مخاطر الكوارث المناخية وضع عوائق أمام صناعة السيارات الكهربائية
يمنح الجفاف في الصين وألمانيا الصناعة لمحة عن التهديدات التي يشكلها الاحتباس الحراري
مددت السلطات في مقاطعة سيتشوان الصينية انقطاع الكهرباء لبعض المستخدمين الصناعيين حيث أن أشد موجة حرارية منذ أكثر من 60 عاماً تستنزف الخزانات المستخدمة للطاقة الكهرومائية، على الرغم من تلك المقاطعة تعد المصدر حوالي خُمس إنتاج البلاد من الليثيوم.
وقالت فولكس فاجن الأسبوع الماضي إن مصنعها في المنطقة تأثر بنقص الطاقة وأنها تتوقع تأخيرا طفيفا في عمليات التسليم للعملاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كما أغلقت تويوتا وشركة كاتل لصناعة البطاريات مصانعها مؤقتاً، وأبلغت تسلا وسايك موتور الصينية السلطات في شنغهاي على بعد حوالي 2000 كيلومتر (1240 ميل) إلى الشرق من مدينة تشنغدو عاصمة سيتشوان أنهما قد يواجهان صعوبة في الحفاظ على الإنتاج إذا استمرت أزمة الطاقة في التأثير على الموردين.
تهديدات للصناعة في أوروبا
في أوروبا، هدد الجفاف بجعل نهر الراين - وهو ممر مائي مهم للتجارة الألمانية والهولندية والسويسرية لعدة قرون غير سالك عند نقطة طريق رئيسية، في حين خفف هطول الأمطار خلال عطلة نهاية الأسبوع من مخاطر تعطل شحنات الديزل والفحم إلى محطات الطاقة والمنشآت الصناعية.
وخفضت شل بالفعل الإنتاج في أكبر مجمع لمعالجة النفط في ألمانيا بسبب هذه المشكلة، وفي ولايتي براندنبورغ وساكسونيا الألمانيتين، حيث تدير شركتا تسلا وبي إم دبليو مصانع للسيارات، كان على السلطات أن تطلب من الجيش المساعدة في مكافحة العديد من حرائق الغابات هذا الصيف.
تغير المناخ يعطل صناعة السيارات
يدرج العديد من شركات صناعة السيارات تغير المناخ كعوامل خطر للأعمال، تحذر شركة تسلا، على سبيل المثال، من أنه في حالة حدوث كوارث متعلقة بالمناخ، فقالت: "إن مقرها ومنشآتنا الإنتاجية قد تتضرر بشكل خطير، أو قد نضطر إلى إيقاف أو تأخير إنتاج وشحن منتجاتنا."
شركات السيارات لا تبالي
بينما يدرك المصنعون بوضوح أن تغير المناخ قد يصيب شبكات الإنتاج الخاصة بهم، فإن أفعالهم لا تتوافق دائماً مع شدة التهديدات، تواصل الشركات إنشاء مواقع تصنيع كثيفة الاستهلاك للمياه في المناطق التي تزداد فيها ندرة الإمدادات.
واجهت تسلا معارضة في ألمانيا عند بناء مصنعها في منطقة تتعامل مع انخفاض مستويات المياه الجوفية والجفاف لفترات طويلة، فيرمونت، كاليفورنيا، حيث كانت تسلا تنتج السيارات الكهربائية منذ أكثر من عقد من الزمان، تتساقط الأمطار بمعدل 16 بوصة سنوياً، أي أقل من نصف متوسط الولايات المتحدة، يعمل مصنع البطاريات تسلا مع شركة باناسونيك في رينو ونيفادا، ويقع مصنع لوسيد موتورز جنوب فينيكس في مناطق أكثر جفافاً.
وتخطط شركة لوسيد لبناء مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة بالقرب من مدينة جدة، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 120 درجة فهرنهايت (49 درجة مئوية) في الصيف.
يقوم العديد من شركات صناعة السيارات، بما في ذلك تسلا، بتزويد المصانع بمولدات الطاقة المتجددة ويقولون إنهم يعملون على جعل مواقعهم أكثر كفاءة في استخدام الموارد، بما في ذلك عن طريق تقليل استهلاك المياه.
في مصنعها في تشيناي، الهند، تجمع بي إم دبليو مياه الأمطار في الأحواض خلال موسم الرياح الموسمية، وتغطي 60% إلى 90% من الاحتياجات المائية السنوية للمحطة، وقال متحدث باسم بي إم دبليو إنه لزيادة هذه الحصة، هناك المزيد من الخزانات للاحتفاظ بمياه الأمطار قيد الإنشاء.