في اليوم الوطني السعودي نستعرض تطور شبكة المواصلات الحديثة
ركزت عدد من خطط التنمية على تحسين البنية التحتية لوسائل النقل. تالياً في اليوم الوطني السعودي نستعرض تطور شبكة المواصلات الحديثة
عند تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة عام 1932، كانت البلاد تفتقر إلى مرافق النقل والموانئ الحديثة، وكان لديها أقل من 30 ميلاً من الطرق المعبدة. وتمتلك المملكة اليوم شبكة مواصلات حديثة من الطرق والسكك الحديدية ووسائل النقل الجوية والبحرية والعامة. وترتبط البلاد أيضًا بشبكة اتصالات متطورة تعمل كأساس لنموها الاقتصادي وتطورها. وتبدو هذه الإنجازات أكثر وضوحًا نظرًا للمسافات الكبيرة بين المدن والتضاريس الوعرة في معظم أنحاء البلاد. في المقال التالي في اليوم الوطني السعودي نستعرض تطور شبكة المواصلات الحديثة
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إنشاء شبكة حديثة
منذ آلاف السنين، كان التجار والحجاج والبدو يسافرون على طرق التجارة والقوافل القديمة في شبه الجزيرة العربية. كانت الرحلة عبر هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، وغالبًا ما تستغرق شهرًا أو أكثر من السفر الشاق لعبور شبه الجزيرة. لم يكن المرور عبر الصحاري الشاسعة ممكنًا إلا خلال الساعات الباردة من النهار والمواسم الأقل قسوة في العام.
كانت الحركة السريعة للأشخاص والبضائع أمرًا حيويًا لتحديث مثل هذا البلد الكبير ذي الكثافة السكانية المنخفضة. ولتحقيق هذه الغاية، ركزت عدد من خطط التنمية الخمسية على تحسين البنية التحتية لوسائل النقل في المملكة، وتمتلك المملكة العربية السعودية الآن واحدة من أرقى شبكات النقل الوطنية في العالم.
السفر جوا
كان يوجد بالمملكة ثلاثة مطارات دولية: الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالظهران، ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.
يجري حالياً التخطيط لتحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة إلى مطار دولي. ويوجد أيضًا 24 مطارًا إقليميًا ومحليًا.
بدأت شركة الطيران الوطنية السعودية، الخطوط الجوية العربية السعودية (SAA)، نشاطها في عام 1945 بهدية من الرئيس فرانكلين روزفلت بطائرة ذات محرك واحد من طراز DC-3 داكوتا.
تمتلك شركة الطيران الآن أسطولًا مكونًا من حوالي 140 طائرة تقوم برحلات إلى مدن داخل المملكة العربية السعودية وحول العالم. وتواصل توسيع أسطولها، حيث اشترت مؤخرًا 15 طائرة إقليمية من شركة إمبراير البرازيلية.
كما تنقل الخطوط الجوية العربية السعودية حوالي 15 مليون مسافر سنوياً، ثلثهم رحلات دولية. ما يقرب من نصف طياري SAA البالغ عددهم 2000 طيار هم من السعوديين.
بذلت المملكة العربية السعودية جهدًا خاصًا لتوسيع مرافق النقل الجوي لديها لاستيعاب حوالي مليوني حاج مسلم يأتون إلى المملكة كل عام.
يعد مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة مركزًا للحجاج القادمين للحج ويحتوي على صالة مخصصة للحجاج. ويجري حاليًا تنفيذ خطط لتوسيع مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ليشمل صالة أخرى للحج، وبناء مدرج ومحطات إضافية في مطار المدينة المنورة.
وبالإضافة إلى ذلك، تسير الخطوط الجوية العربية السعودية رحلات إضافية خلال موسم الحج لاستيعاب العدد الكبير من الحجاج الذين يسافرون إلى المملكة جواً.
مجال الاتصالات
ينمو قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعودية بمعدل ملحوظ. ويجري باستمرار توسيع المرافق والخدمات لاستيعاب سوق المملكة المتنامية.
تشرف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على جميع تقنيات الاتصالات الحديثة في المملكة.
المزود الرئيسي في المملكة العربية السعودية هو شركة الاتصالات السعودية (STC) المخصخصة جزئيًا، وهي واحدة من أكبر مشغلي خدمات الاتصالات في العالم. كما توفر شركة ثانية، موبايلي، خدمة الهاتف المحمول.
يعتبر نظام الهاتف الأرضي في المملكة حديثاً وفعالاً، ويستخدم مرحل راديو واسع النطاق يعمل بالموجات الدقيقة، والكابلات المحورية، وأنظمة كابلات الألياف الضوئية. وفي عام 2000، كان عدد الخطوط المتاحة 2.9 مليون خط، وتقوم الاتصالات السعودية بتوسيع شبكتها إلى 4 ملايين خط. ترتبط سبع محطات أرضية قياسية بنظام القمر الصناعي إنتلسات.
تحظى الهواتف المحمولة بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية. وفي عام 2002، كان هناك أكثر من 5 ملايين هاتف محمول مستخدم في المملكة. تعمل الهواتف المحمولة في المملكة العربية السعودية على النظام العالمي للاتصالات المتنقلة (GSM)، وهو أحد الأنظمة الخلوية الرقمية الرائدة المستخدمة في جميع أنحاء العالم. أما الآن فقد تضاعف هذا العدد وأصبحت خدمة الاتصالات متطورة للغاية في المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل.
يتزايد استخدام الإنترنت بسرعة في المملكة العربية السعودية. ويتم توفير المزيد والمزيد من الخطوط للوصول إلى الإنترنت لتلبية الطلب المتزايد، بما في ذلك الخدمة عالية السرعة مثل خط المشترك الرقمي (DSL). ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة زغبي عام 2003، فإن ما يقرب من ثلثي السعوديين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت.
تشرف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات (CITC) على جميع عمليات قطاع الإنترنت في المملكة. كما تساعد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الأسر السعودية في امتلاك أجهزة الكمبيوتر الشخصية والوصول إلى الإنترنت من خلال مبادرة الحوسبة المنزلية السعودية.
كما ترسل المملكة العربية السعودية أقمارًا صناعية إلى الفضاء. في عام 2006 وحده، أطلقت المملكة ستة أقمار صناعية سعودية الصنع للاتصالات والمراقبة، وما زال التطور مستمراً ليومنا هذا تلبية لرؤية 2030. كما تعد مدينة الملك فهد للاتصالات الفضائية في جدة أكبر مجمع من نوعه في الشرق الأوسط. وهي أيضًا المحطة الأرضية لعربسات، قمر الاتصالات الرائد في العالم العربي.
القمر الصناعي عربسات الثاني تم إطلاقه في 17 يونيو 1985 بمساعدة أخصائي الحمولة السعودي الأمير سلطان بن سلمان - أول عربي ومسلم يسافر إلى الفضاء - أثناء مهمته على متن مكوك الفضاء الأمريكي ديسكفري.
النقل البحري
يوجد في المملكة العربية السعودية 21 ميناء كبيراً وحديث يسهل التنمية الصناعية.
وتنقل الموانئ السعودية نحو مليوني وحدة مكافئة لعشرين قدمًا (TEUs) سنويًا. وتزور الموانئ السعودية حوالي 12 ألف سفينة كل عام، أي ما مجموعه سفينة واحدة كل 30 دقيقة. ويوجد ما يقرب من 200 رصيف في الموانئ السعودية.
يتم تشغيل موانئ المملكة من قبل هيئة الموانئ السعودية، والتي تقوم بتوريد المعدات وبناء الأرصفة. يتم توفير الصيانة في الغالب من قبل شركات خاصة.
ويمر أكثر من نصف حركة النقل البحري في المملكة العربية السعودية عبر ميناء جدة الإسلامي، وهو أحد الموانئ الرئيسية في الشرق الأوسط ونقطة دخول للحجاج. وقد ساهمت مرافق الميناء الجديدة في مدينة ينبع الصناعية على البحر الأحمر في تخفيف العبء على جدة وتحسين كفاءة صادرات البتروكيماويات. وتقع الموانئ الرئيسية الأخرى في الدمام وجيزان والجبيل.
كما تم بناء أو تحديث موانئ قوارب الصيد وسفن الشحن الصغيرة، وفي أواخر التسعينيات أنشأت شركة سياحة خاصة خدمة القوارب المائية لربط جدة بالعديد من المراكز الصناعية والحضرية على طول البحر الأحمر.
جسر الملك فهد
ولعل الطريق الأكثر إثارة في الشبكة السعودية هو جسر الملك فهد، الذي يربط المملكة العربية السعودية بجزيرة البحرين.
ويبلغ طوله 15.5 ميلاً، وهو ثاني أطول جسر في العالم، وهو تحفة هندسية تمتد على مساحات طويلة من البحر والأراضي المستصلحة. ترتكز جسورها الخمسة على 536 عمودًا خرسانيًا، مع سبعة سدود في مياه الخليج الضحلة. أحد الجسور هو في الواقع جزيرة اصطناعية كبيرة مكتملة بمرافق الجمارك والهجرة ومسجد ومطعم.
منذ اكتماله في عام 1986، أدى الجسر إلى تسهيل التجارة وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين المملكة العربية السعودية والبحرين. ويجري النظر في إنشاء جسر ثانٍ يربط بين المملكة العربية السعودية ومصر. وسيمتد الجسر الذي يبلغ طوله 9.24 ميلاً عبر البحر الأحمر لربط الساحل السعودي بشبه جزيرة سيناء المصرية، ويربط بين الجانبين الشرقي والغربي للعالم العربي.