الـرقـي... المديني

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
الـرقـي... المديني

توفر أودي فئة من صغيرتها A1 بمحرك قادر على توفير 185 حصاناً. حسان بشور يضعها تحت الإختبار في محاولة لمعرفة ما إذا كان تزويدها بتوربو سيرفع من متعة قيادتها

أعتقد أن عملية إعادة إحياء علامة ميني وسياراتها المدمجة الحجم لم يكن عبارة عن لعبة تجارية تمكنت معها بي ام دبليو من الحصول على عدد من المكاسب المادية والمعنوية وحسب، بل كان بمثابة برهان قاطع على أن السيارة المدينية المدمجة قادرة على أن لا تكون مجرد سيارة رخيصة الثمن. فمنذ إعادة إطلاق ميني عام 2000، خرج أكثر من مليوني سيارة من مصانع الشركة البريطانية ـ الألمانية وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى أن الطلب على السيارات المدينية المدمجة ذات النوعية الجيدة مرتفع وهذا ما أدى بعدد كبير من الصانعين الى دخول هذا الميدان ومنهم أودي التي حمل سلاحها في هذا القطاع من عالم صناعة السيارات تسمية A1. وعلى الرغم من توفر A1 بعدة فئات تختلف عن بعضها البعض لجهة المحركات والتجهيزات، إلا أن أودي قررت أن توفر فئة رياضية من هذه السيارة زودتها بمحرك مع جهاز توربو وميزتها عن شقيقاتها بعدد من التجهيزات الداخلية والمعالم التصميمية الخارجية.

فمن الخارج، نالت نسخة الـ 185 حصان من A1 مجموعة إضافات S Line الرياضية التي تتوفر ضمن لائحة تجهيزاتها القياسية والتي تشمل تفاصيل رياضية منها الشبك الأمامي الأسود كلياً والصادم الأمامي بفتحتي التهوئة الأفقيتين وتلك العموديتين القريبتين من فتحات الإطارات الأمامية والتنانير الجانبية النافرة والأقواس المحيطة بالمساحات الزجاجية الجانبية والتي أخذت لنفسها لوناً قاتماً وعاكس الهواء الخلفي وناشر الهواء والمرايا الجانبية ذات الأغطية القاتمة والعجلات المعدنية الرياضية التي يبلغ قطرها 18 إنشاً. وبإختصار، تتماثل هذه السيارة مع شقيقاتها اللواتي تحملن تسمية A1 وتتطلب من العامة أن ينظروا الى شعاري S Line الموجودين على الرفاريف الأمامية للتمكن من معرفة هويتها وذلك على عكس ميني كوبر S التي ميزتها شركتها بعدد من المعالم الحصرية. ومع ذلك، لا يمكن للمرء عند رؤيته لـ A1 موضوع التجربة إلا أن يشعر بالرقي والأناقة اللذان تتحلى بهما.

وتحت هيكلها، تخفي A1 - 1,4 TFSI S-Tronic محركاً من 4 أسطوانات متتالية بسعة 1,4 ليتر جرى تزويده بجهاز توربو وسوبر تشارجر بعد أن أضيفت الى تسميته حروف TFSI وهو نفسه المحرك الذي يتوفر لبنات عم هذه السيارة، أي كل من سكودا فابيا RS وفولكسفاكن بولو GTI وبعض سيارات فولكسفاكن الأخرى، إلا أنه مع صغيرة أودي نال بعض التعديلات التي رفعت قوته بمعدل 5 أحصنة لتبلغ 185 حصاناً يمكن الشعور بها بالكامل عند 6200 دورة في الدقيقة. وبفضل أنظمة التلقيم الإضافية، إرتفع عزم الدوران الذي يمكن لهذا المحرك أن يولده الى 250 نيوتن متر يمكن إستخراجها إبتداءً من 2000 ولغاية 4500 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوى المحرك الى العجلتين الأماميتين الدافعتين من خلال علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 7 نسب أمامية متزامنة تطلق عليها أودي تسمية S-Tronic بينما هي علبة تروس DSG العاملة بقابض فاصل مزدوج التي توفرها فولكسفاكن ولكن بعد أن طاولتها أنامل مهندسي أودي ببعض التعديلات الطفيفة.

وهنا، قد يشعر السائق الرياضي ببعض الإزعاج عندما يحاول الإنطلاق بطريقة سريعة ذلك أن إلكترونيات علبة التروس تؤخر وصول القوة الى العجلات، الأمر الذي يتطلب من المرء أن يضغط على دواستي التسارع والمكابح ورفع دوران المحرك الى حدود تدخل أجهزة التلقيم الإضافية قبل أن يرفع قدمه عن دواسة المكابح وحينها يمكنه أن يشعر بتسارع A1 – 1,4 TFSI S-Tronic من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س والذي تعلن أودي أنه يبلغ 6,9 ثانية. وهنا، قد يبدو هذا الوقت وكأنه طويل نسبياً ولكن مع وزن السيارة البالغ 1190 كلغ، توفر هذه السيارة لسائقها شعوراً بقوتها، خصوصاً أن جهاز المقود ينقل ما تتعرض له الإطارات الإمامية الى يدي السائق بنزاهة مطلقة ولدرجة أن هذا السائق سيشعر أيضاً بتدخل جهاز التحكم بالتماسك بعمل الإطارين الأماميين. أما في حال أراد سائق هذه السيارة أن يستمر في القيادة الهجومية، فسيتوجب عليه مراقبة عداد دوران المحرك بإستمرار وتبديل النسب يدوياً عبر العتلات الموجودة خلف المقود أو عبر مقبض علبة التروس وذلك بمجرد وصول دوران المحرك الى 5000 دورة في الدقيقة. فمحرك هذه السيارة وشأنه لكل المحركات المزودة بأنظمة توربو أو سوبر تشارجر أو الإثنين معاً، يفقد قسماً كبيراً من زخمه بعد تعدي حدود الـ 5000 دورة في الدقيقة. وفي هذا السياق وعلى الرغم من أن علبة التروس تشعرك بأنها تتردد لثانية أو إثنتين ريثما تختار النسبة المناسبة للإنطلاق بطريقة هادئة، إلا أن تبديلها للنسب بعد الإنطلاق سيفاجئك بنعومته وسرعته وسلاسته وبالأخص في حالات التبديل اليدوي.

وعلى صعيد آخر، قررت زودي تزويد سيارتها هذه بتعليق قوامه الأمامية الرئيسية شعب مزدوجة سفلية مع قوائم ماكفرسون الإنضغاطية التي يقابلها في الخلف محور إلتوائي مع نوابض معدنية حلزونية وماصات صدمات. ومع أن هذه السيارة نالت معايير رياضية لتعليقها الذي يراعي الراحة نسبياً، إلا أن قيادتها بطريقة رياضية تشعر السائق بأنها حيوية يساعدها في ذلك مقود دقيق ومباشر يمكن السائق من وضعها في المكان الذي يريده في المنعطفات ولكن شرط أن لا يدفعها الى أكثر من حدودها القصوى لأنها في هذه الحالة ستعاني من بعض الإنزلاقات الأمامية.

وفي سياق الكلام عن الإنزلاقات، لا بد من الإشارة الى أن A1 – 1,4 TFSI S-Tronic قادرة على عدم إشعار سائقها بسرعتها، خصوصاً أنها تتمتع بمستويات تماسك ممتازة، سواء كان ذلك في المقاطع المستقيمة أو في الطرقات ذات المنعطفات السريعة. وفي هذا الإطار، تتطلب A1 – 1,4 TFSI S-Tronic من سائقها بعض الوقت للتأقلم مع طريقة إنتقال قوة محركها الى العجلتين الأماميتين الدافعتين اللتين تعانيان من ثبات متدنٍ تحت تأثير التسارعات المفاجئة عندما لا تكون هذه الإطارات مستقيمة. ولكن ما أن يتعلم المرء أن هذه السيارة تتطلب منه أن يعتمد ضغطاً تدريجياً على دواسة التسارع في المنعطفات حتى يبدأ بالتمتع بما لديها من مواهب. وعلى الرغم من هذه السيارة لا تتصرف وكأنها سيارة كارتينغ، إلا أنها متماسكة مع بعضها البعض ومع الطريق يساعدها في ذلك عجلاتها المعدنية الرياضية الخفيفة التي يبلغ قياسها 18 إنشاً. وعلي الرغم من هدير عادمها الرياضي، إلا أن مقصورتها هادئة وقادرة على عزل الضجيج الخارجي، خصوصاً أن أودي لم تساوم لا في طريقة بناءها ولا في المواد التي تعتمدها لبناء مقصورتها التي تقوم على جودة تصنيعية من المعيار الذي يتوقعه المستهلك من سيارات تحمل شعار الدوائر الأربعة.

وكما يشعر المرء بأناقة التصميم الخارجي، سيشعر بذلك في الداخل وبالأخص في لوحة القيادة التي زودت بأربعة مخارج لهواء المكيف إعتمدت تصميماً يبدو وكأنه مستوحىً من الطائرات القديمة. وفي منتصف وأعلى لوحة القيادة، وضعت أودي شاشة وسطية كبيرة لجهاز الملاحة ولنظام MMI الذي يمكن وصل الأجهزة الموسيقية الرقمية الخارجية اليه. وهنا، يمكن القول أن لوحة القيادة عملانية إذ يمكن التعامل مع كافة مكوناتها التي تقع في متناول اليد، بسهولة بالغة. ومن ناحية أخرى، تتمتع A1 – 1,4 TFSI S-Tronic بمساحات داخلية أمامية أكثر من كافية عززتها أودي بوضعية قيادة وجلوس ممتازة تناسب كل القامات والأحجام. وهنا، لا يمكن إغفال الراحة التي يوفرها المقعدين الأماميين ولا قدرتهما على تثبيت الأجسام أثناء القيادة الرياضية والمناورة في المنعطفات. أما في الخلف، فالمساحات جيدة جداً ولكن الوصول الى المقعد الخلفي صعب نسبياً.

أخيراً، يمكن القول أن هذه السيارة تتفوق على ميني كوبر S في بعض النواحي وتخفق في البعض الآخر ولكنها في النهاية تحمل شعار أودي وهذا ما يلعب في صالحها، خصوصاً أنها توفر لسائقها متعة قيادة متقدمة وبغض النظر عن ظروف القيادة كما أنها تملك من الإمكانات ما يمكنها من توفير صورة خاصة عن سائقها عنوانها الرقي المديني.

«أنظر اليها ولن ترى إلا الرقي والأناقة ولكنك لن تميزها عن A1 القياسية إلا بعد رؤية مجموعة S Line وشعاري S على الرفرافين الأماميين»

«تطلق عليها أودي تسمية S-Tronic بينما هي في الحقيقة علبة تروس DSG العاملة بقابض فاصل مزدوج والتي توفرها فولكسفاكن لعدد كبير من سياراتها»

« تتطلب A11,4 TFSI S-Tronic من سائقها بعض الوقت للتأقلم مع طريقة إنتقال قوة محركها الى العجلتين الأماميتين الدافعتين»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات