في يوم البيئة العالمي: أين وصل عالم صناعة السيارات الكهربائية؟
لم يكن ابتكار الطرازات الكهربائية وليد الصدفة، بل جاء بعد الندائات التي كانت مستمرة منذ فترة طويلة جدًا على هذا الكوكب بسبب الانبعاثات الكربونية الضارة التي تصدر من عوادم المحركات التي تعتمد على وقود الاحتراق الداخلي.
وفي يوم البيئة العالمي عزيزي قارئ تيربو العرب، سنستعرض أبرز الأسئلة التي تدور حول السيارات الكهربائية وإلى أين وصلت هذه الصناعة حتى الآن، ومواعيد التحول الكامل من كبرى شركات صناعة السيارات في خطوط الإنتاج لإصدار الطرازات صديقة البيئة فقط، لنبدأ جولتنا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
متى شعر العالم بخطورة محركات الاحتراق الداخلي؟
الندائات كانت مستمرة منذ فترة طويلة جدًا على هذا الكوكب، لكن تأثر العالم كثيرًا وانطلق العديد من الأشخاص حول العالم في مظاهرات ضد بعض أنواع السيارات التي تعتمد على محرك احتراق داخلي، ولكن الأبرز ولا تتعجب عزيزي القارئ جاء في عام 2019.
وترى العديد من المنظمات أن قطاع السيارات كان سبباً في حوالى عشر الانبعاثات العالمية للغازات المسببة بمفعول الدفيئة عام 2018، بحسب "غرينبيس".
وطالت هذه الاتهامات كبرى شركات السيارات في العالم، تمثّل مجموعة 55 % من الانبعاثت الكربونية في قطاع صناعة السيارات.
واختتمت المنظمة غير الحكومية كلماتها "نطالب القطاع بإجراء تغييرات جذرية تحت طائلة الخضوع للمساءلة القانونية.
لكن هل استجابت هذه الشركات؟ نعم عزيزي القارئ، فهناك اتجاه العالمي نحو السيارات صديقة البيئة التي تعتمد على الطاقة النظيفة في توليد طاقة الحركة، وتحاول كبرى شركات السيارات التحول بخطوط إنتاجها بالكامل لصناعة السيارات الكهربائية، وإصدار مختلف الموديلات لتناسب جميع الاحتياجات وكافة الفئات في المجتمع.
لماذا يوجد قلق من انتشار السيارات الكهربائية بسبب التكلفة؟
تحمل السيارات التي تعتمد على الطاقة الكهربائية بالكامل العديد من الفوائد وبصيص من الأمل لإنقاذ ما تبقى من الكوكب، ومع مبادرات كبرى شركات صناعة السيارات بتحويل خطوط إنتاجها بالكامل تدريجيًا لصناعة الطرازات الكهربائية صديقة البيئة فقط زاد الأمل في قلوب محبي البيئة، ولكن بعض الأشخاص يشعرون بالقلق من انتشار السيارات الكهربائية من حيث التكلفة.
ولن تضطر للذهاب كثيرًا إلى مركز الصيانة أو التوكيل مع شراء سيارة كهربائية، لكن تكلفة الصيانة ستكون مرتفعة بعض الشئ في المرة الواحدة، ولكن بالمقارنة مع السيارات التقليدية التي تعتمد على وقود الاحتراق الداخلي ستوفر بعض المال.
ولكن في بعض الأحيان عملية إصلاح بسيطة ستكلف أموال كثيرة، لأن الأسلاك الكهربائية منتشرة في كافة أجزاء السيارة الكهربائية، ونتيجة لذلك سيكون عليك الاعتماد على المتخصصين في المجال.
واعلم عزيزي القارئ أن تغيير بطارية السيارة الكهربائية سيكون مكلفًا، ويختلف العمر الافتراضي من شركة لأخرى ومن طراز لآخر، فعلى سبيل المثال بعض الطرازات يصل عمر البطارية إلى 800 ألف كيلو متر، وبعض الطرازات الأخرى حوالي 240 ألف كيلو متر فقط.
ولكن هذه الأرقام معدلات ليست أكيدة، فالأمر سيختلف من منطقة لأخرى، مثل المناطق التي تمتلك أجواء حارة مثل في منطقة الشرق الأوسط، والتي ستلعب دوراً في إسراع تلفها.
ما هي خطوات صيانة السيارات الكهربائية في التوكيل؟
صيانة الـ12,000 كيلو متر
وتكون في مركز الصيانة التابع للشركة المنتجة للسيارة، ويشمل الفحص والصيانة بعض الأشياء الهامة، أبرزها مستوى سائل تبريد البطارية، فحص محتويات التوجيه والتعليق والشاسيه بحثاً عن أي ضرر قد يكون لحق بالسيارة خلال الشهر، بالإضافة إلى التحقق من عمل أقفال الأبواب ودواسة البنزين بشكل صحيح.
صيانة الـ24,000 كيلو متر
ويقوم بفحص وصيانة نفس الأجزاء التي تم التحقق منها في صيانة الـ12 ألف كيلو متر، إلى جانب استبدال شفرات مساحات الزجاج الأمامي بأخرى جديدة.
صيانة الـ60,000 كيلو متر
إلى جانب فحص وصيانة ما سبق، ستبدأ في هذه المرحلة في استبدال مرشح هواء المقصورة، ويمكن القيام بهذه الخطوة مبكرًا قبل الوصول إلى هذا العدد من الكيلو مترات.
حزمة البطاريات
وعلى صعيد حزمة البطاريات في السيارة الكهربائية، يجب أن يتم فحصها بشكل دوري مستمر للتأكد من قدرتها وكفائتها، حيث تعتبر أهم قطعة في السيارة، وقبل الذهاب إلى مركز الصيانة المختص قم بمتابعة مدى السير للسيارة، ففي بعض الحالات يهبط مدى السير للسيارة الكهربائية من 350 كيلو متر إلى 150 كيلو متر بعد مرور بضعة أعوام.
متى سنرى تحول بالكامل لصناعة السيارات الكهربائية؟
خلال الفترة الماضية، كشفت أكثر من شركة من عمالقة صناعة السيارات عن قرارات خاصة بتحويل مصانعها بالكامل أو بشكل جزئي لصناعة السيارات الكهربائية صديقة البيئة بدلًا من محركات وقود الاحتراق الداخلي البنزين، مثل فولكس فاجن التي وعدت بإنتاج 1.5 مليون سيارة كهربائية، ومرسيدس بإنتاج 6 أنواع مختلفة منها.
وجاء ذلك بعد دعوات عالمية من أجل الاتجاه نحو هذه الصناعة لخفض نسبة التلوث الناجم من الانبعاثات الكربونية الضارة الصادرة من السيارات التي تمتلك محركات وقود الاحتراق الداخلي البنزين.
وشاهدنا مظاهرات عديدة خلال معرض فرانكفورت الدولي للسيارات في ألمانيا ضد هذه النوعية السيارات، كما شاهدنا شركات كبيرة ستقوم بدفع ملايين الدولارات بسبب فضائح شهيرة خاصة بطرازاتها والانبعاثات الكربونية الصادرة منها.
موعد تخلي جنرال موتورز عن محركات الوقود
أعلنت مجموعة جنرال موتورز الأمريكية عن سعيها لكي تتوقف عن استخدام محركات احتراق الوقود الداخلي لكي تصبح خالية من الانبعاثات الكربونية الضارة تماماً.
ووضعت جنرال موتورز خطوة طويلة الأجل لكي تصل إلى التخلص من الانبعاثات الكربونية الضارة بحلول عام 2040.
وكشفت جنرال موتورز أنها ستبحث عن تقديم سيارات كهربائية أو تلك الطرازات التي تعمل محركاتها بتقنية عديمة الانبعاثات.
وأكدت جيسيكا جيمس المتحدثة باسم جنرال موتورز بأن المجموعة ترغب في تقديم طرازات سيدان وكروس أوفر وبيك أب صغيرة وبيك أب كاملة وأخرى SUV ولكن بدون انبعاثات بداية من عام 2035.
وأوضحت جنرال موتورز بأن خطتها تتضمن تقديم 30 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، على أن تتحول 40% من موديلاتها إلى طرازات كهربائية بحلول السنة ذاتها.
وتطمح جنرال موتورز بأن تصبح علامة كهربائية كلياً بعد حوالي 14 عاماً من الآن مع الوصول لعام 2035.
وتعمل جنرال موتورز على استثمار حوالي 27 مليون دولار ما يعادل تقريباً 101 مليار ريال سعودي في تطوير السيارات الكهربائية والذاتية في السنوات الخمسة المقبلة.
كما تأمل المجموعة الأمريكية العملاقة لصناعة السيارات في طرح مجموعة مختلفة من السيارات الكهربائية من فئات الكروس أوفر والسيدان والبيك أب والـSUV لتقدم تنوعاً كبيراً لقطاع الشراء وتحفز عشاق الفئات المختلفة على دخول مجال السيارات الكهربائية.
وستوفر جنرال موتورز طرازاتها بأسعار مختلفة ما بين اقتصادية ومنخفضة السعر وأخرى فاخرة.
وأوضحت جنرال موتورز بأنها ستقدم سيارات منخفضة السعر مثل شيفروليه بولت EUV وستكون كاديلاك سيلسيتك في قمة السيارات الكهربائية للمجموعة من خلال فخامتها ورقيها من الخارج والداخل وبتقنياتها الحديثة كذلك.
وبجانب كل ما ذكرته جنرال موتورز فإنها تعمل كذلك على زيادة حجم شبكة محطات الشحن الكهربائي الخاصة بها لثلاثة أضعاف مع بناء 2700 محطة شحن للسيارات الكهربائية وذلك خلال السنوات الأربعة المقبلة.
السيارات الكهربائية في المقدمة.. خطة تحول كيا
كشفت الشركة الكورية كيا أنها قد قامت بتحسينات على خطتها Plan S التي تحمل طموحات وآمال الشركة في المستقبل، ظهر منها العديد من الخطوات الهامة، من بينها الشعار الجديد والتصميم الجديد والاسم الجديد للشركة.
وفي إطار نفس الخطة، تنوي الشركة الكورية أن تتحول تدريجيًا في عام 2030 إلى صناعة السيارات الكهربائية صديقة البيئة فقط، وستعتمد على بعض الطرازات الرائعة في هذه الخطة.
وتأتي في مقدمة هذه السيارات الكهربائية طرازات EV وطراز HEV الكهربائي الهجين، والهجينة القابلة للشحن (PHEV).
وأوضحت تقارير صحفية أن شركة كيا ستعتمد في خطتها أن تكون نسبة مبيعات الطرازات الكهربائية داخل جدران الشركة بنسبة 40% من إجمالي نسبة مبيعاتها، مع وضع هدف محدد نصب أعين مسؤولي الشركة ببيع 1.6 سيارة سنويًا بشكل عام.
ومن العام الجاري 2021 وحتى عام 2026، ستقوم شركة كيا بإصدار 11 طراز كهربائي صديق للبيئة بدون إنبعاثات كربونية ضارة.
موعد تخلي شركة فورد عن محركات الوقود
أعلنت شركة فورد، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، عن استراتيجيتها لتسويق سيارات الركاب الكهربائية في أوروبا بحلول عام 2030، وفقًا لما أوضحته الشركة الأميركية، في بيان عبر موقعها الرسمي، بأن كافة سياراتها المصنعة في أوروبا ستصبح كهربائية بالكامل ابتداءً من عام 2030.
وأكد خبراء عالم السيارات أن هذا التحول والإعلان فيه في هذا التوقيت بالتحديد، يأتي ضمن خطة شركة العريقة لرفع نسب المبيعات التي شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال العام المنطلق 2021، والتي تتضمن أيضًا خطة توسعية مذهلة في السوق الأقوى في العالم، الصين.
وأشارت الشركة الأمريكية إلى أنه حتى ذاك التاريخ سوف تقوم فورد بكهربة مجموعه من سياراتها بالكامل، كما أنها تخطط لأن يتضمن كافة موديلات سياراتها مركبات لا ينتج عنها أي انبعاثات كربون وأخرى هجينة بحلول منتصف عام 2026، وهو التاريخ الذي سيعتبر ايذانا بظهور الجيل القادم من هذه المركبات الكهربائية.
وعلى صعيد آخر بحسب ما تشير إليه التقارير أن فورد قد خاطبت وكلائها في الولايات المتحدة، لإبلاغهم أنه سيتعين عليهم الاستثمار الجيد فيما تسميه شهادة "الجيل التالي" من السيارات الكهربائية لتحقيق طفرة حقيقية في مبيعات سيارات فورد الكهربائية.
وهذا التحول يمثل صورة واضحة للمسار الذي تسلكه شركات السيارات في تبنيها الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات لتخفيف حدة الانحباس الحراري.
هيونداي والتخلي شيئًا فشيئًا عن هذه الطرازات
قررت مجموعة هيونداي موتور الكورية الجنوبية التخلي عن تطوير الجيل المقبل محركات الديزل الخاصة بها والتي كانت قد بدأت في العمل عليها خلال النصف الثاني من العام الماضي 2020.
ويأتي قرار مجموعة هيونداي بسبب رغبة الشركة في توجيه جهودها لمجال مستقبلي أفضل سواء كهربائي أو هيدروجيني.
وتوالت المشكلات التي تتسبب فيها محركات الديزل والتي أصبحت صداع في رأس شركات السيارات بعدما كانت هذه المحركات ذات الشعبية الأكبر في قارة أوروبا خلال السنين السابقة.
وبالرغم قرار هيونداي بعدم تطوير محركات الجيل التالي من ديزل فإنها ستعمل على تحديث محركاتها الحالية خلال السنوات المقبلة.
ويبدو أن هيونداي تدرك جيداً بأنه من الصعب التخلي عن محركات الديزل بشكل مباشر ولذلك فإنها ستعمل على التخلي عنها شيئاً فشيئاً.
وبالانتقال للحديث عن عن محركات البنزين فإن مجموعة هيونداي تعتزم إطلاق العديد من الطرازات الهجينة والهجينة بالقابس التي تعتمد على محركات بنزين بجانب المحركات الكهربائية وهو ما يعني بأن الاستغناء عن محركات البنزين غير وارد خلال الفترة الحالية.
وبرغم تمسك هيونداي خلال الوقت الحالي بمحركات البنزين ولكنها بالتأكيد تدرك بأن السنوات المقبلة والتضييق على الانبعاثات سيجبرها وغيرها من شركات السيارات بالتخلي عن محركات البنزين لصالح السيارات الكهربائية كلياً.
لذا أعلنت مجموعة هيونداي موتورز عن رغبتها في إطلاق 23 سيارة كهربائية وذلك بحلول عام 2025
أودي تدرس التحول لعلامة كهربائية كلياً
نذهب إلى الشركة الألمانية العريقة لصناعة السيارات أودي، حيث كشفت تقارير مسربة من داخل جدران الشركة عن رغبة حقيقية في تحويلها بشكل كامل لإنتاج السيارات الكهربائية كلياً.
ويأتي تخطيط أودي على خطى الكثير من شركات السيارات التي ترغب في مواكبة المستقبل وضمان مكان لها في مقدمة المصنعين للسيارات في السنوات المقبلة.
وباتت شركات السيارات تعلم جيداً بأن محركات الاحتراق الداخلي تعيش سنواتها الأخيرة في ظل توجه الكثير من الحكومات لحظر بيعها في أسواقها بحلول عام 2030.
وترغب أودي في الاستغناء عن محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035 بحد أقصى خوفاً من حظر العديد البلاد الأوروبية لبيع السيارات التي تعمل بمحركات احتراق داخلي قبل هذا التوقيت وهو ما سيؤثر بشكل ضخم على مبيعاتها.
وذكر ماركوس دوسمان الرئيس التنفيذي لشركة أودي بأن هناك خطط تدرس لتحول أودي لشركة سيارات كهربائية بشكل كامل.
وترغب أودي في إعلان خطتها والتي تتضمن تواريخ محددة خلال الفترة المقبلة وعلى أساسها ستحدد مصانع الشركة التي ستتحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية بالكامل والجدول الزمني لذلك.