لقاء خاص مع سيارات فيراري
على صهوة الحصان الجامح بإتجاه مرتفعات جبل جيس.
-
1 / 15
إنسجاماً مع كونها العلامة التجارية الرائدة في مجال السيارات الرياضية العالية الأداء ذات التصميم الساحر، كان لا بد لـ فيراري أن تسعى لتوفير تشكيلة متنوعة تُرضي متطلبات وتطلعات أكبر شريحة من المستهلكين. ففي مقابل الفئة المتطرفة رياضياً من عشاق الحصان الجامح، تلك الفئة التي لا يشفي غليلها وتعطشها للأداء المثير مع سيارة معزّزة بهندسية رياضية متطرفة تقوم على مبدأ المحرك المثبّت بوضعية وسطية خلفية تماماً كما في سيارات السباق ذات المستوى الرفيع، هناك من يُفضّل أن تشاركه عائلته شغف القيادة الرياضية المثيرة مع سيارة تتمتع بمقصورة قيادة رحبة تتسع له ولعائلته مع أمتعتهم، ومن جهة أخرى هناك من يرغب بالحصول على سيارة رياضية تجمع ما بين الأداء السباقي والقوة المفرطة التي تولد من محرك لا يقل عدد أسطواناته عن الإثنتي عشر، لذا كان لا بد للقيمين على علامة الحصان الجامح أن يوفروا مجموعة من السيارة التي تناسب كل نوع من أنواع العملاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شاهد أيضاً: أسرع فيراري في العالم
فالسيارة المزوّدة بمحرك وسطي يوفر لها توازناً ديناميكياً مثالياً هي طراز 488، أما السيارة التي توفر جرعات مضاعفة من الإثارة للسائق كما لعائلته هي GTC 4 لوسو، فيما تلعب 812 سوبر فاست دور السيارة التي من شأنها أن تدغدغ مشاعر محبي التميز في كل شيء. ولعل الجميل في الموضوع هو أننا إختبرنا السيارات الثلاث معاً وفي يوم واحد على مرتفعات جبل جيس التي تتخللها مسارات تقطع الأنفاس وتُعتبر المقياس الدقيق القادر على إظهار معدن أي سيارة صُممت لتكون تحفة فنية على صعيد متعة القيادة، فإليكم التفاصيل.
في البداية، جلسنا خلف مقود GTC 4 لوسو التي رغم أنها قطعت أشواطاً كبيرة بإتجاه العملانية مع مقصورة قيادة رحبة، إلا أنها لا تزال توفر تلك النكهة الرياضية المثيرة، فالأخيرة نالت قفزة نوعية كونها تتخذ مبدأ لوحة القيادة المزدوجة التي تُعطي الراكب الأمامي شاشة عرض خاصة به، كما أنّ السقف البانورامي الكبير يوفر احساساً بتجدد الهواء، علماً أنّ المقاعد الأربعة مريحة ومنحوتة بشكلٍ مميز، حتى مقاعد القسم الخلفي، كما أنّ هنالك أيضاً أماكن تخزين صغيرة متناثرة في جميع أنحاء المقصورة على عكس FF، وهنا تقول فيراري بأنه يمكنك توضيب 800 ليتر من الأمتعة إذا كانت المقاعد الخلفية مطوية إلى الأسفل.
شاهد أيضاً: نوع جديد من العلوم الفنية فيراري 458
وتُعتبر وحدة نقل القوة المطوّرة خصيصاً لهذه السيارة، والتي تنقل العزم نحو العجلات الأمامية عبر علبة تروس خاصة بها (مع نسبتين أماميتين وأخرى للرجوع إلى الخلف) أخف وزناً بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة مع أنظمة الدفع الرباعي التقليدية. كما هو الحال مع FF، تمّ تثبيت علبة التروس ذات النسب السبع المزدوجة القابض الفاصل في القسم الخلفي للسيارة كي يؤمن هذا الأمر توزيع نسبته 47:53 للوزن على العجلات الأمامية والخلفية.
وعلى صعيد الانقيادية، تُعتبر لوسو أهدأ سيارة فيراري، فعلى سرعاتٍ منخفضة يمكنك ملاحظة صوت المحرك داخل المقصورة، ولكن ليس بنفس الحضور السمعي الذي يتوفر له داخل مقصورة سيارات فيراري الأخرى، أما المخمدات فتعمل بكل سلاسة على استيعاب تعرجات الطريق وحفرها بشكلٍ يُبقي العائلة بعيدة عن الإزعاج خلال الرحلات الطويلة.
السيارة الثانية التي جلسنا خلف مقودها كانت 488 سبايدر التي تستفيد ميكانيكياً من محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 3.9 ليتر مع شاحني هواء توربو يولد قوة 661 حصاناً على سرعة دوران محرك تبلغ 8,000 دورة في الدقيقة وعزم دوران يبلغ 760 نيوتن متر على سرعة دوران تبلغ 3,000 دورة في الدقيقة تنتقل الى العجلات الخلفية الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية مع قابض فاصل مزدوج من سبع نسب.
على صعيد الأداء، لا تختلف سبايدر بقدرتها على إيقاظ السائق المفعم بالشباب النائم في وجدانك عما توفره شقيقتها ذات السقف الثابت، خاصةً وأنّ جميع مكوناتها الميكانيكية هي نفسها، وبالتالي فإنّ النجاح الذي حققته فيراري مع 488 GTB في مجال إلغاء تأخر عمل أجهزة التوربو انسحب بطبيعة الحال على أداء سبايدر. أما بالنسبة للوزن الإضافي الذي تمّ اكتسابه كنتيجة حتمية لاستبدال السقف الثابت بآخر متحرك قابل للكشف والذي يبلغ 50 كلغ، فأنت بالكاد تشعر به على الطرقات. فرغم أنّ هذا الوزن ليس قليلاً، إلا أنه لم يؤثر على التسارع الذي يبقى على ما هو عليه مع 3.0 ثواني للانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س.
من الداخل، وبغض النظر عن الشعور بالرحابة الذي يوفره السقف المكشوف لسبايدر، فإنّ الأخيرة تأتي مشابهة تماماً مع ما يتوفر للشقيقة التقليدية، ولعل هذا ليس بالأمر السيء أبداً، خاصةً لناحية توضيب مفاتيح التحكم بوظائف السيارة أو لناحية التصميم العام للمقصورة.
السيارة الأخيرة التي جلسنا خلف مقودها ذلك اليوم (وكي يكون ختامها مسك) كانت 812 سوبر فاست التي وقبل أن نسترسل بالحديث عنها، لا بد نذكر بأنّ جسمها الرشيق الذي أقل ما يمكن القول فيه هو أنه رائع رُسمت خطوطه من قبل مركز فيراري للتصميم تحت إدارة فلافيو مانزوني، وهنا لا داعي لأن نكرر بأنّ هذا الجسم قادر على أن يسخر الهواء لمصلحة الأداء العام للسيارة، كون هذا الأمر ليس جديداً على سيارات العم أنزو.
على الصعيد الديناميكي، ورغم أنها تأتي مع محرك كبير الحجم مثبّت في الأمام، إلا أنّ سوبر فاست كانت قادرة على عبور منعطفات جبل جيس بسرعةٍ عالية دون أي فقدان للتماسك، ودون أن يشعر السائق ولو للحظة واحدة بأنه على وشك فقدان السيطرة على السيارة، وهذا أمر يعتبر بغاية الأهمية كونه يولد نوع من الثقة بقدرات السيارة العالية وبالتالي يدفع السائق لزيادة السرعة أكثر فأكثر منعطف بعد منعطف.
ميكانيكياً، ومع سوبر فاست تمّ رفع سعة محركF12 من 6.3 إلى 6.5 ليتر، فيما تمّ رفع القوى من 730 حصاناً إلى 789 حصاناً يتم توليدهم على سرعة دوران محرك تبلغ 8,500 دورة في الدقيقة، أما عزم الدوران الأقصى فهو يبلغ 718 نيوتن متر عند 7,000 دورة في الدقيقة.
شاهد أيضاً: نسل جديد لفيراري
وبقوته العالية هذه الناتجة عن محرك يتنفس طبيعياً دون الاستعانة بأي جهاز لشحن الهواء، فإنّ محرك سوبر فاست يولد ما مقداره 121 حصاناً لكل ليتر من ليترات سعته.
وفي مقابل التصميم الانسيابي المتطور لـ F12 والذي كان عنوانه الأبرز، الجسر الهوائي المثبّت في القسم الأمامي للسيارة خلف العجلات الأمامية مباشرةً، أصبحت 812 سوبرفاست تتمتع بجسرين اثنين، الأول في الأمام يمرر الهواء من قرب المصابيح الأمامية تحت غطاء المحرك لتخرج من المنطقة التي تعلو العجلات الأمامية، أما الجسر الثاني فيمرر الهواء من المنطقة المحيطة بالعمودC الخلفي بإتجاه الجناح الخلفي المدمج بجسم السيارة، الأمر الذي يبدو بأنّ له أثر إيجابي كبير على مستوى الأداء الانسيابي العام للسيارة.
وفي نهاية اليوم، تركنا مرتفعات جبل جيس بإنطباع واحد وهو أنه مهما تغيرت تركيبة أي سيارة تحمل شعار الحصان الجامح على جسمها، إلا أنها تبقى وفية للإرث العريق للعلامة التجارية المنبثقة عن أعظم فريق في رياضة السيارة بشكلٍ عام والفورمولا 1 بشكلٍ خاص.