يستحق التوقف عنده فورد إكسبلورر
-
1 / 20
لطالما كانت فورد إكسبلورر عبارة عن شاحنة متخفية بثوب سيارة رياضية متعددة الإستعمال ولكنها اليوم تحولت الى كروس أوفر من الحجم الكبير يعتقد حسان بشور أنها باتت متمدنة جداً
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أعتقد أن كل من سبق له أن قاد الجيل الأسبق من فورد إكسبلورر الذي كان قيد الإنتاج بين العامين 2006 و2010 يعلم جيداً أن هذه السيارة كانت عبارة عن شاحنة خفيفة متخفية بثوب سيارة رياضية متعددة الإستعمال وأنها كانت تعاني من إنقيادية سيئة، مع العلم أنها كانت من السيارات الجيدة عندما يتعلق الأمر بالقيادة خارج الطرقات المعبدة. كذلك يعلم متتبعو إكسبلورر أن هذه السيارة عملانية وتصلح للإستعمالات العائلية ولكنها تعاني من جودة تصنيعية متدنية.
أما اليوم ومع الجيل الحالي من هذه السيارة، فيبدو أن فورد باتت على يقين أن نجاح سياراتها لا يتوقف عند حدود القارة الأميركية الشمالية حيث كانت العادة أن يستبدل المستهلك سيارته بأخرى جديدة كل عامين أو ثلاثة على الأكثر. ففي ظل الأزمة الإقتصادية، تحول المستهلك الأميركي والعالمي الى مستهلك من نوع جديد يعي أهمية الجودة والتكاليف التشغيلية والسعر عند إعادة البيع وهذا أمر أجبر كافة صانعي السيارات ومنهم فورد الى إعادة النظر بالعوامل التي سبق ذكرها والتي نتج عنها قرار بالتركيز على الجودة بشكل عام. أما في حالة إكسبلورر التي باعت منها فورد أكثر من 4 ملايين سيارة في الولايات المتحدة الأميركية، فلم ينحصر القرار بالجودة وحسب، بل شمل وجوب تصميم سيارة جديدة بالكامل تتمتع بمواصفات السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال على أن تتحلى بإنقيادية جيدة على الطرقات بمختلف أنواعها وبالأخص المعبدة منها، خصوصاً أن نسبة إستعمال مالكي هذا النوع من السيارات يتم بمعدل لا يقل عن 90 بالمئة على الطرقات المعبدة. ومن هنا، خضعت إكسبلورر الجديدة التي أطلقت منذ حوالي العام لعملية إعادة تصميم شاملة قررت خلالها فورد أن تطور نقاط القوة التي كانت أجيال إكسبلورر السابقة تتمتع بها وأن تعمل على إلغاء نقاط الضعف.
ولأن مبيعات السيارات التي تعتمد مبدأ السلم (هيكل مثبت على قاعدة أفقية بشكل السلم الخشبي) تعاني عادةً من إنقيادية سيئة تؤثر سلباً على القيادة اليومية ولأن الراغبين بهذا النوع من السيارات بدأوا بالتحول الى سيارات الكروس أوفر التي تعتمد قواعد مماثلة لتلك التي تتوفر للسيارات السياحية، قررت فورد أن تعيد بناء إكسبلورر من الصفر مستفيدةً من عملية مشاركة سياراتها لعدد من القواعد والمحركات والتجهيزات. وفي هذا الإطار، تم بناء إكسبلورر على قاعدة سيارات القطاع D التي كانت معتمدةً لـ فورد فريستايل ولكن بعد تطويرها لخفض الأوزان غير المنبوضة في الأمام ولزيادة قدرتها على تحمل الصدمات الأمامية. كذلك نالت هذه القاعدة تعديلات طاولت جهازي التعليق الأمامي والخلفي وذلك بعد أن تمت تقوية مختلف أجزاءها بهدف زيادة صلابة الهيكل وقدراته الإلتوائية.
وفي هذا السياق، يمكن القول أن هذه السيارة هي إكسبلورر الأولى التي تعتمد مبدأ الهيكل الأحادي المعتمد عادةً في السيارات السياحية وهذا ما إنعكس في صالحها، خصوصاً أن فورد بنتها على قاعدة بطول 284,5 سم وهذا ما مكنها من زيادة أبعادها الخارجية بمعدل 9,4 سم للطول الإجمالي الذي يبلغ 500,6 سم و13,2 سم للعرض الذي وصل الى 200,4 سم، في وقت تدنى وزنها ليبلغ 2132 كلغ. ومع هذه الزيادات، تمكنت فورد من توفير مقصورة رحبة تتحلى بمساحات داخلية كريمة في منطقتي المقاعد الأمامية والوسطية عززتها بمساحات معتدلة في منطقة صف المقاعد الخلفي. ولم تكتفي فورد بذلك، بل أضافت الى مقصورة إكسبلورر التي إزداد الفارق بينها وبين مقصورة الجيل الأسبق بمعدل الضعف لجهة الجودة، مجموعة كبيرة من تجهيزات الراحة، في وقت تم وضع جهود كبيرة جداً في سبيل تصميم المقصورة بشكل يرفع راحة الأنتقال ويعزز عملانية الإستعمال ويحول قضاء الوقت داخل المقصورة الى أمر ممتع.
فلوحة القيادة مثلاً، باتت تسير في ركب تصميم لوحات القيادة الجديدة لدى فورد. وهي تعتمد على تجويف عدادات يقوم على عداد رئيسي ووسطي للسرعة يحيط به عدادات رقمية تشير الى مختلف وظائف السيارة يمكن للسائق أن يقرر نوعيتها. أما الكونسول الوسطي، فيحتوي على شاشة كبيرة لعرض معلومات جهاز الملاحة، النظام الموسيقي ومعايير ضبط مكيف الهواء وهي تعلو نظاماً موسيقياً متطوراً من سوني. ومن جهة أخرى، تم تزويد إكسبلورر بالجيل الجديد من نظام MyFord Touch الذي سيتطلب من مالكي هذه السيارة بعض الوقت للتأقلم مع وظائفه التي تشمل نظام بلوتوث للإتصالات اللاسلكية، بطاقة SD لخرائط جهاز الملاحة، قابسي USB مع قوابس صوت وفيديو ومدخل لبطاقات SD المخصصة للموسيقى. وهنا، لم تكتفي إكسبلورر بذلك، بل أضافت الى ما سبق وفي طرازات القمة طبعاً، قدرة الإتصال بشبكة الإنترنت، التواصل مع موقع iTunes، تقنية MyKey التي يمكن معها برمجة مفتاح السيارة عند إعارتها للمراهقين أو السائقين الجدد بحيث لا يمكن تعدي سرعة معينة ولا يمكن رفع صوت النظام الموسيقي لأكثر من حد معين وتشجيعهم على إستعمال أحزمة الأمان والقيادة بشكل يخفض الإستهلاك والإصدارات، جهاز التحذير من وجود سيارة في الزوايا الخلفية الميتة التي لا يمكن رؤيتها في المرايا، شاشة وسطية بقياس 8 إنش لعرض معلومات جهاز الملاحة. ويمكن أيضاً طلب إكسبلورر في بعض الأسواق مع نظام إتصال لاسلكي بشبكة الإنترنت يمكن معه للركاب أن يتصلوا بالشبكة المذكورة لمتابعة ما يصلهم من رسائل إلكترونية.
وبالإضافة الى مقبض علبة التروس وحامل لكوبين، تضم أرضية الكونسول الوسطي مفتاحاً دائرياً يعمل في فئات إكسبلورر المزودة بنظام الدفع الرباعي على التحويل بين أربعة برامج قيادة تبدأ بالبرنامج العادي المخصص للقيادة اليومية على الطرقات المعبدة وتمر ببرنامج الوحول والأخاديد والذي يتم إعتماده عند الإنتقال الى المناطق الموحلة. أما برنامج الرمال، فهو مخصص كما تدل التسمية للقيادة في الدروب الرملية على أنواعها، في وقت يحمل البرنامج الرابع تسمية الثلج وهو مخصص للقيادة على الطرقات والدروب المكسوة بالثلوج.
هذا ويتحكم برنامج التحويل بين أنماط القيادة بمدى تجاوب دواسة التسارع وطريقة تبديل نسب علبة التروس ويعدل طريقة تدخل جهازي التحكم بالتماسك والثبات. كذلك يتوفر إكسبلورر مع جهاز التحكم بنزول المنحدرات القاسية ومع جهاز Advance Trac للتحكم بالتوازن ومع نظام خاص للتحكم بالمنعطفات يقوم بمساعدة وإرشاد السائق في حال وصل الى منعطف ما بسرعة عالية. وعن إفتقاد إكسبلورر لنظام الدفع الرباعي البطئ، تقول فورد أن دراساتها تشير الى أن الأكثرية العظمى من زبائن سيارات الـ SUV المتوسطة الحجم تقود سياراتها على الطرقات المعبدة بمعدل 90 بالمئة من الوقت إن لم يكن أكثر.
وفي سياق الكلام عن التجهيزات، لا بد من الإشارة الى أن فورد كانت على علم بأن الجيل الأسبق من إكسبلورر كان يعاني على صعيد جودة المواد المعتمدة في مقصورته. ومن هنا لم تكتف فورد بإعادة تصميم المقصورة، بل ركزت على نوعية المواد ولتخرج بمقصورة تتميز بجودة عالية وبالأخص في الأقسام العلوية من لوحة القيادة وبطانات الأبواب. أما الأجزاء السفلية وعلى الرغم من أنها مصنوعة من مواد بلاستيكية، إلا أنها تتمتع بملمس ناعم وبألوان قاتمة تبعد عنها الطابع البلاستيكي. ومن ناحية أخرى، أنفقت فورد ميزانية كبيرة على الأصوات داخل السيارة. فالجيل الأسبق كان يعاني من صدور أصوات متواصلة مصدرها حركة القطع الداخلية. أما مع الجيل الحالي، فقد تبدلت المعطيات إذ جرى التركيز التام على إلغاء معظم ما يمكنه أن يصدر أي صوت كان. وفي هذا السياق، جرى تعزيز ذلك عبر تزويد إكسبلورر بما يلزم لخفض ضجيج السير وبزجاج أمامي معالج لإمتصاص الأصوات، بالإضافة الى إجراء عمليات عزل صوتي مكثفة للمقصورة. كذلك جرى عزل التعليق الخلفي وتزويد الحائط الفاصل بين مقصورتي الركاب والمحرك بمواد عازلة.
ولـ إكسبلورر، توفر فورد محرك V6 بسعة 3,5 ليتر تمت إستعارته من الشقيقة توروس، إلا أنه مع إكسبلورر يولد قوة 290 حصاناً عند 6500 دورة في الدقيقة تترافق مع 346 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة تنتقل الى العجلات الأمامية في طرازات القاعدة والى العجلات الأربع في طرازات القمة عبر علبة تروس أوتوماتيكية تتألف من 6 نسب يمكن التحكم بنقلها يدوياً. وتوفر فورد في بعض الأسواق محركاً آخراً من 4 أسطوانات متتالية من فئة إيكوبوست بسعة ليترين مع توربو يفترض به أن يولد 460 نيوتن متر من عزم الدوران معززة بـ 330 حصاناً.
وخلال التجربة، لم يتوقف إكسبلورر عن التأكيد أنه تحول الى كروس أوفر من الحجم المتوسط الكبير وأنه بات يتميز بالمدنية التي كانت من أبرز نقاط ضعفه في السابق، خصوصاً أنه بات اليوم يتمتع بتماسك متقدم ومعزز بمستويات راحة عالية تمكنه من لعب دور سيارة العائلة اليومية، سواء كانت القيادة على الطرقات السريعة أو في أحياء المدينة الضيقة. وفي هذه الحال، تتميز إكسبلورر بكاميرا خلفية مع خطوط متحركة للدلالة الى إتجاه حركة السيارة وبجهاز آلي لركن السيارة يمكن معه لأقل السائقين مهارة أن يركن إكسبلورر بسهولة بالغة.
في النهاية، يمكن القول أن ما ناله إكسبلورر من تطوير يعتبر بمثابة خطوة كبيرة جداً إن لم نقل نوعية قامت بها فورد في الإتجاه الصحيح، خصوصاً أن هذا التطوير لم يركز على التصميم والجمالية وحسب، بل طاول الجودة في المقصورة التي تم حشوها بآخر ما توصلت اليه تقنيات فورد في مجال التواصل والإتصالات وهذا ما سيساعد فورد في وضع سيارتها هذه في مقام أعلى مما كان عليه جيلها الأسبق. ومع أننا لم نختبر إكسبلورر على الطرقات الوعرة، إلا أن تجربتنا له على الطرقات المعبدة أكدت لنا أنه دخل في مرحلة من النضوج التام وأنه من السيارات التي تستحق بالتأكيد الوقوف عندها في حال كان المرء يرغب بسيارة تنتمي الى قطاع سيارات الكروس أوفر المتوسطة ـ الكبيرة.
«جرى وضع جهود كبيرة جداً في سبيل تصميم المقصورة بشكل يرفع راحة الأنتقال ويعزز عملانية الإستعمال ويحول قضاء الوقت داخل المقصورة الى أمر ممتع»
«تم بناء إكسبلورر على قاعدة سيارات القطاع D ولكن بعد تطويرها لخفض الأوزان غير المنبوضة في الأمام ولزيادة قدرتها على تحمل الصدمات الأمامية»
«في حالة إكسبلورر التي باعت منها فورد أكثر من 4 ملايين سيارة في الولايات المتحدة الأميركية، كان القرار بتحسين الجودة ووجوب تصميم سيارة تتحلى بإنقيادية جيدة»
«ليس محرك أكسبلورر من المحركات الرياضية ولكنه قادر على جر وزنها المرتفع بيسر مع العلم أنه قادر على توفير مستويات إستهلاك متدنية جداً»