يوم الكسل العالمي - هل تجعلنا السيارات كسالى؟
في كل عام، وتحديدًا في العاشر من شهر أغسطس، يحتفل البعض بيوم الكسل العالمي، قد تبدو فكرة هذا اليوم سخيفة للغاية، لكن إذا فكرت جيدًا في المعنى الحقيقي والهدف منها، ستجد أنها فكرة جيدة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لا أحد يعرف من هو الذي اقترح فكرة يوم الكسل العالمي، لكن الواقع يقول إن العمل وضغوطات الحياة الدائمة التي نعيشها، تسبب لنا حالة من التوتر والقلق، لهذا السبب، من الضروري إيجاد وقتٍ للراحة والقيام بـ "لا شيء" على الإطلاق.
إن الكسل هي صفة سيئة بالنسبة لجميع البشر، لكن الكسل لفترةٍ محدودة بين الحين والأخر يمكن أن يشكل طريقة لاستعادة الطاقة والنشاط من جديد. وهذا هو هدف يوم الكسل العالمي، التذكير بضرورة ترك كل الالتزامات والمواعيد والأعمال، والراحة من خلال عدم القيام بأي شيء.
هل تجعلنا السيارات كسالى؟
نوعًا ما، جعلت السيارات حياتنا أسهل بكثير، لكن الاعتماد عليها في التنقل والوصول للأماكن التي يمكن الوصول إليها سيرًا على الأقدام يمكن أن يشكل مشكلة حقيقية، لأن ذلك يقلل من نشاط وحركة البشر، وهذا ما أكد العلماء والباحثون تأثيره السلبي على صحتنا، ففي المجتمعات التي يستخدم سكانها السيارات في معظم نشاطاتهم، ازداد عدد من يعانون من الخمول والكسل والبدانة، وما يرتبط معها من أمراض مزمنة وخطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
والأكثر إثارة للقلق، هو الحماس الشديد لتقنية السيارات ذاتية القيادة، فهذه السيارات بالإضافة إلى تقليل نشاطنا الحركي أثناء ركوبها، ستجعلنا أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا من خلال تسليمها مقود سياراتنا، سيؤثر ذلك سلبًا علينا بكل تأكيد، فالكسل لا يرتبط بالنشاط الحركي فقط، بل يرتبط بالنشاط الفكري واليقظة والتركيز أيضًا، ويمكن أن يؤدي الاعتماد أكثر على التكنولوجيا إلى جعل أدمغتنا أقل نشاطًا، وهذا سيحفز شعورنا بالكسل أكثر فأكثر.
ما الذي تقوله الدراسات؟
يقول الباحثون أن البشر الكسالى هم الذين ألهموا صناع السيارات إلى تطوير سيارات ذاتية القيادة. بغرض تولي مهمة القيادة بدلًا منهم. حيث أظهر استطلاع رأي بريطاني لسائقي السيارات أن الرحلات القصيرة تتم بالسيارة إلى حد كبير من أجل الراحة، واعترف 97 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أنه يمكنهم المشي بدلا من ركوب السيارة. وقال واحد من كل ثلاثة أشخاص تم استطلاع رأيهم إنهم يستخدمون السيارة بانتظام في الرحلات القصيرة التي يعرفون إمكانية إكمالها بسهولة سيرًا على الأقدام.
نصيحة لك
اتبع هذه النصائح لتقليل الوقت الذي تقضيه في القيادة:
- فكر في المشي أو ركوب الدراجة عندما تستطيع فعل ذلك.
- إذا كان متجر البقالة قريبًا من منزلك ويمكن الوصول إليه سيرًا على الأقدام، فافعل ذلك في كل مرة تريد فيها شراء أي شيء.
لقد تم اختراع السيارات لتحسين حياتنا وليس لجعلها أسوأ، لا تجعل السيارات سببًا لإصابتك بالبدانة أو الكسل، كن نشطًا ولا تستخدم سيارتك إلا عند الضرورة. هذا لن يساهم في جعلك نشيطًا أكثر فحسب، بل سيساهم أيضًا في تقليل التلوث وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون التي تؤدي للاحتباس الحراري.