لكزس ES350
-
1 / 20
في إطار حملة التجديد التي تطاول أسطول لكزس، نالت ES نصيبها الكافي من التطوير المكثف وهذا ما أدى بنا الى تجربتها. أما النتيجة، فعلى قدر التوقعات
منذ إطلاقها الأول عام 1989 ولكزس ES تلعب دوراً هزيلاً ولكن مهماً. فعلى الرغم من أنها أكبر من IS، إلا أنها تلعب دور سيارة المدخل الى عائلة لكزس، مما يعني أنها تتحلى بعوامل الترف التي يتوقع المرء إيجادها في سيارات تحمل رسم الحرف L المائل ولكنها مضطرة في الوقت نفسه على أن تتحلى بسعر منافس أو بالأصح سعر مغر يمكنه أن يجذب زبائن سيارات السيدان المتوسطة الحجم الى قطاع أكثر ترفاً وفخامة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أما مشكلة هذه السيارة ومنذ إطلاقها، فقد تمثلت بإنطلاقها من على قاعدة إبنة عمها تويوتا كامري وهذا ما أدى الى قول الجميع أن هذه السيارة ليست إلا تويوتا كامري بحلة من لكزس ولتسود قناعة لدى المستهلك العادي والمقصود هنا المستهلك غير المنغمس في عالم صناعة السيارات، بأن هذه السيارة تعاني من عدم إنتمائها بشكل فعلي الى عائلة لكزس، مع العلم أن شركتها وضعت جهوداً هائلة في سبيل فك إرتباطها «الفكري» عن طيبة الذكر كامري التي كان لها من ناحية أخرى تأثير إيجابي جداً على ES مرده الإعتمادية العالية التي طالما تحلت بها إبنة العم هذه.
وما أن بدأت لكزس بتنفيذ حملة التجديد التي طاولت كل سياراتها بإستثناء الصغيرة IS التي تشير التوقعات أنها ستظهر بجيل جديد خلال القسم الثاني من العام المقبل، كانت ES قد أمضت حوالي 6 سنوات في الخدمة، في وقت كانت تسجل مبيعات متقدمة جداً وبالأخص في الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر واحدة من أسواق لكزس الحيوية. ومع ذلك، توجب على لكزس التركيز على إبعادها عن كامري ولكن من دون الإبتعاد كثيراً عن التركيبة الأساسية التي مكنت ES من تحقيق مبيعات زادت عن مليون سيارة.
مهمة شبه مستحيلة ومليئة بالتناقضات. صحيح؟
في الواقع، هي مهمة صعبة جداً ولكن لكزس في النهاية يابانية المنشأ واليابانيون مشهورون بقدراتهم الإبداعية التي تمكنهم من إيجاد الحلول الناجحة وهذا بالضبط ما حصل.
فمن الناحية التصميمية التي تعتبر العامل الأول لجذب المستهلك نحو صالة عرض صانع ما، كان القرار بإخضاع تصميم هذه السيارة الى عملية إعادة رسم شاملة وكاملة ومتكاملة وذلك عبر الذهاب بها في الخط التصميمي الذي إنطلق مع الشقيقة GS وإستمر مع طراز القمة LS. وعلى الرغم من أن التبدل التصميمي الذي نالته ES كان جذرياً، إلا أنه قربها «فكرياً» من شقيقتيها وعمل من ناحية أخرى على زيادة الوحدة التصميمية التي تجمع بين سيارات لكزس ووفر لها هوية سيارات شركتها ولدرجة بات بإمكان أي كان أن يعلم أنها تحمل إسم وشعار لكزس حتى ولو لم يكن من محبي السيارات.
وفي هذا الإطار، نالت ES عملية إعادة تصميم شملت كل ما يتعلق بهيكلها الخارجي. فمن الجوانب، تبدو هذه السيارة وكأنها عبارة عن فئة مصغرة من LS أو فئة مكبرة من IS وبالأخص لجهة المساحات الزجاجية الجانبية الخلفية والإطارات الكرومية التي تطاول هذه المساحات الزجاجية التي تعلو مقاطع معدنية سميكة لجهة إرتفاعها عملت من ناحية على زيادة الإيحاء بصلابة السيارة ووفرت من ناحية أخرى شكلاً إنسيابياً ناعماً عززه مصممو لكزس بخط وسط نافر في الأمام والخلف مع مقطع نافر أخذ لنفسه مكاناً حيث تتواجد عادةً التنانير الجانبية السفلية وليجمع بذلك هذا التصميم الجانبي بين الأناقة والرقي والطابع الرياضي والجمال التصميمي.
أما في الأمام، فتبرز سمة سيارات لكزس الجديدة، أي شبك فتحة التهوئة الجديد الذي يبدو على شكل شبه منحرف علوي مع صورة معكوسة له في الأسفل والذي تطلق عليه لكزس تسمية شبك «سبيندل». ويتألق هذا الشبك بشفراته الأفقية الكرومية وتصميمه الذي يوحي بروح رياضية عززتها لكزس بمصابيح أمامية مستطيلة الشكل تحتوي على خطين من مصابيح LED تعلو مصابيح الضباب السفلية التي جرى تثبيتها ضمن مقاطع متعددة المستويات لا تكتفي بزيادة الروح الرياضية وطابع الأناقة، بل تلعب دوراً إنسيابياً عبر تحكمها بتدفق الهواء وخفض مقاومة الواجهة الأمامية له وزيادة التحكم بضجيجه. ومن ناحية أخرى، نالت الواجهة الخلفية عملية إعادة تصميم سيطر عليها مصابيح خلفية مماثلة لما يتوفر لـ LS مع تعديلات شكلية طفيفة وخط كرومي يربط بين هذه المصابيح التي تعلو الصادم الخلفي الجديد أيضاً.
وهنا لم يتوقف التجديد عند حدود التصميم الخارجي لـ ES التي تعلن لكزس أنها تتمتع بنسبة جر تبلغ 0,27. فخلف هيكل ES، كانت هذه السيارة تعتمد على قاعدة إبنة العم كامري، إلا أن لكزس قررت تبديل المعطيات وإستعارة قاعدة إبنة العم الأخرى، تويوتا أفالون الأكثر طولاً. أما النتيجة، فقد ظهرت على شكل سيارة لم تكتفي بزيادة عدة سنتمترات على طولها وعرضها وحسب، بل بزيادة في المساحات الداخلية وبالأخص في القسم الخلفي من المقصورة حيث سينال ركاب هذا القسم الثلاثة زيادة في المساحات الطولية المخصصة لأرجلهم تراوح في 10 سنتمترات، مما يعني مساحات داخلية كبيرة جداً منها أيضاً زيادة 1,8 سم لرؤوس الجالسين في الخلف و3,3 سم لأكتاف هؤلاء. أما في الأمام، فقد إزدادت المساحة المخصصة للرؤوس بمعدل 3 ملم قابلها 7 ملم لأكتاف راكبي المقدمة التي كانت تعتبر من الأماكن الرحبة في ES السابقة.
وفي سياق الكلام عن المقصورة، لا بد من الوقوف عند مقاعدها القادرة على إستضافة خمسة ركاب براحة تامة والتي تتميز بمستويات الراحة العالية التي تؤمنها لركابها والتي يعود السبب فيها الى الدراسات المكثفة التي أجرتها لكزس على رغواتها المطاطية المتفاوتة القساوة وعلى تصاميم بنياتها التحتية وقدراتها على إمتصاص تموجات الطريق. والى جانب هذه المقاعد التي يحيط بها مساحات داخلية أكثر من كريمة، يكفي أن تجلس خلف المقود وتبدأ بتحريك مقعد السائق بما يتناسب مع قامتك حتى تكتشف أنه كهربائي ويمكن تعديل وضعيته في 10 إتجاهات مختلفة. وحينها، لن تتمكن من إغفال لوحة القيادة الجديدة التي نالتها هذه السيارة والتي تبدو للوهلة الأولى وكأنها نسخة طبق الأصل من تلك التي تتوفر للشقيقة GS ولكن مع شاشة وسطية أصغر حجماً.
ومن النظرة الأولى، تبدو لوحة القيادة وكأنها تطفو، خصوصاً أنها تعتمد اللون الأسود في الأعلى والبيج في الأسفل. وتتميز هذه اللوحة بغطائها الأفقي العلوي الذي يبدو كأنه عبارة عن أمواج متتالية وبالأخص لجهة غطائي تجويفي العدادات والشاشة الوسطية. وهنا لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ أن لكزس إبتعدت عن مبدأ لوحات القيادة المصممة حول السائق لصالح لوحات مسطحة تمتد بين بابي السيارة معززة روح الرحابة ولكن من دون التضحية بأي من نواحي عملانية الإستعمال. وتبدأ لوحة القيادة بتجويف للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك يحيط بهما عدادين صغيرين يشير الأول منهما الى مستوى الوقود المتبقي في الخزان، فيما يعلم ثانيهما السائق بدرجة حرارة المحرك. وبين هذه العدادات، وضعت لكزس لوحة رقمية تحتوي على عدد كبير من المعلومات التي يمكن للسائق أن يعدل نوعيتها تبعاً لتفضيلاته أثناء القيادة.
والى جانب هذا التجويف، وضع مهندسو لكزس تجويفاً أصغر حجماً أخذ لنفسه مكاناً في وسط اللوحة ليحتوي على شاشة وسطية بحجم مماثل لما يتوفر في معظم سيارات هذه الفئة. ويمكن التحكم بما توفره هذه الشاشة من خلال مفتاح في أرضية الكونسول الوسطي يشبه فأرة الكمبيوتر التقليدية ويعمل على نقل السائق بين عدة وظائف تشمل معايير السيارة، معلومات وتطبيقات، نظام الملاحة، الهاتف النقال، مكيف الهواء، نظام الوسائط الموسيقية والراديو. وتتميز هذه الشاشة بسهولة التحكم بمفتاح تشغيلها وبطريقة تحديد وظائفها وسهولة التعامل مع هذه الوظائف التي لا تتطلب من المرء أن يكون خبيراً في عالم التقنيات والكمبيوترات والأهم من ذلك، تتميز هذه اللوحة بنقاوة صورتها العالية وبتجهيزها بنظم لمنع الإنبهار الضوئي حتى ولو كانت تحت أشعة الشمس المباشرة.
وتحت هذه الشاشة، هناك مخرجين لهواء المكيف يتوسطهما ساعة وقت تقليدية تعلو النظام الموسيقي طراز مارك ليفنسن الذي يتميز بنقاوة صوته العالية والذي زودته لكزس بعدد محدود من مفاتيح التشغيل بهدف منع السائق من الإلتهاء عن القيادة وزيادة تركيزه على الطريق. وينتهي القسم العمودي من الكونسول الوسطي بمجموعة من مفاتيح التحكم بمكيف الهواء التي تعلو بدورها مجموعة من المفاتيح التي لا تستعمل بشكل متكرر والتي تشمل مفاتيح تبريد وتدفئة المقعدين الأماميين. أما القسم الأفقي من الكونسول الوسطي، فيضم حاملات للأكواب، مقبض علبة التروس ومفتاح التحكم بديناميكيات القيادة الذي يعمل من خلال ثلاثة برامج تبدأ بنظام Eco الذي يركز على خفض الإستهلاك والإصدارات وتمر بنظام Normal الذي يشدد على زيادة راحة الإنتقال على متن ES وتنتهي بنظام Sport الذي يرفع مستويات تجاوب المحرك والتعليق وبالتالي يعزز الروح الرياضية ومتعة القيادة.
وعلى صعيد آخر وعلى الرغم من أن ES 350 الجديدة تندفع بمحرك طراز العام 2012 المؤلف من 6 أسطوانات على شكل V سعة 3,5 ليتر (تتوفر أيضاً بمحرك رباعي الأسطوانات سعة 2,5 ليتر) والذي يعمل عبر أربعة عواميد كامة علوية و24 صماماً رأسياً على توليد قوة 272 حصاناً عند 6200 دورة في الدقيقة تترافق مع 348 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4700 دورة في الدقيقة، إلا أن هذا المحرك مثبت في مقدمة ES على ركائز نشطة تتميز بقدرات متقدمة على إمتصاص إرتجاجات المحرك بدءاً من 900 دورة في الدقيقة ومنع إنتقالها الى هيكل السيارة التي تعلن لكزس أنه خسر حوالي 23 كلغ مقارنة بالجيل الأسبق وهذا ما إنعكس بالإيجاب على إستهلاك الوقود، خصوصاً في ظل تزويد ES الجديدة بمساعدات إنسيابية يمكن رؤية بعضها على الهيكل الخارجي، إلا أن معظمها يختفي تحت السيارة على شكل أغطية بلاستيكية مصممة بطريقة مسبقة التحديد للتحكم بتدفق الهواء تحت السيارة على السرعات العالية.
وسواء كان المرء يعتمد برنامج Eco أو Normal أو Sport، سيلاحظ عند الإنطلاق بطريقة رياضية أن ES تعاني من بعض العزم الموجه وهذا أمر متوقع من سيارة تنقل 272 حصاناً بإتجاه عجلتي المحور الأمامي اللتين يسيطر عليهما مقود تم تزويده بنظام مساعدة كهربائية بعد تعديل نسبته التي نتج عنها خفض بين عدد لفات المقود بين جهتيه اليمنى واليسرى وهذا ما يلعب في صالح زيادة متعة القيادة عند الإنتقال الى طرقات تحتوي على العديد من المنعطفات، خصوصاً أن لكزس عملت على التحكم بهدير العادم عند القيادة بطريقة رياضية.
وعلى الرغم من فعالية عمل برنامجي Eco وNormal اللذين يتناسبان مع إستعمالات أصحاب العائلات وأكثرية شرائح المستهلكين اللذين تتوجه اليهم هذه السيارة، إلا أننا فضلنا الإبقاء على برنامج Sport خلال معظم ظروف القيادة كونه يعمل على خفض نسبة المقود بمعدل 20 بالمئة ويسرع مستويات تجاوب دواسة التسارع. أما عند الإنتقال الى الطرقات السريعة، فلا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ مدى الثبات التوجيهي الذي ساهمت فيه ماصات الصدمات الأمامية والخلفية والتي تم إعتماد معايير راحة لها، مقابل تزويد النوابض المعدنية الحلزونية بمعايير عمل جديدة إنعكست على شكل إنقيادية متفوقة وثبات متقدم جداً يعود جزء من السبب فيها الى التعليق المطور (ماكفرسون في الأمام وقوائم بوصلات مزدوجة في الخلف) الذي ساهم بدوره في توفير مستويات هائلة من العزل الصوتي الذي يُشعر المرء أنه في مكان ساكن للغاية حتى عند سرعات تراوح في حدود 150 كلم/س.
في الإجمال، يمكن القول أن ES بدلت قشرتها الخارجية التقليدية بواحدة جديدة تسير في النهج التصميمي المعتمد في سيارات لكزس الحديثة وهذا ما مكنها من التحلي بشكل خارجي جميل لا يمكن التغاضي عنه. أما في الداخل، فلم تكتفي هذه السيارة بمساحات داخلية كبيرة مع لوحة قيادة من الدرجة الأولى، بل أضافت الى ذلك مستويات ترف عالية تم معها التركيز على زيادة العملانية وسهولة الإستعمال، في وقت نالت المجموعة الميكانيكية جملة من التطويرات الميكانيكية والإلكترونية والإنسيابية التي عملت مع كل ما سبق ذكره على رفع مستوى هذه السيارة التي يعلن وكيلها الإماراتي (الفطيم للسيارات) أنها ستتوفر بسعر يراوح في حدود 180 ألف درهم لفئة برستيج، مقابل 190 ألف درهم لفئة بلاتينوم و220 ألف درهم لفئة تايتانيوم.
«كانت مهمة تطوير ES صعبة جداً ولكن لكزس في النهاية يابانية المنشأ واليابانيون مشهورون بقدراتهم الإبداعية التي تمكنهم من إيجاد الحلول الناجحة»
«على الرغم من فعالية عمل برنامجي Eco وNormal، إلا أننا فضلنا الإبقاء على برنامج Sport خلال معظم ظروف القيادة كونه يخفض نسبة المقود بمعدل 20 بالمئة ويسرع مستويات تجاوب دواسة التسارع»
المواصفات
لكزس ES 350
الأرقام
3,5 ليتر – 6 أسطوانات على شكل V ـ دفع أمامي ـ 272 حصان عند 6200 دورة في الدقيقة – 348 نيوتن متر عند 4700 دورة في الدقيقة ـ علبة التروس: 6 أوتوماتيكية ـ الوزن: 2130 كلغ
الطول: 490 سم، العرض: 182 سم، الإرتفاع: 145 سم
الحكم
طورت لكزس هذه السيارة بحيث باتت تستحق بالفعل تسمية وشعار لكزس وعززتها بمساحات داخلية كبيرة ومستويات ترف وهدوء وعملانية متقدمة جداً ولدرجة ستستقطب هذه السيارة عدداً من الزبائن الجدد من قطاع السيدان المتوسطة
9