بالفيديو.. ‏ قرية إيطالية لم ولن تدخلها السيارات

هل تعتقدُ أن هناك أماكنَ لم تدخُلْها السياراتُ؟ نعم إنها موجودةٌ بالفعلِ.. قريةٌ في المناطقِ الجبليةِ في إيطاليا لم تدخُلْها السياراتُ قط ولن تدخُلَها أبدًا.. هي قرية "شامواه" الواقعةُ على منحدراتٍ شديدةٍ في وادي أوستا الواقعِ في شمالِ غربِ إيطاليا.

وتُعَدُّ شمواه القريةَ الوحيدةَ في البلادِ التي لا يمكنُ الوصولُ إليها باستخدامِ السيارةِ، فهي مجموعةُ قرى يصلُ عددُها إلى سبعةٍ، ويتمُّ الوصولُ إليها عبرَ ممرَّاتٍ لا يتسنَّى للسياراتِ السيرُ خلالَها ولا يتمُّ الوصولُ إليها إلا بالسيرِ على الأقدامِ أو باستخدامِ الدرَّاجاتِ البخاريَّةِ أو الهوائيةِ وبعضِ الجرَّاراتِ العَرضِيَّةِ.

في أوائلِ الستينيَّاتِ، وجدَ سكانُ القريةِ التي تعودُ إلى القرنِ الثامنَ عشرَ أنفسَهم معزولين وفكَّرُوا إذا كانوا يريدون دخولَ عصرِ السياراتِ ووصولِها إليهم أم لا.

وفي عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةٍ وستين، صوَّتَ خمسةٌ وتسعون في المئةِ من سكانِ البلدةِ ضدَّ إنشاءِ شبكةِ طرقٍ تربطُهم بالوادي أسفلَ القريةِ، لكن دونَ إصرارٍ على العزلةِ؛ فبدلًا من دخولِ السياراتِ، طالبَ أهلُ القريةِ ببناءِ تلفريك ليكونَ وسيلتَهم في الصعودِ والنزولِ من القريةِ، وليحلَّ محلَّ الحيواناتِ التي كانت تُعاني من السيرِ في هذا الطريقِ الشاقِّ.

ومن خلالِ الارتباطِ بأقربِ قريةٍ إلى شمواه –وهي قريةُ بواسون الواقعةُ أيضًا في الوادي– سيكونُ لدى شامواه أولُ اتصالٍ بشبكةِ الطرقِ التي توحِّدُ إيطاليا ككل.

وأصبحتِ القريةُ ملجأً للراغبين في الهروبِ من الزحامِ وصخبِ السياراتِ.. فهي مكانٌ لقضاءِ الإجازاتِ دونَ ضغوطٍ. وللوصولِ إلى القريةِ تقومُ بقيادةِ سيارتِك الخاصةِ إلى بواسون، والوقوفِ في موقفٍ للسياراتِ في المصاعدِ وركوبِ التلفريك للوصولِ إلى هناك.

وفي القريةِ كنيسةٌ ونافورةٌ، ومتجرٌ واحدٌ يبيعُ الهدايا التذكاريةَ والاحتياجاتِ من الخبزِ والطعامِ والملابسِ.

ويفتحُ التلفريك من بواسون إلى شامواه كلَّ يومٍ من أيامِ السنةِ من الساعةِ السابعةِ صباحًا حتى العاشرةِ والنصفِ مساءً، ويعملُ كلَّ ثلاثين دقيقةً، أو كلَّ خمسَ عشرةَ دقيقةً في أوقاتِ الازدحامِ الشديدِ خِلالَ فصلِ الصيفِ.. يتمَّ تمديدُ ساعاتِ العملِ في يومَيْ السبت والأحد خلالَ فترةِ عطلةِ أغسطسَ، وخلالَ أحداثٍ معينةٍ.