مرآة السيارة ابتكار نسائي أصبح من أهم أجزائها
رغمَ ما يبدُو من بساطتِها فقد غيرتِ مرآةُ السيارةِ كلَّ ما عرَفَه الإنسانُ عن القيادةِ، تعرفْ على مرآةِ السيارةِ وتاريخِها في حلقةِ اليومِ من ورشة تربو.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الكثيرُ من الابتكاراتِ الهامَّةِ التي غيَّرتْ وجهَ البشريةِ يعودُ الفضلُ فيه إلى النساءِ ومن بينِها ابتكار مرآةِ السيارةِ.
دوروتي ليفيت التي وُلِدَت في لندن عامَ 1882، كانت أوَّلَ منِ استخدمَتْ "مرايا الرؤيةِ الخلفيةِ". وجاءتْها الفكرةُ عندما حرَّكَتْ مرآتَها لأعلى ثمَّ نظرَتْ بداخلِها لتكتشفَ ما إذا كان هناكَ مَن يتبعُها.
وأوصَتْ ليفيت بأن تصطحِبَ المرأةُ في سيارتِها مرآةً صغيرةً ورفعِها من آنٍ إلى آخرَ لمُراقبةِ حركةِ المرورِ بالخلفِ أثناءَ القيادةِ؛ وذلك في كتابِها الشهيرِ الذي نُشرَ عامَ 1999، والذي يحملُ عنوانَ: (The Woman and the Car: A Chatty Little Handbook for the Edwardian Motoriste )
فكرة صناعة المرآة للسيارة
وهي الفكرةُ التي استفادَ منها صانِعُو السياراتِ؛ ففي عامِ 1914 قامَ أحدُ مُصنِّعِي السياراتِ بتزويدِ السياراتِ بمرايا الرؤيةِ الخلفيَّةِ. وقد سبقَ للمتسابقِ راي هارون استخدامُ مرآةٍ للرؤيةِ الخلفيةِ في سيارتِه Marmon Wasp، التي فازَ بها في سباق أنديانابوليس 500 ميلٍ عامَ1911َ.
لم يستغرِقِ الأمرُ عامًا آخرَ حتَّى أصبحتْ مرايا الرؤيةِ الخلفيةِ من البديهياتِ بالسيارةِ؛ فعلى سبيلِ المثالِ تمَّ تزويدُ موديل T الذي أنتجَتْه شركةُ فورد الأمريكيةُ حتَّى عامِ 1927بمرآةِ الرؤيةِ الخلفيةِ، ثمَّ ما لَبِثَتْ أن أصبحتْ مرايا الرؤيةِ الخلفيةِ سواءٌ الخارجيةُ أو الداخليةُ خلالَ حقبةِ الثلاثينياتِ والأربعينياتِ من القرنِ المنصرمِ من التجهيزاتِ القياسيةِ في السيارةِ.
وفي الوقتِ الحاضرِ تأتي المرايا مع العديدِ من التقنياتِ الحديثة.. فالمرايا الخارجيةُ يمكنُ تدفئتُها في الشتاءِ للتخلصِ من الشبورةِ التي تتكونُ عليها، كما يمكنُ خفضُها عند الرجوعِ بالسيارةِ إلى الخلفِ وطيُّها بعدَ عمليةِ صفِّ السيارةِ. وتتولى إشاراتٌ ضوئيةٌ بها تحذيرَ القائدِ من وجودِ مركباتٍ في زاويةِ الرؤيةِ الميتة.
ويمكنُ استخدامُ المرآةِ الداخليةِ لعرضِ بياناتِ أنظمةِ الملاحةِ أو استخدامُها كشاشةٍ لعرضِ صورةِ كاميرا الرجوعِ إلى الخلفِ، كما يمكنُ تثبيتُ كاميراتٍ في قاعدةِ المرآة لتعتمدَ عليها أنظمةٌ مثلُ نظامِ التعرفِ على الإشاراتِ المروريةِ ومُساعِدِ الكبحِ الاضطراريِّ ونظامِ التحذيرِ من مغادرةِ حارةِ السير.
كما قد تشتملُ على مُستشعِراتٍ ضوئيةٍ خاصةٍ بمساعدِ الضوءِ العالي أو مُستشعِراتٍ للكشفِ عن النوافذِ التي تمَّ تكثُّفُ البخارِ عليها ومن ثم يتمُّ تفعيلُ وظيفةِ التهويةِ.
وطوَّرتْ شركةُ نيسان مؤخرًا كاميرا رقْميةً لموديلاتِها القياسيةِ، وتضمُّ هذه المرآةُ الذكية (Smart Mirror) شاشةَ LCD، تتيحُ بجانبِ الصورةِ الانعكاسيةِ التقليديةِ عرضَ صورةِ كاميرا مُركَّبةٍ بمؤخِّرةِ السيارةِ.
وهناك سعيٌ إلى استبدالِ الكاميرات مكانَ المرايا الخارجيةِ؛ فمثلًا موديل فولكس فاجن XL1 الذي تمَّ طرحُه ضمنَ إنتاجٍ قياسيٍّ صغيرٍ، يستغني عن المرايا الخارجيةِ بالكاميرات بهدفِ تحسينِ الخصائصِ الأيروديناميكيةِ للسيارةِ وتقليلِ مقاومتِها للهواءِ، ومن ثمَّ يقلُّ استهلاكُ الوقودِ.
كما قدَّمتِ الشركةُ المنتجةُ للسياراتِ الكهربائيةِ تسلا عامَ 2012 سيارةً اختباريةً من الموديل X بدون مرايا جانبيةٍ. وعلى الدربِ نفسِه سارت بورشه في نموذجِها الاختباريِّ باناميرا سبورت توريزمو، الذي تمَّ الكشفُ عنه في العامِ نفسِه؛ وذلك خَلَفًا للسيارةِ 918 سبايدر الاختباريةِ التي ظهرَتْ عامَ ألفين وعشرةٍ بدون المرايا الخارجيةِ أيضًا.
فهل يأتي يوم تستغني السيارات عن المرايا الخراجية تماما؟ أخبرونا برأيكم في التعليقات.