بي ام دبليو X5 نفس المعادلة الناجحة

على الرغم من أن بي ام دبليو تدعي أنه عبارة عن جيل جديد كلياً، إلا أن طراز العام القادم من X5 ليس إلا عملية تطوير لمعادلة X5 التي لطالما كانت ناجحة

من يتتبع أخبار عالم صناعة السيارات يعلم أن كل شركة تشتهر بطريقة عمل تختلف عن ما يعتمده الآخرون. فـ بي ام دبليو بدأت خلال السنوات الأخيرة بإبتكار قطاعات جديدة من السيارات مع سيارات شأن طراز X6 الذي جمع بين مواصفات السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال ومميزات سيارات الكوبيه. أما فئة 5GT وعلى الرغم من غرابتها التصميمية، إلا أن شركتها أرادت من خلالها أن توفر سيارة تمزج بين سيارات الستايشن واغن وسيارات الكروس أوفر لتعود فتقدم مؤخراً فئة مصغرة من 5GT حملتها تسمية 3GT بالإضافة الى فئة إختبارية مصغرة من X6 حملت تسمية X4.

أما بداية هذه السياسة، فكانت خلال التسعينات عندما إستحوذت بي ام دبليو على مجموعة روفر التي أبقت منها اليوم على علامة ميني. وفي تلك الفترة ولأن بي ام دبليو لم تكن تملك أي سيارة رياضية متعددة الإستعمال، قررت أن تستفيد من ملكيتها لفرع لاندروفر الذي يملك خبرات لا تنتهي في عالم صناعة السيارات المندفعة بالعجلات الأربع لتطلق عام 1999 سيارتها X5 التي باتت اليوم من أشهر السيارات المتعددة الإستعمال والمخصصة تبعاً للشركة البافارية للنشاطات الرياضية على أنواعها.
أما اليوم وبعد أن وصل الجيل الثاني من X5 الذي قدم عام 2007، الى نهايات عمره الخدماتي، يمكن القول أنه لا يمكن لإثنين أن تختلفا حول مدى النجاح الذي سجلته هذه السيارة في مختلف الأسواق العالمية والذي أدى ولو بطريقة غير مباشرة الى دخول عدد كبير من الصانعين في هذا الميدان وبالأخص منهم الصانعين الألمان شأن مرسيدس وسيارتها ML وأودي التي قدمت طراز Q7 وبورشه مع سيارتها كايين. وعلى الرغم من الإختلاف بين قدرات هذه السيارات، إلا أن السبب الرئيسي بولاداتها يعود الى سيارة واحدة هي الجيل الأول من بي ام دبليو X5 الذي بقي في الإنتاج من العام 1999 ولغاية العام 2006 حين تم إستبداله بالجيل الثاني الذي وصل الى صالات العرض منذ مطلع العام 2007 حين نال عملية إعادة تصميم شبه كاملة طاولت كل ما فيه سواء كانت العين المجردة تراه أم لا. وخلال الآونة الأخيرة ومع تأكد الخبر الذي يعلن عن إقتراب موعد إطلاق الجيل الثالث من X5، بدأت وسائل الإعلام المتخصصة وشبكات التواصل الإجتماعي بإطلاق كميات كبيرة من الصور المموهة لـ X5 الجديد ملأت المواقع الإلكترونية على أنواعها.

وعلى الرغم من كثافة هذه الصور، إلا ما أن ترونه في الصور المرفقة بهذا الموضوع ليس إلا النسخة النهائية من الجيل الثالث والجديد من X5 الذي ما أن يراه المرء حتى يشعر أن ما قامت به بي ام دبليو من تعديل في التصميمين الخارجي والداخلي كان بعيداً عن التبدلات الجذرية لدرجة يمكن وصفه بالتطوير والتجديد. وهنا، يمكن القول أنه في ظل النجاح الذي حققته هذه السيارة والذي إنعكس على شكل مبيعات زادت عن 1,3 مليون سيارة، كان الحل الأمثل أمام بي ام دبليو محصوراً بالتركيز على التطوير والتحسين بدلاً من التعديل الكلي لأن عدم نجاح التصميم الجديد قد يكون ذو عواقب وخيمة وليتم في النهاية الإعتماد على مبدأ تطوير المعادلة التي سجلت النجاح الساحق ولا.. تزال.
من الخارج، قامت بي ام دبليو بالتخلي عن المساحات الملساء والزوايا الناعمة وإستبدلتها بمزيد من القساوة مركزة على تعدد المستويات وهذا ما وفر إحساساً بأن حجم X5 الجديد إزداد، خصوصاً بعد أن إزداد مستوى نفور خط الوسط في هذه السيارة التي نالت فتحتي تهوئة أماميتين بشكل الكلية إزداد حجمهما بحيث باتا يلامسان المصابيح الأمامية. وهنا، أصبح الشبك الأمامي ثابتاً بعد أن كان يرتفع مع غطاء المحرك في السابق. ومع إبعاد العجلات الأربع الى أقصى الزوايا الخارجية وزيادة طول قاعدة العجلات، يشعر المرء أن إمكانية تزويد X5 الجديد بصف ثالث من المقاعد أصبح منطقياً، خصوصاً أن بي ام دبليو زودت سيارتها هذه بمقعد خلفي قابل للطي بنسبة 40 و 20 و40  كما زادت أبعاد X5 الخارجية بمعدل 3,2 سم لجهة الطول و0,6 سم لجهة العرض، مقابل خفض الإرتفاع الإجمالي بمعدل 1,3 سم. أما في الداخل، فكان التعديل معتدلاً إذ تم التخلي عن تجويف العدادات الثنائي لصالح تجويف يعتمد شاشة TFT، فيما حافظ الكونسول على تصميمه العام. أما الشعور العام الذي لا ينفك يراود من يرى X5 الجديد، فيتمثل بشكل رئيسي بأن مقصورته إزدادت ترفاً وجودةً.

وفي وقت تفيد الأنباء أن X5 الجديد خسر حوالي 90 كلغ من وزنه الإجمالي، تشير هذه الأنباء أيضاً الى أن هذه السيارة ستتوفر مع محركي ديزل جديدين يتألف كلاهما من 6 أسطوانات متتالية سعة 3,0 ليتر بقوة 258 و381 حصاناً على التوالي. أما محركات البنزين، فهي محصورة بمحرك واحد في الوقت الحالي وهو محرك الأسطوانات الثماني بشكل V سعة 4,4 ليتر. ويعمل هذا المحرك بالتعاون مع جهازي توربو ونظام بخاخ مباشر مع جهاز فالف ترونيك للتحكم بتوقيت عمل الصمامات ليولد قوة 450 حصاناً يمكن إستخراجها عند مستوى 5500 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع 650 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر بين 2000 و4500 دورة في الدقيقة وهذا ما يمكن X5 الجديد من الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في خلال 5 ثواني ومن الوصول الى سرعة قصوى محددة إلكترونياً بـ 250 كلم/س. أما الإستهلاك، فتعلن بي ام دبليو أنه سيراوح في حدود 10,5 ليتر لكل 100 كلم يساهم بها عدد من التقنيات شأن نظام المكابح الذي يقوم بتجميع الطاقة المهدورة وجهاز توقف  / إنطلاق، بالإضافة الى جهاز مقود كهربائي وإطارات تتميز بمستويات إحتكاكها المنخفض.

ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال كمية التقنيات المتطورة الهائلة التي ستتوفر لـ X5 الجديد ومنها نظم DSC للتحكم الديناميكي بالتماسك وABS لمنع غلق المكابح وDTC للتحكم الديناميكي بالتوازن وCBC للتحكم بكم الكبح لكل إطار وDBC للتحكم الديناميكي بالكبح، إضافة الى أجهزة مساعدة الكبح والكبح عند الطلب وتثبيت السيارة عند الإنطلاق على طريق تتجه صعوداً وتجفيف المكابح والتحكم بالثبات عند جر مقطورات خلفية والتحكم بنزول المنحدرات وجهاز DPC للتحكم بالتأدية من خلال المفاضلة بقدرات الكبح على الإطارات الخلفية لمساعدة السيارة على الدوران في المنعطفات وذلك من دون إغفال جهاز المساعدة في ركن السيارة ونظام عرض المعلومات على الزاوية اليسرى السفلية من الزجاج الأمامي وجهاز الرؤية الليلية ونظام الإنارة الأمامية النشطة والكثير غيرها من الأجهزة التي ترفع مستويات الأمان والسلامة.
ومع أن بي ام دبليو ستوفر نسخاً من X5 تندفع بعجلتين بدلاً من العجلات الأربع ستحمل تسمية sDrive في بعض الأسواق، إلا أن ذلك يتوقف على طلبات الأسواق وهذا ما يرجح أن هذه النسخ لن تصل الى منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن المنافسة الرئيسية لـ X5 تشمل كل من مرسيدس ML وبورشه كايين وأودي Q7 التي تندفع جميعها بالعجلات الأربع.