مرسيدس SLS AMG سيارتين في سيارة واحدة
-
1 / 19
نشرت توب جير تجربة لـ ماكلارين MP4-12C سبايدر قمت بها علي مدى أربعة أيام في عدد من المناطق المحيطة بمدينة دبي ومنها منطقة حتا التي تتميز بطرقات جبلية متعرجة تحتوي على مجموعات لا تنتهي من المنعطفات المنوعة التي يفصل بينها مقاطع شبه مستقيمة منها ما يتجه صعوداً ومنها ما يتدرج نزولاً بين الوديان المتناثرة وسط طبيعة صحراوية قاسية تبدو وكأنها نتجت عن براكين إنفجرت حممها وسالت صخورها السائلة مشكلة مجموعة من الجبال الصخرية البنية اللون التي أضفت رونقاً خاصاً وسحراً أخاذاً على منطقة صحراوية تسيطر عليها الرمال من كل حدب وصوب. وخلال القسم الذي تم في جبال منطقة حتا، كان لي لقاء قصير مع سيارة أخرى لم أذكرها في المقال الخاص بـ ماكلارين لأنها بنظري من السيارات المميزة التي تستحق الوقوف عندها. وهنا، أعتقد أن من تابع تجربة ماكلارين في العدد الماضي من توب جير بات الآن يعرف تماماً ما هي هوية السيارة التي سأتناولها الآن، خصوصاً أن واحدة من الصور المرفقة بتجربة ماكلارين أظهرت سيارة تجربتنا هذه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إنها مرسيدس SLS AMG رودستر السوداء اللون التي أخذنا لها صورة كانت متوقفة فيها الى جانب ماكلارين والتي قلت في الكلام المخصص لصورتها أنني أعتقد أن هذه السيارة خسرت بعضاً من بريقها إثر تخليها عن أبوابها التي تفتح الى الأعلى. ومع إنني لا أزال عند رأيي هذا، إلا أنني ولو كنت في مكان المصمم المسؤول عن رسم خطوط SLS AMG رودستر، لكنت على الأرجح كررت ما قام به هذا المصمم. أما السبب، فلا يعود الى أن تزويد هذه الرودستر بأبواب تفتح الى الأعلى يتطلب آليات عمل جديدة قد ترفع الوزن الإجمالي للسيارة وتؤثر بالتالي على توزيع الوزن فيها وعلى مستويات تماسكها، بل لأنني أعتقد أن الأبواب التي تفتح الى الأعلى وعلى الرغم من قدرتها العجيبة على جذب الأنظار، إلا أنها لا تزيد جمال السيارة إلا إذا كانت مفتوحة، مما يعني أنك لن تتمكن من التباهي بأبواب سيارتك إلا في أماكن معدودة. كما أن الأبواب التي تفتح بطريقة تقليدية تبقى بالنسبة لي أكثر عملانية وسهولة وبالأخص في حالة SLS AMG ذات السقف المعدني التي تتطلب من المرء أن يرفع نفسه من مقعدها وأن يجلس على الحافة الخارجية العليا لأرضية المقصورة كي تصل يده الى الباب كي يتمكن من إغلاقه. ولأنني أتكلم عن SLS AMG ذات السقف المعدني، لا بد لي من القول أنني أعشق طلتها وبالأخص عندما أراها قادمة بإتجاهي، إلا أنني لا أحب خطوطها الخلفية المنحنية بإتجاه الأسفل مع العلم أنني أعلم أن الهدف منها إنسيابي. إلا أن ما أكرهه في خطوط هذه السيارة هو العمود B إذا صح التعبير أو القسم المعدني الذي يلي باب السيارة ويصل الى منطقة الزجاج الخلفي والذي أعتقد أن شكله غير جميل على الإطلاق كما أنه يعيق الرؤية الجانبية الخلفية.
وفيما كان مصورنا مصطفى يلتقط صور ماكلارين وهي متوقفة، سمعت هديراً مرتفعاً ونظرت بإتجاه الصوت لأجد أن هناك سيارة قاتمة اللون قادمة من بعيد فيما كان السراب الناتج عن حرارة الطقس يحيط بها. ومع إقتراب هذه السيارة، إرتفع هديرها الذي قال عنه مصطفى أنه يعود الى سيارة معدلة لدى AMG. فما كان مني إلا أن إبتسمت عند وصول السيارة التي تبين أنها SLS AMG رودستر. حينها، طلبت من مصطفى أن يتابع تصوير ماكلارين وذهبت بإتجاه الرودستر السوداء وجلست خلف مقودها وبدأت بتعديل معايير المقعد والمقود لأعود فأختار معيار سبورت بلس وما هي إلا لحظات حتى إنطلقت بها، فيما كان عادمها يعزف سمفونية موسيقية تحمل عنوان أنغام AMG الطربية.
ومع إنطلاقي بـ SLS AMG رودستر، ضغطت بقوة على دواسة التسارع من دون أن أشعر بأي نوع من القلق. فالطريق خالية من المارة وفي حال تواجد أي كان على الطريق، فهدير عوادم هذه السيارة كفيل بإخلاء الطريق من كل السيارات والمارة. ومع وصولي الى أول سلسلة من المنعطفات، رفعت قدمي عن دواسة التسارع لأنقلها الى دواسة المكابح تحضيراً لدخول المنعطف الأول وشعرت لأجزاء من الثانية بهدوء غريب تلاه سلسلة من الفرقعات التي أصدرتها مخارج عوادم السيارة، خصوصاً بعد أن إرتفع دوران المحرك من جراء تبديل النسب نزولاً. ومع خروجي من المنعطف، ضغطت من جديد على دواسة التسارع بقوة، الأمر الذي أدى الى إنزلاق طفيف للقسم الخلفي من السيارة قمت بإصلاحه عبر المقود وتعديل قوة الضغط على دواسة التسارع وشعرت على الفور أنني أملك قدرة سحرية على الإختفاء من مكان تواجدي لأظهر من جديد عند مدخل المنعطف التالي.
وبعد مرور حوالي عشرين دقيقة عدت بـ SLS AMG رودستر الى مكان التصوير، فيما كانت رائحة حرارة المحرك عابقة في الأجواء. وبعد أن ركنت الرودستر السوداء ونزلت منها، وقفت الى الجانب الآخر من الطريق لأتأمل شكل هذه السيارة التي أدت في خلال عشرين دقيقة الى إرتفاع مستويات الأدرينالين في جسمي الى مستويات عالية. وما أن تأملت سيارة مرسيدس هذه حتى رأيت شكلاً هجومياً تسيطر عليه مقدمة طويلة جداً أوحت لي أن المحرك الذي يختفي تحتها والذي رفع نبضي وحرّك أحاسيسي قادر على رفع السيارة عن الأرض في حال كان سائقها متمرس في علم الطيران. وفيما كنت أتأمل تصميم هذه السيارة، إنتقل المصور مصطفى الذي يعشق السيارات السريعة الى خلف مقود SLS AMG رودستر وقام بالضغط عدة مرات على دواسة التسارع وليبدأ عادم AMG بإصدار «قرقعته» الفريدة ولأشعر عندها بإرتجاجات طفيفة تحيط بي وهذا ما أدى بي الى التفكير بأننا لو تمكنا من جمع خمس سيارات مماثلة وقمنا بتشغيل محركاتها معاً، فمما لا شك فيه أننا سنتمكن من إثارة زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر.
وهذا المحرك ليس إلا محرك V8 الذي تبلغ سعته 6,2 ليتر وهو نفسه المحرك المعتمد للشقيقتين C63 وS63 والذي يتميز مع SLS AMG رودستر بهدير رياضي مرتفع يؤدي بك الى زيادة ضغطك على دواسة التسارع ولتكتشف أنك قادر على الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 3,5 ثانية يمكنك بعدها أن تستمر بضغط دواسة التسارع للوصول الى سرعة السيارة القصوى المحددة بـ 317 كلم/س. وعلى الرغم من أن هذا المحرك مشترك مع بعض سيارات AMG الأخرى، إلا أنه نال في حالة سيارتنا المكشوفة هذه بعضاً من تعديلات AMG الحصرية والتي شملت تزويده بمكابس وكامات معدلة وجهاز عادم متطور والأهم من ذلك أن AMG زودته بتقنية القعر الجاف للتزييت، مما يعني غياب الحاجة الى صينية سفلية لتجميع زيت المحرك، الأمر الذي إنعكس على شكل مركز جاذبية (للمحرك) أكثر إنخفاضاً وبالتالي مستويات تماسك أفضل للسيارة. ويولد هذا المحرك قوته البالغة 563 حصاناً عند 6800 دورة في الدقيقة وهو قادر أيضاً على توفير 650 نيوتن متر من عزم الدوران عند مستوى 4750 دورة في الدقيقة.
عند قيادتي الهجومية لـ SLS AMG رودستر، شعرت أنها ليست خفيفة الوزن ولكن هذه السيارة أكدت لي في الوقت نفسه أنها ليست ثقيلة. فوزنها يراوح في حدود 1735 كيلوغراماً تمكنت مرسيدس من توزيعها بشكل متكافئ بين الأمام والخلف وقد ساهم تثبيت المحرك في وضعية أمامية خلف المحور الأمامي ووضع علبة التروس الأوتوماتيكية المتتالية والسباعية النسب طراز DSG ذات القابض الفاصل المزدوج، في الخلف وتحديداً خلف الترس التفاضلي الخلفي ذو قدرة الإنزلاق المحدودة، في الوصول الى توزيع وزن جيد، خصوصاً أن مرسيدس وAMG عمدا الى ربط علبة التروس الخلفية بالمحرك الأمامي من خلال أنبوب عزم يحتوي في داخله على محور من الألياف الفحمية وهو تصميم سبق لـ مرسيدس وAMG أن أثبتا فعاليته من خلال فئة C-AMG المشاركة في بطولة ألمانيا للسيارات السياحية (DTM). ومع هذه التركيبة، تمكنت مرسيدس من إرجاع مقصورة سيارتها هذه الى أقصى الخلف وتماماً كما يجب أن تكون وضعية مقصورات الركاب في السيارات التي تمزج بين مواصفات السيارات السوبر رياضية ومميزات السيارات السياحية الكبرى (GT) وهذا ما جعلني أشعر وكأنني جالس فوق الإطارات الخلفية، الأمر الذي مكنني ومن مكان جلوسي خلف المقود من الإحساس بالقوى التي تتعرض لها السيارة بشكل أوضح وهذا ما جعلني أشعر أنني جزء مهم من هذه السيارة ولينعكس ذلك بالإيجاب على ردات فعلي في قيادة هذه السيارة التي تم تزويد علبة تروسها بمفتاح للتحكم بطريقة نقلها للنسب عبر أربعة برامج هي التبديل اليدوي (Manual) والتبديل الأوتوماتيكي المريح (Controlled Efficiency) والتبديل الرياضي (Sport) والتبديل السوبر رياضي (Sport Plus). ومع هذه البرامج، شعرت أن تجاوب تبديل النسب بطئ أحياناً ولكن إعتماد التبديل اليدوي، بدل المعطيات وأدى الى إرتفاع متعة قيادة هذه السيارة التي كلما ضغطتها أكثر، ستتمكن أكثر من الإحساس بمستويات تماسكها العالية التي يعود جزء من السبب فيها الى تعليق يعتمد مبدأ الشعب المزدوجة المصنوعة من الألومنيوم في الأمام والخلف مع إطارات رياضية عريضة بقياس 19 إنش في الأمام و20 إنش في الخلف.
أما عند قيادة هذه السيارة بشكل هادئ، فقد شعرت أنني خلف مقود سيارة سياحية كبرى ولكن من الفئة المترفة والمعززة بمجالات رؤية جيدة وبراحة إنتقال متقدمة مردها مقصورة مخصصة لراكبين تتمتع برحابة أكثر من كافية مع مقاعد تثبت الأجسام وتراعي راحة الجلوس عززتها مرسيدس بسقف قماشي عازل للصوت والحرارة يمكن طيه في غضون 11 ثانية تتحول بعدها SLS AMG رودستر الى سيارة مكشوفة كلياً. وفي هذه الحال وحتى عند القيادة على سرعات عالية على الطرقات السريعة، شعرت أن مستويات تلاعب الهواء في المقصورة متدنية كما كنت قادراً على الإستماع الى نظام السيارة الموسيقي براحة ولكن بعد الحاجة الى رفع قوة الصوت قليلاً.
وما تركت SLS AMG رودستر وعدت الى ماكلارين حتى بدأت بالتفكير عن ما يفترض بمكشوفة مرسيدس هذه أن تمثله ولأقرر أنها ليست أسرع سيارة سوبر رياضية في العالم. فعلى الرغم من أن مهندسي مرسيدس وAMG وضعوا جهوداً هائلة في سبيل إخراجها بالحلة السوبر رياضية التي هي عليها، إلا أنهم ركزوا أيضاً على جعلها تقوم على مميزات السيارات السياحية الكبرى التي تمكنك من أن تعتمد هذه السيارة لرحلة طويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع أو للإستعمال اليومي وهذا ما يلعب في صالحها ويمكنها من التقدم ولو بمعدل خطوة واحدة عن السيارات الأخرى، خصوصاً أن قدرة SLS AMG رودستر على التحول من سيارة سياحية كبرى الى سيارة سوبر رياضية متفوقة لن يتطلب أكثر من الضغط على مفتاح.. واحد.
المواصفات
مرسيدس SLS AMG رودستر
الأرقام
6,2 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي
563 حصان عند 6800 دورة في الدقيقة
650 نيوتن متر عند 4750 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 7 أوتوماتيكية متتالية
من صفر الى 100 كلم/س: 3,8 ثانية
السرعة القصوى: 317 كلم/س ـ الوزن: 1735 كلغ
الطول: 463,8 سم، العرض: 193,9 سم، الإرتفاع: 126,1 سم