مفاجأة: شركات السيارات الفاخرة حققت أرباحاً خلال فترة نقص الإنتاج!
تأثرت العديد من شركات السيارات العالمية بأزمة نقص الرقائق الإليكترونية أشباه الموصلات ولكن هل هناك شركات كانت مستفيدة من هذا الأمر؟ الإجابة هي نعم!
فبرغم تراجع إنتاج شركات السيارات وتراجع عدد الطرازات المعروضة في معارض ووكالات بيع السيارات بسبب عدم توفر رقائق أشباه الموصلات استطاعت بعض الشركات استثمار هذا الأمر لصالحها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكشفت التقارير أن شركات السيارات استثمرت هذا الأمر من خلال رفع أسعار السيارات المعروضة وذلك بسبب ندرتها خلال الفترة الحالية.
وتحدثت التقارير الصادرة من داخل شركة بي إم دبليو الألمانية أن نقص السيارات المعروضة منحها ميزة وهو تسابق العملاء لدفع مبالغ أكبر للحصول على السيارات بأسعار تفوق الأسعار الأصلية لهذه السيارات.
ولم تتوقف الاستفادة على بي إم دبليو فقط، بل استطاعت شركة مرسيدس كذلك أن تحقق أرباحاً خلال أزمة نقص أشباه الموصلات ونقص السيارات المعروضة في وكالاتها.
وأوضحت بي إم دبليو أن القوة التسعيرية تحسنت خلال الـ24 شهراً الماضية بسبب رغبة العملاء في الحصول على سياراتهم على الفور وهو الأمر الذي اتفقت فيه شركة مرسيدس كذلك.
ويتوقع بعض الخبراء في أن تستغل عدد من شركات السيارات هذا الأمر لكي تحقق نقصاً مصطنعاً من إنتاج السيارات عالية الجودة وهو الأمر الذي سيؤدي إلى وجود عدد كبير من الأثرياء على قوائم الانتظار وهو ما سيرفع من سعر السيارات ويصب في صالح شركات السيارات وأرباحها.
السر والسبب الرئيسي في أزمة نقص رقائق السيارات
وكشفت تقارير صحفية عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات عن الأسباب الأساسية وراء أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات في عيون الخبراء، التي ضربت العديد من الصناعات بشكل عام، وعالم صناعة السيارات بشكل خاص، وتسبب في خسائر مادية فادحة وتأخر تسليم السيارات للعملاء.
السبب الأساسي وراء أزمة نقص الرقائق
أكد خبراء عالم السيارات أن السبب الرئيسي وراء أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات يأتي نتيجة لعدم وفرة المواد الخام "Raw Material" التي تستخدم في صناعة هذه الرقائق التكنولوجية الصغيرة.
وأوضح الخبراء أن هناك شركة واحدة في العالم التي تقوم بصناعة المواد الخامة والرقائق نفسها تايوان، والتي تعرف باسم شركة "تي إم إس سي".
حيث تقوم كل شركة في حاجة للرقائق التكنولوجية أشباه الموصلات بإرسال المواصفات التقنية والأحجام والكميات المطلوبة للشرطة التايوانية، لتقوم الأخيرة بدورها وإرسال دفعات الشحن من الرقائق أشباه الموصلات.
وأكد الخبراء أن هذه الشرائح لا تدخل في صناعة السيارات فقط، بل تدخل في صناعة الطائرات، الصواريخ، الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية، والعديد من المجالات الأخرى.
لذا مع ارتفاع الطلب بشكل ملحوظ للغاية، أصبحت الأمور أصعب على شركة "تي إم إس سي" التايوانية في توفير هذا الكم الاحتياج للشرائح الإلكترونية أشباه الموصلات.
وتسعى كبرى الشركات في الوقت الحالي للحد من الأزمة والوصول إلى حلول وخطط بديلة، للتخلص نهائيًا من الأزمة، ولضمان عدم تكرارها في المستقبل.
تأخير تسليم السيارات ومواجهة غضب العملاء
تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.
حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاد.
فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.
ويكفي أن فورد قامت بإرسال بريد إلكتروني للعملاء الجدد لطرازات موستانج ماك إي بسبب أزمة الرقائق كالتالي "عزيزي مالك طراز موستانج ماك إي في المستقبل، هناك مشكلة في عملية الطلب بسبب أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات العالمية، وهذا ليس عذرًا ولكنه حقيقة لا مفر منها".
وأوضحت فورد لعملائها في الرسالة "نحن نعمل بجهد كبير ودون راحة لتسليم نسختك الجديدة من طراز موستانج ماك إي، ويتوقع أن يتم تسليمها رسميًا بعد فترة تصل إلى 6 أسابيع على الأقل".
وأكدت فورد في رسالتها "بمجرد استلام دفعة الشرائح الجديدة، سيتم تحديث السيارة موستانج ماك إي بها وسنقوم بإرسال بريد إلكتروني يفيد بتسليم سيارتك الجديدة خلال أسبوع واحد فقط كأقصى تقدير".
ولم تتحدث فورد عن احتمالية زيادة نسبية في الأسعار، بعد الزيادة التي كشفت عنها مؤسسة كيلي بلو بوك المتخصصة في تقييم المركبات وأبحاث السيارات، والتي نشرت تقرير يؤكد ارتفاع متوسط أسعار السيارات عالميًا.
استمرار ارتفاع أسعار السيارات
أكد تقرير مؤسسة كيلي بلو بوك أن متوسط أسعار السيارات ارتفع بشكل ملحوظ بنسبة تصل إلى أكثر من 5% في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مايو 2021، وبالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2020.
وأكد التقرير أن ارتفاع أسعار السيارات كان أحد أسبابه الرئيسية ارتفاع حجم الطلب على السيارات الجديدة مع نقص الإنتاجية في الشركات بسبب زمة نقص أشباه الموصلات عالميًا.
وكانت الشركة التي شهدت ارتفاع الأسعار بشكل أكبر من غيرها من الشركات، هي الشركة اليابانية العريقة لصناعة السيارات ميتسوبيشي.
حيث سجلت الشركة اليابانية ارتفاع في متوسط أسعار طرازاتها وصل إلى أكثر من 12%، وذلك خلال شهر مايو 2021، وبالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2020.
لكن لماذا ارتفعت أسعار السيارات بسبب هذه الشريحة؟
كما ذكرنا عزيزي القارئ هذه الشريحة الصغيرة يصل سعرها إلى 1 دولار أمريكي فقط، ومع اختفائها بهذه الطريقة من الأسواق العالمية ووجود كميات قليلة للغاية ارتفعت أسعار الشريحة الواحدة منها، لنرى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والموديلات القادمة.
حيث أكدت شركة "ديل ويت" المتخصصة في صناعة هذه الشرائح أن غالبية الطرازات الجديدة خاصة ذات المحركات الكهربائية صديقة البيئة تعتمد بشكل كبير على هذه الشرائح.
وأوضحت شركة "ديل ويت" أن تقريبًا كل سيارة تحتوي على رقائق إلكترونية بقيمة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحوالي 312 دولاراً فقط في عام 2013، ولكن ليست السيارات فقط التي ستتأثر!
جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية
كشف التقرير أن هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.
وفي نفس السياق، كشفت الشركة التكنولوجية الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.