هيونداي فيلوستر بحاجة الى مزيد من الأحصنة
مواصفات السيارة
- سعة المحرك: 1.6 I4 FWD
- عدد الأحصنة: 128 حصان
- التسارع من 0- 100: 10.0 ثانية
- السرعة القصوى: 195 كلم/س
تركيبة أبواب غريبة مع تصميم مميز يستقطب الأنظار ومقصورة عملانية ذات تجهيزات ممتازة وجودة متقدمة. أما مشكلتها، فتتمثل بحاجتها الى مزيد من الأحصنة
لنفترض أنك واحد من هؤلاء اللذين يريدون سيارة من فئة الكوبيه ولكنك تتمنى بين الحين والآخر لو كانت سيارتك هذه مزودة بأبواب خلفية تمكنك من نقل راكبين في الخلف من دون الحاجة الى النزول من السيارة وتحريك أحد المقعدين الأماميين الى الأمام لفتح المجال لمن يريد الدخول الى الخلف. إذا كنت من هؤلاء، يمكنك أن تلجأ الى ميني وتحديداً الى سيارتها كلابمان التي لا تزال وعلى الرغم من الطابع الشبابي الذي يميز سيارات ميني، من السيارات الرصينة نسبياً، في وقت لا تزال أنت في مقتبل العمر وتريد سيارة تتميز بتصميم شبابي طليعي وفريد من نوعه على أن لا تضطر الى تخصيص ميزانية عالية لدفع ثمن قد يكون مرتفعاً لعدة أسباب قد يكون أقلها سعر صرف العملات مقارنة بالعملة في بلدك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومن جهة أخرى، هل سبق لأي منكم أن تأمل سيارته المفضلة التي تنتمي الى قطاع سيارات الهاتشباك ذات الأبواب الخماسية وتمنى بينه وبين نفسه لو كان بإمكانه أن ينزع الباب الخلفي لهذه السيارة ليحولها الى هاتشباك كوبيه حقيقية؟
في هذه الحال، هناك خيار لا يمكن إغفاله كونه يتميز بالدرجة الأولى، بحضور لافت جداً لا يمكن لأي كان أن يتغاضى عن وجوده، خصوصاً أن شركته قررت توفيره بخيارات من الألوان الخارجية الصارخة. إنه هيونداي فيلوستر التي ما أن تنظر اليها من الجانب الأيسر حتى ترى سيارة من فئة الكوبيه المزودة بثلاثة أبواب. ولكن يمكن لـ فيلوستر هذه أن تجعلك تشعر أنها هاتشباك رياضية عائلية ذات أبواب خماسية في حال إنتقلت الى جانبها الأيمن، حيث قررت هيونداي أن وجود بابين تقليديين (أمامي وخلفي) يفصل بينهما كما العادة في عالم صناعة السيارات، عمود معدني هو العمود B، هو أمر لا بد منه. أما نحن، فنريد إكتشاف نوعية الفوائد التي تترافق مع هذا النوع من التصميم غير المتناظر وما إذا كانت هذه الفوائد جيدة أم لا.
ولكن قبل ذلك، دعونا نتوقف قليلاً عند تصميم هذه السيارة التي كانت من رواد المدرسة التصميمية الجديدة لـ هيونداي والتي تحولت معها سيارات هذه الشركة من مركبات رخيصة السعر والقيمة الى سيارات تتحلى بحضور مميز يخفي خلفه جودة تصنيعية تزيد عن المعدل الذي تعود عليه المستهلك من السيارات الكورية. وعلى الرغم من هيونداي تمكنت عبر الأجيال الجديدة من سياراتها من رفع القيمة مقابل السعر وذلك عبر توفير خيارات غنية من التجهيزات المتطورة، إلا أنه لا يمكن لأي كان أن يتغاضى عن ما قام به قسم التصميم من جهود إنتهت بخلق شخصيات فريدة لسيارات الشركة ومنها فيلوستر التي تعتبر بمثابة المثال الأهم على هذه النتائج.
وهنا، يثير تصميم فيلوستر الكثير من الجدل ذلك أن هناك شريحة من المستهلكين تجد فيها جمالاً أخاذاً، في وقت تعتقد شريحة أخرى أنها سيارة قبيحة المظهر. أما نحن، فلا يمكننا أن ننحاز الى أي من الطرفين ذلك أن الجمال بالنسبة لنا نسبي ولكن ما لا شك فيه أبداً هو أنه لا يمكن لـ فيلوستر أن تتواجد على الطريق من دون أن تلفت الأنظار اليها، خصوصاً مع سقفها البانورامي الذي يبدأ من منطقة المقعد الأمامي ويمتد الى الخلف وصولاً الى منتصف باب مقصورة التحميل الخلفية وذلك من دون إغفال الألوان الخارجية التي تتوفر لهذه السيارة والتي يتسم معظمها بصفتي البراق والغريب.
ومن ناحية أخرى، لا يمكن أيضاً التغاضي عن رد فعل الناس عند رؤيتهم لـ فيلوستر. فمعظمهم أجمع على أن المرء سيشتري سيارة من فئة الكوبيه ذات البابين في حال كان يريد سيارة رياضية وممتعة وأنه لن يهتم لوجود أبواب خلفية لأن إستعماله للسيارة يركز على السائق ومرافقه، إي على منطقة المقعدين الأماميين، في وقت لن يتردد المرء بالحصول على سيارة رباعية الأبواب في حال كان يريد ـ وبشكل مستمر ـ أن ينقل معه مزيداً من الركاب من خلال المقعد الخلفي. ولكن ما أن تواجه هؤلاء بالقول أنك مع فيلوستر، ستحصل على سيارة رياضية من فئة الكوبيه قادرة على التحول الى سيارة ركاب بمجرد أن تستدعي الحاجة، حتى تتبدل معالم الوجه وتبدأ الرؤوس بالتحرك في دلالة الى الموافقة.
وبمجرد الدخول الى مقصورة هذه السيارة، سيلاحظ المرء أن هناك لوحة قيادة معاصرة تتسم بتصميم جميل وفريد وبالأخص لجهة الكونسول الوسطي النافر الذي يسيطر على جانبيه مخرجان عموديان لهواء المكيف يتوسطهما شاشة لجهاز الملاحة والنظام الموسيقي والكاميرا الخلفية وغيرها من المعلومات. وتحت هذه الشاشة، وضعت هيونداي مجموعة من مفاتيح التشغيل المخصصة للتحكم بمكيف الهواء تعلو بدورها مفتاحاً دائرياً كبيراً يكفي أن تضغط عليه لتدب الحياة بالمحرك. ولا تكتفي لوحة القيادة بتصميمها المعاصر وبإحتوائها على مقاطع فضية اللون ومثلثة الشكل جرى تكرارها في الكونسول وفي بطانات الأبواب، بل تتميز بسهولة التعامل معها وبقدرة السائق على الوصول الى مختلف مكوناتها بسهولة ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. وفي هذا السياق، زودت المقصورة أيضاً بعدد وفير من أماكن التوضيب التي غابت عنها الطبقات الأفقية المثبتة للحاجيات والتي تم نشرها في الكونسول ولوحة القيادة وبطانات الأبواب وبعدد آخر من حاملات الأكواب وبمقاعد أمامية ذات قدرات تثبيت معتدلة للأجسام يمكنها توفير مستويات راحة جلوس عالية حتى ولو إستمر الإنتقال بـ فيلوستر لوقت طويل. وهنا، تجدر الإشارة أيضاً الى أن القسم الأمامي من المقصورة مميز بمساحاته الأكثر من كافية لشخصين، في وقت يمكن القول أن القسم الخلفي من المقصورة صغير نسبياً وسيكفي في حال كان راكبا الخلف من أصحاب القامات القصيرة أو الأحجام الصغيرة. أما مقصورة التحميل الخلفية، فهي معتدلة الحجم (440 ليتر) ويمكن زيادة قدرتها التحميلية عند طي المقعد الخلفي وهذا جيد ولكن هذه المقصورة تعاني لجهة حافة تحميلها المرتفعة نسبياً.
ومن ناحية أخرى، تستمر فيلوستر في النهج المعتمد لدى هيونداي والقاضي بتوفير تجهيزات عديدة ترفع القيمة مقابل الثمن وتشمل هذه التجهيزات نظام قفل وفتح عن بعد، تشغيل محرك باللمس، مقاعد جلدية، جهاز للتحكم بالسرعة، قابس USB، نظام بلوتوث لربط الهواتف وأنظمة قراءة الموسيقى الرقمية، شاشة وسطية بقياس 7 إنش، كاميرا خلفية، جهاز ملاحة وغيرها من التجهيزات التي تم توزيعها وعلى غرار تلك التي ذكرناها، بين لائحتي التجهيزات القياسية والإضافية.
ولسيارتها هذه، توفر هيونداي في منطقة الشرق الأوسط محركاً واحداً يتألف من 4 أسطوانات متتالية بسعة 1,6 ليتر يعمل بالتعاون مع جهاز بخاخ متعدد المنافث ونظام للصمامات المتعددة (16) ليولد قوة 130 حصاناً يتم إستخراج حدودها القصوى عند إيصال المحرك الى مستوى 6300 دورة في الدقيقة ولتترافق هذه القوة مع 157 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4850 دورة في الدقيقة. ومع ربط هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب وإنتقال قوى هذا المحرك الى العجلتين الأماميتين للسيارة التي يبلغ وزنها 1210 كيلوغرامات، يمكن لـ فيلوستر وتبعاً لـ هيونداي، أن تنطلق من حالة الثبات التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 11,5 ثانية ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى البالغة 190 كلم/س.
على الطريق وتحديداً في المدينة، تشعرك فيلوستر بالراحة كونها سيارة صغيرة الحجم يمكن المناورة معها في الأماكن الضيقة بسهولة بالغة وهذا ما يحولها الى واحدة من السيارات المرغوبة من قبل الجيل الشاب والجنس اللطيف. وفي المدينة، يعمل المحرك بسلاسة ونعومة ويولد مستويات ضجيج منخفضة تم عزلها عن مقصورة الركاب بطريقة فعالة، في وقت يتميز المقود بليونة عالية يساهم فيها نظام المساعدة الكهربائية الخاص به. أما التعليق، فيميل بمعاييره الى الراحة ويعمل على إمتصاص تموجات الطريق وإنحناءاتها بطريقة جيدة ولا يوصل من تأثيراتها الى المقصورة إلا النذر اليسير.
أما على الطرقات السريعة وبالأخص الملتوية منها والتي تتطلب تأدية رياضية، فتبرز نقطة الضعف الرئيسية لهذه السيارة والمتمثلة بحاجتها الى محرك أقوى. فتحت تأثير الضغط والتسارعات، يشعر المرء أن المحرك صغير وغير قوي وأن التنسيق بينه وعلبة التروس بحاجة الى المراجعة، مع العلم أن علبة التروس توفر تبديلات سلسة وناعمة وفعالة خلال القيادة العادية. أما عند القيادة الهجومية، فيشعر السائق أن علبة التروس تتردد أحياناً في إختيار النسبة اللازمة وهذا ما يضطره الى إعتماد التبديل اليدوي من خلال مقبض علبة التروس. حينها، يزول هذا التردد ولكن الإحساس بأن فيلوستر بحاجة الى المزيد من القوة يبقى مسيطراً.
ومع توجب الإشارة الى أن فيلوستر ليست سيارة سباقية تماماً كما أنها ليست معدة للقيادة الهجومية على الطرقات أو الحلبات، تتوجب الإشارة أيضاً الى أن مستويات تماسك هذه السيارة مع الطريق خلال مختلف ظروف القيادة جيدة بسبب وزن المحرك المتدني وتوزيع الوزن الجيد بين مقدمة السيارة وجزئها الخلفي وبسبب تعليقها الذي يعتمد على نظام قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام والتي يقابلها في الخلف محور إلتوائي. وهنا يلعب جهاز التحكم بالتماسك دوراً فعالاً في زيادة القدرات التماسكية وبالأخص في المنعطفات حيث تظهر فيلوستر تحت تأثير التسارعات المفاجئة ميلاً طفيفاً لإنزلاق مقدمتها سرعان ما يسيطر عليه جهاز التحكم بالتماسك ممكناً السيارة من البقاء في خط سيرها الصحيح.
أخيراً ولإنهاء ما بدأناه مع هذه التجربة، يمكن القول أن هذه السيارة تريد أن تأخذ لنفسها مكاناً في الوسط بين الكوبيه والهاتشباك ذات الأبواب الخمسة وهذا أمر تمكنت من تسجيل النجاح فيه، تماماً كما تمكنت من التفوق لجهة التصميم الذي إعتمدته والذي يوفر لها شخصية فريدة وحضوراً لافتاً وبالأخص عندما تعتمد لها علي اللون الأخضر الذي تألقت به سيارة التجربة. كذلك يمكن القول أن فيلوستر نجحت في إمتحان القيمة مقابل الثمن ذلك أنها متوفرة مع عدد كبير من التجهيزات التي لم تكن تتوفر في السيارات الصغيرة سابقاً أو في السيارات الكورية عموماً، في وقت يلعب ثمنها المتواضع دوراً كبيراً في إقبال الجيل الشاب عليها، خصوصاً أن شركتها ووكلائها يوفرون معها ضمانات طويلة الأمد مع برامج صيانة مغرية.
وفي حال كنت عزيزي القارئ من السائقين اللذين يريدون التميز من دون تخصيص ميزانيات كبيرة على أن تكون العملانية وسهولة الإستعمال والجودة التصنيعية والشكل الحسن ضمن أولوياتك المهمة، فـ فيلوستر تشكل واحداً من خياراتك الأولى. أما إذا كنت تريد أن تضيف التأدية الرياضية المتقدمة الى ما سبق ذكره من عناصر، فسيتوجب عليك أن تبدأ بمطالبة هيونداي بإستقدام فيلوستر المزودة بمحرك 1,6 ليتر مع توربو قادر علي توفير قوة تتراوح في حدود 200 حصان الى المنطقة.