لكزس LS خيار لا يمكن إغفاله
-
1 / 20
صحيح أن قيادته لـ LS الجديدة كانت سريعة، إلا أن حسان بشور بات متأكداً أن لكزس حولتها من مجرد سيارة تنفيذية أخرى، الى خيار يستحق الوقوف عنده
مع طراز العام 2013 من LS التي نالت عملية تجميل شبه شاملة ترافقت مع حملة تطوير مكثفة، يبدو أن لكزس أرادت توجيه رسالة جديدة الى منافسيها. فـ يوم تم تقديم هذه السيارة عام 1989، أرادت لكزس أن تدخل الى عالم سيارات السيدان التنفيذية المترفة وتحديداً الى الميدان الذي طالما سيطرت عليه مرسيدس مع سيارتها فئة S وبي ام دبليو مع كبيرتها فئة 7. حينها ومع الأجيال الأولى من LS، نجحت لكزس في توفير سيارة مميزة بعيدة عن الأخطاء تعتمد على معظم الأسس التي كانت تركز عليها شركتها، إلا أن المعاناة الكبيرة التي رافقت مسيرة الأجيال الأولى من هذه السيارة تمثلت بكونها لم تتحلى يوماً بأي إستقلالية في الشخصية وهذا ما أبعدها عن قطاع الكبار. ومع ذلك، تمكنت لكزس حينها من كسر المقولة التي تفيد أن الشرط الأول لنجاح أي سيارة سيدان تنفيذية مترفة هو أن تحمل الجنسية الألمانية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومع ذلك وعلى الرغم من أن لكزس تمكنت في وقت قياسي من فرض نفسها كعلامة مترفة تم معها كميات كبيرة جداً من طرازات لكزس الأخرى، لم تتمكن LS من البروز بين منافساتها الرئيسيات ولدرجة كان الجميع يشعرون أن هذه السيارة تعيش في ظل فئتي S و7 وأنها تطمح لأن تكون مثلهما وهذا ما وقف بطريقة غير مباشرة في طريق تحقيقها للهدف المنشود منها.
ومن هنا، كان قرار مجلس إدارة لكزس بوجوب تبديل أو تعديل الفلسفة التي تعتمد عليها LS وليبدأ ذلك بالتصميم الذي تخلى عن الرزانة والجدية التي طالما رافقت هذه السيارة وإستبدالها بالمعالم الرئيسية التي تنفرد بها مدرسة لكزس التصميمية الجديدة والتي بدأت بالإعتماد على شبك Spindle الأمامي الذي يبدو وكأنه يتألف من شبه منحرفين متناظرين ومتعاكسين مع إطار كرومي يتوسط المصابيح الأمامية التي يخلط شكلها بين المستطيل والمثلث والتي تضم في أسفلها مصابيح LED نهارية تتشابه بتصميمها مع تلك التي بدأت مع الشقيقة الأصغر IS. ومع أن التغيرات التي طرأت على التصميم الخارجي كانت معتدلة للإبقاء على شخصية ومكانة LS، إلا أن تأثير هذا التغيير على التصميم العام كان كبيراً، خصوصاً أن التناسق الهندسي بين مكونات الهيكل من جهة وبين الأسطح المعدنية والمساحات الزجاجية من ناحية أخرى أصبح شبه مثالياً وقد عززته لكزس بخطوط إنسيابية يتخللها زوايا مختلفة تعمل مجتمعة على تعزيز حضور LS التي ما أن تتأمل تفاصيلها حتى تشعر أنها لم تعد تركز على الترف والفخامة فقط، بل باتت تشدد على الشكل الحسن والأهم من ذلك على الطابع الرياضي الذي طالما إفتقدته سيارات لكزس عموماً، في وقت شكلت الروح الرياضية جزءاً مهماً من نجاح المنافسة الرئيسية، أي فئتا 7 وS.
وهنا، قررت لكزس أن لا تتخلى عن قاعدة LS لأنها تخدم الهدف منها وتوفر مزيجاً ممتازاً لجهتي الراحة والتماسك ولكنها قررت أيضاً أن لا مجال إلا لتطوير هذه القاعدة لتتناسب مع الروح المثالية التي تصر لكزس على وجودها في مجموعتها من السيارات. وفي هذا الإطار، قامت بتعديل وتطوير وتبديل حوالي 3000 قطعة من أصل قطع LS الـ 6000 ولتشمل هذه القطع معظم مكونات LS ومنها مقصورة الركاب التي تخلت عن لوحة القيادة القديمة لصالح واحدة جديدة كلياً تتشابه كثيراً مع تلك التي إنطلق تصميمها مع الشقيقة المتوسطة GS والتي باتت موحدة في معظم سيارات الشركة. وتبدأ هذه اللوحة بتجويف للعدادات يحتوي على مؤشرات للسرعة ودوران المحرك ودرجة حرارة هذا الأخير وكمية الوقود المتبقية في الخزان مع شاشة رقمية وسطية توفر معلومات حيوية للسائق يمكن التحكم بنوعيتها. والى جانب هذا التجويف، نالت LS تجويفاً علوياً ثانياً أخذ لنفسه مكاناً في وسط لوحة القيادة وتحديداً في القسم العلوي من الكونسول الوسطي حيث ظهر على شكل شاشة ملونة عالية النقاوة بقياس 12,3 إنش يفترض أنها الأكبر في هذا القطاع. وتعرض هذه الشاشة كل المعلومات الخاصة بالنظام الموسيقي وجهاز الملاحة ومعايير عمل مكيف الهواء والإتصال بشكبة الإنترنت وتفعيل التطبيقات الخاصة بـ لكزس وغيرها من المعلومات واللوائح التي يمكن عبرها التحكم بمعايير عمل بعض أجهزة السيارة. أما التحكم، فيتم من خلال مفتاح يتشابه مع فأرة الكمبيوتر جرى تثبيته في أرضية الكونسول الوسطي بحيث يقع مباشرة تحت متناول اليد اليمنى للسائق. وتتميز هذه الفأرة بآلية تشغيلها المطورة التي غابت معها مشكلة التزامن بين حركة الفأرة وتحرك السهم على الشاشة والتي تم تزويدها بنوع من المسننات التي تحدد حركة السهم على الشاشة وتمكن مستعمل الفأرة من إستعمالها بسهولة بالغة، في وقت كانت هذه العملية في الطرازات السابقة من لكزس غير عملانية على الإطلاق.
ولأن LS تنتمي الى فئة السيارات التنفيذية المترفة، كان لا بد من حشوها بالتقنيات الحديثة. ففي حال تم طلب هذه السيارة مع مقاعد رباعية منفصلة عن بعضها البعض، لن يكتفي الركاب والسائق بقدرتهم على التحكم بدرجة حرارة المكيف ومستوى تبريد أو تدفئة كل مقعد على حدة، بل سيحصلون على مقاعد خلفية مزودة بأجهزة تدليك وعلى نظام DVD يعمل بتقنية Blu-ray وأجهزة تحكم عن بعد بعمل عدد كبير من أجهزة السيارة التي زودتها لكزس بنظام تكييف وتدفئة يقوم بقياس درجة حرارة أجسام الركاب الأربعة كل على حدة ويقوم بتعديل عمل المكيف الخاص بكل راكب لإيصال درجة الحرارة المحيطة به الى نفس مستوى حرارة المقصورة.
وهنا، لم تكتفي لكزس بذلك، بل زودت LS بعدد كبير من التجهيزات التي تشمل نظام تفادي الإصطدامات الذي يقوم بإيقاف السيارة من سرعة 45 كلم/س في حال إستشعرت الكاميرات الأمامية أي عوائق، جهاز الإنذار عند تبديل خط السير بشكل مفاجئ، نظام التحذير من مرور سيارات خلف LS عند تكون هذه الأخيرة في وضعية الرجوع الى الخلف، جهاز التحكم النشط بالسرعة الذي يحافظ على المسافة بين LS والسيارة التي تسير أمامها ويوقف LS كلياً في حال توقف السيارة الأمامية، جهاز مراقبة الزوايا الميتة التي لا يمكن رؤيتها عبر المرايا الثلاث، جهاز لمراقبة مستوى تركيز السائق، مصابيح أمامية عالية نشطة، مكيف هواء إلكتروني بأربعة مناطق تكييف منفصلة، نظام موسيقي متطور من صنع مارك ليفينسن مربوط الى 19 مكبر صوت والكثير من الأجهزة الأخرى التي تعزز مستويات الترف والعملانية والسلامة.
ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من أن المساحات الداخلية بقيت على حالها، إلا أن لكزس أعادت تصميم المقاعد الأمامية والخلفية رافعة بذلك مستويات الراحة والثبيت. وهنا، لا يمكن للمرء أن يغفل مدى عناية لكزس بالتفاصيل والذي يشعر المرء أنه وصل الى حد الهوس. فالفواصل بين مكونات المقصورة دقيقة جداً، فيما يمكن القول أن الجودة، سواء كانت تتعلق بنوعية المواد المستعملة في المقصورة أو تتمثل بالجودة التصنيعية، ليست متفوقة، بل إستثنائية وتبدو بوضوح من خلال الجلود وطريقة حياكتها التي تطاول المقاعد ولوحة القيادة وبطانات الأبواب. ومن جهة أخرى، تبدو الجودة أيضاً من خلال التلبيسات المعدنية والخشبية الفاخرة. وهنا تقول لكزس أن عملية تصنيع التلبيسات الخشبية التي تحمل تسمية Shimamoku أو الخشب المقلم، تتم من خلال 67 خطوة وتتطلب 38 يوماً للإنتهاء منها وإخراجها بالطريقة التي يراها المستهلك.
وعلى صعيد آخر، لا يمكن لسائق هذه السيارة أو لركابه إلا أن يلاحظوا مستويات الهدوء المتفوقة التي تتحلى بها مقصورة LS على السرعات العالية، خصوصاً أن أن لكزس أخضعتها الى عملية عزل صوتي شاملة طاولت السيارة من صادمها الأمامي الى صادمها الخلفي ومن أرضيتها وصولاً الى سقفها مع التركيز بشكل كبير على المقصورة التي أكدت تجربتنا أنها معزولة بشكل شبه كلي عن الخارج وفي كافة طرازات LS بإستثناء النسخ المزودة بمجموعة F-Sport والتي تم تزويدها بجهاز للتحكم بالموجات الصوتية يرفع الهدير الرياضي للمحرك عند إرتفاع الدوران ويوجه هذا الهدير بإتجاه مقصورة الركاب.
ولـ LS التي ستتوفرها بنسخة عادية وأخرى ذات قاعدة عجلات مطولة وبنسخة تندفع بالعجلتين الخلفيتين وأخرى تندفع بالعجلات الأربع عبر ترس تفاضلي وسطي طراز تورجن يمكنه المفاضلة في توزيع قوة الدفع بنسبة 48 بالمئة للأمام و62 بالمئة للخلف ولغاية 32 بالمئة للأمام مقابل 68 بالمئة للخلف، ستوفر لكزس خياراً بين محركين ينتمي كلاهما الى نادي محركات الأسطوانات الثماني بشكل V والعاملة من خلال 32 صماماً رأسياً. وتصل سعة المحرك الأول الذي يتوفر لـ LS 460 الى 4,6 ليتر ينتج عن إحتراق الوقود في داخله قوة 382 حصاناً عند 6400 دورة في الدقيقة مع 493 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند 4100 دورة في الدقيقة. أما في النسخ المندفعة بالعجلات الأربع والتي لن تتوفر «مبدئياً» في المنطقة، فتتدنى القوة الى 360 حصاناً وعزم الدوران الى 470,4 نيوتن متر، فيما يتطلب التسارع الى 100 كلم/س 5,9 ثانية تنخفض الى 5,4 ثانية مع LS 460 المندفعة بالعجلتين الخلفيتين. ومع LS 600 المندفعة بالعجلات الأربع، فتبلغ سعة المحرك 5,0 ليتر ويولد 389 حصاناً عند 6400 دورة في الدقيقة مع 522 نيوتن متر من عزم الدوران. وهنا توفر لكزس فئة هايبريد الهجينة من LS 600 التي تضيف الى تسميتها حرف h ولكن بعد تجهيزها بمحرك الليترات الخمسة الذي يعمل بالتناغم مع محرك كهربائي بقوة 221 حصان ترتفع معه القوة الإجمالية لـ LS 600h الى 438 حصاناً. ويعمل محركا الـ 4,6 و5,0 ليتر بالتناغم مع علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 8 نسب أمامية متزامنة، في وقت قررت لكزس وكما هو الحال مع الشقيقة GS، أن تستبدل علبة التروس في LS الهجينة لصالح واحدة من فئة CVT ذات النسب اللامتناهية.
ومع هذه المحركات التي توفر تأدية جيدة وتعمل بصمت على دفع LS بنعومة وسلاسة، قررت لكزس أن تركز على الإنقيادية ولتزود سيارتها هذه بتعليق من فئة الوصلات المتعددة في الأمام والخلف وعززته قياسياً بماصات صدمات تعمل بضغط الغاز وبجهاز للتحكم بالإنقيادية يعمل من خلال أربعة برامج هي Eco الإقتصادي وComfort المريح وSport المخصص للقيادة الرياضية وSport+ للقيادة الهجومية. وتتحكم هذه البرامج بمستوى تجاوب دواسة التسارع، توقيت نقاط تبديل علبة التروس، قساوة وليونة ماصات الصدمات ومستوى المساعدة الكهربائية لجهاز المقود.
وعلى الرغم من أن قيادتنا لمختلف فئات LS إنحصرت بيوم واحد لم نتمكن بنهايته من إخضاع فئات هذه السيارة الى إختباراتنا الكاملة، إلا أننا تأكدنا أن LS قطعت شوطاً كبيراً سيمكنها من دون شك من الحصول على مكانة مميزة في قطاع السيارات التنفيذية المترفة الذي طالما تاقت لدخوله وهي اليوم ستشكل واحداً من الخيارات الجدية التي لا يمكن إغفالها، خصوصاً أن نقطة ضعفها الوحيدة مقارنةً بفئتي S و7 تتمثل بتوفر الأخيرتين بفئة رياضية فعلية (AMG وM)، في وقت تعزز تعديلات F-Sport الروح الرياضية ولكنها لا تذهب بها الى الحدود التي تعتمدها منافستيها الألمانيتين.
«لإخراجها من الحياة في الظل، كان قرار مجلس إدارة لكزس ومهندسيها صارماً وقد قضى بوجوب تبديل وتعديل وتطوير نصف القطع التي تتألف منها LS»
«في الداخل، تبرز لوحة القيادة التي تركز على البساطة التصميمية والخطوط الأفقية مع مراعاة التصميم الجميل والشكل الحسن والإستعمال العملاني»
«الأفضل أن لا تطلب من الوكيل لائحة التجهيزات المتوفرة لـ LS لأن قراءتها قد تتطلب منك وقتاً طويلاً. قم بطلب طرازات القمة وتمتع بما ستحصل عليه»
«على الطرقات المفتوحة وعلى سرعات تراوح في حدود 140 كلم/س، يكفي أن توقف عمل النظام الموسيقي ومكيف الهواء وستتمكن من سماع صوت.. تنفسك»
المواصفات
لكزس LS
الأرقام
4,6 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي
382 حصان عند 6400 دورة في الدقيقة
493 نيوتن متر عند 4100 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية
الوزن: 2455 كلغ
الطول: 509 سم، العرض: 187,5 سم، الإرتفاع: 145,5 سم
5,0 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي
389 حصان عند 6400 دورة في الدقيقة (438 حصان مع الدفع الكهربائي)
493 نيوتن متر عند 4000 دورة في الدقيقة
علبة التروس: أوتوماتيكية طراز CVT
الوزن: 2815 كلغ
الطول: 521 سم، العرض: 187,5 سم، الإرتفاع: 148 سم