مبيعات السيارات الصينية في الإمارات تشهد ارتفاعا كبيرا لانخفاض التكلفة

ارتفعت شعبية السيارات الصينية في الإمارات العربية المتحدة بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث سجلت إحدى الشركات المصنعة أرقام مبيعات قياسية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.

قالت بوابة السيارات يلا موتور إن شركة إم جي الصينية كانت رابع أعلى علامة تجارية مبيعاً في الإمارات من يناير إلى مارس، خلف العملاقين اليابانيين تويوتا ونيسان وشركة هيونداي الكورية. سجلت مبيعات إم جي على أساس سنوي زيادة بنسبة 86% تقريباً.

باعت شركة جيلي للسيارات، التي وزعتها في الإمارات العربية المتحدة من قبل المركز الميكانيكي للخليج العربي، أكثر من 1000 سيارة في الأسابيع الستة منذ افتتاح صالة العرض في دبي في مايو.

افتتحت جيلي المركز الميكانيكي للخليج العربي صالة عرض ثانية في الشارقة لتلبية الطلب في دبي والإمارات الشمالية ولديها خطط لافتتاح معرض ثالث في أبوظبي هذا العام.

ارتفاع مبيعات السيارات الصينية في الإمارات

محلياً، قال سائقو السيارات إنهم يفضلون القيمة مقابل المال والميزات الإضافية التي يحصلون عليها مع الشركات المصنعة الصينية مثل جيلي وبي واي دي و GAC.

شرح أحد المقيمين في دبي كيف تخلى عن سيارته بي إم دبليو X5 من أجل سيارة GAC Trumpchi هذا العام.

قال سلطان قاضي، مدير بإحدى شركات النفط والغاز: "كنت دائماً رجل سيارات الدفع الرباعي، لذا كان من المهم ألا أفقد الجودة، كان العامل الحاسم هو أنها فعالة من حيث التكلفة، دون المساومة على الميزات المتاحة. لكن الفرق بين ما كنت أدفعه مقابل سيارتي القديمة مقارنة بما أحصل عليه مقابل هذا مذهل."

يدفع السيد قاضي حوالي 2000 درهم (544 دولاراً) شهرياً لاستئجار سيارته الحالية، بعد أن امتلك سابقاً سيارته الأخيرة.

وقدر أنه وفر حوالي 500 درهم شهرياً على الوقود، على الرغم من امتلاكه لمحرك مماثل الحجم وقيادة نفس المسافات كما كان من قبل.

أنتجت الصين أكثر من 26 مليون سيارة في عام 2021، وفقاً لأحدث البيانات المتاحة من المنظمة الدولية لمصنعي السيارات (OICA).

وكانت الولايات المتحدة هي أقرب منافس لها، حيث أنتجت 9.17 مليون سيارة خلال نفس الفترة.

كما صدرت الصين أكثر من مليون سيارة في الربع الأول من العام، وفقاً لجمعية مصنعي السيارات في البلاد. وهذا يعني أنها أطاحت باليابان من مكانتها كأكبر مصدر للسيارات في العالم.

السيارات الصينية مزايا أكثر بأسعار معقولة

قالت شميلة شهزادي، محللة البيانات الباكستانية البالغة من العمر 32 عاماً، والتي اشترت للتو سيارتها الأولى - Atto 3 من شركة بي واي دي لصناعة السيارات الكهربائية: "كانت التكلفة هي العامل الرئيسي وراء قراري. إنها السيارة الأولى من أي نوع التي اشتريتها بنفسي وكان سعرها أقل بكثير من السيارات الأخرى التي فكرت فيها".

وتابعت: "كان شراء سيارة كهربائية هدفاً طويل الأمد، لكنني شعرت الآن أنه يمكنني الحصول على القيمة المناسبة مقابل المال."

تبلغ تكلفة سيارة Atto 3 SUV الجديدة 150000 درهم إماراتي. لإعطاء مثال على الفرق في التكلفة، فإن شراء سيارة مرسيدس EQE SUV جديدة من شأنه أن يبدأ من 290.000 درهم.

قال مسؤول بارز من بوابة المبيعات المبوبة دوبيزل، إن هناك زيادة ملحوظة في مبيعات السيارات الصينية في الإمارات، مع كون التكلفة هي العامل المهيمن.

قال كريستوفر ميلبورن، مدير وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى في الشركة: "لقد أثرت تكلفة المعيشة بالتأكيد على العملاء عندما يتعلق الأمر بشراء السيارات، بما في ذلك السيارات الصينية. في هذه الأوقات الصعبة، يبحث الناس عن طرق لتوفير المال."

وأوضح كيف اكتسبت عدد من العلامات التجارية جاذبية كبيرة في الإمارات العربية المتحدة في الأشهر الأخيرة بسبب تكلفتها الأقل.

قال السيد ميلبورن: "لقد ازدهرت العلامات التجارية مثل إم جي، وتشانجان، و Jetour، وJAC، و GAC، و جيلي وغيرها في السوق بسبب أسعارها المعقولة وعروضها داخل السيارة وخارجها".

وتابع: "لقد نجح المصنعون الصينيون في توفير بدائل أكثر بأسعار معقولة، مما يجعل سياراتهم جذابة للعملاء المهتمين بالتكلفة."

المزيد من السيارات الكهربائية على طرق الإمارات

بينما يتزايد الطلب على المركبات الكهربائية طوال الوقت، لا تزال غالبية السيارات المباعة هي تلك التي تعمل بالبنزين والديزل. وأوضح ميلبورن أن السوق الصيني هنا لا يختلف.

فقال: "لا تزال السيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة تشكل جزءاً صغيراً نسبياً من السوق، ويقوم المصنعون الصينيون بإدخال خيارات المحركات الكهربائية ومحركات الاحتراق".

شرح سونيل مخيجا، المقيم في دبي، كيف كان موديل معين من السيارات الكهربائية الصينية هو سيارة أحلامه.

قال مخيجا، وكيل عقارات هندي: "ما قلب الموازين بالنسبة لي هو أنني لم أرغب في شراء أي علامة تجارية قديمة. لقد طلبت Atto 3 ودفعت حوالي 150.000 درهم مقابل ذلك".

وتابع: "لقد كان سعراً معقولاً بالنسبة للآخرين مما رأيته في السوق ولأن وارن بافيت قد استثمر في بي واي دي، فقد كانت علامة تجارية كنت أنتظر مجيئها إلى الإمارات العربية المتحدة."

شعبية السيارات الصينية

قال أحد الخبراء إن السيارات الصينية تحظى بشعبية كبيرة بسبب القيمة التي تقدمها مقارنة بالسيارات من الأسواق الأخرى.

يحصل العملاء على 30 إلى 40% من الميزات الإضافية على السيارات الصينية التي يقومون بشرائها.

لا يزال هناك تردد بين العديد من سائقي السيارات في أن شراء سيارة مصنوعة في الصين ينطوي على مخاطر، لكن هذه الأرقام تتضاءل.

الكثير من العلامات التجارية الصينية كانت موجودة هنا منذ سنوات، ولكن بكميات منخفضة، أنت الآن ترى الكثير منها على طرق الإمارات العربية المتحدة، وهذا يمنح الآخرين الثقة في الخروج وشرائها.

الفطيم هو وكيل آخر في دولة الإمارات العربية المتحدة لتوسيع مساحة صالة العرض لتلبية الطلب المتزايد. فتحت وكالة جديدة في سيتي ووك في دبي لعرض مجموعة بي واي دي، والتي تم تقديمها للتو في الدولة.

قال حسن نيرجيز، العضو المنتدب لشركة الفطي: "إن تكلفة المعيشة في أذهان الكثير من الناس في الوقت الحالي حيث يحاولون خفض التكاليف. وهذا يجعل الناس أكثر حساسية بشأن ما ينفقونه كل شهر على سيارتهم ".

وأضاف أن الأبحاث التي أجرتها شركته تشير إلى أن المواقف تجاه السيارات الصينية آخذة في التغير.

قال نيرغيز: "ربما كان الأمر كذلك، فقد كان يُنظر إلى السيارات الصينية على أنها مقلدة أرخص قبل حوالي 10 سنوات، لكن لم يعد هذا هو الحال بعد الآن".

يربط الناس بين المنتجات الصينية وأفضل التقنيات المتقدمة. ما عليك سوى إلقاء نظرة على النجاحات التي حققتها هاواوي في قطاعها ضد آبل.