فورمولا 1: فيرستابن يسعى للفوز الرابع على التوالي في عقر داره
انطلاق سباق جائزة هولندا الكبرى
يأمل سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن في مواصلة مساره الصحيح على وقع زخم انتصاراته الثلاثة المتتالية، آخرها على حلبة سبا-فرانكورشان البلجيكية الأسبوع الماضي، ساعياً لرابع توالياً على أرضه في جائزة هولندا الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد.
أمام "الجيش البرتقالي" المجنّد لقضيته في بلجيكا حيث ولد وترعرع، ينتظر "ماد ماكس" ترحيباً مجنوناً جديداً في عقر داره هذه المرة وبفارغ الصبر اطفاء الأنوار إيذاناً بانطلاق سباق الأحد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قال فيرستابن الذي حقق في بلجيكا فوزه الثالث توالياً بعد فرنسا والمجر والتاسع هذا الموسم والـ 29 في مسيرته "من الرائع أن تكون عائلتي إلى جانبي من أجل أن تدعمني، أريد فقط أن أستفيد من عطلة نهاية الاسبوع مع جميع الجماهير".
وعلى حلبة زاندفورت التي دوّنت اسمها في تاريخ رياضة السيارات باستضافتها 30 جائزة كبرى بين عامي 1952 و1985، قبل أن تغيب ويتم ادراجها مجدداً في الروزنامة عام 2021، يأمل البطل المحلي احتلال المركز الأوّل مكرراً الانجاز الذي حققه قبل أسبوع في سبا-فرانكورشان حيث بدا كـ "البلدوزر".
وأمام جماهير حضرت بالآلاف، سحق الهولندي، المولود في بلجيكا من أم بلجيكية، المنافسة إذ بعد انطلاقه من المركز الرابع عشر عقب حصوله على عقوبة لقيام فريقه ريد بول باستبدال محرك سيارته، نجح في الصعود تدريجياً في الترتيب ليجتاز خط النهاية في المركز الأوّل.
وبهذا الفوز، عزز فيرستابن من حظوظه باحتفاظه بلقبه حيث بات يبتعد في صدارة ترتيب السائقين بفارق 93 نقطة عن أقرب منافسيه، زميله في الفريق المكسيكي سيرخيو "تشيكو" بيريس (284 مقابل 191)، فيما يحتل سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو المركز الثالث متأخراً بفارق 98 نقطة.
تأخر فيراري ولوكلير
يملك فيرستابن ثلاثة أوراق "جوكر" بين يديه بمواجهة منافسيه، علماً أن حصاد النقاط الاجمالي من احدى الجوائز هو 26 نقطة (25 للفائز، إضافة إلى نقطة أسرع لفة).
من ناحيته، استفاد بيريس من احتلاله المركز الثاني في بلجيكا لانتزاع مجدداً لقب الوصافة في الترتيب العام من لوكلير، علماً أن الأخير كان تصدر بدوره في بداية الموسم بعد بداية قوية (فاز في البحرين واستراليا) قبل التراجع للمركز الثالث.
وبالنسبة لفيرستابن، يكمن السؤال ليس بمعرفة ما اذا سيفوز باللقب، بل متى سيحين موعد تكريسه الثاني في مسيرته بعد أوّل أحاطه الكثير من الجدل بسبب ما رافق الجولة الأخيرة على حلبة مرسى ياس في أبو ظبي العام الماضي بمواجهة سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات.
وفي حال فوزه في زاندفورت وفي مونتسا الأسبوع المقبل وثم سنغافورة بداية أكتوبر المقبل، بالتزامن مع فشل مطارديه المباشرين في حصد النقاط، بامكان فيرستابن أن يكرّس في شوارع سنغافورة.
وأمام هذا السيناريو "الحلم"، يفضّل فيرستابن تهدئة الأمور قبل التوجه إلى "بادوك" زاندفورت، اذ يقول "هناك المزيد من القوة السفلية (مقارنة مع حلبة سبا-فرانكورشان)، لذا سيكون من الصعب علينا السيطرة، وانتظر أن يكون فريق فيراري قوياً".
وبخلاف كلمات بطل العالم، لا يعيش فيراري في عالم الأوهام وتحديداً من ناحية المنافسة على البطولة، اذ أقرّ لوكلير الذي ما زال على أرض الواقع "تبدو البطولة صعبة للغاية، ومع السرعة التي أظهروها (ريد بول)"، قبل أن يصف أن فارق الأداء في بلجيكا بـ "المقلق".
يتمسك سائق فيراري بالكثير من الاسباب تجعله يتصبب عرقاً على خلفية متابعة فريق "الحصان الجامح"، صاحب المركز الثاني في ترتيب الصانعين مع 357 نقطة، هدر النقاط اذ يتأخر بفارق 118 نقطة عن ريد بول المتصدر مع 475، وهي فجوة كبيرة.
تشبه نهاية الموسم "نزهة" بالنسبة للحظيرة النمسوية وبطلها ابن الـ 24 عاماً في ما يبدو أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من وضع حد لسلسلة قياسية من 8 انتصارات توالياً لفريق مرسيدس، الثالث في ترتيب الصانعين هذا العام (316 نقطة).
ويسعى الصانع الالماني في زاندفورت إلى قلب صفحة خيبات الأمل والفشل الذريع ومشكلة الارتدادات التي تؤرق مضجعه، وتحديداً صفحة جائزة بلجيكا كارثية بالنسبة لهاميلتون المنسحب من اللفة الاولى اثر تصادم مع الاسباني فرناندو ألونسو (ألبين)، تأتى عنه حرباً كلامية بين السائقَين خمدت نيراها بعدما أقرّ "السير" بخطأه، وبطل العالم مرتين مع رينو (2005 و2006) بعدم أحقية بث ما دار بينه وبين فريقه حيث وصف هاميلتون بـ "الغبي!".
وبعد أسبوع صعب لمرسيدس الباحث عن فوزه الأوّل هذا العام، أكد مدير "الأسهم الفضيّة" النمسوي توتو وولف أن الفريق "يعمل بجهد من أجل فهم الصعوبات في سبا"، على أمل محاولة صعود القمة مجدداً في هولندا حيث حلّ هاميلتون ثانياً في العام الماضي.
كما يمكن أن تشكّل الحلبة الهولندية فرصة ذهبية لفريق آخر، وهو ألبين، من أجل تأكيد تطوره في السباقات الأخيرة بعد "أفضل نهاية أسبوع" للحظيرة الفرنسية، حسب ما صرّح السّائق إستيبان أوكون الذي نجح في التقدم من المركز السادس عشر إلى السابع وحلول ساينز خامساً على حلبة سبا.