مرسيدس GLA 250 ... عائلية راقية
كما هي الحال مع طرازات القمة التي لا تترك فيها مرسيدس أي مجال للمنافسة، كذلك هو الوضع في الفئة التي تشهد المعارك الحامية، إنها Mercedes GLA 250 وهي جاهزة للتحدي
إذا كان هناك من صانع سيارات قادر على التباهي بأنه يتمتع بماضي مجيد وحاضر واعد أكثر من غيره فإنه لن يكون سوى مرسيدس، وذلك لأنه حتى لو إختلف المراقبون فيما إذا كانت الفترة التي شهدت ولادة طراز 300 أس أل الأسطوري هي الحقبة الذهبية بتاريخ الشركة أم أن تلك الحقبة محجوزة لبداية تسعينات القرن الماضي عندما وصل الجيل الثالث من الفئة أس إلى الأسواق حاملاً معه من المواصفات ما لم يكن يخطر على بال عملاء السيارات التنفيذية الفاخرة، فإنّ الحقيقة هي أنّ الحقبة الحالية التي نعيش فيها اليوم هي التي لا يليق بها إلا اللون الذهبي، فإذا نظرنا إلى بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد (قمة الرياضات الميكانيكية) سنرى أنّ مرسيدس إحتلت فيها خلال السنوات الثلاث الأخيرة منصات الفوز بشكلٍ شبه كامل، أما إذا لم نكن نرغب بالحديث كثيراً عن عالم السباقات كون السيارات فيه هي سيارات تعتمد تركيبة خاصة لا هدف لها سوى تقديم أفضل أداء فوق الحلبات دون الإكتراث لمتطلبات المستهلكين، فإنّ أي نظرة ولو بسيطة على مجموعة سيارات مرسيدس التي تتوفر في صالات العرض حول العالم ستجعلنا نخرج بنتيجة واحدة، وهي أنّ سيارات النجمة الثلاثية لم تترك فئة من فئات السيارات إلا ووفرت فيها طرازاً أقل ما يقال فيه أنه منافس بقوة إذ لم نكن نريد القول بأنه متفوق، ولعل آخر تلك الطرازات أو السيارات هي السيارة التي تشاهدون صورها هنا، أي مرسيدس GLA، التي تمثل صانعتها في فئة مركبات الكروس أوفر العائلية المدمجة.
وبطبيعة الحال وعندما نقول بأنّ الفئة التي تنافس فيها GLA 250 هي فئة تنتمي إلى عالم الكروس أوفر فهذا يعني انها تواجه منافسة ضارية في سوق تزداد أهميته يوماً بعد يوم، ولكن بما أنها تحمل شعار علامة تجارية لم ترضى يوماً سوى بالأفضل، فإنها تتمتع بكل ما يلزمها لتواجه رياح المنافسة العاتية.
في البداية، لعل أكثر نقاط قوة GLA 250 هو تصميمها الخارجي الأنيق الذي نال مؤخراً عملية تحديث عززت حضوره الذي يستفيد من لمحة أرستقراطية ولكن بروح شبابية، تماماً كما هو الحال لدى معظم سيارات مرسيدس الحالية.
وعندما تدخل إلى مقصورة السيارة ستجد نفسك في بيئة مظهرياً فاخرة مع تصميم ساحر للوحة القيادة المميزة بفتحات التهوية الدائرية ونظام عرض محيطي على الشاشة الوسطية قياس 8 إنشات، ولكن هذه البيئة الفاخرة هي كما ذكرنا مظهرية فقط وذلك لأن المواد التي صُنعت منها مقصورة القيادة لا تتمتع بنفس مستوى الجودة الذي يتوفر لدى طرازات مرسيدس الأخرى، خاصةً لجهة البلاستيك المستخدم في القسم السفلي للوحة القيادة. ولكن رغم ذلك، فإنّ النقطة التي تسجل لصالح الصانع الألماني هي أنّ القسم العلوي من لوحة العدادات يأتي مغلف بالجلد المطرز، الأمر الذي يعطي المقصورة رونقاً يذكرك أنك على متن الشقيقة الصغرى لطراز GLS الفاخر.
على الطريق ومع بداية عملية السير، سرعان ما ستلاحظ الدقة العالية التي يوفرها مقود السيارة خلال توجيهه للعجلات الأمامية، الأمر الذي يسهل المناورة في المناطق الضيّقة ويعطي السائق شعوراً بأنه على متن سيارة رشيقة يبلغ حجمها أقل مما هو عليه في الحقيقة. وبمناسبة ذكر الرشاقة، لا بد من الإشارة إلى أنّ هيكل السيارة المدروس بالتعاون طبعاً مع المحرك يوفر شعوراً عالياً بخفة الوزن خلال الحركة، وعند الرغبة بالتسارع ستجد أنّ Mercedes GLA 250 قادرة على شق طريقها بكل سلاسة.
وبالنسبة للمحرك، فلا بد من الإشارة إلى أنه يتألف من أربع أسطوانات سعة 2.0 ليتر مع شاحن هواء توربو قادر على توليد قوة 211 حصاناً وعزم دوران أقصى يبلغ 350 نيوتن متر، وعبر علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب مع قابض فاصل مزدوج تنتقل هذه القوة وذلك العزم إلى العجلات الأربع الدافعة لتتمكن السيارة من الإنطلاق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 7.1 ثانية لتتابع طريقها بعدها حتى تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 230 كلم/س.
وبفضل نظام دفع رباعي مدعوماً بجهاز تعليق متطور يجمع بين راحة التعليق والتماسك، تتمتع السيارة بقدرة على إجتياز المنعطفات بسرعةٍ دون أن تنحرف عن خط السير المحدد من قبل السائق.
وعلى صعيد السلامة، تتمتع GLA بطائفة من تجهيزات الأمان الإيجابية التي تتضمن نظام مراقبة خط السير، نظام مراقبة حركة المرور الأمامية، مكابح ذاتية التفعيل عند إستشعار إحتمال حدوث تصادم أمامي، وطبعاً لا نغفل ذكر تجهيزات السلامة السلبية كوسائد الهواء، أحزمة الأمان وطبعاً البنية الهيكلية للسيارة.
وفي الختام، وبإختصار مع GLA ومقابل 41,000 دولار أميركي (47,300 للنسخة التي كانت بحوزتنا) توفر مرسيدس للعملاء كروس أوفر مدمجة تناسب العائلة وتتمتع بتصميم أنيق وشخصية راقية.