لماذا تضع مضيفة الطائرة ذراعيها خلف ظهرها عند تحيتك؟
سبب غريب لن يتبادر إلى ذهنك على الإطلاق
تخيّل لوهلة أنك على وشك أن تأخذ إجازة لتسافر في رحلة لطالما حلمت بها، ثم تخيّل أنك بدأت بعملية الصعود إلى الطائرة، لتقوم إحدى المضيفات اللطيفات بتحيتك، والآن أخبرنا: أين سيكون ذراعا هذه المضيفة؟
نعلم أنه قد يكن سؤالاً غريباً؛ فعلى الأغلب أنك عندما سافرت في جميع المرات الماضية ستكون قد انتبهت بشكل أكبر إلى وجوه طاقم الطائرة وإلى المأكولات والمشروبات التي يقدمونها لك خلال الرحلة! وإذا ما سبق أن انتبهت إلى أذرعتهم وأيديهم فإن ذلك سيكون خلال شرحهم لتعليمات الأمان والسلامة، لكنك إذا ما بدأت بالانتباه لذلك خلال المرات القادمة فلربما ستلاحظ شيئاً غريباً نوعاً ما: فأذرعتهم وأيديهم تكون عادةً خلف ظهورهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولا تعد تلك الوضعية مجرد بروتوكول يجب عليهم تنفيذه خلال عملية الصعود إلى الطائرة، وربما تلاحظ كذلك أن طاقم الطائرة يتجولون في ممرات الطائرة جيئةً وذهاباً بنفس الوضعية التي يكون فيها الذراعان خلف الظهر، وبما أنها لا تبدو وضعية طبيعية للجسم أو الوضعية الأكثر راحة خلال المشي فإن ذاك يدعو للتساؤل والبحث في السبب وراء ذلك.
وما يزيد الموضوع تعقيداً هو عدم وقوف أو سير جميع أفراد الطاقم بتلك الوضعية؛ حيث – إذا كنت تذكر خلال تجربتك للصعود إلى الطائرة – أن العديد من أفراد الطاقم يسيرون وهم يستخدمون أيديهم بشكل طبيعي ليفسحوا مجالاً في مساحات التخزين الموجودة فوق رؤوس المسافرين وليساعدوا ركاب الطائرة وليحضروا الطائرة بشكل عام للإقلاع، وهذا يعني أن السبب وراء تلك الوضعية لا يعود لأمور متعلقة بالأدب أو الخوف من الجراثيم أو محاولة الظهور بمظهر الهادئ أو أي شيء من هذا القبيل.
وبناءً عليه هل يعد هذا السؤال مجرد إثارة لموضوع غير جدير بالاهتمام؟ بالطبع أنه ليس كذلك؛ حيث تبين بعد البحث عبر عدد من المواقع المتخصصة بهذا المجال أن وضعية طاقم الطائرة في الوقوف والمسير في ممرات الطائرة إن هي إلا جزء من قيامهم بمهمة خاصة ضمن عملهم، ألا وهي: العد.
نعم، العد! وتحديداً عد الركاب على الطائرة للتأكد من أن عدد من دخلوا إلى الطائرة يطابق عدد الركاب المتوقع في الوثائق الرسمية الخاصة بالرحلة، وتقوم مضيفة الطائرة عادةً بتنفيذ هذه المهمة وهي تحمل عداداً يدوياً خلف ظهرها يسمح لها بإحصاء عدد ركاب الطائرة بشكل دقيق، وهو العدد الذي يتراوح عادةً ما بين 100 راكب (في الرحلات القصيرة) وحتى ما يزيد عن 600 راكب كما هو الحال في طائرات أيرباص.
ويبقى السؤال: إذا كانت من تقوم بالعد هي المضيفة الواقفة عند مدخل الطائرة عند صعود الركاب، فما الذي يجعل بعض أفراد طاقم الطائرة الآخرين يتجولون في الممرات بنفس الوضعية؟ والإجابة بكل بساطة هي أنهم يقومون بعملية عد ثانية، فبعد أن يجلس جميع الركاب في مقاعدهم يقوم الطاقم بالتأكد مرة أخرى من أن عدد الركاب الذين صعدوا إلى الطائرة ومروا من خلال البوابة يحملون تذاكرهم يطابق عدد الركاب الموجودون فعلياً على متن الطائرة.
كما تفيد عملية العد في بعض الأحيان في مساعدة تقدير الوزن الموجود على متن الطائرة، وهو ما يساعد طاقم الطائرة في معرفة ما إذا كان عليهم إعادة ترتيب الحمولة والأمتعة أو – في الطائرات الصغيرة – إعادة ترتيب الركاب للتأكد من عدم تأثير جلوسهم في أماكن معينة على توازن الطائرة أثناء الرحلة.
ولكن لماذا خلف الظهر؟ على الرغم من أن ذلك يختلف من شركة طيران إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، فإن الغالبية تجمع بكل بساطة بأن أفراد الطاقم لا يريدون جلب الانتباه إلى المهمة التي يقومون بها، حيث أن وضع اليدين والعداد خلف الظهر يجعل الأمور غير ظاهرة ومزعجة لكل من هو على متن الطائرة.
والآن حان دورك عزيزنا القارئ لتخبرنا بتجربتك الشخصية: هل سبق أن لاحظت ذلك من قبل؟ وهل كنت تعرف السبب وراءه؟ وهل سبق أن عملت في شركة طيران تستخدم هذه الطريقة؟ شاركنا رأيك!
تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا