فولكسفاكن غولف GTI .. السابعة ثابتة
أنتم تعملون أنها سيارة جيدة ونحن نعلم ذلك أيضاً وما أن تقوم بقيادتها حتى تقرر أن الإبتعاد عنها لن يكون سهلاً أبداً وهذا هو السبب بتوقفنا عندها من جديد
عام 1976، قدمت فولكسفاكن سيارتها غولف GTI لأول مرة مطلقة بذلك قطاعاً جديداً حينها حمل تسمية قطاع سيارات الـ GTI الذي بات اليوم يعرف بتسمية قطاع سيارات الهاتشباك الرياضية. ومنذ ذلك الحين وهذه السيارة تتعرض للمنافسة الشديدة، خصوصاً بعد أن بات معظم الصانعين يملكون سيارة من هذه الفئة ضمن مجموعات إنتاجهم. ومع الأيام، تطورت غولف GTI وكبر حجمها تماماً كما إزدادت قوتها وإرتفعت تأديتها ولتتحول الى واحدة من السيارات التي لا يمكن لأي كان أن يتناساها حتى ولو كان متواجداً في السوق لشراء سيارة لا تمت الى قطاع غولف GTI بصلة. أما اليوم، فقد وصلت هذه السيارة الى جيلها السابع الذي يبدو أنه الأفضل لغاية حينه وبالأخص لجهة ديناميكيات القيادة..
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وهنا، لا يمكنني إلا أن أتوقف عند تصميم هذه السيارة التي أعتقد ـ شخصياً ـ أن جيلها السادس هو الأجمل. فهو متناسق مع بعضه البعض ويوفر شعوراً لكل من يراه أنه ملتصق بالأرض وأن عملية زحزحته عن خط سيره في المنعطفات تعتبر من المستحيلات. أما الجيل السابع، فقد تخلى عن بعض الزوايا الدائرية التي كانت تميزه وبالأخص على صعيد تصميم المصابيح الأمامية والخلفية لصالح نوع من القساوة التصميمية التي أعتقد أنها ستتطلب من العامة بعض الوقت للتأقلم معها. وعلى الرغم من أن رأي المرء بالشكل الخارجي يعتبر في نهاية المطاف أمراً شخصياً ويختلف من شخص الى آخر، إلا أن ما لا يختلف إثنان حوله يتمثل بأن الجيل الجديد من غولف GTI يتميز بحضور لافت جداً، سواء كان من فئة الأبواب الخماسية أو الثلاثية.
وخلف هذا الهيكل التي إزدادت أبعاده الخارجية، لا يمكن للمرء أن ينكر مدى العملانية التي تتحلى بها GTI الجديدة. فهي ـ لمن يركز على المواصفات العائلية أيضاً ـ تتميز بمقعد خلفي تحيط به مساحات داخلية تمكن ثلاثة ركاب من الجلوس علية براحة والإنتقال لمسافات طويلة من دون الإحساس بأن المكان ضيق. كما أن صندوق الأمتعة الخلفي كبير نسبياً ويتحلى بحافة تحميل منخفضة ويمكن زيادة حجمه من خلال إمكانية طي المقاعد الخلفية كلياً. ومن ناحية أخرى، تتميز مقصورة غولف GTI الجديدة بالجودة العالية. فالمواد المستعملة فيها ذات نوعية جيدة والجودة التصميمية والتصنيعية تظهر في أبهى حللها وتعزز الإحساس بأن ما يراه المرء في هذه المقصورة يعود لسيارة ذات حجم أكبر وسعر أعلى، خصوصاً بعد أن تخلت غولف عن تصميم الكونسول الوسطي الذي كان معتمداً في الجيلين الخامس والسادس معتمدة على تصميم جديد يبدو معه الكونسول الوسطي وكأنه يشكل إمتداداً لتجويف العدادات وهذا ما يرفع الإحساس بأن لوحة القيادة موجهة الى السائق ولكنها لا تغفل الراكب بجانبه أو أي من ركاب الخلف.
ومن الجديد في غولف GTI التي بدأ بيعها في منطقتنا كطراز يعود للعام 2014، توفرها بنسختين يمكننا أن نطلق على الأولى منهما تسمية طراز القاعدة، ذلك أن فولكسفاكن قررت أن توفر فئة أقوى بـ 10 أحصنة زودتها بما تسميه «مجموعة التأدية» التي ترتفع معها القوة الإجمالية الى 220 حصاناً، في وقت بقي عزم الدوران الذي إزداد بمعدل 69 نيوتن متر مقارنة بالجيل السادس، على حاله في نسختي القاعدة ومجموعة التأدية. ويصل هذا العزم الى 350 نيوتن متر ولكن المميز فيه هو أن عملية إستخراجه تبدأ عند وصول المحرك الى 1500 دورة في الدقيقة وتستمر بشكل ثابت لغاية وصول المحرك الى 4400 دورة في الدقيقة في نسخة القاعدة والى 4600 دورة في الدقيقة في نسخة مجموعة التأدية. وهنا، لا يكتفي الجيل السابع من غولف GTI بما سبق ذلك أن مهندسي فولكسفاكن أخضعوا المحرك الذي تبلغ سعته 2,0 ليتر موزعة على أربع أسطوانات متتالية تم تعزيزها بجهاز توربو، الى حملة تطوير بدأت بخفض وزنه وزيادة كفاءته وليبدآ العمل من خلال تزويد هذا المحرك بجهاز بخاخ يخلط بين الطراز المتعدد المنافث والطراز المباشر، خصوصاً أن البخاخ ذو المنافث المتعددة يبقى أفضل عند مستويات دوران المحرك المنخفضة، في وقت يوفر البخاخ الباشر كفاءة أعلى عند إرتفاع دوران المحرك الذي تم تزويده أيضاً بصمامات متعددة تعمل من خلال عمودي كامة معدلين للتحكم بتوقيت عمل صمامات السحب والعدم معاً وهنا جرى تجهيز صمامات العدم بنظام رفع مرحلي متغير يتم معه التحكم بسرعة غازات العادم الموجهة الى جهاز التوربو لتفادي تدني فعالية عمل هذا الأخير عند تدني دوران المحرك. ومن جهة أخرى، يتم مع محرك غولف GTI الجديدة تجميع غازات العدم في رؤوس مساعب السحب قبل إستعمالها للتوربو وهذا ما مكن مهندس فولكسفاكن من تقصير الأنانبيب اللازمة للعدم وإحاطة مكان تجمع هذه الغازات بسوائل مبردة للمحافظة على درجة حرارة متدنية لهذه الغازات قبل إستعمالها في جهاز التوربو.
وعلي الرغم من أن فولكسفاكن أبقت على خليط المعادن لصناعة قاعدة المحرك، إلا أن زودته بعدد من المكونات المصنوعة من مواد أخف وزناً شأن الألومنيوم الذي تم إستعماله في كل براغي تثيبت قطع المحرك والبلاستيك الذي إعتمد لصناعة صينية تجميع الزيت السفلية وخليط المعادن القوية والخفيفة التي تم إستعمالها في جهاز التوربو. ومن الجديد في GTI الجديدة أيضاً، إعتماد ترس تفاضلي بقدرة إنزلاق محدودة بدلاً من الترس الميكانيكي التقليدي. ويعمل هذا الترس من خلال قابض فاصل هيدروليكي بصفائح زلقة تسيطر الإلكترونيات على عملها وتمكنها من ممارسة غلق المحاور بشكل كلي يساعده في ذلك، عملية ربطه الى جهاز التحكم بالتماسك والى نظام XDS+ الذي يقوم بكبح الإطارات الدافعة المنزلقة في المنعطفات موفراً لـ GTI الجديدة ثباتاً توجيهياً عالياً.
وعلى صعيد آخر، خسرت غولف GTI الجديدة حوالي 45 كلغ من وزنها الإجمالي بسبب الإستعمال المكثف للحديد المقوى الذي تم تصنيعه بالإعتماد على الحرارة والذي بات يشكل حوالي 22 بالمئة من هيكل السيارة وهذا ما إنعكس تبعاً لقول مهندسي فولكسفاكن بالإيجاب على صعيد السلامة العامة، خصوصاً أن هذا الحديد المعالج طاول أيضاً التعليق الأمامي (قوائم ماكفرسون الإنضغاطية) وتحديداً الأذرع السفلية التي باتت أخف وزناً وأكثر صلابة. كذلك إعتمدت فولكسفاكن على قضيب مقاوم للإنحناء والغوص في الأمام تم تفريغه من الداخل وتطوير نقاط إرتباطه بباقي التعليق وهذا ما خفض الوزن غير المنبوض في الأمام وساهم في زيادة مستويات العزل الصوتي في الأمام. ومن جهة أخرى، عدل مهندسو فولكسفاكن توضيب مكونات السيارة بطريقة تم معها دفع مركز التمايل بإتجاه مركز جاذبية السيارة، الأمر الذي مكنهم من خفض القوى الجانبية التي تدفع هيكل السيارة بإتجاه الجهة الخارجية من المنعطفات ولينعكس ذلك بالإيجاب أيضاً على شكل تمايلات هيكل أقل من دون تعديل قساوة نوابض التعليق المعدنية الحلزونية. وفي سياق الكلام عن نقاط إرتباط التعليق الأمامي التي تمت تقويتها، كررت فولكسفاكن ذلك مع التعليق الخلفي الذي يعتمد مبدأ الوصلات المتعددة إستعملت قضيباً مقاوماً للإنحناء والرفع بقلب مفرغ، الأمر الذي يؤدي الى إحساس السائق بأن القسم الخلفي من GTI يلحق القسم الأمامي منها في المنعطفات. وهنا، يلعب المقود المزود بنسبة متغيرة (2,1 لفة بين أقصى جهتيه) دوراً فعالاً كونه يوفر إحساساً عالياً بالطريق ويتميز بسرعة تجاوبه ودقته العالية.
ومن ناحية أخرى، توفر فولكسفاكن لسيارتها هذه نظام التحكم بأسلوب القيادة الذي يتحكم بمعايير عمل المقود، تجاوب دواسة التسارع ونقاط تبديل نسب علبة التروس وتوقيتها. أما أنماط القيادة المتوفرة، فتضم أنماط «سبورت» الرياضي و«نورمال» المخصص للقيادة العادية و«إيكو» المعد للقيادة الإقتصادية و«إنديفيدجوال» الذي يمكن معه التحكم بمعايير عمل أجهزة السيارة كل على حدة وتبعاً لرغبات السائق. كذلك يضم هذا النظام وفي الفئات المزودة بنظام فولكسفاكن للتحكم النشط بالشاسي، نمط «كومفورت» الذي يركز على زيادة مستويات راحتي التعليق والإنتقال أثناء القيادة ويظهر الطابع العائلي لهذه السيارة.
أما محبو القيادة الرياضية، فسيعتمدون على نمط سبورت كونه يرفع حدة ردات فعل السيارة ويزيد متعة القيادة الرياضية، خصوصاً أن ما قامت به فولكسفاكن من تعديلات على هذا الجيل ألغى مشكلة العزم الموجه الذي كانت GTI بأجيالها الست الأولى تعاني منها تحت تأثير الإنطلاقات السريعة وزيادة الضغط على دواسة التسارع في المنعطفات والتي كانت تؤدي دوماً الى إنزلاق المقدمة. ففي السابق، كان السائقون الرياضيون مجبرون على رفع قدمهم عن دواسة التسارع في المنعطفات لمنع المقدمة من الإنزلاق وفي بعض الأحيان يجدون أنفسم مضطرين لإستعمال مكبح اليد لجعل القسم الخلفي ينزلق بحيث يزداد ثبات القسم الأمامي. أما مع غولف GTI الجديدة التي تندفع بعجلتيها الأماميتين فقط، فتعمل التجهيزات والإلكترونيات معاً لجعلك تشعر وكأنك تقود سيارة مزودة بنظام يخفض القوة والعزم عن الإطارين الأماميين وينقلهما بشكل خجول الى الإطارين الخلفيين وهذا ما يمكنك من الضغط على دواسة التسارع بشكل مبكر أثناء خروجك من المنعطفات ومن دون أن تعاني سيارتك من أي إنزلاقات حتى ولو كنت تعتمد نمط قيادة سبورت الذي يتأخر معه جهاز التحكم بالتماسك بالتدخل، إلا إذا تصرف السائق بطريقة تتعدى على قوانين الفيزياء والطبيعة.
المواصفات
فولكسفاكن غولف GTI ـ 2014
الأرقام
2,0 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ توربو ـ دفع أمامي
210/220 حصان بين 4500 الى 6200 دورة في الدقيقة
350 نيوتن متر عند 1500 الى 4600 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 أوتوماتيكية DSG
من صفر الى 100 كلم/س: 6,5 ثانية
السرعة القصوى: غير متوفر ـ الوزن: 1361 كلغ
الطول: 426,7 سم، العرض: 179,8 سم، الإرتفاع: 144,2 سم