مازدا 3 عائلية صغيرة بنفس رياضي
مواصفات السيارة
- سعة المحرك: 1.6 I4 FWD
- عدد الأحصنة: 105 حصان
- التسارع من 0- 100: 12.2 ثانية
- السرعة القصوى: 175 كلم/س
يعتقد معظم محبي السيارات والسرعة أن السيارات العائلية الصغيرة والمدمجة ليست ممتعة لأن من يصنعها يركز على توفير سيارة عملانية ذات مقصورة كبيرة نسبياً على أن يكون إستهلاكها من الوقود معتدلاً وشرط أن تكون تكاليفها التشغيلية متدنية. ولأن هذه النظرية صحيحة، قرر بعض الصانعين أن يوفروا نسخ هاتشباك من سياراتهم هذه وفروا فئات رياضية منها وعملوا على تزويدها بمحركات أكبر نتج عنها تأدية أفضل تم تعزيزها أيضاً من قبل المعدلين اللذين وفر قسم منهم بعض القطع الخارجية التي تتم إضافتها الى السيارة لجعلها تتحلى بطابع مميز. أما البعض الآخر من الصانعين، فقد طلب من فروعه المتخصصة بالسيارات القوية، أن يقوم بإنتاج نسخ رياضية معدلة من هذه السيارات كما هو واقع الحال مع مرسيدس وبي ام دبليو وأودي وغيرهم من من يملكون في أساطيلهم سيارات هاتشباك صغيرة تتوفر بنسخ رياضية تركز على متعة القيادة.
وهنا، يمكنني القول أن نظرية السيارة العائلية الصغيرة المملة صحيحة ولكن ليس بنسبة 100 بالمئة إذ تتواجد سيارات تنتمي الى هذا القطاع وهي قادرة على توفير متعة جيدة ومنها مازدا 3 التي كان جيليها الأول والثاني المبنيين على قاعدة تم تطويرها بالتعاون مع فورد الأميركية، قادرين على توفير متعة قيادة متقدمة مقارنة بالسيارات المنافسة، خصوصاً أن مازدا عملت على تعزيز ديناميكيات القيادة في السيارتين المذكورتين كونها لم تتوقف عن تطويرهما مركزةً في الوقت نفسه على تمكينهما ـ وبالأخص الجيل الثاني ـ من التفاعل مع من يجلس خلف مقودهما. أما المنافسة، فقد شعرت بالتقدم الذي تتحلى به مازدا 3 وبدأت بالعمل على منتجاتها التي تمكنت من التقدم على صغيرة مازدا في عدد من الميادين التي كان أهمها متمثلاً بالمقصورة البلاستيكية والتجهيزات التقنية وعلى رأسها نظم التواصل وهذا ما أدى بهندسي مازدا الى البدء بالعمل من خلف الكواليس على جيل جديد من مازدا 3 يمكن القول أنه جديد كلياً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي هذا الإطار، كان القرار بالتخلي عن القاعدة المشتركة مع فورد والتي إستعملتها فولفو أيضاً وليقوم مهندسو مازدا بتطوير قاعدة جديدة كلياً لـ 3 يبلغ طولها 270 سم تحكموا معها بتوزيع مكونات السيارة بشكل ذكي لتوفير أكبر مقصورة ممكنة للركاب مع التركيز على تزويد القاعدة بمعايير عمل تعزز الروح الرياضية وتنعكس على ديناميكيات القيادة التي لطالما كانت من نقاط القوة التي تتباهى بها سيارات مازدا أمام المنافسة.
وهنا لا بد من الإشارة الى أن مازدا 3 الجديدة التي توفرها شركتها بنسختي الهاتشباك والسيدان، باتت أقل إرتفاعاً بمعدل 15 ملم من الجيل الأسبق وبحيث وصل إرتفاعها الى 145.5 سم يقابله 179.5 سم لعرضها الإجمالي الذي إزداد بالمقارنة مع الجيل الأسبق بمعدل 40 ملم. ومع إزدياد الأبعاد الخارجية لـ 3 الجديدة، تمكنت مازدا من الوصول بحجم التحميل في صندوق الأمتعة الخاص بنسخة السيدان الى 408 ليترات، أي أقل بـ 22 ليتراً من الجيل الأسبق ولكن مع أمكانية طي ظهر المقعد الخلفي، يصبح بإمكان مالك 3 الجديدة أن يرفع حجم التحميل بشكل لافت.
ولبناء سيارتها هذه التي إرتفعت صلابتها الإلتوائية بمعدل 28 بالمئة لنسخة السيدان و30 بالمئة لنسخة الهاتشباك (هذه الأخيرة لن تتوفر في منطقتنا حالياً)، قررت مازدا أن تعتمد على مبدأ كودو التصميمي الذي يطاول شقيقتيها 6 وC-X5. ففي الأمام، نالت 3 واجهة أمامية مشابهة لواجهات سيارات مازدا الجديدة لجهة المصابيح الأمامية المستطيلة والتي تبدو وكأنها جزء من الواجهة الشبكية التي تركز إطرها الخارجية على الكروم اللماع الذي يتداخل في المصابيح. أما في الجوانب، فقد قررت مازدا أن تطلق العنان لمواهب مصمميها وهذا ما مكنهم من التحكم بتصميم خط الوسط الذي ينطلق من الأمام وبشكل مقوس ليصل الى منطقة العمود A الحامل للزجاج الأمامي ويبدأ بالإنحناء نزولاً حيث ينتهي في منطقة الباب الخلفي السفلية والتي يقابلها خط آخر مقوس نسبياً يبدأ من منتصف الباب الخلفي وينتهي عند الواجهة الخلفية لاعباء دور الكتف النافرة التي تتحكم بمرور الهواء بحيث ترفع من نسبة قوى الدفع السفلية على القسم الخلفي من السيارة عند إرتفاع سرعتها. أما في الخلف، فهناك تكرار للخطوط التصميمية الأمامية وبالأخص لجهة تصميم المصابيح الخلفية الأفقية التي يذكر شكلها العام بتلك المعتمدة في سيارات لكزس. ومع هذا التصميم المعاصر، تتحلى مازدا 3 بجمال مميز وحضور لافت سيساهمان في تعزيز مواقعها في مختلف الأسواق العالمية.
أما في الداخل وعلى الرغم من أن المقصورة قادرة على إستقبال خمسة ركاب، إلا أنها ككل سيارات فئتها، لن توفر الراحة القصوى إلا في حال تدنى عدد الركاب الى أربعة. عندها، لن ينعم هؤلاء بالراحة وحسب، بل سيتمتعون بجودة المواد التي إعتمدت للمقصورة التي كان الإنتقاد الرئيسي الذي كان يطاولها في السابق متمثلاً بكثافة المواد البلاستيكية الرخيصة. وعلى الرغم من أن البلاستيك لا يزال موجوداً في مقصورة 3 الجديدة وبالأخص في الأقسام السفلية منها، إلا أنه أصبح من النوع الجيد الذي يتميز بمظهر مقبول وملمس ناعم نسبياً. وهنا لا يمكن إغفال التصميم الجديد لمقصورة الركاب وبالأخص تصميم لوحة القيادة المعاصر الذي يعتمد على تجويف عدادات يحتوي على عداد وسطي لدوران المحرك مع عداد رقمي في أسفله للإشارة الى سرعة السيارة. أما العدادين الجانبيين، فهما عبارة عن لوحين رقميين تمت الإستفادة منهما لعرض عدد من أكثر المعلومات الحيوية التي يحتاجها السائق أثناء القيادة. وفوق تجويف العدادات، توفر مازدا في بعض الأسواق جهازاً لعرض المعلومات على القسم السفلي من الزجاج الأمامي.
أما الكونسول الوسطي، فيبدأ في طرازات القمة مع شاشة لجهاز الملاحة تبدو وكأنها جهاز iPad ميني مثبت عرضياً فوق الكونسول الوسطي تماماً كما هو الحال في مرسيدس فئة A وعدد من سيارات بي ام دبليو الجديدة. ومع شاشة هذا الجهاز، يمكن للسائق أو الراكب بجانبه أن يتحكم بالشاشة من خلال الشاشة نفسها والتي تعمل وكأنها هاتف ذكي ذو شاشة كاملة أو عبر مفتاح دائري مماثل لمقبض جهاز iDrive مثبت قرب مقبض علبة التروس في أرضية الكونسول الوسطي. وعبر هذا المفتاح يمكن التحكم بالنظام الموسيقي في السيارة وبالتطبيقات التي يتم إنزالها من شبكة الإنترنت أو بالهاتف النقال الذي يتم ربطه الى السيارة عبر سلك خاص أو عبر تقنية بلوتوث. أما باقي مكونات الكونسول الرئيسية، أي مكيف الهواء، فقد خصصت له مازدا مكاناً خاصاً في وسط لوحة القيادة ووفرته بفئتين إحداهما تقليدية تعمل من خلال مفاتيح دائرية كلاسيكية وثانيها عبارة عن مفاتيح عاملة باللمس تتوفر مع مكيف الهواء الإلكتروني.
وفي المقصورة، وفرت مازدا عدداً من جيوب التوضيب ومساحات التخزين التي تم نشرها في مختلف أنحاء المقصورة التي حصلت أيضاً على عدد من حاملات الأكواب. وبما أننا لا نزال في الداخل، لا بد من الإشارة الى أن مقاعد مازدا 3 الأمامية مثالية للإستعمال اليومي. فهي توفر راحة تزيد عن المعدل مع قدرات تثبيت معتدلة في الطرقات الملتوية. أما في الخلف وعلى الرغم من أن المسافات الداخلية أصغر منها للمساحات الأمامية، إلا أنها توفر راحة عالية لراكبين بطول 180 سم لكل منهما. وهنا نشير أن فتحة الباب الخلفي منخفضة نسبياً بسبب خط السقف المنحني، إلا أن وضعية المقعد الخلفي المنخفضة نسبياً ترفع المسافات المخصصة لرأسي الجالسين في الخلف واللذين إذا أراد السائق أن يرفع عددهما الى ثلاثة، فسيعاني هؤلاء من ضيق المساحة العرضية.
على الصعيد الميكانيكي، ستتوفر مازدا 3 في الأسواق العالمية بخيار بين أربعة محركات منها ثلاثة تعمل بالبنزين وهي بسعة 1.5 و2.0 و2.5 ليتر مقابل محرك واحد يعمل بالديزل وهو بسعة 2.2 ليتر مقابل نسخة سيتم تزويدها بمحرك هجين ولكن على أن يتم حصرها ـ على الأقل في الوقت الحالي ـ بالأسواق اليابانية. وتعلن مازدا أن محرك الليترين نال تعديلات طاولت مشاعب العدم فيه لتعزيز وصول العزم الى الإطارات بشكل أكثر ثباتاً ولينتج عن ذلك إرتفاع في القوة والعزم الى 152حصان و200 نيوتن متر، مقابل 185 حصان و250 نيوتن متر لمحرك الـ 2.5 ليتر. أما علب التروس التي ستتوفر للمحركات الأربع، فهي سداسية النسب وستتوفر بالنسختين اليدوية والأوتوماتيكية اللتين تنقلان القوى بإتجاه العجلات الأمامية الدافعة التي سيسطر عليها في الجيل الجديد من 3 نظام مقود كهربائي تعلن مازدا أنه مدروس لتوفير شعور جيد بالطريق وبما تتعرض له الإطارات الأمامية التي تم تعزيز الإحساس بها من خلال تزويد السيارة بمعايير عمل ديناميكية تميل أكثر الى الطابع الرياضي، تماماً كما كان الحال مع الجيل الثاني.
أما في الشرق الأوسط، فستتوفر مازدا 3 بخيار بين محركين من 4 أسطوانات متتالية سعة 1.6 ليتر بقوة 105 أحصنة مع 145 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يرتفع الى 200 نيوتن متر مع المحرك الثاني الذي تبلغ سعته 2.0 ليتر وهو بقوة 155 حصان. وسيتوفر محرك الـ 1.6 ليتر مع علبة تروس أوتوماتيكية رباعية النسب يرتفع عددها الى 6 نسب مع علبة التروس الأوتوماتيكية المتوفرة حصرياً لمحرك الليترين.
وعلى الرغم من أننا لم نقم بقيادة مازدا 3 الجديدة، إلا أن الأنباء تؤكد أنها لا تزال واحدة من أفضل السيارات العائلية الصغيرة كونها تلبي متطلبات العائلة الصغيرة لجهة عملانية إستعمالها وسهولة التفاعل مع مكوناتها، إضافة الى أنها تحقق أمنيات السائق الرياضي المتطلب ـ ولو جزئياً ـ كونها تعتمد على قاعدة تقول مازدا أنها عدلتها لتوفر إحساساً رياضياً معززاً بمعايير عمل يشعر السائق معها أن سيارته هذه ليست كغيرها من سيارات هذه الفئة وهذا أمر يعترف به معظم مالكي الجيل الثاني من 3. وعلى الرغم من أن 3 تتفوق في هذا الميدان على باقي السيارات المنافسة، إلا أن الحكم النهائي سيبقى بإنتظار تجربة السيارة ومقارنتها فعلياً بمنافساتها وبالأخص اليابانيات منها.