لقاء سريع مع دودج تشارجر SRT إنتهى بمعرفة الأسباب التي حولت هذه السيارة سيدان أميركية بعضلات رياضية
في ظل التوجه نحو المحركات الصغيرة والسيارات الصغيرة، إكتشفت صناعة السيارات الأميركية طريقة جديدة لتحريك الأسواق وذلك من خلال توفير سيارات كبيرة بمحركات كبيرة على أن تنفرد بسمات لا تتوفر في الأسواق. ومن هنا، بدا أن إعادة إحياء سيارات العضلات الأميركية أصبح واحداً من الحلول التي يمكنها تحسين حجم الأعمال. وفي هذا الإطار، قررت دودج أن لا تحصر العضلات الرياضية بسيارتها تشالنجر فقط معتمدة على طراز تشارجر الذي كان فيما مضى ينتمي الى فئة سيارات الكوبيه والذي تم التركيز عند إعادة إطلاقه عام 2005 في معرض ديترويت الدولي للسيارات على تحويله الى فئة السيدان التي تحمل خطوط سيارات الكوبيه. وعلى الرغم من أن دودج أطلقت فئة SRT8 من تشارجر عام 2006 إلا أنها أخضعتها عام 2011 لعملية إعادة تصميم لإنعاشها وتعزيز مواقعها في الأسواق، وهنا قررت إدارة كرايسلر الشرق الأوسط أن إسواق منطقتنا لا تزال حيوية وأن الطلب فيها على السيارات ذات التأدية الرياضية المتقدمة لا يزال مرتفعاً في ظل نسب الدخل المرتفعة. ومن هنا، قررت كرايسلر الشرق الأوسط توفير تشارجر بنسخة SRT8 الرياضية التي ما أن ينظر المرء اليها حتى يشعر وكأنها نالت جرعة كبيرة من الهرمونات أدت الى إنتفاخ عضلاتها المرئية وغير المرئية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولتمييز هذه السيارة عن شقيقاتها، كانت البداية مع المحرك الذي يزال ينتمي الى عائلة محركات هيمي التي تعتمد على مبدأ الأسطوانات الثماني على شكل V ولكن بعد رفع سعته من 6,1 الى 6,4 ليتر وهذا ما ساهم في زيادة قوته الحصانية الى 470 حصاناً يمكن إستخراجها عند 6000 دورة في الدقيقة وعزم دورانه الى 637 نيوتن متر يتم توفير حدودها القصوى عند مستوى 4300 دورة في الدقيقة. وفي سياق أدراك دودج أن هذا المحرك سيحتاج الى كميات كبيرة من الوقود بسبب سعته الكبيرة الموزعة على 8 أسطوانات، قامت بتزويده بتقنية صمامات العادم النشطة التي توقف نصف عدد أسطوانات المحرك عن العمل عن القيادة الهادئة في المدن أو على الطرقات السريعة وبحيث تعمل هذه التقنية على تحويل المحرك من V8 الى V4 عندما لا يكون هناك أي حاجة لإستخراج أي قوة إضافية. وبمجرد الضغط على دواسة الوقود، تقوم تقنيات المحرك بتفعيل الأسطوانات الأربع المتوقفة في وقت قياسي ومن دون أن يشعر السائق أو ركابه بذلك. ومع هذه التقنية، إنخفض الإستهلاك الى حوالي 17 ليتر لكل 100 كلم خلال ظروف القيادة المختلفة.
وعلى الرغم من حجمها الكبير، لا تشعرك تشارجر SRT8 بأنك خلف مقود سيارة كبيرة وبالأخص عندما تعتمد برنامج القيادة الرياضي وذلك عبر الشاشة الوسطية الموجودة في لوحة القيادة. حينها، تتبدل معايير عمل معظم مكونات السيارة ومنها تجاوب المحرك الذي يصبح أسرع ونبض التعليق الذي يتحول الى قاس جداً ونقاط تبديل علبة التروس التي تبدأ بالمحافظة على النسب الدنيا ولا تبدأ بالتبديل إلا بعد وصول دوران المحرك الى الحدود القصوى المسموحة لكل نسبة من نسب علبة التروس الأوتوماتيكية العاملة من خلال خمس نسب يمكن التحكم بتبديلها بواسطة مقبض علبة التروس في الكونسول الوسطي أو عبر عتلات التبديل المثبتة خلف المقود.
ومن ناحية أخرى وفي مواجهة توفير جهاز التحكم بالسيارة الذي يعمل عبر برنامج Normal للقيادة العادية وبرنامج Sport للقيادة الرياضية، زودت دودج سيارتها هذه بجهاز للتحكم بالتماسك يعمل عبر ثلاثة برامج يقوم الأول منها بالتحكم كلياً بتوازن السيارة ويمنع إنزلاقاتها، فيما يسمح البرنامج الثاني للسائق بالتمتع بإنزلاقات طفيفة قبل أن يتدخل لإعادة السيارة الى مسارها. أما البرنامج الثالث، فيمكن معه إيقاف عمل جهاز التحكم بالتماسك كلياً، الأمر الذي يمكن سائق تشارجر SRT8 من رسم خطوط سوداء طويلة جداً عند الإنطلاق بطريقة رياضية.
ولتمييز تشارجر SRT8 عن تشارجر القياسية، عمدت دودج الى تعزيز طابع الهجومية والشراسة وبالأخص في المقدمة حيث عدلت دودج في تصميم الصادم الأمامي الذي بات يحتوي على فتحتين جانبيتين نافرتين تحتويان في طرفيهما على مصابيح دائرية مخصصة للضباب. وفي الأمام أيضاً، نالت تشارجر SRT8 غطاء محرك متعدد المستويات جرى تزويده بمقطع وسطي نافر يحتوي على فتحات تساهم في تعزيز الطابعين الرياضي والهجومي للسيارة.
أما في الجوانب حيث تحمل السيارة شعارات SRT8، فقد تخلت السيارة عن العجلات القياسية لصالح عجلات معدنية رياضية التصميم تقوم على خمسة مقابض مزدوجة وبقطر يبلغ 20 إنشاً مع عجلات رياضية عريضة المداس ومنخفضة الجوانب.
وخلف هذه العجلات، إستعانت دودج بـ برمبو، صانع المكابح السباقية ليوفر لـ SRT8 مكابح تحمل توقيعه وتعمل من خلال مكابس رباعية حمراء اللون تعمل بالتناغم مع أسطوانات قرصية مهواة ومثقوبة بالعرض بقياس 360,68 ملم في الأمام و350,52 ملم في الخلف ولتتمكن تشارجر SRT8 على الأثر من التوقف من سرعة 100 كلم/س في 36,5 متر فقط يساعدها في ذلك جهاز منع غلق المكابح المتطور وجهاز مساعدة الكبح في الحالات الطارئة.
ومن ناحيتها، نالت الواجة الخلفية عاكس هواء أخذ لنفسه مكاناً على غطاء صندوق الأمتعة الذي يعلو المصابيح الخلفية التي باتت موصولة ببعضها البعض من خلال مقطع زجاجي عاكس أحمر اللون تتم إنارته من خلال 164 مصباح LED. أما في أسفل الواجهة الخلفية، فقد جرى تزويد تشارجر SRT8 بناشر هواء أسود اللون ذو تصميم سباقي لجهة تقطيعه العمودي الذي يتوسط مخرجي العادم الرياضي الملبسين بالكروم اللماع واللذين يبلغ قطر كل منهما 4 إنش.
في الداخل، نالت تشارجر SRT8 لوحة قيادة شقيقتها القياسية ولكن مع شعارات SRT8 ومقود رياضي ذو قاعدة مستقيمة (بشكل حرف D) مبطن بالجلد المزين بمقاطع من الكروم غير اللماع الذي طاول لوحة القيادة التي تم تزيين بعض أجزائها بمقاطع تتشابه مع الألياف الفحمية. أما المقاعد الأمامية، فتنفرد بحواف نافرة لتثبيت الأجسام عند القيادة الرياضية وقد تم تلبيسها بجلود نابا وببعض المقاطع المصنوعة من جلود سويد التي ترفع مستويات تثبيت الأجسام والتي طاولت أيضاً قسماً من بطانات الأبواب. وهنا جرى تزويد المقعدين الأماميين بشعارات SRT8 وبنظم تبريد مع مساند رأس نشطة.
ومن ناحية أخرى، زودت لوحة القيادة بشاشة وسطية بقياس 8,4 إنش وببرنامج إلكتروني يمكن عبره عرض عدد كبير من المعلومات الحصرية شأن تأدية السيارة وتوقيت تسارعاتها من الصفر الى سرعة 100 كلم/س وتوقيت قطع ربع ميل أو ثمن ميل ومسافات التوقف وقوى الجاذبية (g) الأفقية والعمودية التي تتعرض لها السيارة في المنعطفات وزوايا إلتفاف المقود ومستويات القوة الحصانية وعزم الدوران المستخرجة وغيرها من المعلومات التي تهم السائقين الرياضيين المتطلبين.