ميني كانتريمان S كارتينغ بإندفاع رباعي
-
1 / 20
يعتقد حسان بشور أن ميني كانتريمان تجمع مواصفات سيارات الكروس أوفر المندفعة بالعجلات الأربع في سيارة تتصرف على الرغم من حجمها، وكأنها سيارة... كارتينغ
يكفي أن تقوم بدورة واحدة حول ميني كانتريمان لتشعر أن ميني التي تسوق سيارتها هذه موضوع تجربتنا تحت تسمية ميني كانتريمان، لا تريد أن تطلق عليها هذه التسمية، خصوصاً أن كلمة كانتريمان لا تتواجد في أي مكان من هذه السيارة التي تعتمد على شعار «كوبر S» الذي يتواجد على الباب الخلفي الذي يؤدي الى مقصورة التحميل وعلى عتبات الأبواب وليشعر المرء وكأن كلمة كانتريمان تشير الى إحدى فئات ميني كوبر S. وعلى الرغم من ذلك، تقف هذه السيارة التي سنعتمد لها في موضوعنا هذا على تسمية كانتريمان، على قاعدة لا تمت بصلة الى كوبر S. فهي أطول بحوالي 15 سم وأعلى بأكثر من 12 سم وأعرض بما يزيد عن 10 سم والمقارنة هنا مع قاعدة ميني كلابمان التي كانت أكبر سيارة من ميني قبل إنضمام كانتريمان الى عائلة سيارات ميني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولكن دعونا الآن من ذلك ولنعد الى تجربة هذه السيارة التي يمكن القول أنها أول سيارة من ميني تم تزويدها بأربعة أبواب كما أنها أول سيارة من ميني يمكنها أن تستوعب أربعة ركاب براحة مطلقة وهي أيضاً أول سيارة من ميني تندفع بالعجلات الأربع. ويعمل جهاز الدفع الرباعي على نقل القوة بالكامل الى العجلتين الأماميتين في ظروف القيادة العادية ليقوم عند إستشعاره لأي إنزلاق تتعرض له العجلتين المذكورتين، على تفعيل قابض فاصل جرى تثبيته ضمن الترس التفاضلي الخلفي وليعمل هذا القابض الفاصل على إيصال 50 بالمئة من قوة الدفع الى العجلتين الخلفيتين. أما في الأمام، فهناك ترس تفاضلي مفتوح يعمل بالتناغم مع جهاز لتحويل العزم بين الإطارين الأماميين عبر نظام يقوم بكبح الإطار الأكثر تعرضاً للإنزلاق وتحويل العزم الى الإطار الأمامي المقابل له.
وفي سياق الحديث عن إنتقال القوة، نشير أن كانتريمان تعتمد على محرك الشقيقة كوبر S الذي تصل سعته الى 1,6 ليتر تم توزيعها على 4 أسطوانات متتالية. ويعمل هذا المحرك بالتعاون مع جهاز بخاخ إلكتروني مباشر ونظام فالف ترونيك للتحكم بتوقيت عمل الصمامات وجهاز توربو على توفير قوة 181 حصان يمكن إستخراجها عند 5500 دورة في الدقيقة تتدنى الى 1600 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم دوران هذا المحرك الذي يراوح في حدود 240 نيوتن متر يمكن معها لـ كانتريمان أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في خلال 7,5 ثانية. وهنا لا يمكن للمرء إلا أن يتأثر بتأدية محرك كانتريمان وبالأخص لجهة عزم دورانه الذي يتوفر إبتداءً من 1600 دورة في الدقيقة وهذا ما يمكن سائقها من الشعور بليونة هذا المحرك الذي يبدو وكأنه قادر ومهما كانت السرعة أو نسبة علبة التروس المعتمدة، على توفير قدرة دفع عالية وهذا ما يمكن الشعور به عند القيام بتجاوز السيارات البطيئة على الطرقات ذات الإتجاهين.
ومن ناحية أخرى، تعتمد ميني كانتريمان على تعليق مستقل يتألف في الأمام من قوائم ماكفرسون الإنضغاطية والمعززة بماصات صدمات مع نوابض معدنية حلزونية. أما في الخلف، فقد قرر مهندسو ميني الإعتماد على تعليق متعدد الوصلات نظراً لما لهذا الأخير من فوائد على صعيدي الراحة والتماسك. وعلى الرغم من وقوف كانتريمان موضوع التجربة على عجلات معدنية بقياس 18 إنش مع إطارات رياضية عريضة المداس ومنخفضة الجوانب، إلا أن التعليق كان قادراً على إمتصاص تموجات وإنحناءات الطريق بسلاسة عالية وعلى منع وصول تأثيراتها الى مقصورة الركاب التي يمكنها نقل أربعة ركاب من الحجم الكبير براحة شبه قصوى لمسافات طويلة. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال إنقيادية كانتريمان التي تركز على الراحة من دون التضحية بالتماسك. وهنا ولأن كانتريمان مخصصة للعائلات، يمكن القول أن قاعدتها التي يزيد طولها عنه لقواعد باقي طرازات ميني تساهم بشكل فعال في زيادة مستويات الراحة وتعمل بطريقة غير مباشرة على تعزيز الإحساس بمدى تماسك كانتريمان مع نفسها ومع الطريق. وهنا لا يمكن إغفال دور الإطارات (بيريلي سنتوراتو P7) التي ترفع مستويات التماسك سواء كان ذلك على الطرقات السريعة أو في المنعطفات. وفي هذا السياق وفي حال قام المرء بالضغط على مفتاح سبورت الموجود في الكونسول الوسطي، سيشعر أن ليونة المقود ستتبدل شأنها لحساسية دواسة التسارع ولكنها لا تقترب لا قريب ولا من بعيد الى معايير التعليق. وهنا، تتوجب الإشارة الى أننا أحببنا الشعور الذي يوفره المقود الذي تم تزويده بمساعدة كهربائية. ويتميز هذا المقود بدقته التوجيهية العالية وقدرته المتقدمة على توفير شعور عال بالطريق وبما تتعرض له الإطارات الأمامية التي تخفي خلفها وشأنها للخلفية، جهاز مكابح يعتمد على الأسطوانات القرصية التي توفر توقفات آمنة وسريعة تم تعزيزها بنظام ضغط زيت يرفع حساسية دواسة المكابح ويبعدها عن تدني فعالية الكبح الناتجة عن الإستعمال المتكرر.
ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من حجمها الخارجي المدمج، تخفي كانتريمان مقصورة ركاب رحبة جداً بالمقارنة مع الشقيقتين كوبر وكلابمان يساعدها في ذلك إرتفاعها الذي يزيد عنه للشقيقتين المذكورتين بمعدل 15 سم وبابيها الخلفيين «الشرعيين» اللذين يفتحان بزاوية كبيرة ليكشفا عن فتحتي دخول كبيرتين تطلان على مقعدين خلفيين منفصلين يمكن تعديل وضعية تثبيتهما الأفقية ويتواجد بينهما كونسول وسطي يبدأ من الأمام وينتهي عند حدود مقصورة التحميل الخلفية. ويتميز هذا الكونسول بسكته المدمجة التي تم إستعمالها لتثبيت عدد من الأكسسوارات شأن حاملات الأكواب وعلب توضيب النظارات الشمسية وحامل الهاتف الخليوي وغيرها. ويتميز هذا المقعدان بوضعية تثبيتهما المرتفعة والمعززة بمجالات رؤية متقدمة. أما المساحات الداخلية في الخلف، فهي كريمة وتمكن راكبين من أصحاب القامات الطويلة والأوزان التي تزيد عن المعدل من السفر على متن كانتريمان لمسافات طويلة وبراحة تامة.
أما في الأمام، فالمساحات الداخلية معتدلة وجيدة، فيما يمكن القول أن وضعية الجلوس والقيادة ممتازة ذلك أن المقعدان الأماميان قابلين للتحرك في كل الإتجاهات مما يمكن راكبي الأمام من إيجاد الوضعية المثالية لكل منهما. وهنا يمكن أيضاً تعديل وضعية المقود الأفقية والعمودية. وفي الأمام أيضاً، سيجد المرء لوحة قيادة مماثلة لما يتوفر في بافي سيارات ميني وبالأخص لجهة العداد الوسطي الكبير الذي جرى تثبيته في وسط لوحة القيادة فوق الكونسول الوسطي. ويوفر هذا العداد معلومات حول سرعة السيارة وأخرى تشير الى كمية الوقود المتبقية في الخزان، فيما تم إستغلال المنطقة الوسطى منه لعرض معلومات جهاز الملاحة التي يحيط بها مجموعة من المنبهات الضوئية. وهنا، لا يمكننا إلا أن نستمر في مطالبتنا لـ ميني بإلغاء هذا العداد الكبير والإستعاضة عنه بمجموعة عدادات مدمجة تأخذ لنفسها مكاناً خلف المقود الى جانب عداد دوران المحرك.
ومن جهته، يحتوي الكونسول الوسطي على أجهزة الإستماع الموسيقي ومكيف الهواء مع مفاتيح التحكم بهما والتي تعلو صفين من مفاتيح التشغيل منها ما يتحكم بمصابيح الضباب الإضافية ومنها ما هو مخصص لتشغيل النوافذ الكهربائية. وعلى الرغم من أن هذه المفاتيح مخصصة لأجهزة لا يتم تشغيلها بشكل مستمر إلا أن الوصول الى هذه المفاتيح يتطلب تحريك الجسم الى الأمام والأسفل وإزاحة النظر عن الطريق.
أما مقصورة التحميل الخلفية، فعملية الوصول اليها سهلة للغاية كونها تتحلى بالإرتفاع المناسب ويتم الوصول اليها من خلال فتحة الباب الخلفي الكبيرة. وتبلغ مساحة التحميل القياسية 467,2 ليتر وهو حجم جيد جداً ولكن عملية التوضيب في مقصورة التحميل غير عملانية بما فيه الكفاية. أما عند طي المقعدين الخلفيين كلياً، فيرتفع حجم التحميل الى 1169 ليتر وهذا ما يمكن كانتريمان من التحول الى سيارة لنقل البضائع الكبيرة الحجم في المدن المزدحمة. ومع ذلك، فالمرء لن يتوقع أبداً من سيارة تحمل تسمية وشعار ميني أن تكون ممتازة لنقل البضائع، بل سيكون متأكداً أن هذه السيارة تركز قبل كل شئ على القيادة الرياضية والتصرف كسيارة كارتينغ.
وهنا، قد لا تكون كانتريمان مماثلة لسيارات الكارتينغ السباقية كما هو الحال مع شقيقتها كوبر بكافة فئاتها ولكنها توفر إحساساً رياضياً مرتفعاً ومعززاً بمتعة قيادة ممتازة لا يعود السبب فيها الى تصميم كانتريمان الذي يجذب الأنظار وحسب، بل الى أن ميني تمكنت مع هذه السيارة من المحافظة على مميزات سياراتها «الحلباتية» ولكن بعد تحويلها الى سيارة أكثر عملانية وتزويدها بما يلزم لتصبح من السيارات التي يمكن للسائق الرياضي سواء كان عازباً أو من أصحاب العائلات، من التمتع بقيادتها بشكل يومي.
أخيراً، يمكن القول أننا أحببنا كانتريمان وبالأخص إنقياديتها وطريقها في التصرف الرياضي المعزز بمحرك متجاوب بشكل مستمر وبعلبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب ولكن تبقى معاناتها الوحيدة في سعرها المرتفع نسبياً مقارنة بالسيارات المنافسة شأن نيسان كاشكاي وفولكسفاكن تيغوان وغيرهما ولكن في النهاية، لا يمكن للمرء أن ينسى أن المال الإضافي الذي سيخصصه للحصول على كانتريمان يعتبر ثمناً لإسم ميني العريق والصورة الشبابية الراقية التي تعكسها هذه العلامة.
مقتبس
«لا تتواجد كلمة كانتريمان في أي مكان من هذه السيارة التي ما تتفحصها عن قرب حتى تجد كل شعاراتها تنحصر بشعار واحد هو... كوبر S»
«تعتمد كانتريمان على محرك الشقيقة كوبر S الذي تصل سعته الى 1,6 ليتر تم توزيعها على 4 أسطوانات متتالية تعمل بالتعاون مع جهاز توربو على توفير قوة 181 حصان»
«إضغط على مفتاح سبورت وستشعر أن ليونة المقود ستتبدل شأنها لحساسية دواسة التسارع ولكن التبدلات تقترب أبداً من معايير التعليق»
«قد لا تكون كانتريمان مماثلة لسيارات الكارتينغ السباقية كما هو الحال كوبر بكافة فئاتها ولكنها توفر إحساساً رياضياً مرتفعاً ومعززاً بمتعة قيادة ممتازة»