الزحام المروري يسبب القلق والاكتئاب وأحيانًا أمراض القلب

حذر أحد علماء النفس الإكلينيكيين من أن التعرض المطول لضغط المرور يمكن أن يزيد من هرمون الكورتيزول وغيره من هرمونات التوتر، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب والصداع وحتى أمراض القلب.

يقول السكان والخبراء إن المعاناة اليومية من الازدحام المروري الشديد ليست مجرد إزعاج، بل لها آثار عميقة على الصحة النفسية، وغالبًا ما تؤدي إلى زيادة التهيج والإحباط وحتى مشاكل الغضب.

الزحام المروري يسبب القلق والاكتئاب وأحيانًا أمراض القلب

بالنسبة لبعض المسافرين، أصبح عبء التنقل عبر الطرق المزدحمة مصدرًا رئيسيًا للتوتر، مع آثار على صحتهم النفسية وإنتاجيتهم.

على الرغم من أن المغادرة المبكرة قد تساعد أصحاب السيارات في الوصول إلى مكاتبهم في الوقت المحدد، إلا أنها تأتي بتكلفة كبيرة على حساب وقت الراحة والعائلة وغيرها.

تعب جسدي ونفسي

قال الدكتور دانيش كورو بام، طبيب نفساني سريري في مستشفى إن إم سي رويال، مدينة خليفة، أبوظبي: "يؤثر الازدحام المروري على الأفراد على عدة مستويات - جسديًا ونفسيًا ومعرفيًا واجتماعيًا".

وتابع: "يمكن أن يؤدي التعرض المطول للإجهاد المروري إلى زيادة الكورتيزول وغيره من هرمونات التوتر، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب والصداع وحتى أمراض القلب".

الزحام يسبب الشعور بالإحباط والغضب

وأشار الدكتور دانيش إلى أن مشاعر العجز أثناء الاختناقات المرورية يمكن أن تؤدي إلى الإحباط، والذي غالبًا ما يتصاعد إلى الغضب.

يمكن أن يتجلى هذا الغضب في ممارسات القيادة غير الآمنة، سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة، مثل القيادة المتهورة أو الغضب على الطريق.

أثر مضاعف على مرضى القلق والاكتئاب

كما أشار الدكتور دانيش أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل ADHD أو القلق أو الاكتئاب هم أكثر عرضة للتأثر سلبًا من الزحام المرور.

حيث يمكن لهذه الاضطرابات أن تؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، وتزيد من التوتر خلال رحلات التنقل اليومية.

كيفية التعامل مع توتر الزحام المروري

هناك العديد من الطرق التي تجعل قضاء وقت طويل في الزحام المروري مثمر، مثل الاستماع إلى الكتب الصوتية والبودكاست التحفيزية.

أو يمكن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة وتطبيقات التأمل أو الاستماع إلى القرآن الكريم.

على نطاق أوسع، يمكن أن يخفف تحسين وسائل النقل العام ومرونة ترتيبات العمل من العبء على الركاب.

إذا أمكن، حاول أن تنطلق بسيارتك خارج أوقات الذروة لتجنب الزحام قدر الإمكان، وحدد طريقك مسبقًا وقدر الوقت الذي ستستغرقه للوصول إلى وجهتك.

تجنب التسرع أو الانفعال، وحاول أن تكون صبورًا مع السائقين الآخرين. فالتصرفات الخاطئة أحيانًا تزيد من أزمة المرور.

إذا كان ذلك ممكنًا، فكر في استخدام وسائل النقل العام، مثل المترو أو القطار أو الدراجة لو المسافة قصيرة لتجنب القيادة في الزحام.

وإذا كان عملك يسمح بذلك، فاستفد من خيار العمل عن بعد لتقليل عدد أيام الذهاب والإياب، وهو خيار بدأت دولة الإمارات في تنبيه لتخفيف الزحام المروري.