هيونداي سنتانيال خطوة جيدة

مقالات ذات صلة

هيونداي سنتانيال 2014

جنيسيس وسوناتا الجديدتين كلياً من هيونداي تتألّقان في فعالية جوائز التصميم الجيد

سيارات ذات آداء وسعر جيد

سواء كنت تريد الإنتقال على متنها من خلف المقود أو من القسم الخلفي من المقصورة، فـ سنتانيال ستوفر لك إحساساً بالترف والفخامة لم تكن لتشعر به في السابق إلا من خلال أقطاب صناعة السيارات

تنتمي هيونداي سنتانيال الى قطاع سيارات السيدان التنفيذية الكبرى، أي أنها من معيار سيارات شأن مرسيدس فئة S وبي ام دبليو فئة 7 أودي A8 ولكزس LS وجاكوار XJ وغيرها. ولكن سنتانيال تنفرد بميزة لا تتوفر في السيارات المنافسة الأخرى وهي السعر المنافس الذي يضعها في خانة أقرب الى سيارات السيدان التنفيذية المتوسطة الحجم شأن مرسيدس فئة E وبي ام دبليو فئة 5 وأودي A6 ولكزس GS وجاكوار XF وغيرها وهذا ما يحول عملية تقييمها الى أمر صعب للغاية، خصوصاً أنك مع سعر سنتانيال المنافس الذي يراوح في الإمارات بين 68800 و71600 دولار أميركي، ستحصل على عدد هائل من التجهيزات التي ترفع سعر السيارات المنافسة النهائي بشكل كبير. وتشمل هذه التجهيزات جهاز ملاحة عبر الأقمار الإصطناعية، نظام بلوتوث للإتصالات اللاسلكية، تعليق هوائي إلكتروني، مصابيح زينون أمامية نشطة تلتف أفقياً مع المقود، كاميرا خلفية وأخرى أمامية، مستشعرات أمامية وخلفية، نظام موسيقي متطور مربوط الى 17 مكبر صوت، مقعد سائق مع نظام تدليك، مقعدين أماميين مدفأين ومبردين، مقصورة جلدية، فتحة سقف، نظام التحذير عند تبديل خط السير، جهاز للتحكم النشط بالسرعة، مستشعرات للمطر، مكيف هواء إلكتروني بمنطقتي تبريد، مكبح يد كهربائي، جهاز للتحكم بالتماسك، عجلات معدنية كرومية بقياس 18 إنش، ستارات كهربائية التشغيل للزجاج الخلفي وللبابين الخلفيين، مقاعد خلفية مبردة ومدفأة ويمكن تعديل وضعيتها كهربائياً، DVD خلفي، جهاز لمراقبة ضغط الهواء في الإطارات الأربع، غطاء كهربائي الفتح والغلق لصندوق الأمتعة، براد خلفي للمنعشات، نظام تدليك لراكبي المقعد الخلفي..

ومع كل هذه الإضافات والتجهيزات القياسية المعززة بمستويات ترف عالية مع جودة تصنيعية متقدمة، يبدو أن هيونداي أرادت إيصال رسالتين تتمثل الأولى منهما بالتأكيد على أن سياراتها لم تعد كما كانت فيما مضى عبارة عن سيارات رخيصة الثمن لا تتحلى بالحد الأدنى من الجودة، بل أصبحت عبارة عن سيارات لا يمكن للمرء عند قراره شراء سيارة جديدة، إلا أن يضع سيارات هيونداي ضمن حساباته. أما الرسالة الثانية، فيعتقد البعض أن مماثلة للرسالة التي أرسلتها لكزس منذ حوالي 20 عاماً الى مرسيدس والتي كان مفادها أن لكزس تتربص بمرسيدس ومنافساتها وأنها ستعمل على إقتطاع قسم من حصصهم السوقية. أما نحن، فنعتقد أن ما تريد هيونداي وضعه في العلن لا يتمثل بتهديد متصدري قطاع سيارات السيدان التنفيذية الكبرى، بل التأكيد على أن العملاق الكوري يملك من القدرات ما سيمكنه قريباً جداً من التقدم الى صدارة قطاعات السيارات وهو أمر تمكنت هيونداي من إثباته في العالم العربي خلال السنوات القليلة الأخيرة.

ولكن دعونا هنا من التحليلات ولننتقل الى تجربة سنتانيال التي لن ندخل في متاهات تصميمها الخارجي، خصوصاً أن الأذواق لا تتماثل في هذا الحقل ولنحصر وصفنا لـ سنتانيال بالقول أنها سيارة كبيرة الحجم بنتها هيونداي على قاعدة عجلات بطول 304,5 سم نتج عنها سيارة تتحلى بـ 516 سم لطولها و189 سم لعرضها و149,5 لإرتفاعها ولينعكس ذلك على صعيد المقصورة على شكل رحابة عالية سنتناولها في مكان لاحق من هذا الموضوع. فمن الخارج، تنفرد سنتانيال بكميات كبيرة من الكروم اللماع الذي يعزز صورتها المترفة وبالأخص في المقدمة حيث إعتمدت هيونداي على شبك أمامي كبير الحجم تم طلاؤه بالكروم اللماع الذي طاول خلفية المصباحين الأماميين اللذين يبدوان وكأنهما قادمين من المستقبل وطرفي الصادم الأمامي والقسم السفلي من عاكس الهواء المدمج وشارة السيارة الأمامية العلوية التي إعتمدت تصميماً تجريدياً لشكل طائر.

أما في الجوانب، فقد أبقت هيونداي على الطابع التصميمي الكلاسيكي الذي إشتهر في الأجيال السابقة من طرازات أزيرا وبالأخص لجهة تصميم المساحات الزجاجية الجانبية التي تعلو أسطحاً معدنية ملساء لا يعكر صفو إنسيابها أي شئ بإستثناء فتحات الإطارات النافرة نسبياً لإستيعاب عجلات معدنية مطلية بالكروم اللماع بقياس 18 إنش تعتمد تصميماً يقوم على 9 مقابض شعاعية تم تلبيسها بإطارات هانكوك بقياس 245/50 R18. أما في الخلف، فتعتمد سنتانيال مصابيح خلفية تعمل بتقنية LED وتعلو صادماً خلفياً كبيراً زود طرفاه بخط مطلب بالكروم الذي يطاول أيضاً مخرجي العادم المستطيلين والمدمجين بأسفل الصادم.

وتحت هيكلها الكبير، تخفي سنتانيال محركاً من 8 أسطوانات بشكل V سعة 4,6 ليتر يعمل بالتعاون مع عمودي كامة علويين لتشغيل صماماته التي يتحكم بتوقيت عملها جهاز CVVT الذي يساهم في تمكين المحرك من توليد قوة 366 حصاناً تتوفر عند مستوى 6500 دورة في الدقيقة وتترافق مع 324 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه بالتمام والكمال بمجرد إيصال المحرك الى مستوى 3500 دورة في الدقيقة. وهنا، ربطت هيونداي هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية من 8 نسب أمامية متزامنة يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس التي تنقل قوى المحرك الى عجلتي المحور الخلفي اللتين تدفعان سنتانيال من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 6,2 ثانية.

وخلال ظروف القيادة العادية، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ مدى الهدوء التشغيلي للمحرك، خصوصاً أن مهندسي هيونداي عملوا على تزويد علبة التروس ببرنامج عمل يمكنها من التبديل صعوداً بسرعة بهدف توفير الوقود وهذا ما يمكن المحرك من المحافظة على مستويات دوران منخفضة تساهم في هدوءه التشغيلي. أما عند ضغط سنتانيال، فهناك هدير رياضي خجول معزز بتأدية يمكن وصفها بالجيدة، خصوصاً عند الأخذ بعين الإعتبار أن وزن سنتانيال مرتفع ويبلغ 2025 كلغ.

وبإعتبار أن سنتانيال تسعى الى توفير مزايا الراحة المتفوقة والسكون البالغ والترف المطلق التي تتمتع بهما سيارات لكزس ولا تريد أن تنافس سيارات السيدان التنفيذية الكبيرة ذات الروح الرياضية شأن بي ام دبليو فئة 7، كان من المتوقع أن تكون تأديتها الإجمالية على الطرقات المتعرجة عادية وبعيدة عن القيادة الرياضية. ومع ذلك، بدت سنتانيال أثناء قيادتها بين المنعطفات، ثابتة ولكنها أظهرت ميلاً طفيفاً لإنزلاق مقدمتها يعود السبب فيه الى التدخل المباشر والفوري والسريع لجهاز التحكم بالتماسك المميز بحساسيته العالية والذي ما أن يستشعر أن سنتانيال قد تفقد تماسكها حتى يقوم بقطع إمداد القوة عن الإطارات الخلفية لزيادة ثبات القسم الخلفي، الأمر الذي يشعر السائق أن المقدمة قد تنزلق بشكل طفيف. وهنا يكفي أن يرفع سائق سنتانيال قدمه عن دواسة التسارع حتى تستعيد السيارة توازنها.

أما خلال القيادة العادية على الطرقات السريعة وفي المدينة، فتتألق سنتانيال بهدوئها البالغ الذي قد يضطر السائق في بعض الأحيان الى النظر الى عداد دوران المحرك ليتأكد أن المحرك يعمل. وفي هذا السياق، يقوم تعليق سنتانيال الذي يشدد على الراحة والذي يعتمد على المثلثات والأذرع المتضادة في الأمام والوصلات المتعددة في الخلف، بإمتصاص تموجات الطريق ويبعدها بطريقة فعالة عن مقصورة الركاب التي يبدو أن هيونداي وضعت جهوداً كبيرة في سبيل عزلها عن المحيط الخارجي.

وفي سياق الكلام عن الداخل، لا بد من الإشارة الى أن المقصورة رحبة جداً. فمهندسو هيونداي لم يكتفوا بقاعدة العجلات الطويلة، بل عملوا على توضيب مكونات المقصورة بطريقة ذكية نتج عنها مساحات داخلية كبيرة جداً في الأمام والخلف. وتبرز في المقصورة كميات لا تنتهي من الجلود الفاخرة التي تطاول كل ما في المقصورة إبتداءً من لوحة القيادة بطانات الأبواب مروراً بمقاعد السيارة الأربعة ووصولاً الى بطانة السقف. ومع هذه الجلود، هناك تلبيسات خشبية تعزز طابع الترف والفخامة مع بعض القطع البلاستيكية التي تمنينا لو كانت مطلية باللون الأسود ذلك أن لونها الرصاصي القاتم لا يوحي بالجودة.

ومن ناحيتها، تتميز مقاعد سنتانيال الأمامية بقدرتها العالية على توفير مستويات راحة متقدمة جداً وهي توفر تثبيتاً معتدلاً للأجسام مع مساحات داخلية كريمة تمكن السائق والراكب بجانبه من التمتع خلال إنتقالهما على متن كبيرة هيونداي هذه التي زودتها شركتها بلوحة قيادة مترفة يبرز فيها تجويف كبير للعدادات يتميز بسهولة قراءته تماماً كما هو الحال مع الشاشة الوسطية المخصصة لجهاز الملاحة والتي تعلو مجموعة من المفاتيح التي تم تزيينها بساعة وقت تقليدية تضفي المزيد من الروح الكلاسيكية على المقصورة المزودة بعدد كبير من أماكن التوضيب العملانية.

أما في الخلف حيث المساحات الداخلية كبيرة جداً حتى ولو كان المقعدان الأماميان مثبتان الى أقصى الخلف، فقد إستغنت سنتانيال عن المقعد الخلفي لصالح مقعدين منفصلين عن بعضهما البعض بواسطة مسند يد جرى تصميمه على شكل كونسول وسطي مرتفع يحتوي بالإضافة الى مسند اليدين، على حامل لكوبين مع لوحة مفاتيح يمكن عبرها التحكم بالنظام الموسيقي وجهاز الـ DVD الخلفي الذي يعمل عبر شاشة عالية النقاوة تم تثبيتها بين ظهري المقعدين الأماميين ومكيف الهواء وإعدادات المقعدين الخلفيين ومقعد الراكب بجانب السائق وتشغيل نظم تدفئة وتبريد المقعدين الخلفيين وجهاز التدليك الخاص بالراكب الخلفي الأيمن. كذلك يحتوي الكونسول الخلفي على براد يمكنه إستيعاب قوارير المياه الصغيرة الحجم أخذ لنفسه مكاناً نحن مسند اليدين الوسطي الذي يحتوي على مكان مخصص لتوضيب جهاز التحكم عن بعد بجهاز الـ DVD الخلفي. أما مفاتيح التحكم بزجاج النوافذ الخلفية والستائر المخصصة لها، فقد تم تثبيتها في بطانتي البابين الخلفيين.

بإختصار، يمكن القول أن هيونداي سنتانيال تتحلى بقيمة كبيرة مقابل ثمنها وهي واحدة من السيارات المترفة التي تقوم بالمطلوب منها لجهة الراحة والترف والتفرد في طريقة الإنتقال. أما بالنسبة لنا وعلى الرغم من كل الجهود التي تقوم بها هيونداي في سبيل الإرتقاء بصورتها وصورة منتجاتها وعلى الرغم من حملة الجودة التي بدأت تطاول سياراتها خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلا أننا كنا نتمنى لو أطلق على هذه السيارة تسمية مغايرة لتسمية هيونداي كما هو الحال مع علامات لكزس وإنفينيتي لأن ذلك كان سيمكن سنتانيال من إحتلال موقع أسهل في قطاع السيارات المترفة وفرض صورة جديدة كلياً من الترف.

«تنتمي سنتانيال الى قطاع مرسيدس فئة S وبي ام دبليو فئة7 ولكنها تتوفر بأسعار منافسة لكل من فئة E وفئة 5»

«تقف سنتانيال على قاعدة عجلات بطول 304,5 سم نتج عنها سيارة تتميز بحجم خارجي كبير يخفي خلفه مقصورة ذات حجم داخلي أكبر»

«لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ مدى الهدوء التشغيلي للمحرك، خصوصاً أنه مربوط الى علبة التروس تبدل النسب صعوداً بسرعة وهذا ما يمكن المحرك من المحافظة على دوران منخفض»

«في الخلف، إستغنت سنتانيال عن المقعد الخلفي لصالح مقعدين منفصلين عن بعضهما البعض بواسطة كونسول وسطي و.. براد»

المواصفات

هيونداي سنتانيال

4,6 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي

366 حصان عند 6500 دورة في الدقيقة

324 نيوتن متر عند 3500 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 6,2 ثانية

السرعة القصوى: 250 كلم/س ـ الوزن: 2025 كلغ

الطول: 516 سم، العرض: 189 سم، الإرتفاع: 149,5 سم