من النمسا: تجربة قيادة الجيل الثالث من فولكس فاغن طوارق
تقنية الشباب مع طوارق 2019 أو السيارة الأكثر تطوراً في تاريخ فولكس فاغن
-
1 / 13
ضمن الثقافات القديمة، هناك مقولة تُفيد بأنه اذا حاول أحدهم القيام بأمر ما وفشل فإنّ المحاولة الثالثة تكون هي الناجحة، ولكن مع فولكس فاغن كان الأمر مختلفاً، إذ كانت المحاولة الثانية هي الناجحة. فبعد رحلتها الأولى إلى عالم السيارات الفاخرة مع طراز فيتون الذي لم يتمكّن من إقناع هواة السيارات الفاخرة من جهة، ولم ينل رضى المستهلكين المتواضعي المدخول من جهة أخرى، تمكّنت الشركة الألمانية مع مركبة الإستخدام المتعدد طوارغ من تحقيق ما هو أكثر من مجرد نجاح، حيث أنّ الأخيرة تحجز لنفسها اليوم مكانة مرموقة في قلوب عشاق السيارات الفاخرة إلى جانب أسماء كبيرة كـ BMW، لكزس ومرسيدس.
ولعل أبرز ما يميز الجيل الثالث من طوارغ، التي تشاهدون صوره هنا والذي كان لنا معه تجربة قيادة تمّت على طرقات النمسا، هو أنه يعتمد على هيكل بات مطعماً بالألومنيوم بنسبة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى توفير مساحة داخلية أكبر داخل المقصورة دون أي زيادة في الوزن، فضلاً عن الدور الكبير في الإقتصاد بإستهلاك الوقود، وأخيراً وليس آخراً المزيد من متعة القيادة.
وعلى صعيد الشكل الخارجي، يُحافظ طوارغ على تراث فولكس فاغن الذي يقضي بتوفير خطوط كلاسيكية ناعمة تتمتع بأناقة بالغة في إطار تصميم عصري يُعمّر طويلاً ويصعب على خطوط الشيخوخة أن تتسلل إليه بسهولة، ومن هنا تبرز المقدمة التي تحتوي على مصابيح مدمجة ضمن شبكة التهوية التي أصبحت تحتل القسم الأكبر من المقدمة وصادم أمامي هجومي يحتوي بدوره على مآخذ الهواء.
وبالنسبة للمقطع الجانبي، تتمتع فولكس واغن طوارق بتصميم شبابي يتناغم مع عجلات معدنية رياضية تتألف من خمسة مثلثات ليُعطي إنطباعاً مظهرياً بقدرة السيارة على إجتياز أصعب المسارات من خلال خطوط رشيقة، فيما يُبرز تصميم الأبواب المنحوتة والمتموّجة عناية فريق التصميم وإنتباهه لأدق التفاصيل، بينما تنساب المرايا الجانبية مع تصميم السيارة، علماً أنه تمّ تقصير الطرفين الأمامي والخلفي للسيارة لتعزيز قدرات الإقتراب من المنحدرات أو الأبتعاد عنها خلال القيام بمغامرات خارج الطرقات المعبّدة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ووفّرت فولكس فاغن سقف زجاجي بانورامي يُعتبر الأوسع من نوعه ضمن جميع مركبات الإستخدام المتعدد الرباعية الدفع، حيث يوفّر هذا السقف أقصى درجات الإنارة للمقصورة حتى في الطقس الغائم. ومن جهة أخرى، تمتاز مقصورة الطوارغ بمستوياتٍ عالية من الرحابة تتفوق بها عما ما كان يتوفر لدى الجيل السابق، حيث إزدادت المساحة المتوفّرة بين صف المقاعد الأمامية والمقاعد الخلفية وذلك بعد زيادة طول قاعدة العجلات. ولا داعي للتذكير هنا أنّ جميع المقاعد تأتي مكسوة بالجلد الفاخر ذو الملمس الناعم والحياكة الراقية مع إمكانية التحكم بها كهربائياً.
وعلى صعيد التجهيزات، زُوّدت فولكس فاغن طوارغ بمجموعة من الأنظمة القياسية، أولها شاشة معلومات مثبّتة في الكونسول الوسطي بحجم كبير جداً يمكن من خلالها التحكم بعدد من الأنظمة القياسية، مثل نظام الإستماع الموسيقي. كما يتوفر نظام ملاحة يُساعد على التعرُّف على المناطق بسهولة، ويحتوي على نظام عرض ثلاثي الأبعاد للأبنية والشوارع.
ومن أنظمة السلامة في سيارة فولكس فاغن طوارغ، لا بد أن نذكر أنها تشمل مجموعة كريمة من وسائد هواء موزّعة في أرجاء المقصورة، نظام تحذير للسائق من المركبات التي تقترب من الجوانب الخلفية للسيارة، نظام حماية الرقبة خلال التعرض للحوادث وغيرها من التجهيزات التي تؤمّن أقصى درجات الحماية للركاب قبل، خلال وبعد وقوع حوادث خطيرة.
على الصعيد الميكانيكي، تتمتع طوارغ التي تتوفر في أسواقنا بخيار من محركين الأول من أربع أسطوانات سعة 2.0 ليتر مع شاحن هواء توربو يولد قوة 220 حصان، أما المحرك الثاني فهو من ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر مع شاحن هواء توربو يولد قوة 340 حصان.
على الطريق، وبما أنّ جميع النسخ التي توفرت لنا في النمسا لنقوم بتجربتها كانت مجهزة حصراً بمحركات ديزل، أي تلك التي لن نحصل عليها في أسواقنا، فلا يسعني أن أتحدث كثيراً عن قوتها، عزمها والطريقة التي تدفع بها العجلات نحو الأمام لأكتفي بالحديث عن الأداء الديناميكي للسيارة، والذي تحسّن بنسبة كبيرة بفضل هيكل السيارة الحديث وبفضل جهاز التعليق الذي يجمع بشكلٍ متناغم بين الإنقيادية المريحة والتماسك العالي. أما المقود، فمما لا شك فيه أنّ مهندسي الصانع الألماني العريق قد تمكّنوا من التفوّق على أنفسهم خلال تصميمهم له، حيث أنه يوفّر مزيجاً رائعاً من النعومة والدقّة في توجيه العجلات الأمامية بالتزامن مع شعور عالي بما يحدث تحت الأخيرة.
وبمناسبة ذكر المقود، لا بد من الإشارة إلى أنّ طوارق 2019 الجديد يأتي متمتعاً بنظام إلتفاف بالعجلات الخلفية الذي يعمل على مرحلتين، الأولى خلال القيادة على سرعاتٍ منخفضة عندما يحرك العجلات الخلفية بعكس وجهة العجلات الأمامية لتأمين قدرة أعلى على المناورة مقابل تحريك العجلات الخلفية بنفس وجهة العجلات الأمامية عند القيادة على سرعاتٍ مرتفعة بهدف تأمين المزيد من الرشاقة للسيارة.
وفي الختام، واذا كان لا بد لهذه القدرات العالية فوق الطرقات المعبّدة أو خارجها، والتي تقترن بمظهر خارجي أنيق وفاخر، أن تدل على شيء فهي تدل وبكل بساطة على أنّ فولكس فاغن طوارغ هي بمثابة بطل رياضي يتنقّل على الطرقات بملابسه الرسمية، الا أنّه على إستعداد تام وفي أي لحظة لخلعها والإنطلاق بكل عنفوان نحو أصعب المسارات وأشدّها وعورةً.