هيونداي جنيسيس كوبيه حصان كوري.. أصيل
-
1 / 18
للوهلة الأولى، قد تبدو هيونداي جنيسيس كوبيه وكأنها عبارة عن سيارة كورية أخرى ولكن قيادتها تؤكد أنها تملك إمكانات ممتازة أقلها متعة قيادة وتعدد إستعمالات
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هناك من يعتقد أن إنفينيتي G37 كوبيه هي نسخة الرجل الفقير من بي ام دبليو 335i كوبيه وهناك من يعتقد أيضاً أن هيونداي جنيسيس كوبيه هي نسخة الرجل الفقير من إنفينيتي G37 كوبيه تماماً كما هو الحال مع كل من هوندا أكورد كوبيه وميتسوبيشي إكليبس ونيسان ألتيما كوبيه. وبغض النظر عن ما إذا كنا نوافق على هذه المقولات، إلا أننا نعتقد في توب جير أن جنيسيس كوبيه تنفرد عن هذه السيارات بعنصر مهم جداً في عالم صناعة السيارات وهو الحضور اللافت الذي يبدو أن قسم التصميم لدى هيونداي قرر أن يركز عليه بشكل كبير معتمداً على أن العامل الأول الذي يجذب المستهلك نحو سيارة ما هو الشكل والحضور وهذا أمر لا يختلف عليه إثنان.
وهنا يكفي أن ينظر المرء الى جنيسيس كوبيه من الأمام والجوانب والخلف ليكتشف أن هذه السيارة تتحلى بخطوط مميزة توفر لها شخصية فريدة لا تتوفر لأي من السيارات المنافسة. ففي الأمام، هناك مصابيح أمامية تتشابه نوعاً ما مع ما يتواجد في الواجهات الأمامية لسيارات هيونداي الحديثة ويتوسطها فتحة تهوئة وسطية كبيرة الحجم يعترضها مقطع بلاستيكي أسود اللون يخفي خلفه الصادم الأمامي ويعمل في الوقت نفسه على تقسيم فتحة التهوئة الى جزئين أفقيين لا يكتفيان بالإيحاء بأن جنيسيس كوبيه أعرض مما هي عليه في الواقع، بل يعززان الشعور بأن الواجهة الأمامية تخفي خلفها قدرات ميكانيكية متقدمة يرتفع الشعور بها من خلال الزوايا القاسية والغريبة التي تعتمدها المصابيح الأمامية وتلك السفلية الجانبية والمخصصة للإستعمال عند إنتشار الضباب والتي تحتوي أيضاً على مصابيح توقف تعمل بتقنية LED. وفي الأمام أيضاً، ركز قسم التصميم لدى هيونداي على إعتماد خطوط تتنوع بين القاسية والمنسابة وبالأخص في القسم السفلي من الواجهة الأمامية حيث عاكس الهواء المتعدد المستويات والمدمج.
أما القسم العلوي من الواجهة الأمامية، فيسير في ركب علم الإنسيابية ويعتمد على خطوط منحنية في الأمام ترتفع مع إتجاهها الى الخلف حيث ترتبط مع الزجاج الأمامي ذو زاوية الميلان العالية نسبياً والتي تساهم في تسهيل إختراق القسم العلوي من مقصورة الركاب للهواء على السرعات العالية، شأنها لخط السقف المرتفع والذي ينحني نزولاً مع إتجاهه الى الخلف حيث تعتمد جنيسيس على واجهة خلفية عمودية جرى تزويدها بمصابيح خلفية تتشابه بشكلها العام مع تلك الموجودة في الأمام ولكنها في الخلف تعتمد جوانب نافرة نسبياً تلعب بالتعاون مع خط الكتف المزدوج دوراً إنسيابياً فعالاً لا ينحصر بخفض مستويات ضجيج الهواء على السرعات العالية وحسب، بل يساهم أيضاً وبالتعاون مع عاكس الهواء الخلفي المدمج، في زيادة مستويات ثبات القسم الخلفي من السيارة على السرعات العالية. أما في الجوانب، فتشدد جنيسيس كوبيه على طابع التفرد. فهي لا تكتفي بخطي كتف وسطيين يتوازيان في وسط السيارة، بل تضيف اليهما أسطحاً معدنية مسطحة وملساء يعلوها مساحات زجاجية مائلة تعتمد تصميماً سفلياً مائلاً يتداخل مع الأسطح المعدنية موفراً حركة توحي بأن السيارة تتمتع بقدرات تسارعية متقدمة وتشدد على طابع الفرادة الذي تتحلى به هذه السيارة التي لا يمكن لتصميمها إلا أن يجذب الأنظار وبالأخص في سيارة التجربة المطلية بلون أحمر مميز.
وفي مواجهة الحضور اللافت والمعزز بخطوط مميزة وشخصية فريدة، يكفي أن يجلس المرء في مقصورة جنيسيس كوبيه كي يتأكد أن هيونداي قررت أن لا تساوم لجهة الجودة. فالأقسام العلوية من لوحة القيادة وبطانات الأبواب وكل ما يعلو عن مستوى خصر الركاب مصنوع من مواد تشعر الناظر اليها بأنها تتحلى بجودة متقدمة معززة بملمس ناعم ومطاطي يتخلله في القسم العلوي من لوحة القيادة خطوط من القطب التي ترفع الشعور بالجودة. أما الأقسام السفلية من لوحة القيادة وبطانات الأبواب والتي تتعرض عادة للإرتطام بالأقدام، فقد صنعتها هيونداي من البلاستيك القاسي المميز بملمسه الخشن وقدرته على مقاومة الخدوش.
ومن ناحية أخرى، تتحلى لوحة القيادة بتجويف للعدادات يتشابه مع ذلك الذي يتوفر للشقيقة سانتافيه لجهة إعتماده على عدادين كبيرين للإشارة الى سرعة السيارة ودوران محركها يحيط بهما أسطوانتين نافرتين ويحتوي كل منهما على عداد رقمي صغير في داخله للإشارة الى درجة حرارة المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان وللدلالة على نسبة علبة التروس المعتمدة. وبين العدادين الكبيرين، إعتمدت هيونداي على لوحة رقمية تحتوي على عدد من المنبهات الضوئية التي يعلوها شاشة صغيرة توفر عدداً من المعلومات التي يحتاجها السائق أثناء القيادة. وأمام هذا التجويف، يأخذ المقود مكانه وبوضعية يمكن تعديلها أفقياً وعمودياً لمناسبة كل قامات السائقين. ويتميز المقود بعتلات تبديل نسب علبة التروس الأوتوماتيكية المتتالية المثبتة خلفه وبمفاتيح التشغيل المثبتة في مقبضيه والتي تم تخصيصها للتحكم بأكثر الأجهزة إستعمالاً أثناء القيادة. ومن جهته، يبدأ الكونسول الوسطي بشاشة علوية للجهاز الموسيقي لا يتطلب التعامل معها رفع النظر عن الطريق، خصوصاً أن مفاتيح تشغيل هذا النظام تقع تحتها مباشرة ولا يتطلب التأقلم معها إلا وقتاً قليلاً جداً.
ولتعزيز الروح الرياضية للوحة القيادة، وضع قسم التصميم الداخلي لدى هيونداي ثلاث عدادات دائرية تقليدية في وسط الكونسول الوسطي تشير الى مستويات التسارع وعزم الدوران المستخرج وحرارة الزيت ولتأخذ هذه العدادات مكاناً لها فوق مفاتيح التحكم بمكيف الهواء الذي بدا تبريده فعالاً وسريعاً. وفي إطار الروح الرياضية، زودت المقصورة بمعدين أماميين رياضيين يتميزان بقدرتهما العالية على تثبيت الأجسام مع العلم أنهما يوفران مستويات راحة تزيد عن المعدل. أما في الخلف، فهناك مقعد يتسع لشخصين من الحجم المتوسط براحة تامة مع مساحات داخلية أكثر من معتدلة بإستثناء مساحات الرؤوس، في وقت يتميز المقعدان الأماميان براحتهما المعززة بالمساحات المحيطة بهما من كل الجهات. وفي سياق الكلام عن المساحات الداخلية، لا بد أيضاً من الإشارة الى أن جنيسيس كوبيه تتحلى بصندوق أمتعة ذو حجم جيد وأكبر من ما يتوقعه المرء في سيارة رياضية من فئة الكوبيه.
ميكانيكياً وعلى الرغم من التجديد الذي نالته جنيسيس كوبيه، إلا أن هيونداي قررت الإبقاء على محركها الذي ينتمي الى نادي محركات الأسطوانات الست على شكل V بسعة 3,8 ليتر، خصوصاً أنه سبق له أن أثبت نفسه لجهة قدراته العالية على التحمل وتأديته الجيدة. ومع جنيسيس كوبيه، يولد هذا المحرك الذي نال بعض التعديلات التي هدفت الى جعله قادراً على إصدار هدير رياضي محبب، قوة 306 أحصنة يمكن إستخراجها بالكامل عند مستوى 6300 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع 361 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتطلب الحصول عليها بالكامل أن يتم الإبقاء على دوران يراوح في حدود 4700 دورة في الدقيقة ولينتقل هذا العزم بإتجاه عجلتي المحور الخلفي من خلال علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 8 نسب أمامية متزامنة.
وعلى الرغم من قدرات المحرك، إلا أن جنيسيس كوبيه ثقيلة نسبياً ويصل وزنها الى ما يزيد عن 1600 كلغ وهذا ما يعتبر عائقاً في وجه التسارع الذي تعلن هيونداي أن يبلغ 6,5 ثانية مع العلم أننا لم نتمكن من تحقيق أفضل من 7 ثواني.
وعلى صعيد آخر، يبدو أن هيونداي قررت أن تركز على الإنقيادية من خلال تزويد جنيسيس كوبيه بتعليق يميل الي الراحة ومن دون التضحية بالتماسك. فعلى الطرقات السريعة، لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بمستويات الراحة التي توفرها هذه السيارة التي بدا عزلها لضجيج الطريق والإطارات والهواء جيداً عند سرعات تراوح في حدود 120 كلم/س، في وقت شعرنا بأن ضجيج المحرك مرتفع نسبياً عند السرعات المذكورة ولكن ذلك أمر متوقع من سيارة تنتمي الى نادي سيارات الكوبيه الرياضية.
أما على الطرقات الفرعية والملتوية، فتتميز جنيسيس كوبيه بعامل مهم هو أنها لا تفاجئك وتوفر لك ما تتوقعه منها. فهي ثابتة في معظم أنواع المنعطفات سواء كانت سريعة ومفتوحة أو ضيقة وتتطلب مناورات محددة. أما عند زيادة الضغط في المنعطفات، فتتعرض جنيسيس كوبيه الى إنزلاقات خلفية طفيفة يسيطر عليها جهاز التحكم بالتماسك الذي يمكن إيقاف عمله ولتتحول السيارة بذلك الى واحدة ذات قسم خلفي منزلق بإستمرار يمكن التحكم بمدى إنزلاقاته من خلال مستوى الضغط علي دواسة التسارع التي يساعدها محرك قادر على نقل عزم دورانه بإتجاه العجلتين الخلفيتين بسهولة بالغة وخلال دورات المحرك الـ 5000 الأولى. وهنا، قد يشعر سائق جنيسيس كوبيه أن المقود لا يوفر شعوراً عالياً بالطريق ولكنه يتميز بدقة توجيهية عالية وبتجاوب في ردات فعله وهذا أمر لا يتطلب تأقلماً سريعاً. ومن جهة أخرى، لا يمكن إغفال قدرات الكبح العالية التي تتمتع بها هذه السيارة، خصوصاً أنها مزودة بمكابح تحمل توقيع برمبو المتخصص.
وفي مواجهة المجموعة الميكانيكية التي تساهم في زيادة متعة القيادة، بدت علبة التروس الأوتوماتيكية ناعمة وسلسة في نقلها للنسب ولكن ما أن يتحول المرء الى التبديل اليدوي حتى يشعر بنوع من خيبة الأمل لأن التبديل عبر العتلات يؤكد أن عملية التبديل بطيئة نسبياً ولأن علبة التروس مزودة بنظام حماية يعمل على نقل النسب صعوداً عند وصول المحرك الي الدوران الأقصى المسموح لكل نسبة. وهنا، سيتوجب على سائق هذه السيارة أن يمنع علبة التروس من إعتماد النسبتين السابعة والثامنة عند القيادة الرياضية لأن هاتان النسبتان تبدوان وكأنهما نسبتا أوفردرايف لا إفادة من وجودهما إلا خفض دوران المحرك وبالتالي خفض الإستهلاك.
ومع ذلك، لا يمكن للمرء إلا أن يتعلق بهذه السيارة، خصوصاً أنها تجمع بين الميزات الرياضية وبين الراحة وهذا ما يمكن سائقها من إعتمادها للقيادة اليومية ولعطلات نهاية الأسبوع تماماً كما يمكنه أن يعتمدها في حال تحولت الطريق الى واحدة ذات منعطفات تتطلب قيادة رياضية. وهنا لا يمكن للمرء أن ينكر دور جنيسيس كوبيه الفعال في جعل السائق ينغمس في عملية القيادة. أما الأهم من ذلك، فهو أن هذه السيارة توفر لك كل هذه المعطيات بسعر منافس جداً يبلغ حوالي 33500 دولار أميركي، أي نفس سعر تويوتا 86.. تقريباً.
«تنفرد جنيسيس كوبيه عن السيارات المنافسة لها بعنصر مهم جداً في عالم صناعة السيارات وهو الحضور اللافت»
«في مواجهة الحضور اللافت والشخصية الفريدة، يكفي أن يجلس المرء في مقصورة جنيسيس كوبيه كي يتأكد أن هيونداي قررت أن لا تساوم لجهة الجودة»
«وضع قسم التصميم الداخلي ثلاث عدادات دائرية تقليدية في الكونسول الوسطي تشير الى مستويات التسارع وعزم الدوران المستخرج وحرارة الزيت»
«على الطرقات الفرعية والملتوية، تتميز جنيسيس كوبيه بعامل مهم جداً وهو أنها لا تفاجئك أبداً وتقدم لك ما تتوقعه منها»
المواصفات
هيونداي جنيسيس كوبيه
الأرقام
3,8 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي
306 أحصنة عند 6300 دورة في الدقيقة
361 نيوتن متر عند 4700 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية
من صفر الى 100 كلم/س: 6,5 ثانية
السرعة القصوى: غير متوفر ـ الوزن: 2610 كلغ
الطول: 473 سم، العرض: 186,5 سم، الإرتفاع: 138,5 سم