مرسيدس 350 فئة C ستريد الإحتفاظ بها

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 يونيو 2013 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
مرسيدس فئة E تحديث كانت بحاجة اليه
تاريخ مرسيدس بنز الفئة إس
مرسيدس بنز الألمانية: مميزاتها وفئاتها

يعتقد حسان بشور أن فئة C الجديدة دخلت في مرحلة من النمو التي ستؤدي بكل من يقودها الى البدء بالتفكير جدياً بإمتلاكها ولفترة طويلة

منذ أن قدمت مرسيدس الجيل الحالي من فئة C خلال مطلع العام 2007 وبعد قيادتي لها آنذاك، كنت مقتنعاً أن هذه السيارة لن تتمكن يوماً من مواجهة منافساتها. فـ C 350 كانت حينها تعاني من نقص في القوة إذ كان محركها قادراً على توفير 268 حصاناً مع 350 نيوتن متر من عزم الدوران وهي أرقام متدنية بالمقارنة مع منافساتها الرئيسيات، أي كل من بي ام دبليو 335i وإنفينيتي G37 ولكزس IS 350 واللواتي كن يتوفرن بمحركات سداسية الأسطوانات تنتمي الى نادي الـ 300 حصان وما فوق.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

أما اليوم وبعد مرور حوالي خمس سنوات على إطلاق الجيل الحالي منها، قررت شركة النجمة الثلاثية أن تخضع فئة C الى عملية شد وجه لتعزيز موقعها في قطاع من السيارات يشهد منافسة عارمة. ولذلك، كان القرار أيضاً بتطوير محركها الذي تم تزويده بجهاز بخاخ مباشر تمكن معه مهندسو مرسيدس من زيادة نسبة ضغط المحرك النهائية من 10.7:1 الى 12.2 ولترتفع بالتالي قدرات هذا المحرك الذي بات اليوم يولد 302 حصاناً عند 6500 دورة في الدقيقة تترافق مع 370 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر إبتداءً من 3500 ولغاية 5250 دورة في الدقيقة.

وعند ضغط دواسة التسارع حين يكون دوران المحرك في المدى المتوسط، ستلاحظ أن الخمول الذي كان يميز محرك C 350 قبل التعديل، لم يعد موجوداً. وعلى الرغم من أن مرسيدس تعلن أن C المزودة بهذا المحرك تحتاج الى حوالي 6 ثواني لتنطلق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س، ستشعر من خلف المقود أن هذه السيارة أسرع من ذلك. وهنا، قد تكون بي ام دبليو 335i أسرع من C 350 ولكننا نتكلم في حالة السيارة البافارية عن محرك مزود بتلقيم إضافي، مقابل محرك بسحب عادي للسيارة التي تتباهى بالنجمة الثلاثية على مقدمتها. ومع ذلك، لن يشكل هذا الأمر أي مشكلة بالنسبة لزبائن C 350 ذلك أنهم على عكس مستهلكي بي ام دبليو لا يضعون التأدية المتفوقة على رأس لائحة أولوياتهم، بل يسعون بالدرجة الأولى خلف العملانية والإعتمادية وراحة البال وهذه أمور لطالما برعت فيها مرسيدس.

وعند قيادة C 350 على الطرقات المنوعة، لا يمكنك إلا أن تشعر أنها عبارة عن مرسيدس صغيرة. فهي لا تتوقف عن التأكيد أنها سيارة صلبة ومتماسكة مع بعضها البعض ومع الطريق وذلك على الرغم من أنها باتت اليوم أكثر حيوية من السابق وهي قادرة على جعلك تشعر وكأنك قسم أساسي منها وبالأخص عندما تعتمد معيار القيادة الرياضية. حينها، ستشعر أن المقود طري ولكنه بحاجة الى يديك الإثنتين. وفي هذا السياق، يوفر المقود شعوراً عالياً بالطريق ويتمتع بدقة توجيهية عالية عند بدء الإلتفاف ولكنه يشعرك أنه بحاجة الى مزيد من الجهد عندما تتحول المنعطفات الى قاسية بحيث تتطلب إلتفافات أكبر من المقود.

ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من تميز النسخة السابقة من C والتي أطلقت عام 2007 بمستويات تماسك جيدة، إلا أن مهندسي مرسيدس قرروا أن لا يناموا على أمجادهم. ومن هنا، كان القرار بالمحافظة على نظام التعليق الموجود أصلاً ولكن بعد تعديل معايير عمل بعض مكوناته ومنها زيادة قساوة النوابض المعدنية الحلزونية وماصات الصدمات والقضبان المقاومة للإنحناء والغوص. أما النتيجة، فقد ظهرت على شكل سيارة تتحلى بثبات متقدم جداً تم تعزيزه بتماسك يمكنني القول أنه أفضل بكثير من السابق، مع العلم أن تماسك النسخة السابقة كان جيداً.

ومع هذا التعديل، تمكنت مرسيدس أيضاً من تحسين الإنقيادية وزيادة الإحساس بصلابة الهيكل، خصوصاً عند طلب C 350 مع المجموعة الديناميكية التي يحصل المرء معها على ماصات صدمات بنبض يمكن التحكم بليونته وقساوته من خلال مفتاح خاص في لوحة القيادة. أما عند طلب المجموعة الرياضية، فيحصل المرء على نوابض أقسى ينتج عنها خلوص أقل وهذا ما يوفر لـ C 350 حضوراً مميزاً. وفي هذا الإطار وعلى الرغم من زيادة قساوة التعليق، لا بد من القول أن C 350 توفر لركابها مستويات راحة متقدمة تم تعزيزها في الأمام بمساحات داخلية أكثر من رحبة تتدنى نسبياً في المقعد الخلفي.

وعند قيادة C 350، يمكن للسائق أن يشعر بتجاوب محركها على معظم مستويات دورانه وبالأخص المنخفضة والمتوسطة. أما عند إرتفاع الدوران وفي حال كان هذا السائق رياضياً ومتطلباً، فسيبدو له أن هناك نوع من التدني في الليونة والعزم. وهنا لا أقول أن مستويات التسارع وبالأخص عندما تزداد السرعة عن 140 كلم/س تتدنى كثيراً ولكن سيشعر السائق أن قوة الجر ليست كما عند السرعات المتدنية والمتوسطة مع العلم أن عدد السائقين اللذين سيمارسون التسارع على سرعات تزيد عن 120 كلم/س قليل جداً ولا يتم عادةً إلا في الحالات الطارئة.

وعلى صعيد آخر، ينقل محرك C 350 الذي ينتمي الى نادي محركات V6 بسعة 3,5 ليتر، قواه الى العجلات الخلفية الدافعة ومن خلال علبة تروس أوتوماتيكية من 7 نسب أمامية متزامنة يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس أو عبر عتلات مثبتة خلف المقود. وتتميز علبة التروس هذه بنعومة عملها وسرعتها في تبديل النسب في مختلف ظروف الإستعمال. وفي هذا السياق، يكفي أن يضغط المرء على دواسة التسارع كي تقوم علبة التروس بالتبديل وفي الوقت الذي يريده السائق. وهنا تم تزويد هذه العلبة ببرنامج إلكتروني يقوم بدراسة أسلوب السائق في القيادة ويعدل طريقة وتوقيت التبديل تبعاً لطريقة القيادة. وعلى الرغم من أنني لا أحب هذا النوع من البرامج التشغيلة كونه يشعرني أنه «يتذاكى»، إلا أنه تطور كثيراً في حالة هذه السيارة. فعند القيادة على طريق ملتوية بالإعتماد على النسبتين الثانية والثالثة، تبدأ علبة التروس بالتأقلم مع أسلوب القيادة وتشعرك أنها تتردد في تبديل النسب ولكن يمكنك أن تلغي المشكلة من خلال الإعتماد على التبديل اليدوي الذي يمكن معه حجز النسب تبعاً لإرادة السائق. وهنا، لا بد لي من القول أن لا أحد سيقوم بقيادة C 350 بهذه الطريقة إلا إذا كان فعلاً من محبي القيادة الرياضية، أو في حال كان مراهقاً وإستعار C 350 من والده.

ولأن هدف مرسيدس من فئة C يتمثل بفتح الباب أمام الراغبين بمزايا سيارات مرسيدس ولكنهم لا يملكون الميزانية الكافية لإمتلاك فئة E أو S ولأن فئة C التي أطلقت عام 2007 لم تكن تتمتع بمقصورة ذات جودة متفوقة على غرار شقيقاتها الأكبر حجماً، قررت مرسيدس أن تعيد النظر في هذه المقصورة وبالأخص لوحة القيادة التي كان تصميمها غريباً لدرجة بدا وكأن تزويدها بجهاز الملاحة تم بعد الإنتهاء من التصميم والتصنيع والتي لطالما شعرت أنها مصنوعة من مواد لا تتناسب مع سمعة مرسيدس. ومع C الجديدة، إستمعت مرسيدس الى آراء المستهلكين جيداً وأقامت دراسات مكثفة ولتعتمد بالتالي على مواد جديدة ذات نوعية متقدمة للمقصورة وقامت بإعادة تصميم لوحة القيادة لتتمكن من دمج نظامي الملاحة والموسيقى بطريقة راقية. وهنا، قامت مرسيدس أيضاً بتزويد C بمقود جديد يتشابه كثيراً مع المقود الذي يتوفر للشقيقة C التي تحمل توقيع الشريك الرياضي AMG، كما عملت على توفير خيارات غنية لجهة التلبيسات الداخلية، سواء كانت معدنية المظهر أو خشبية الشكل.

وفي هذا السياق، سيشعر من سبق له أن قاد الجيل الرابع من فئة C الذي أطلق عام 2007 أن مقصورة طراز العام 2012 تبدلت لجهة النوعية إذ تخلت مرسيدس عن المواد البلاستيكية السابقة لصالح مواد أكثر جودة وغنىً وبالأخص في النصف السفلي من لوحة القيادة وبطانات الأبواب. ومن ناحية أخرى، نالت مقاعد C حملة تطوير رفعت مستويات راحة الجلوس وبالأخص خلال القيادة لمسافات طويلة وهو أمر أختبرته بنفسي خلال فترة التجربة التي إمتدت لأربعة أيام متواصلة تأكدت خلالها أيضاً أن وضعية القيادة ممتازة ومعززة بمقعد سائق يمكن تعديل وضعيته في كافة الإتجاهات مع مقود قابل للتعديل الأفقي والعمودي ومجالات رؤية ممتازة في كل الإتجاهات.

من الخارج وفي ظل حملة الإنعاش التي نالتها هذه السيارة، كان لا بد لـ مرسيدس من إجراء بعض التعديلات. ومن هنا عمدت الى تزويد فئة C بصادمين أمامي وخلفي جديدين كلياً يمكن تمييزهما من خلال المساحات المسطحة والزوايا الحادة التي أضافت الى شكل C 350 طابعاً هجومياً يوحي بأنها تخفي خلف شكلها تأدية رياضية متقدمة. كذلك نالت هذه السيارة مصابيح أمامية وخلفية بتصميم جديد شأنه لشبك فتحة التهوئة الأمامي الذي يتوفر بتصميمين تم تخصيص أولهما للنسخ المترفة من C وثانيهما للفئات التي تركز على الطابع الرياضي.

بإختصار، يمكن القول أن ما فعلته مرسيدس لفئة C كان أمراً لا بد منه ولكنه كان أيضاً خطوة في الطريق الصحيحة. فهذه السيارة لم تعد مرسيدس المخصصة لذوي الميزانيات المحدودة فقط، بل تحولت الى سيارة ناضجة تتميز بمقصورة أفضل لسيارة تتحلى بالصلابة التي تختبئ تحت هيكل تم تحسين تصميمه الخارجي وزود بمحرك أفضل لجهة التأدية مع معايير تعليق متطورة تساهم في زيادة مستويات التماسك ومن دون التضحية بالراحة. وبمعنى آخر، تحولت C الجديدة من مجرد سيارة عادية الى أخرى ستود... الإحتفاظ بها.

«عند ضغط دواسة التسارع حين يكون دوران المحرك في المدى المتوسط، ستلاحظ أن الخمول الذي كان يميز محرك C 350 قبل التعديل، لم يعد موجوداً»

«في حال شعرت أن علبة التروس بدأت بالتذاكي وكنت غير راضٍ، إنتقل الى التبديل اليدوي وستشعر أنك صاحب السلطة الأقوى على الطريق»

«لا تتوقف C 350 عن التأكيد أنها سيارة صلبة ومتماسكة مع بعضها البعض ومع الطريق وذلك على الرغم من أنها باتت اليوم أكثر حيوية من السابق»

«لأن فئة C التي أطلقت عام 2007 لم تكن تتمتع بمقصورة ذات جودة متفوقة على غرار شقيقاتها الأكبر حجماً، قررت مرسيدس أن تعيد النظر في هذه المقصورة»