قيمة عالية وسعر منافس شفروليه سونيك 2012
-
1 / 16
قيمة عالية وسعر منافس
يبدو أن أيام شفروليه السيئة مع السيارات الصغيرة قد ولت الى غير رجعة. فـ سونيك الجديدة لن تكتفي بنسف هذه الأيام، بل ستستبدلها بأخرى عنوانها النجاح
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إذا أردت أن أكون صريحاً ومن دون أي لف أو دوران، يتوجب عليّ أن أقول أن جنرال موتورز عموماً وشفروليه على وجه الخصوص وعلى الرغم من إمتلاكها لخبرة لا بأس بها في عالم صناعة السيارات الصغيرة، إلا أنها لم تتمكن يوماً من التألق في هذا الميدان والمقارنة هنا مع الشركات المنافسة وبالأخص اليابانية. فكل من يقود سيارات جنرال موتورز، سواء كانت متوسطة الحجم أو كبيرة، يجد أن هناك ما يميز هذه السيارات سواء كان ذلك لجهة راحة البال الذي توفره بسبب بساطتها الميكانيكية أو لناحية العمر الخدماتي الطويل الذي يميز محركات العملاق الأميركي. أما في قطاع السيارات الصغيرة وفي حال عدنا الى الوراء، نجد أن شفروليه قدمت عدداً منها بدأ بطراز فيغا ومر بطرازي شيفيت وسبرينت وإنتهى بـ آفيو والتي يمكن القول أن القاسم المشترك بينها يتمثل بأنها سجلت مبيعات جيدة ولكنها لم تتمكن يوماً من تحقيق النجومية.
أما اليوم وقبل أن تقرر شفروليه أن تعيد إحياء نفسها في هذا القطاع من خلال طراز سونيك الجديد، قامت بإجراء دراسات مكثفة منها ما طاول الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية ومنها ما طاول المستهلك في كل الأسواق وليتبين لها أن مشكلتها في السيارات الصغيرة وتحديداً آفيو التي لا تزال في الأذهان، تتمثل بالمستهلك الذي يعلم أن هذه السيارة كورية الجنسية ولا تحمل من مقومات شفروليه الأميركية سوى الإسم والشعار. وفي هذا الإطار، عادت شفروليه بالذاكرة الى سنوات قليلة خلت وتذكرت أن أحد الأسباب الرئيسية لنجاح سيارتها كروز وبالأخص في الأسواق الأوروبية يعود الى أن هذه السيارة تحمل في طياتها روحاً ألمانية حصلت عليها من خلال قاعدتها المستعارة من إبنة العم أوبل التي تنضوي تحت ملكية جنرال موتورز.
ولأن صغيرة أوبل التي تحمل تسمية كورسا تسجل مبيعات متقدمة في أوروبا مصدرها إعتماديتها وعملانيتها وإنقياديتها، كان القرار أن تستعين شفروليه بما تملكه كورسا من نقاط قوة شأن قاعدة العجلات التي عززت شفروليه صلابتها من خلال تقويتها وعبر الإعتماد على الحديد المعالج الذي شكل حوالي 60 بالمئة من البنية التحتية التي تم إعتمادها لـ سونيك والتي يفترض بها أن ترفع مستويات التماسك.
ولهذه السيارة التي يفترض أن تأخذ مكان طراز أفيو الذي تفيد جنرال موتورز الشرق الأوسط أنه سيبقى في الأسواق لغاية العام 2015 وأنه سيباع بمجمله الى شركات الأساطيل، قررت شفروليه أن تعتمد على تصميم جذاب يبدأ بالمقدمة التي ما أن ينظر اليها المرء حتى يشعر أنها واحدة من أجمل الواجهات الأمامية الرياضية. وتعتمد هذه الواجهة على مصابيح أمامية دائرية تبدو كأنها عبارة عن أسطوانات أفقية تم تلبيس واجهتها الأمامية بطبقة ماسية شفافة تظهر من خلالها تركبية المصابيح التي تعتمد على اللون الأسود المزين بمقاطع من الكروم اللماع. وبين هذين المصباحين، وضع قسم التصميم لدى شفروليه واجهة شبكية أمامية مشابهة لما يتواجد عادة في سيارات شفروليه لجهة تقسيمها الى جزئين أفقيين يتوسطهما عارضة مطلية بلون السيارة تخفي تحتها الصادم الأمامي. ومع سونيك إنتقل شعار شفروليه الذي كبر حجمه من الشبك الى وسط العارضة الأفقية التي يرتكز عليها غطاء الصادم الأمامي الذي زود جانبيه بمقاطع سوداء اللون تحتوي على مصابيح الضباب الدائرية التي تعلو بدورها عاكس هواء سفلي مهمته توجيه الهواء تحت السيارة والى جانبيها لزيادة قوى الدفع السفلية ولتحسين قدرات سونيك على إختراق الهواء على السرعات العالية.
أما في الجوانب، فيركز تصميم سونيك على الخطوط الأفقية التي تتحرك نزولاً كلما إتجهت الى الأمام ولتوحي أن سونيك لا تكتفي بإنسيابية متقدمة حسب، بل تركز على الطابع المعاصر وتؤكد أنها تحمل في جينياتها روحاً رياضية تم تعزيزها بمعالم تصميمية رياضية شأن فتحات الإطارات النافرة عن مستوى الهيكل، مرايا جانبية بلون السيارة تم طلاء نصفها الأسفل باللون الأسود الذي يطاول إطارات المساحات الزجاجية. أما مقابض فتح الأبواب الخلفية، فهي مخفية في العمودين C اللذين يليان بابي السيارة الخلفيين اللذين يتحليان شأنهما للأماميين بحجم كبير مقارنة بحجم السيارة الخارجي المدمج، الأمر الذي يسهل عمليتي الدخول والخروج الى ومن المقصورة التي سنأتي على ذكرها لاحقاً. وفي الخلف، تعتمد سونيك بفئتيها على مصابيح خلفية تم فيها تكرار التصميم الأمامي الدائري المزدوج.
وبالإنتقال الى الداخل، لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف عن التصميم الداخلي الذي يحمل عدة عناوين رئيسية أبرزها الرحابة والجمال التصميمي. فعلى صعيد الحجم الداخلي، قام مهندسو جنرال موتورز بعمل ذكي لجهة توضيب مكونات السيارة على قاعدة لا يزيد طولها عن 252,5 سم وليتمكنوا من الخروج بمقصورة تسيطر عليها مساحات داخلية كبيرة بالمقارنة مع أبعاد سونيك الخارجية وهذا ما يمكن هذه السيارة من نقل أربعة ركاب براحة قصوى مقابل راحة مقبولة في حال إرتفع عدد الركاب الى خمسة. وفي هذا السياق، تتحلى سونيك بحجم تحميل خلفي جيد يصل الى 253 ليتر يمكن رفعه الى 869,4 ليتر في حال طي المقاعد الخلفية كلياً. والى جانب المساحات الداخلية، لا يمكن للمرء أن يتغاضى عن التصميم الداخلي المعاصر للوحة القيادة التي تعتمد تجويف عدادات يبدو وكأنه مستوحى من الدراجات النارية. فهو يحتوي على عداد دائري تقليدي لدوران المحرك مع شاشة رقمية جانبية تعرض معلومات حول السرعة ومستوى الوقود المتبقي في الخزان بالإضافة الى معلومات تطاول المسافات المقطوعة وكمبيوتر الرحلات. أما العدادات الأخرى، فقد تم تعويض غيابها بمجموعة من المصابيح التحذيرية التي أخذت لنفسها شكل الخط المستقيم. ومن ناحيته، أخذ الكونسول الوسطي شكل الكونسولات المعتمدة لسيارات شفروليه الحديثة وزود بمجموعة من الأجهزة والمفاتيح التشغيلية الواضحة المعالم والناعمة الملمس والعملانية الإستعمال. وفي سياق الكلام عن العملانية، لا بد من الإشارة الى شفروليه زودت سيارتها هذه بعدد من أماكن التوضيب التي تم نشرها في الكونسول الوسطي (في الأعلى والأسفل) وبطانات الأبواب، بالإضافة الى مجموعة من حاملات الأكواب والقوارير مع مكان لتوضيب النظارات الشمسية الخاصة بالسائق تم تثبيتها مباشرة فوق الباب.
ولبناء سيارتها هذه، قررت شفروليه الإعتماد على شاسي يركز على الحديد المقوى الذي ظهرت نتيجة إستعماله على شكل شعور جيد أثناء القيادة مع قدرات حماية متقدمة في حال التعرض لحادث. وهنا عدلت شفروليه في تصميم المحور الإلتوائي الخلفي بحيث بات يعمل بتناغم كلي مع التعليق الأمامي الذي يعتمد تقنية قوائم ماكفرسون الإنضغاطية وبحيث أصبح التعليق قادراً على التعامل مع تموجات الطريق وإنحناءاتها بسهولة وهذا أمر تمكنا من الإحساس به في المنعطفات وبالأخص تلك التي ضغطنا السيارة خلالها. أما التماسك على الخطوط المستقيمة، فهو جيد شأنه للإنقيادية التي تتميز بالنعومة والسلاسة والتي ترفع ثقة السائق بـ سونيك.
أما على صعيد المحركات، فتندفع سونيك بمحرك يتألف من 4 أسطوانات متتالية سعة 1,6 ليتر جرى تثبيته في الأمام بوضعية عرضية لتسهيل إنتقال قواه الى العجلتين الأماميتين الدافعتين. ويمكن لهذا المحرك أن يولد قوة 115 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة يصاحبها 155 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة بفضل جهاز بخاخ إلكتروني متعدد المنافث. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أن سونيك تتوفر مع محرك 1,4 ليتر مزود بجهاز توربو، إلا أن هذا المحرك لن يجد طريقه الى سونيك المصدرة الى منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي لأن جنرال موتورز تريد المحافظة على سعر منافس لسيارتها هذه التي يفترض بها أن تدخل الى مناطق سيطرة سيارات عريقة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر هيونداي أكسنت وتويوتا ياريس. وتنتقل قوى محرك سونيك عبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب بطريقة ناعمة وتصل الى الطريق بسلاسة عبر عجلات بقياس 15 إنش تخفي خلفها جهاز مكابح يعتمد الأسطوانات القرصية في الأمام والطبلات في الخلف ويوفر توقفات آمنة بعيدة عن الخطر.
وبنهاية تجربة سونيك هاتشباك، يمكننا أن نقول لكل من يتطلع الى شراء سيارة جديدة تنتمي الى خانة السيارات العائلية المدمجة، أن لا يتسرع بقراره وأن يقوم بتجربة شفروليه سونيك لأنها برأينا أفضل سيارة مدمجة خرجت لغاية حينه من مصانع جنرال موتورز وهي تملك الكثير والكثير من المزايا التي تمكنها من التفوق ـ وبسهولة ـ على منافساتها.
«لا يمكن للمرء أن يتغاضى عن التصميم الداخلي المعاصر للوحة القيادة التي تعتمد تجويف عدادات يبدو وكأنه مستوحى من الدراجات النارية»
«كان القرار أن تستعين سونيك بما تملكه أوبل كورسا من نقاط قوة وتفوق شأن قاعدة عجلات هذه الأخيرة التي تعتبر من أبرز مميزات كورسا»
«مع سونيك إنتقل شعار شفروليه الذي كبر حجمه من الشبك الى وسط العارضة الأفقية التي يرتكز عليها غطاء الصادم الأمامي»