مستقبل السيارات الكهربائية في الإمارات
يعد النقل الخالي من الوقود الأحفوري جزءاً أساسياً من خطة الإمارات لتصبح خالية من الكربون بحلول عام 2050
التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة باتباع سياسات طموحة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في أقل من ثلاثة عقود.
إلى جانب عدد كبير من المبادرات بموجب ميثاق Net Zero 2050 ومبادرات رؤية الإمارات 2021، فإن أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجية Dh600 مليار هو تشجيع استخدام السيارات الكهربائية أو EVs.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفقاً للتقارير، يتفق الجمهور مع فكرة الابتعاد عن النقل الذي يعمل بالوقود الأحفوري ونحو الخيارات الأخرى، وتشير الأرقام إلى أن سوق السيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة سيكتسب قوة جذب كبيرة خلال السنوات الأربع المقبلة.
وفقاً لشركة Statista، وهي شركة لتحليل بيانات السوق والمستهلكين، فإن عدد السيارات الكهربائية المباعة سنوياً في البلاد سوف يتضاعف ثلاث مرات تقريباً خلال تلك الفترة الزمنية، تتنبأ شركات استشارية أخرى بنتائج مماثلة.
ترقيات للبنية التحتية للسيارات الكهربائية في الإمارات
ستستلزم هذه الزيادة ترقيات كبيرة للبنية التحتية، ليس أقلها ضمان وصول السائقين بشكل كافٍ إلى نقاط الشحن، مهما كان الشكل الذي قد يتخذه.
تعد Powertech Mobility مزوداً رئيسياً للبنية التحتية للمركبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة.
أعرب آرثي سرينيفاسان، مدير الشركة، عن تفاؤله بشأن مستقبل النقل الكهربائي في المنطقة، مشيراً إلى دفعة ملموسة في هذا الاتجاه من كل من الشركات والمؤسسات الحكومية.
ومع ذلك، فهو يرى الحاجة إلى تغييرات إضافية، وأبرزها توسيع محاور الشحن السريع على طول الطرق السريعة وإضافة المزيد من وحدات الشحن الفردية.
يقول لصحيفة The National الإماراتية الناطقةبالإنجليزية: "يجب وضع هذه الحلول بشكل استراتيجي في المناطق ذات الازدحام الشديد لضمان وصول المركبات الكهربائية إلى مرافق الشحن في جميع الأوقات".
ويضيف: "قطعت الدولة خطوات كبيرة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، واستخدام هذه المصادر لشحن المركبات الكهربائية يمكن أن يغير قواعد اللعبة لمستقبل التنقل الكهربائي في الإمارات العربية المتحدة".
الإمارات على المسار الصحيح في التحول للسيارات الكهربائية
هناك المزيد من الأدلة على أن الإمارات تسير في الاتجاه الصحيح: فوفقاً لتقرير صادر عن شركة الاستشارات آرثر دي ليتل، تحتل الدولة المرتبة الثامنة عالمياً من حيث الجاهزية للسيارات الكهربائية.
تُصنف الإمارات العربية المتحدة على أنها "سوق سيارات كهربائية ناشئة" ذات "جاهزية عالية"، فقط بضع نقاط خلف شركات صناعة السيارات المبتكرة مثل اليابان وألمانيا.
على الرغم من أن الصين وأوروبا والولايات المتحدة تواصل استحواذها على ما يقرب من 95% من إجمالي مبيعات السيارات، يبدو أن الوضع الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة يجعلها في وضع جيد لما ينتظرها في المستقبل.
وفقاً لأبحاث Goldman Sachs، ستشكل المركبات الكهربائية ما يقرب من نصف مبيعات السيارات الجديدة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2035.
وفقاً لبنك الاستثمار الأمريكي، سيزداد عدد الوحدات المباعة إلى 73 مليوناً في عام 2040، ارتفاعاً من حوالي 2 مليون في عام 2020، مع توقع أن ترتفع النسب إلى أكثر من 60% (ارتفاعاً من 2%) خلال تلك الفترة الزمنية.
خمس سيارات الحكومة كهربائية
حتى الآن، حولت الإمارات العربية المتحدة ما يقرب من خُمس سيارات الوكالة الحكومية التابعة لها إلى سيارات كهربائية، بهدف وجود 42000 سيارة على الطريق بحلول عام 2030.
في حديثه في أسبوع أبوظبي المالي في نوفمبر، أشار محمد الشرفا، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إلى الاقتصاد الأخضر باعتباره "الحل المنطقي" للقرن الحادي والعشرين، وحث الاقتصادات الأخرى على "القفز على عربتنا".
وفقاً لهيئة كهرباء ومياه دبي، ستمتلك الإمارة وحدها 1000 محطة شحن عامة بحلول عام 2025، ارتفاعاً من 620 محطة في نهاية عام 2022.
ومع ذلك، فإن إحدى المشكلات المستمرة المحيطة بالمركبات الكهربائية هي تصنيع البطاريات وإعادة تدويرها.
وفقاً لمركز الأبحاث حول الشركات متعددة الجنسيات، من المتوقع أن يتضاعف عدد المصانع التي تنتج وحدات الليثيوم أيون، والتي تُستخدم لتشغيل المركبات الكهربائية، ثمانية أضعاف تقريباً بين عامي 2021 و 2031.
ترى الوكالة أن الخيارات الكهربائية جزء من مستقبل التنقل، لكنها تؤكد على مقدار استهلاك المعادن المطلوب لإنتاج البطاريات.
يقول أحد الخبراء "السيارات الكهربائية هي جزء من الحل لمشكلة تغير المناخ"، وفقاً لأليخاندرو جونزاليس، الباحث في المركز.
وتابع: "ومع ذلك، فإن حجم وحجم الإنتاج المخطط للمركبات الكهربائية غير مستدام، لا يمكننا أن نستهلك طريقنا نحو مستقبل أكثر خضرة وأنظف، نحن بحاجة إلى عدد أقل من السيارات والسيارات الأصغر وخيارات النقل العام الأكثر صداقة للبيئة."
دور الإمارات في علاج قضايا البيئة
الإمارات العربية المتحدة، من جانبها، حققت إنجازات في معالجة هذه القضايا ؛ في بداية العام، أعلنت مجموعة بيئة، وهي شركة إدارة بيئية مقرها الشارقة، عن خطط لإنشاء أول مصنع لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة.
فيما يتعلق بمصادر الطاقة البديلة، توشك دولة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين.
تستمر خيارات النقل العام في التوسع، ليس أقلها في شكل سكة حديد الاتحاد، والتي تهدف إلى تغيير طبيعة البلاد من خلال نقل 36 مليون شخص سنوياً بحلول عام 2030.