مصانع أشباه الموصلات الماليزية تمنح الأمل لشركات السيارات
في خبر سار لصناعة السيارات وللشركات العالمية الكبرى، كشف وونج سيو هاي رئيس رابطة صناعة أشباه الموصلات في ماليزيا عن تكثيف كبير للإنتاج خلال الفترة المقبلة وذلك بعدما خففت الحكومة في البلاد قيود مكافحة الوباء للسماح بالعمل بنسبة 100%.
واشترطت الحكومة الماليزية بأن تعود مصانع أشباه الموصلات للعمل بقوة 100% في حالة كان 80% من العمال حصلوا على تطعيم فيروس كورونا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويأتي ذلك بمثابة طوق النجاة لصناعة السيارات التي تعاني من أزمة خانقة بسبب تداعيات فيروس كورونا وتأثيرها على نقص أشباه الموصلات التي باتت رئيسية في عالم صناعة السيارات الحديثة.
وتضررت شركات فولكس فاجن وتويوتا وفورد من القيود المفروضة من الحكومة الماليزية على مصانع إنتاج أشباه الموصلات في البلاد خاصة وأن هذه الشركات تعتمد على التوريدات الماليزية بشكل أساسي.
كما نقلت وكالة الأنباء الماليزية دفاعاً من الحكومة الماليزية عن قراراتها السابقة والتي أكدت من خلالها أنها لم تكن السبب في أزمة أشباه الموصلات ولكن تأخر الصادرات الذي جاء بسبب إغلاق قناة السويس بسبب سفينة إيفرغيفين الجانحة كان هو السبب الأكبر خلال هذا العام.
كما كشفت الحكومة الماليزية وجود تباطؤ من بعض الدول الأخرى التي تعتمد عليها المصانع الماليزية في إنتاج رقائق أشباه الموصلات بصورة نهائية.
ويأتي قرار الحكومة الماليزية بعد ساعات من التصريحات التي اتفق فيها رؤساء شركات مرسيدس وأودي وبي إم دبليو بأن أزمة أشباه الموصلات ستعصف بعالم السيارات خلال الفترة المقبلة.
ويخشى العديد من رؤساء شركات السيارات الألمانية من استمرار أزمات عالم هذه الصناعة وهو الأمر الذي سيؤثر على المستقبل القريب والبعيد كذلك.
وجاءت تحذيرات رؤساء الشركات الألمانية على هامش معرض ميونخ الدولي للسيارات 2021.
وتركزت التحذيرات على استمرار أزمة النقص العالمي لأشباه الموصلات حتى عام 2023 بحد أدنى وهو الأمر الذي سيمثل كابوساً لصناعة السيارات قد لا تتعفى منه الشركات لسنوات طويلة.
ومن جانبه، توقع أولا كالينيوس المدير التنفيذي لشركة دايملر المالكة لمرسيدس بنز بأن صناعة السيارات لن تتجاوز أزمة أشباه الموصلات بشكل فعلي حتى نهاية 2023 على أقل تقدير.
واتفق هيربرت ديس المدير التنفيذي لشركة فولكس فاجن مع توقعات مدير شركة دايملر، كما حذر بأن استمرار الأزمة سيعني معاناة الشركات لأعوام تحت ضغط ارتفاع الطلب مقارنة بعدد السيارات المنتجة والمطروحة في الأسواق.
فيما أشار أوليفر زيبس المدير التنفيذي لشركة بي إم دبليو أن القيود المفروضة على سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات مستمرة وهو الأمر الذي يجعل الشركات تنصرف إلى التفكير في مواجهتها أكثر من التركيز على أمور أخرى لتطوير الصناعة.
أزمة الرقائق الإليكترونية أشباه الموصلات
وتلقت شركات صناعة السيارات بشكل خاص ضربة موجعة بسبب أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات التي تدخل في صناعة المركبات بشكل أساسي بالرغم من صغر حجمها وسعرها المنخفض.
واستمرارًا لهذه الأزمة، أعلنت شركات عملاقة ألمانية عن تعليق نشاط خطوط إنتاج المركبات لفترة بسبب أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات.
وجاء على رأس هذه القائمة، شركة بي إم دبليو، وشركة مرسيدس، بالإضافة إلى المجموعة الألمانية فولكس واغن التي أكدت أن أزمة نقص الرقائق ارتفعت بشدة في مجال صناعة السيارات، وتؤثر بالسلب على المجال في شتى الخطوات، بداية من الإنتاج وحتى التوزيع.
والأزمة ليست حصرية على الشركات الألمانية، بل وصلت إلى جميع الشركات، وآخرها شركة صناعة السيارات البريطانية العريقة جاغوار، التي أكدت أنها تتوقع انخفاض أكبر في نسب مبيعات المركبات في الربع الثالث من العام الجاري 2021، كما أغلق العملاق الأمريكي أجزاء من مصانعه.
في هذا السياق، تحدث الخبير فرديناند دودنهوفر مدير مركز "أوتوموتف ريسيرتش" للبحوث الخاصة بالسيارات عن أزمة أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات.
حيث أكد الخبير فرديناند دودنهوفر أن شركات صناعة السيارات في الوقت الحالي تعيش ذروة الأزمة، وأوضح أن الوضع سيتحسن بشكل تدريجي مع توفر القدرات الإنتاجية.
وتوقع مدير مركز "أوتوموتف ريسيرتش" موعد نهاية أزمة الرقائق، وأكد أنه يرى أن مع الحراك الجماعي للشركات لتخطي نقص أشباه الموصلات، سنرى عودة طبيعية للعمل مع نهاية العام الجاري.
انعكاس الأزمة على مبيعات السيارات
تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.
حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاذ.
فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.
والأمر لا يقتصر على شركة فورد الأمريكية فقط، جميع شركات صناعة السيارات تضررت وتستعد للدخول في هذه الأزمة، وشاهدنا منذ أيام عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم تيسلا وهو يكشف عن ارتفاع سعر بعض طرازاتها موديل العام الجاري 2021، وجاء الرد سريعًا من العملاء ومن المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
حيث ارتفع طراز تيسلا موديل 3 بحوالي 2000 دولار أمريكي لتصبح بسعر 39.990 ألف دولار، وطراز تيسلا موديل واي بحوالي 5000 آلاف دولار ليصبح سعرها 51.990 ألف دولار.
وعندما سئل أحد متابعي إيلون ماسك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن سبب ارتفاع أسعار بعض طرازات تيسلا، أجاب المدير التنفيذي للشركة بوضوح.
وأوضح من خلال تغريدته ردًا على المتابع "الأسعار ارتفعت بسبب الضغوط الحالية في التوريدات والمواد الخام المصنعة للسيارات" في إشارة منه لأزمة الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات.
وأكد إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تيسلا أن أسعار الطرازات سواء الجديدة أو المستعملة ارتفعت في جميع مجالات صناعة السيارات.