقسام تطبيق القانون في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفي عدد من البلدان العربية مركزةً على عدد من النواحي شأن السلامة العامة والتأدية الجيدة والإعتمادية العالية وراحة السائق والأهم من ذلك الفعالية والعملانية.
فعلى صعيد السلامة، نالت البنية التحتية لسيارتي فورد هاتين عملية تقوية تم خلال إستعمال عمليات التلحيم وذلك بعد إضافة مجموعة من العوارض المعدنية المدمجة التي عملت على تعزيز صلابة الهيكل وقدراته الإلتوائية ولينعكس ذلك على شكل شاسي مقوى يساهم في رفع القدرات التماسكية للسيارتين المندفعتين بالعجلات الأربع. ومن جهة أخرى، تعلن فورد أن طرازا بوليس إنترسبتر هما السياراتين الوحيدتين اللتين تم التصديق على سلامة راكبيها في حال حدوث اصطدام خلفي بسرعة 120 كلم/س وأنهما تتوفران مع بطانات أبواب أمامية خاصة تطلق عليها فورد تسمية ألواح قذائفية تعمل على منع الطلقات النارية من الوصول الى راكبي المقدمة. أما في المناطق المحيطة بمقصورة الركاب وغير المرئية، فقد إعتمدت فورد على بنى تحتية مصممة خصيصاً للتشوه عند التعرض لإصطدام ما بهدف إمتصاص قوة الإصطدامات وتشتيتها بعيداً عن المقصورة وبالتالي عن الركاب.
وتندفع إنترسبتر سيدان عبر محرك V6 سعة 3,5 ليتر يتوفر بفئة قياسية ويولد قوة 288 حصاناً تترافق مع 344 نيوتن من عزم الدوران الذي يرتفع الى 474 نيوتن متر مع نسخة إيكوبوست من هذا المحرك الذي يولد في حالة القوة، 365 حصاناً. وتنتقل قوى هذين المحركين الى العجلات الأربع بشكل دائم وعبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب. أما إنترسبتر يوتيليتي، فتعتمد محرك V6 ولكن بسعة 3,7 ليتر مع نظام Ti-VCT الذي يتوفر لمحركي إنترسبتر سيدان والذي يتحكم بتوقيت عمل الصمامات لتأمين أفضل مستوى إحتراق وإستخراج قوى ممكنين. ويولد محرك يوتيليتي قوة 305 أحصنة مع 378 نيوتن متر من عزم الدوران وينقل قواه عبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب والى العجلات الأربع أيضاً. وهنا لا بد من الإشارة الى أن نظام الدفع الرباعي ينقل معظم القوة والعزم الى الإطارات الأمامية ويبدأ بتحويل القوة الى الخلف عندما تبدأ العجلات الأمامية بفقدان تماسكها وبطريقة لا يشعر السائق بها موفراً بالتالي مستويات تماسك متقدمة في مختلف ظروف القيادة بما فيها تلك الزلقة جداً والتي قمنا بإختبارها على القسم الإنزلاقي من حلبة ياس مارينا المغمور بالماء والمميز بأسطحه المعدومة التماسك. وفي هذه الحالة، لا يعمل نظام الدفع الرباعي وحده على منع الإنزلاقات وزيادة مستويات الثبات التوجيهي، إذ يتدخل جهاز التحكم بالثبات أيضاً قاطعاً إمداد القوة الى الإطارات غير المتماسكة لصالح تلك المتماسكة.
وفي هذا السياق، لم أقد بوليس إنترسبتر بفئتي السيدان ويوتيليتي وحسب، بل كان لي لقاء مع كراون فيكتوريا التي إستقدمتها فورد ـ الشرق الأوسط خصيصاً للمقارنة. وهنا، تأكدت بنفسي أن التطوير التي نالته سيارتا فورد الجديدتين طاول كل ما فيهما. فلجهة الكبح، يمكن القول أنه تحسن بنسبة 60 بالمئة بالمقارنة مع كراون فيكتوريا وذلك بفضل أسطوانات الكبح وحشياتها المعدلة ومكابسها المصنوعة من الستانلس ستيل. أما إدارة الحرارة في السيارتين الجديدتين، فتحسنت بمعدل يزيد عن 50 بالمئة وهي نفسها نسبة التحسن الذي طاول عملية تبريد زيوت السيارتين الجديدتين. وهنا نالت سيارتا الشرطة الجديدتين ماصات صدمات أقسى مع نوابض بنبض قاس وعجلات معدنية قياسية مع إطارات بقطر 18 إنش.
وفي إطار الكلام عن الإضافات المتوفرة لهاتين السيارتين، نشير أن فورد توفرهما مع نظام BLIS الذي يغطي الزوايا الميتة والعامل عبر رادارين خلفيين يقومان بمراقبة الجزء الجانبي الخلفي والخلفي وينبهان السائق من خلال مصابيح تحذيرية في المرايا الجانبية. كذلك تتوفر إنترسبتر مع جهاز CTA للمرور التقاطعي والذي لا يعمل إلا عند تعشيق نسبة الرجوع الى الخلف ليحذر السائق من وجود سيارات غير مرئية. وتستمر لائحة التجهيزات لتشمل كاميرا خلفية ومستشعرات الرجوع الى الخلف وأجهزة AdvanceTrac للتحكم بالتماسك وSYNC وغيرهما.
في الداخل وتحديداً في الأمام، تم إلغاء مسند اليد الوسطي لتمكين الشرطي من الجلوس في مقعد السائق من دون أن يضطر الى نزع الحزام الحامل للمسدس، في وقت تم تلبيس الأرضية بخليط من المواد التي لا تتأثر بالأوساخ. كما تم تزويد الحد الفاصل بين المقاعد الأمامية والمقعد الخلفي بجدار يحتوي على صفائح معدنية تمنع الأدوات الحادة من إختراقها بهدف حماية راكبي المقدمة في حال قام أحد المعتقلين في الخلف بإستعمال أداة حادة ما لطعن أي منهما. أما القسم العلوي من هذا الجدار، فتم تزويده بمساحة زجاجية ـ بلاستيكية مصفحة أيضاً. وفي الخلف، تم إرجاع المقعد الى الخلف لزيادة المساحات الداخلية المخصصة للراكبين على المقعد الخلفي، كما تم تعديل مفصلات الأبواب الخلفية كي تفتح بزاوية تزيد بمعدل 10 درجات عنها لزاوية فتح الأبواب الخلفية في كل من توروس وإكسبلورر.
أما في القسم الأمامي من المقصورة، فقد نالت السيارتان لوحة قيادة موحدة تهدف الى تأمين جو واحد لمستخدميهما، إذ لا تريد فورد من سائق سيدان أن يشعر أنه بحاجة الى التعرف الى لوحة قيادة جديدة في حال إنتقل الى مقصورة يوتيليتي أو بالعكس. وفي هذا السياق، جرى نقل مقبض علبة التروس من أرضية الكونسول الوسطي الى عمود المقود لزيادة المساحة بين المقعدين الأماميين وإستعمال المساحة المذكورة لوضع عدد من مكونات الشرطة شأن الجهاز الذي يتحكم بصفارات الإنذار ومصابيح LED التحذيرية المثبتة في الأمام والجوانب والخلف وعلى السقف وجهاز التحكم بمكبر الصوت وغيرها من التجهيزات التي يحتاجها رجال الشرطة لأداء عملهم. وفي هذا الإطار، نالت السيارتان مقوداً واحداً يحتوي على أربعة مفاتيح مثبتة في المقابض الأفقية يمكن للسائق أن يخصص لها وظائف محددة كأن يعتمد إحداها لتشغيل صفارات الإنذار وذلك لتسهيل تحكمه بوظائف السيارة وزيادة تركيزه على القيادة وبالأخص خلال المطاردات. ومن ناحية أخرى، تم تصميم المقصورة الأمامية لكل من سيدان ويوتيليتي بطريقة يمكنها أن تستوعب معها كل التجهيزات التي كانت متوفرة لـ كراون فيكتوريا المخصصة للشرطة، الأمر الذي يمكن أقسام الشرطة من نزع هذه التجهيزات من السيارات القديمة وإعادة تركيبها في سياراتهم الجديدة ومن دون الحاجة لأي تعديلات جذرية كتلك التي تتطلب إجراء عمليات قص وتلحيم وتمديد الأنابيب والأسلاك وغيرها وهذا ما يقلل من تكاليف إعتماد السيارتين الجديدتين.
«منذ أكثر من 15 عاماً، أطلقت فورد طراز كراون فيكتوريا مخصص لإستعمالات الشرطة وقد حققت هذه السيارة نجاحاً جعلها تُعتمد في 70 بالمئة من أقسام الشرطة الأميركية»
«إستفادت بوليس إنترسبتر سيدان ويوتيليتي من خبرة فورد مع كروان فيكتوريا المخصصة للشرطة وأضافت اليها آخر ما توصلت اليه تقنيات فورد المعاصرة»
«تبدو السيارتان وكأنهما عبارة عن توروس وإكسبلورر ولكنهما لا تتشاركان مع الأخيرتان إلا بالـ.. شكل»