كيف تأثر عالم السيارات بتقنيات صناعة الألعاب الإلكترونية؟
نشاهد أفلام الخيال العلمي ونحاول توقع ما الذي يمكن تحقيقه من هذه التكنولوجية الغير حقيقية والتي جاءت لتخدم أحداث الفيلم فقط، ومع مرور الوقت شاهدنا العديد من هذه التقنيات على أرض الواقع وكأن الأفلام هي مصدر وحي العلماء والمتخصصين في الهندسة التكنولوجية.
ومن ضمن هذه الأفكار الخيالية التي شاهدنا جزء منها في الأفلام جاءت فكرة صناعة سيارات بدون عدادات وتعتمد على لوحة قيادة تعمل بتقنية الواقع المعزز ولكن كيف؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
دور لعبة بوكيمون جو في صناعة السيارات المستقبلية
نعم عزيزي القارئ، البداية جاءت من الألعاب الإلكترونية خاصة من لعبة بوكيمون جو للهواتف الذكية المتصلة بالانترنت التي أصدرت في عام 2016 واعتمدت على تكنولوجيا الواقع المعزز وأثارت جدلًا عالميًا.
وصدرت لعبة بوكيمون جو معتمدة على تقنية الواقع المعزز وكاميرات الهواتف لرؤية العالم الواقعي بطبقة رقمية تظهر شخصيات البوكيمون على أرض الواقع.
ومع ظهور اللعبة زادت تطلعات صانعي السيارات في إيجاد أساليب جديدة يمكن من خلالها استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز لتحسين تجربة رؤية السائق للطريق أمامه، بالإضافة إلى إظهار إرشادات بصرية للاتجاهات بتكنولوجيا الرؤية ثلاثية الأبعاد.
شركات سيارات تسير على طريق الواقع المعزز
اعتمدت شركات صناعة السيارات هذه التكنولوجيا ضمن خطتها المستقبلية لتطوير وتحديث الطرازات الجديدة، وكانت أبرز هذه الشركات مرسيدس وبي إم دبليو، وظهرت التكنولوجيا بالفعل في بعض الطرازات الاختبارية.
كما تبنت الشركة الكورية العريقة لصناعة السيارات هيونداي والعملاق الألماني الثالث بورشه هذه الفكرة، وبدأت في الاستثمار في هذه التكنولوجيا بالكثير من الأموال.
كيف ستعمل تكنولوجيا الواقع المعزز في السيارات؟
ننتظر أن نرى السيارات في المستقبل مزودة بأنظمة الواقع المعزز، من خلال شاشة مدمجة افتراضية في لوحة قيادة السيارة، وستكون مسؤولة عن إظهار بيانات ومعلومات السيارة للسائق بتقنية الرؤية ثلاثية الأبعاد على الزجاج الأمامي للسيارة.
ولكن المثير في هذه التكنولوجيا أنها لن تظهر بشكل عمودي، لكن ستأتي وكأنها تم إسقاطها على الطريق أمامك، فعلى سبيل المثال عند استخدام نظام الملاحة سيبدو سهم الإتجاه مرسومًا على الطريق أمامك وليس فقط على الزجاج الأمامي.
الخوف من تكنولوجيا المستقبل
يخاف الكثير من الأشخاص من حجم هذا التطور التكنولوجي الهائل والنتائج المترتبة عليه، ولهم كل الحق في ذلك، فالتجارب السابقة لم تسير على على ما يرام في العديد من التقنيات، بسبب طريقة الاستخدام، أو من الأخطاء أو أعطال هذه التقنيات.
فعلى سبيل المثال، لعبة بوكيمون جو التي كانت بداية شعلة هذه الثورة أثارت جدلًا وتسببت في العديد من المشاكل، ونتذكر جميعًا عندما تسببت اللعبة في واحدة من أسوأ حوادث الطرق السريعة بعد أن توقف أحد الأشخاص في منتصف طريق سريع ليحصل على بيكاتشو "إحدى شخصيات اللعبة".
وأعترف هذا الشخص لجهاز للشرطة بأنه كان يلعب بوكيمون جو، ولم يعلم أحد في وقتها ما هي الإتهامات التي ستوجه له!
ولم يصب أحد في بشكل خطير في هذه الحادثة بحسب ما قالت المواقع التي نشرت الخبر، إلا أن الأمر أثار تساؤلات حول تأثير هذه اللعبة على نسبة حوادث الطرق في العالم.
والأمر ليس على صعيد بوكيمون جو فقط وتكنولوجيا الواقع المعزز، بل طال أيضًا تكنولوجيا القيادة الذاتية التي تسعى كبرى شركات السيارات لتطويرها وتحسينها لتكون الجيل الجديد من الطرازات المستقبلية.
حيث تحدثت إحدى الدراسات عن قدرة سيارات القيادة الذاتية على الحد بالفعل من حوادث السيارات بشكل كبير ولكنها لن تتمكن من تفادي كل الأخطاء البشرية التي تحدث بشكل مفاجئ حولها.
وكشف خبراء السلامة عن إحصائية قد تكون صادمة للبعض، فسيارة القيادة الذاتية يمكنها فقط أن تمنع ثلث حوادث السيارات الناتجة عن الأخطاء البشرية والتي تكون سبباً في حوالي 94% من إجمالي حوادث المركبات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن وضحت الدراسة أن مع ذلك فإن سيارات القيادة الذاتية آمنة جدا في الظروف العادية، إذ يمكنها تحديد المخاطر واتخاذ ردود أفعال أسرع من الإنسان كما أنها لن تفقد تركيزها أثناء القيادة أو تقع في خطأ بشري ولكنها لن تستطيع أن تتفادى كل الأخطاء البشرية التي قد تورطها في حادث أيضا.
وبدأ المتخصصون في مجال التكنولوجيا الحديث عن استمرار وقوع هذه الحوادث في المستقبل حتى مع وجود السيارات الذاتية حتى لا يظن البعض بأن بمجرد شرائه لسيارة قيادة ذاتية فإنه أصبح آمناً من وقوع الحوادث بنسبة 100%، ولكن التوعية باحتمال وقوع حوادث سيزيد من حرص السيارات التقليدية الأخرى.