مرسيدس في ورطة بسبب حكم قضائي لشركة يابانية
تواجه شركة دايلمر المالكة لمرسيدس بنز الألمانية الرائدة في مجال صناعة السيارات الفارهة، ورطة كبيرة بسبب حكم قضائي صدر ضدها لصالح شركة يابانية.
وذكرت موقع "موتور1" المتخصص في عالم السيارات أن شركة دايملر خسرت قضية جديدة تضعها في مأزق لصالح شركة شارب اليابانية حول انتهاك براءات اختراع تخص تقنيات الهاتف المحمول.
وبناء على هذه الانتهاك، أصدر القضاء الألماني حكماً يمكن شارب من حظر مبيعات طرازات مرسيدس بسبب استخدام دايملر لهذه التقنيات دون ترخيص أو موافقة شركة شارب اليابانية.
ليست القضية الوحيدة ضد دايملر
ولا تعد هذه هي القضية الوحيدة التي خسرتها دايملر مؤقتا، فالشركة الألمانية خسرت كذلك دعوى قضائية أمام نوكيا في 18 من أغسطس الماضي.
ولكن شركة نوكيا حتى الآن لم تقدم على خطوة حظر مبيعات مرسيدس وذلك بسبب شرط من الحكمة بتقديم نوكيا ضماناً قدره 7 مليارات يورو من أجل تنفيذ هذا الحكم.
وجاء قرار المحكمة الألمانية في مدينة ميونيخ بحظر مبيعات مرسيدس في حالة تقديم ضمان قدره 5.5 مليون يورو، ولكن تأمل دايملر في قدرتها على استئناف هذا الحكم.
الحرب لا تزال قائمة
وتملك دايملر فرصة للاستئناف خاصة وأن المبلغ الذي يجب أن تدفعه شارب يعد ضخماً ويحتاج لعدة أيام لتجهيزه وتقديمه للمحكمة.
ولم تستسلم دايملر عند ذلك الأمر ولكنها أصدرت بياناً تؤكد فيه أنها لا تفهم أسباب صدور هذا الحكم القضائي وستعمل على استئنافه.
شاهد أيضاً: أمازون تضم أسطول شاحنات كهربائية ضخم من دايملر
القضية مهمة لمستقبل مرسيدس
ويعتبر الخبراء أن هذه القضية مهمة للغاية لمستقبل دايملر ومرسيدس وهو ما سيجعل الشركة الألمانية تفعل أي شيء من أجل عدم خسارتها لهذه القضية.
وفي حالة تنفيذ الحكم وإيقاف مبيعات مرسيدس قد يكون الأمر بمثابة ضربة قاضية للشركة الألمانية العريقة التي تكافح مثل أغلب شركات السيارات للتغلب على تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الذي كلف صناعة السيارات خسائر فادحة لا يمكن التعافي منها بشكل سريع.
معركة قانونية منتظرة
وتعول دايملر على الرأي القانوني التي قامت من خلاله باستخدام هذه البراءات في صناعة سياراتها.
وستشهد الأيام المقبلة سجالاً بين دايملر وأكثر من شركة قدمت دعاوى قضائية ضدها في معركة قانونية ليست سهلة.
الجدير بالذكر أن شركة استشارات اقتصادية قامت بدراسة حديثة كشفت من خلالها التأثير المرعب لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على صناعة السيارات.
وأعلنت شركة "إرنست أند يونج" للاستشارات الاقتصادية أن إجمالي الخسائر التشغيلية لأكبر 17 شركة سيارات على مستوى العالم في الربع الثاني فقط من عام 2020 بلغت حوالي 11 مليار يورو.
وتعتبر هذه الخسائر ضخمة للغاية إذا ما تمت مقارنتها بنفس الفترة من عام 2019 والتي شهدت أرباح قيمتها 22 مليار يورو.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك 6 شركات عالمية فقط في صناعة السيارات التي تمكنت من النجاة من هذه الأزمة العاصفة ولم تسجل خسائر خلال هذه الفترة.
شركة وحيدة ارتفعت مبيعاتها في 2020
أكدت الدراسة أن شركة تيسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية هي الوحيدة دون سواها من الشركات على مستوى العالم التي حققت نتائج أفضل خلال الفترة من أبريل حتى يونيو مقارنة بعام 2019، واستطاعت الشركة الأمريكية أن تقتنص بكل أريحية لقب شركة السيارات الأكثر ربحية خلال هذه الفترة.
في المقابل، لم تتمكن أي شركة للسيارات باستثناء تيسلا من إنقاذ نفسها من انخفاض المبيعات الذي ضرب سوق السيارات خلال الربع الثاني من عام 2020 لتبلغ خسائر المبيعات حوالي 177 مليار يورو لتسجل تراجع قدره 41% إذا ما تمت مقارنته بالربع الثاني من العام السابق.
وتعتبر تيسلا الأقل خسائر في المبيعات بنسبة بلغت 5% فقط، بينما بلغت نسبة شركة ميتسوبيشي اليابانية حوالي 57%.
خسائر الشركات الألمانية
فيما سجلت الشركات الألمانية فولكس فاجن ودايملر وبي إم دبليو خسائر في المبيعات بنسبة 37% و29% و22% على التوالي.
ووصفت الدراسة أن هذا التراجع في المبيعات غير مسبوق ولم يتم تسجيل مثله من قبل وأن جائحة كورونا هي السبب فيه بشكل رئيسي خاصة وأنها تسببت في إيقاف تصنيع السيارات بشكل كامل لبعض الفترات وهو ما أدى إلى عواقب وخيمة لا يمكن التعافي منها سريعا في المبيعات وكذلك تراجع كبير في الأرباح.
وتتوقع الدراسة أن تجبر هذه الخسائر الكبيرة شركات السيارات على إغلاق بعض المصانع وتسريح موظفين وعمال على فترات متلاحقة خلال الأشهر المقبلة.
فيما تتوقع الدراسة أن سوق السيارات لن يتحسن بمستويات تشابه ما قبل الأزمة إلا مع عام 2022 على أقل تقدير.