مشترو السيارات الرابح الأكبر من هبوط اليورو وعروض ما قبل رمضان
تميزت الفترة الماضية بهزات شديدة للأسواق العالمية فيما يخص أسعار العملات والنفط، وتراجع اليورو بنسبة كبيرة، وتتحدث بعض التحليلات عن أنه سيواصل تراجعه حتى تصبح قيمته أقل من الدولار في العام 2017..
وتنعكس هذه التغيرات على الأسواق العالمية جميعها، فبالنسبة للدول المصنعة يصبح انخفاض سعر العملة ميزة تصديرية وإن أدت لتقلص الأرباح، أما بالنسبة للدول المستهلكة فيتعلق الأمر بعملتها وبأي العملات ترتبط، ففي الإمارات حيث يرتبط الدرهم بالدولار تتقلص التأثيرات على المستهلك بسبب استمرار قوة الدولار وبالتالي قوة الدرهم، إلا أن هذا لا يمنع من أثر إيجابي على التنافسية في الأسواق..
وبما يصب في مصلحة المستهلك، إذ يؤدي تراجع قيمة المنتجات المقومة باليورو إلى دفع أصحاب المنتجات المقومة بالدولار إلى تخفيض الأسعار أو تقديم خدمات إضافية ليتمكنوا من منافسة المنتجات المنافسة الأرخص..
وهو ما بدأ العملاء يشاهدونه في أسواق السيارات بالإمارات، فالشركات تتنافس في عروضها حتى قبل قدوم موسم العروض الكبرى في رمضان، ويمكن ملاحظة تراجع أسعار بعض الموديلات في صالات العرض.
منافسة
ويقول صلاح يموت مدير المبيعات والتسويق في الشركة العربية للسيارات إن تذبذب أسعار صرف العملات لم يعد يؤثر كما في السابق، ويمكن ملاحظة ذلك في بعض السيارات اليابانية التي لم تتأثر بتذبذب سعر صرف الين بين 72 و120 مقابل الدولار.
كما اتجه عدد من المصنعين في السنوات الأخيرة إلى التنويع بحيث لا ينحصرون في منطقة جغرافية واحدة أو عملة واحدة، ليتجنبوا بذلك أيضاً تأثير عوامل أخرى مثل التسونامي..
وأيضاً لتلبية الطلب على بعض الموديلات الذي يتركز في دول ومناطق معينة ما يدفع الشركات لبناء مصانع قرب تلك الأسواق لتلبية الطلب العالي فيها وتخفيض التكاليف. وأكد يموت أن التنويع الجغرافي في أماكن المصانع مرتبط باستمرار مستوى الجودة نفسه الموجود بمصانع الشركة في بلد المنشأ الأم.
وبين أن حوالي 70% من مبيعات نيسان تأتي من مصانع بأميركا خصوصاً موديلات مثل «التيما» و«باثفايندر» و«ارمادا» و«اكس تيرا» و«ماكسيما»، أو من دول ترتبط عملاتها بالدولار، وبما أن الدرهم مرتبط بالدولار فلن يشعر العميل في الإمارات بتأثير تغيرات سعر الصرف..
وإن كان هناك أثر إيجابي يصب في مصلحة العميل ألا وهو انخفاض أسعار السيارات المقومة باليورو والعملات الأخرى، ما ينشط المنافسة ويخلق عروضاً إضافية تصب كلها في مصلحة المستهلكين إذ تقدم العربية للسيارات الآن عروضاً مثل الصيانة المجانية والتأمين كذلك «كاش باك» على بعض الموديلات.
وأضاف إن المنافسة لا تكون فقط سعرية فهناك عوامل أخرى تدخل في هذا المجال مثل الصيانة الدورية وخدمات بعد البيع وقيمة إعادة شراء السيارة، حيث تقدم العربية للسيارات بالإضافة إلى ذلك تأميناً مجانياً دون أن تزيد الكلفة على العميل، وبالنسبة لسيارات انفنيتي فقد خفض سعر بعض الموديلات لكن ما يقدم أشمل من ذلك إذ يوجد مع جميع سيارات انفنيتي عروض صيانة وتأمين مجاني دون أي زيادة بالكلفة على المستهلك.
تأثير
ويعتبر دافيد مارين المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، شركة «بيجو» أنه إذا بقي اليورو عند مستوياته الحالية، فإن ذلك سوف يشكل فرصة جيدة بالنسبة لـ«بيجو» من أجل تحسين أسعارنا وزيادة حصتنا السوقية، إذ أن صناعة سياراتنا تعتمد بنسبة 100% على مصادر المصانع الأوروبية.
ويرى موريس ويليامز، الرئيس والمدير الإداري في شركة جنرال موتورز الشرق الأوسط، أن حركة العملات الأجنبية هي واحد من أسباب عدة تؤثر على سوق السيارات العالمي. وهناك إجماع من قبل المتخصصين والمحللين في القطاع على أننا سنشهد نمواً معتدلاً في سوق السيارات العالمي في العام الجاري.
أما لارس إريك فورسبرغ، رئيس فولفو للشاحنات لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط فيقول: إن تراجع سعر صرف اليورو كان له تأثير جوهري على مصنعي الشاحنات الذين يزودون أسواقاً واسعة خارج أوروبا بالمنتجات والخدمات، حيث ازداد صافي أرباحهم. بينما وعلى النقيض سيعاني المصنعون الذين يعتمدون على الأسواق الأوروبية تراجع صافي أرباحهم كون معظم مبيعاتهم تأتي من داخل أوروبا.
ونحن شركة مصنعة موجودة في أوروبا ونشعر بتأثيرات تراجع سعر صرف اليورو، ولكننا نأمل أن نحصل على دعم من مبيعاتنا في أسواق أخرى مثل الشرق الأوسط .فيما يرى أمبرتو سيني، مدير عام الأسواق الدولية لشركة مازيراتي أن سياسة شركتهم تعتمد على ثبات الأسعار وشفافيتها، ودائماً تتأرجح أسعار الصرف صعوداً وهبوطاً، ولكننا نفضّل ألا يؤثر ذلك على أسعارنا.
ويقول يان هندريك شميت المدير التنفيذي للمبيعات لأودي الشرق الأوسط: نحن نتعامل مع وكلائنا المحليين بالعملات المحلية وبالتالي نحن لا نتأثر باليورو وأسعارنا ستبقى متماسكة، اليورو وكل العملات تتقلب في الأسواق العالمية على الدوام ونحن نعمل دائماً على التخطيط لظروف السوق المتقلبة.