قصة شركة سيارات احتفظت بهويتها العربية
تتعدد وتتنوع الشركات والطرازات في عالم السيارات منذ نشأة هذه الصناعة منذ عشرات السنين ولكن هناك شركة نادرة وقد تكون الوحيدة التي قدمت نفسها بهوية عربية وحافظت على ذلك لسنوات طويلة.
نتحدث عن شركة النصر المصرية لصناعة السيارات والتي كانت تعتبر علامة تجارية مميزة استمرت لسنوات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وحافظ شركة النصر لصناعة السيارات على الهوية العربية وظل شعارها باسم "نصر" يزين سياراتها لعشرات السنين في ظل وجود الكثير من السيارات العالمية المختلفة باسمائها الأجنبية.
وتأسست شركة النصر للسيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية بقرار جمهوري رقم 913 في شهر مايو من عام 1960، وتم بناء 4 مصانع لها على مساحة 480 ألف متر مربع.
وقدمت الشركة عدة طرازات بالاسماء العربية مثل "نصر 1100، نصر 125، نصر 126، نصر 127، نصر 128، نصر 133، نصر 131"
وحققت الشركة شهرة واسعة بفضل طراز "نصر شاهين" والذي انطلق في الأسواق بقوة 96 حصان.
وبرغم أن هناك عدة سيارات أخرى من إنتاج نصر تنوعت واختلفت قوتها ولكن ظلت نصر شاهين هي الأقوى إذ أن قوة السيارات الأخرى من نصر كان تتباين قوتها ما بين 71 إلى 78 حصان.
ولم تتوقف شكر نصر المصرية للسيارات عند إنتاج سيارات ركوب خاصة للأفراد ولكنها أنتجت كذلك أوتوبيسات وعربيات "لوري" وجرارات زراعية أطلقت عليها اسماء "روماني 65، نصر 65، نصر 60".
وكافحت شركة نصر المصرية للسيارات للاستمرار في وسط التقدم الكبير للشركات العالمية وحاولت الاستمرار ولكن بسبب الكثير من الظروف انقسمت الشركة في عام 2000.
وانقسمت شركة النصر المصرية للسيارات في عام 2000 إلى كيانين بعد فصل نشاط صنيع الأوتوبيسات واللوري والجرارات الزراعية تحت مسمى الشركة الهندسية لصناعة السيارات.
فيما استقل الكيان الآخر الخاص بصناعة السيارات الأخرى الخاصة بركوب الأفراد تحت اسم "شركة النصر" واستمرت في إنتاج السيارات حتى عام 2009.
وخلال عام 2009، تم وضع الشركة تحت التصفية، ولكن عادت الشركة في عام 2016 لعقد جمعية عمومية تقرر من خلالها وقف التصفية ودراسة كيفية العودة إلى إنتاج السيارات مرة أخرى.
وجاء قرار الجمعية العمومية لشركة النصر للسيارات بعدما كانت من أبرز الشركات الخاسرة، التابعة للشركة القابضة المعدنية، والتي بلغت خسائرها 11.6 مليون جنيه خلال العام المالي 2016-2017.
ووقعت شركة النصر المصرية بعد قرار العودة لتصنيع السيارات، مذكرة تفاهم مع شركة دونج فينج الصينية الرائدة في مجال صناعة السيارات وذلك من أجل التعاون لإنتاج 25 ألف سيارة كهربائية سنوياً
ويعتبر هذه المذكرة التي تم توقيعها مع الشركة الصينية بمثابة انطلاقة لصناعة السيارات الكهربائية في مصر وبوابة لإدخال هذه التكنولوجيا التي تعتبر الأحدث في عالم صناعة السيارات إلى شمال إفريقيا.
وتأمل شركة النصر في أن تنهي خطة العمل مع الشركة الصينية وإعداد الدراسات اللازمة لتعود مجدداً لإنتاج سيارات تحمل اسم "نصر" باللغة العربية.
إنتاج سيارة طراز E 70
وكشفت التقارير أن التعاون بين شركة النصر وشركة دونج فينج الصينية سيسفر عن إنتاج سيارة كهربائية في السوق المصري باسم E70.
واختارت الشركة المصرية بالاتفاق مع النظير الصيني هذا الطراز من أجل تصنيعه في مصر لأنه يناسب سوقها المحلي كما تم الاتفاق على أن اختبار عدد محدود من سيارات هذا الطراز في شوارع ومدن مصر خلال الفترة المقبلة.
وتأمل شركة النصر في أن تنجح في تقديم سيارة كهربائية تناسب طموحات سوق السيارات المصري الذي يتوفر فيه عدد كبير من الطرازات العالمية المتفاوتة بحسب رغبات وشرائح قطاع الشراء.
كما ستقوم الحكومة المصرية بوضع حزمة من المحفزات الخاصة بالسيارات الكهربائية من بينها دعم بقيمة 50 ألف جنيه لأول 100 ألف شخص يقبل على شراء هذه السيارة وهو ما يعتبر حافز مغر جدا في السوق المصري.
وستقوم الشركة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء المصرية من أجل إنشاء 3 آلاف محطة شحن سريع كهربائي على مدار السنوات الثلاثة المقبلة.
وكذلك استبدال سيارات الأجرة "التاكسي" بسيارات النصر الكهربائية وهو شبيه بمشروع "التاكسي الأبيض" في مصر الذي انطلق في عام 2008.
وتأمل شركة النصر لصناعة السيارات أن تستعيد بريق علامتها التجارية التي تميزت منذ تأسيسها حتى توقفها عن الإنتاج وأن تنطلق من جديد.