مدينية مدمجة بسعر منافس
-
1 / 17
قد لا تكون نيسان ميكرا سيارة هاتشباك
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مدينية مدمجة قادمة من المستقبل ولكن حسان بشور يعتقد أنها تملك إمكانات ستمكنها من زعزعة سيطرة المنافسة على قطاعها
مؤخراً، قدمت نيسان اليابانية الجيل الجديد من سيارتها صني (راجع العدد 140) التي قررت شركتها أن تعتمدها لمنافسة سيارات السيدان المدمجة تاركة الشقيقة الأكبر، تيدا كي تلعب في ميدان سيارات السيدان الصغيرة حيث تنافس كل من تويوتا كورولا وهوندا سيفيك ومازدا 3 وشفروليه سونيك وغيرها من سيارات هذه الفئة. ولأن نيسان كانت غائبة عن قطاع سيارات الهاتشباك المدينية الذي تسيطر عليه تويوتا منذ زمن بعيد مع سيارتها ياريس هاتشباك التي تتعرض لمنافسة طفيفة من مازدا 2 وهيونداي غيتز وفورد فياستا، كان قرار المكتب الإقليمي لـ نيسان الشرق الأوسط بدخول هذا القطاع من بابه العريض، خصوصاً أن نيسان تملك ضمن مجموعتها من السيارات طراز هاتشباك مديني يحمل تسمية ميكرا لم يسبق له أن توفر في أي من دول مجلس التعاون الخليجي وذلك على الرغم أنه أطفأ هذه السنة شمعته الـ 30.
ولأن قطاع سيارات الهاتشباك المدينية يشهد منافسة عارمة يعود جزء من السبب فيها الى الطلب على هذا النوع من السيارات، كان لا بد لـ نيسان من أن تركز على التصميم الخارجي الذي يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تجذب أنظار المستهلك الى سيارة ما. وفي هذا الإطار، كان القرار بتمييز ميكرا عن منافساتها، خصوصاً أنها تتوجه بشكل رئيسي الى السائقين الجدد، أي ذوي الأعمار الصغيرة. ومن هنا، يكفي أن يتأمل المرء تفاصيل ميكرا ليجد أن قواسمها التصميمية المشتركة مع باقي سيارات نيسان قليلة. ففي الأمام، تتسم ميكرا بمصابيح بيضاوية تتداخل مع غطاء المحرك والرفاريف الجانبية ويتوسطها فتحة تهوئة رقيقة توحي بأن السيارة أعرض مما هي عليه في الواقع. أما الصادم الأمامي، فهو مدمج ويحتوي على فتحة تهوئة كبيرة يحيط بها مصباحان دائريان مخصصان للضباب يتوفران في فئتي SL وSL+.
أما في الجوانب، فتعتمد ميكرا التي تقف على أربع عجلات تم دفعها الى أقصى الزوايا الخارجية للسيارة، على تصميم كلاسيكي ومعاصر في آن واحد يتميز بتناسق بين الأسطح المعدنية والمساحات الزجاجية التي أخذت لنفسها تصميماً نصف دائرياً بدا لنا وكأنه مستوحىً من سيارات رينو الفرنسية وتحديداً من الجيل الأسبق من رينو ميغان. ويستمر التشابه مع اللغة التصميمية للشريك الفرنسي رينو في الواجهة الخلفية وخط السقف المرتفع الذي يفترض به أن يساهم في تحسين مستويات الإنسيابية التي عززتها نيسان بأسطح معدنية ناعمة ومنسابة مع مرايا جانبية بأغطية خارجية مائلة وعاكس هواء خلفي وعدد من المساعدات الإنسيابية التي أخذت لنفسها أماكن خفية في أسفل ميكرا التي تعلن نيسان أنها تتحلى بنسبة جر تبلغ 0,32.
ولأن ميكرا تتوجه بشكل رئيسي الى الجيل الشاب من السائقين، قررت نيسان أن توفرها بخيارات غنية من الألوان التقليدية مع إمكانية طلبها بخيارات أغنى من الألوان الجديدة الصارخة ومنها الأخضر الربيعي والقرمزي المظلل الليلي والبرتقالي المشرق كالشمس.
وعلى الرغم من حجمها الخارجي المدمج (حوالي 378 سم للطول و170 سم للعرض)، إلا أن مصممي نيسان المتخصصون برسم المقصورات والمعروفين بقدرتهم على إستغلال كل مليمتر متوفر، قاموا بعملية تصميم ناجحة جداً نتج عنها مقصورة رحبة جداً بالمقارنة مع الحجم الخارجي للسيارة. وفي هذه المقصورة التي تتميز بفتحات أبواب يزيد حجمها عن المتوقع، تبرز لوحة القيادة التي تعتمد نفس النهج التصميمي الخارجي لجهة مساحاتها الدائرية التي تبدأ بتجويف العدادات الذي يقوم على عدادين دائريين للسرعة ولدوران المحرك مع لوحة إلكترونية رقمية للإشارة الى عدد من العناصر ومنها درجة حرارة المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان وغيرها من المعلومات التي تظهر على شكل منبهات ضوئية.
والى جانب تجويف العدادات، نالت لوحة ميكرا كونسولاً وسطياً يبدأ بمخرجين لهواء المكيف يتشابهان بتصميمهما الدائري مع المخرجين الجانبيين وهما يعلوان النظام الموسيقي القادر على قراءة ملفات MP3 وWMA والمعزز بقارئ للأسطوانات المدمجة وبشاشة يمكنها عرض إسم الفنان وعنوان الأغنية. كذلك يتوفر النظام الموسيقي مع راديو عامل بموجتي AM وFM مع نظام معلومات وقابس AUX يمكن عبره ربط أجهزة تخزين الموسيقى الرقمية الخارجية. ومن ناحية أخرى، تتميز لوحة القيادة بإحتوائها على عدد من أماكن التوضيب التي تطاول أيضاً الكونسول الوسطي وبطانات الأبواب. وفي هذا السياق، تم تجهيز لوحة القيادة بصندوق تخزين سفلي أخذ لنفسه مكاناً أمام الراكب بجانب السائق مع علبة قفازات علوية.
ومن ناحية أخرى، تتميز مقصورة ميكرا بمساحاتها الداخلية الكريمة في الأمام والمعتدلة في الخلف وهذا ما يمكنها من إستقبال أربعة ركاب براحة تامة ولمسافات طويلة. ويمكن لعدد الركاب أن يرتفع الى خمسة، إلا أن وضعية جلوس شاغلي المقعد الخلفي الثلاثة ستكون ضيقة قليلاً. ويعود السبب في الحجم الداخلي الرحب لمقصورة الركاب الى طريقة توضيب مكونات السيارة في قاعدة العجلات والتي يعود جزء كبير من الفضل فيها الى عملية دفع الإطارات الأربعة الى أقصى زوايا السيارة الخارجية وهذا ما مكن مهندسي نيسان من الوصول الى مساحات رحبة وبالأخص لجهة أرجل ورؤوس الجالسين في الخلف. وفي إطار الكلام عن الخلف، نشير أن التوضيب الذكي لمكونات ميكرا أدى أيضاً الى تحلي هذه السيارة بصندوق أمتعة يصل حجم تحميله الى 251 ليتر يمكن زيادتها بعد طي المقعد الخلفي (كلياً أو جزئياً بنسبة الثلث والثلثين) الذي تم تصميمه بطريقة ذكية لزيادة المساحات المحيطة به.
ومن ناحية أخرى، يزداد الشعور برحابة مقصورة ميكرا بفضل المساحات الزجاجية الكبيرة التي تحيط بالمقصورة والتي وفرت بالتالي مجالات رؤية ممتازة في الأمام والجوانب والخلف وبحيث تدنت الزوايا الميتة بشكل كبير. وهنا، لا يمكن إغفال وضعية الجلوس التي تركز على راحة الركاب الأربعة ووضعية القيادة الممتازة التي يمكن رد جزء منها الى مقعد السائق الذي يمكن تعديل وضعيته بشكل يناسب معظم القامات والأحجام والذي عزز بمقود يمكن تعديل وضعيته أيضاً. ولزيادة مستويات راحة السائق والراكب بجانبه وفي ظل غياب مسند اليد الأمامي الوسطي، زودت نيسان مقعد السائق بمسند يد صغير جرى تثبيته الى الجانب الأيمن لظهر مقعد السائق عبر محور أفقي يمكن معه تثبيت المسند بوضعية موازية لظهر المقعد أو تحريكه نزولاً وإستعماله كمسند يد شبه حقيقي.
على الصعيد الميكانيكي وعلى الرغم من توفر ميكرا بخيار بين عدة محركات في الأسواق الخارجية، إلا أن نيسان قررت توفيرها في منطقة الشرق الأوسط بمحرك واحد هو نفسه الذي يتوفر للشقيقة صني. ويتألف هذا المحرك الذي يحمل تسمية HR15DE في كواليس نيسان، من 4 أسطوانات متتالية سعة 1,5 ليتر. ويعمل هذا المحرك بالتناغم مع جهاز بخاخ و16 صماماً رأسياً على توليد قوة 99 حصاناً تتوفر عند 6000 دورة في الدقيقة وتترافق مع 135 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوى هذا المحرك بإتجاه عجلتي المحور الأمامي عبر خيار بين علبتي تروس إحداهما يدوية خماسية النسب يتدنى عددها الى 4 نسب مع العلبة الثانية الأوتوماتيكية.
قيادة ميكرا داخل المدينة تؤكد أنها تتحلى بنعومة عالية يعود السبب فيها الى هندسة قاعدتها وأجهزة تعليقها التي تم تزويدها بمعايير لينة نسبياً لتوفير راحة أعلى. وتتميز أجهزة التعليق بقدرتها على إمتصاص تموجات الطريق ومنع وصولها الى مقصورة الركاب. وهنا لا يعني هذا الكلام أن الراحة جاءت على حساب التماسك ذلك أن نيسان إعتمدت معايير وسط ترفع بدورها نسبة التماسك. وفي هذا السياق، تعاني ميكرا وشأنها لكل سيارات الدفع الأمامي المدمجة والإقتصادية، من ميل لإنزلاق مقدمتها تحت تأثير التسارعات المفاجئة في المنعطفات. وهنا يكفي أن يرفع السائق قدمه عن دواسة التسارع كي تستعيد الإطارات الأمامية الدافعة تماسكها مع الطريق ليعود فيضغط على دواسة التسارع ولكن بشكل تدريجي. وهنا نشير أن عملية الإنزلاق هذه وتصحيحها هما من الأمور التي لا تحصل إلا عند القيادة بطريقة هجومية ورياضية وهذا نوع من القيادة التي لا يراها المرء عادة في هذه الفئة من السيارات الموجهة للإستعمالات المدينية.
وخلال القيادة، لا يمكن لسائق ميكرا إلا أن يلاحظ أن جهاز المقود في هذه السيارة متطور. فهو يعتمد على نظام الجريدة والبنيون ويتميز بكونه دقيق للغاية ويوفر شعوراً بالطريق ويتمتع بليونة تناسب القيادة في الأماكن الضيقة على سرعات بطيئة تماماً كما تناسب القيادة على الطرقات السريعة. وفي حال فكرنا بـ ميكرا على أنها سيارة مدمجة بوزن منخفض، يمكن القول أنها تتحلى بتماسك يفوق المتوقع ذلك أنها قادرة على التعامل مع المنعطفات السريعة من دون أن تتعرض لعمليات ميلان هيكل عالية ذلك أن معايير تعليقها الذي يقوم على مبدأ القوائم الإنظغاطية في الأمام والتي يقابلها في الخلف محور إلتوائي، تعمل على خفض هذه التمايلات. وهنا لا يمكننا إلا أن نهنئ نيسان على معايير تعليق ميكرا ذلك أنها تمكنت من تحقيق توازن ممتاز بين التماسك والراحة اللذان يساهم فيهما عجلات معدنية خفيفة بقطر 15 إنش تخفي خلفها جهاز مكابح فعال يعمل عبر أسطوانات قرصية أمامية وطبلات خلفية. وترتفع فعالية المكابح بفضل توفر ميكرا مع جهازي ABS لمنع غلق المكابح وEBD لتوزيع قوة الكبح إلكترونيا بين الإطارات الأربعة وتبعاً لتماسك كل منها مع الطريق.
لجهة التأدية، قد لا تكون نيسان ميكرا سيارة مجهزة للسباقات ولكنها تتحلى والحق يقال، بتأدية جيدة تناسب إستعمالها المديني وتركز على الإستهلاك المتدني والمعتدل. كما أنها تتميز بتصميم خارجي فريد يعكس طابعاً شبابياً معاصراً مع مقصورة تتمتع برحابة عالية وهذا ما سيمكنها في النهاية من المنافسة بجدية في قطاع يلقى اليوم منافسة عارمة يسيطر عليها صانعو السيارات اليابانيين والكوريين.
«على الرغم من حجمها الخارجي المدمج، إلا أن مصممي نيسان المعروفين بقدرتهم على إستغلال كل مليمتر متوفر، قاموا بعمل ناجح نتج عنه مقصورة رحبة»
«كان لا بد لـ نيسان من أن تركز على التصميم الخارجي الذي يعتبر واحداً من العوامل الرئيسية الأولى التي تجذب أنظار المستهلك الى سيارة ما»
«تم دفع الإطارات الأربعة الى أقصى زوايا السيارة الخارجية وهذا ما مكن مهندسي نيسان من الوصول الى مساحات رحبة وخفض الأوزان غير المنبوضة»