كيف يمكن وقف انتشار عدوى كورونا بداخل السيارة؟
رغم مضي أكثر من عام على بدء انتشار جائحة كورونا حول العالم، إلا أن العلماء مازالوا يبحثون عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بانتشار فيروس كوفيد-19، وكيف يمكن الحد من انتقال عدوى المرض من شخص إلى آخر بقدر المستطاع.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد تحدثت دراسة علمية حديثة عن احتمالية انتقال فيروس كورونا بين مجموعة من الناس يركبون نفس السيارة، خاصة وأن هؤلاء الأشخاص يكونون قريبون للغاية من بعضهم البعض، مما يُسهل من انتقال العدوى.
انتشار فيروس كورونا بداخل السيارة
ووفقاً لما ذكره الباحثون المسؤولون عن هذه الدراسة، فإن انتشار عدوى كورونا بداخل السيارات لم ينل الاهتمام العلمي الكافي خلال الفترة الماضية، حيث كان التركيز أكثر على الأماكن المغلقة، مثل المقاهي والمتاجر والمطاعم وقاعات السينما والرياضة.
وتابع الباحثون أن خطورة السيارة تكمن بشكل أساسي في حجمها الصغير، على عكس المتاجر الكبرى، وبالتالي فإن هذا قد يكون أحد العوامل الرئيسية التي تساعد في انتشار فيروس كورونا، حيث أن الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي لا يكون مُتبعاً بداخلها.
فمع أن العديد من دول العالم فرضت إجراءات التباعد بداخل سيارات الأجرة، وألزمتها بعدد محدود فقط من الركاب، إلا أن تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي لمترين مازال أمراً مستحيلاً على الرغم من هذا.
وقال أحد الباحثين أنه حتى إذا كان المرء يرتدي كمامة أثناء جلوسه داخل السيارة، فإن هناك جزيئات متناهية الصغر من الهواء تنبعث منه في كل مرة يتنفس فيها.
دراسة تكشف كيف يمكن وقف انتشار عدوى كورونا بداخل السيارة
وأوضح أنه قام مع مجموعة من زملائه بإنشاء نظام محاكاة بجهاز الكمبيوتر من أجل التقريب مما يكون عليه انتشار فيروس كورونا المستجد داخل السيارة، حيث قاموا بالاعتماد على نموذج سيارة تقل شخصين، أحدهما السائق الذي يجلس في الأمام، والآخر راكب يجلس في المقعد الخلفي، فيما تتحرك السيارة بسرعة 50 ميلاً في الساعة.
ووجدت الدراسة التي قام بها العلماء أن فتح نوافذ السيارة من شأنه أن يُحدث تيارات هوائية مفيدة في السيارة، وبالتالي فإن القيام بهذه الخطوة يُعتبر أمراً فعالاً في الوقاية من انتشار العدوى الفيروسية بداخل المركبات.
وأشار الباحث إلى أن مستوى التهيئة بداخل السيارة كان سيئاً للغاية عندما يتم إغلاق نوافذها الأربعة بشكل كامل، لافتاً إلى أن البيئة في هذه الحالة تُعتبر مناسبة للغاية من أجل انتقال الفيروس بين الجالسين بداخلها.
وأضاف أنه في حالة إغلاق النوافذ، فقد وجدت الدراسة أن 8 من بين كل 10 جزيئات هواء يتنفسها أحد الراكبين بداخل السيارة تستطيع الوصول إلى الراكب الآخر.
كيف تتجنب نقل كورونا إلى سيارتك؟
وفي سياق متصل، وبينما أجبر تفشي فيروس كورونا المستجد معظم الناس على البقاء في منازلهم لمحاولة السيطرة على المرض، فإن البعض مازال مضطراً للخروج من أجل العمل أو لشراء احتياجات أساسية، وهو ما يفرض عليهم توخي المزيد من الحذر تجنباً لنقل الفيروس أو التقاط العدوى، خاصة إذا كانوا يستخدمون سياراتهم في التحركات.
فعندما يكون المرء في الخارج، يكون أكثر عرضة لالتقاط الجراثيم والفيروسات، والتي من الممكن أن تتبعه إلى سيارته، ولأن السيارة في العادة يستخدمها عدة أشخاص في الأسرة الواحدة، أو أن يكون قائدها نفسه يستقل سيارات أخرى إلى جانب سيارته، فمن المحتمل أن يؤدي هذا على انتقال فيروس كورونا من شخص إلى آخر عبر الأيدي للأماكن التي تعد الأكثر عرضة للاتساخ داخل السيارة.
ووفقاً لخبراء، فإن هناك أماكن داخل السيارة تعد هي الأكثر استخداماً، كما أنها هي الأكثر تعرضاً للاتساخ، وبالتالي يجب تنظيفها بمواد معقمة مثل الكلور أو تلك التي تحتوي على كحول بنسبة لا تقل عن 70%، وذلك لضمان التأكد من القضاء على الفيروسات والميكروبات الموجودة عليها.
وينصح الخبراء بتعقيم مقابض الأبواب وعجلة القيادة والمقاعد والمفاتيح وأذرع تشغيل المساحات والإشارات، وكذلك كل الأزرار الموجودة على لوحة الفيادة، وحوامل الأكواب والهواتف، وذلك بشكل يومي.
وعن كيفية التعقيم، فمن الممكن استخدام المناديل المعقمة على أغلب الأسطح ماعدا الجلديات والشاشات التي تعمل باللمس، حيث يُنصح معها باستخدام مناديل مخصصة لتنظيف الشاشات والمقاعد الجلدية.
أما بالنسبة للمقاعد القماشية، فيقول الخبراء أنه من الممكن استخدام البخاخات المعقمة ورشها ثم تركها حتى تجف تماماً.
فيروس كورونا حول العالم
جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.
ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 95 مليون و555 ألف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 68 مليون و672 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من 2 مليون و41 ألف شخص.
كما اتخذت العديد من الدول حول العالم عدة إجراءات احترازية كمحاولة للسيطرة على الفيروس الخطير، والتي تتضمن: تعليق الطيران، فرض حظر التجول، منع التجمعات، إغلاق الأماكن ذات الكثافة السكانية مثل المولات وقاعات السينما.
الوقاية من فيروس كورونا المستجد
ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.
أعراض فيروس كورونا
وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا