يشهد سوق مبيعات السيارات المستعملة السعودية يشهد طفرة نمو
شهدت قطاعات السيارات المستعملة وما بعد البيع في المملكة العربية السعودية طلباً متجدداً في الآونة الأخيرة
أجرت شركة غلاسكو للأبحاث والاستشارات تقييماً استراتيجياً متعمقاً لسوق سيارات الركاب المستعملة في المملكة العربية السعودية، يظهر فيشال باندي، الشريك الإداري للشركة، على بعض النتائج الرئيسية للتقرير.
شهدت قطاعات السيارات المستعملة وما بعد البيع في المملكة العربية السعودية طلباً متجدداً في الآونة الأخيرة، من المتوقع أن ينمو سوق السيارات المستعملة بمعدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 5.5% و 6.3% خلال الفترة من 2019 إلى 2025، ومن المتوقع أن يحقق السوق إيرادات تبلغ 28.7 مليار دولار بحلول عام 2025.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كان هناك انخفاض بنسبة 65 % في مبيعات السيارات الجديدة في عام 2020 بسبب الإغلاق الكامل بسبب كوفيد 19، استمر هذا الانخفاض في مبيعات السيارات الجديدة لأكثر من عام، مع فرض الحكومة قيوداً على الحركة وتعرض الاقتصاد لانتكاسة، بطبيعة الحال، انخفض عدد الأقدام في صالات عرض السيارات.
ومع ذلك، مع استمرار انتشار الفيروس، كان هناك تحول نحو امتلاك السيارات الخاصة، أدى ذلك إلى ظهور سوق السيارات المستعملة حيث بدأ الناس في البحث عن سيارات بأسعار معقولة للتنقل اليومي والسفر لمسافات طويلة، يقدّر المستهلكون بشدة السيارات الأقل عمراً والعلامات التجارية الشهيرة ذات قيمة إعادة البيع الجيدة.
العوامل المؤثرة في زيادة عدد السيارات المستعملة
على الرغم من أن جائحة كوفيد 19 مسؤولاً إلى حد كبير عن الزيادة في سوق السيارات المستعملة، إلا أن العوامل المالية والاقتصادية الأخرى لعبت دورها في تسريع النمو، لمواجهة التأثير المالي والاقتصادي لـكوفيد 19، رفعت المملكة العربية السعودية ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15%، اعتباراً من 1 يوليو 2020، تضمن الارتفاع في ضريبة القيمة المضافة زيادة حتمية في أسعار السيارات الجديدة.
بسبب الإغلاق، أرجأ العديد من العملاء قراراتهم بشراء سيارات جديدة، جاء هذا القرار مدفوعاً بالإعلان عن رفع ضريبة القيمة المضافة، لقد أعطى الزخم اللازم لسوق السيارات المستعملة، والذي من المتوقع أن يشهد نمواً مستمراً في السنوات القادمة، المستهلكون المهتمون بشراء سيارة جديدة قاموا بتبادل سيارتهم الحالية قبل ارتفاع الأسعار أثناء التنفيذ المسبق لمرحلة ضريبة القيمة المضافة، النتيجة: فائض مبيعات السيارات المستعملة.
ما يقرب من 50% من السكان في المملكة العربية السعودية تبلغ أعمارهم 30 عاماً أو أقل، مع انخفاض الدخل في المستهلك، يفضل الشباب السيارات المستعملة على السيارات الجديدة.
الوافدون شراء السيارات المستعملة
هناك شريحة كبيرة أخرى من العملاء من مشتري السيارات المستعملة من الوافدين، غالباً ما يكون العديد من الوافدين بعقود قصيرة الأجل مع أصحاب العمل ويفضلون شراء سيارة مستعملة بدلاً من دفع مبلغ كبير مقابل سيارة جديدة تماماً، ونتيجة لذلك، فإن المهنيين العاملين والمغتربين يشكلون الشريحة الرئيسية من مشتري السيارات المستعملة.
مع تجميد السفر المحلي والدولي بين السكان المغتربين، كان هناك إمداد هائل من السيارات المستعملة من شركات التأجير والمغتربين الذين غادروا إلى بلدانهم الأصلية باعوا سياراتهم بأسعار منخفضة، مع دخول هذه السيارات إلى السوق، انخفض سعر السوق للسيارات المستعملة لفترة وجيزة.
على خلفية هذين التطورين، شهد سوق السيارات المستعملة طفرة حيث بدت السيارات المستعملة كخيار ميسور التكلفة لامتلاك سيارة خاصة أثناء وبعد الوباء.
فرص جديدة في سوق السيارات المستعملة
مع طفرة سوق السيارات المستعملة، يتوسع سوق المكونات والملحقات بسرعة، من المرجح أن تتطلب السيارات المستعملة استبدالاً أسرع للجزء أو فشل مكونات السيارات الأخرى.
كما أن زيادة الوعي بين سائقي المركبات لتعزيز أداء السيارة وكفاءتها من حيث المظهر والسرعة والسلامة يساهم أيضاً في نمو السوق لمكونات وملحقات ما بعد البيع.
علاوة على ذلك، تؤدي الخدمات الإضافية على السيارات المستعملة إلى نمو سوق السيارات المستعملة، مع إطلاق مجموعات السيارات ميزات جديدة، يميل مالكو السيارات الحاليون إلى ترقية سياراتهم بأحدث الميزات.
يعمل التجار على تحسين نماذج أعمالهم للاستفادة من سوق السيارات المستعملة المتنامي، يضمن التجار ضمان وخدمة ما بعد البيع لزيادة ثقة المستهلكين في السيارات المستعملة، من المتوقع أن يتوسع العدد المتزايد من تجار التجزئة الذين يقدمون خدمات ما بعد البيع للسيارات، سواء عبر الإنترنت أو في المتاجر، في السنوات القادمة، مما يعزز الصناعة.
هذا الطلب على مكونات ما بعد البيع يمكن أن يخلق أيضاً إمكانات هائلة لمصنعي المعدات الأصلية، من خلال الدخول في مجال صناعة السيارات المستعملة، يمكن لمصنعي المعدات الأصلية فتح مصادر دخل بديلة، وكذلك توسيع علاقة العملاء واقتراح العلامة التجارية، يمكن لمصنعي المعدات الأصلية، على سبيل المثال، تقديم عروض ذات قيمة مضافة، وشهادة للسيارة، وعمليات فحص ما قبل الشراء وما بعده.
تعتبر شهادة المركبات عاملاً مهماً في بناء ثقة المستهلك في سوق السيارات المستعملة، أبدى المشترون اهتماماً كبيراً بشراء سيارات مستعملة معتمدة، يقدم العديد من تجار السيارات المستقلين شهادات للسيارات المستعملة مع تقارير فحص مفصلة متاحة للمستهلكين.
خيارات تمويل السيارات المستعملة
مع نمو صناعة السيارات المستعملة في نضجها، ستدخل المزيد من خيارات التمويل إلى المشهد، من المتوقع أن يزداد عدد الأدوات المالية لشراء السيارات المستعملة، القرار الأكثر عقلانية لأن المستهلكين يقظون من الناحية المالية ويبحثون عن خيارات سيارات ميسورة التكلفة.
في عام 2019، تم بيع ما يقرب من 20% من المركبات على الطرق في سوق السيارات المستعملة، في السنوات الخمس المقبلة، من المرجح أن تزداد هذه النسبة لصالح المركبات المستعملة، سيستفيد اللاعبون عبر الإنترنت من هذا وسيوفرون قيمة جيدة مقابل المال، نظراً لأن هذا سيؤدي إلى التوسع في السيارات المستعملة في السوق، يمكن للمستهلكين الذين يتطلعون إلى شراء سيارة تأمين صفقة جيدة على هذه المركبات.
اتجاه السعوديون نحو التغير والاستبدال
إن تصور تجار السيارات المستعملة هو أن السعوديين يستبدلون سياراتهم كل 2 إلى 4 سنوات، في حين أن معظم الوافدين يغيرون سياراتهم بعد 4 سنوات في المتوسط، ومع ذلك، نظراً لسيناريو الوباء الحالي، ودخول السعوديين الأصغر سناً إلى القوى العاملة والسماح للنساء بالقيادة، فمن المرجح أيضاً أن يحتفظ السعوديون بسياراتهم لفترة أطول ومن المرجح أن ينتقل متوسط عمر معظم عمليات البيع المستعملة إلى 5 إلى 6 سنوات.
بشكل عام، يتم بيع السيارات الجديدة من العلامات التجارية اليابانية بعد 4 إلى 6 سنوات من الملكية، مقارنة بالموديلات الأمريكية والأوروبية التي تباع بعد 2 إلى 4 سنوات.
تعتبر قيمة إعادة بيع السيارات اليابانية (خاصة تويوتا) أعلى من السيارات الأوروبية والأمريكية، حيث يرى السوق أن السيارات اليابانية تتمتع بأداء أفضل في الظروف السعودية، وتكلفة ملكية منخفضة نسبياً، وعدد أميال أفضل، وسهولة توافر قطع الغيار، وأيضاً أقل، سعر قطع الغيار.